توضيح ما ورد فيما كتب عن الأتحاد العام لطلبة اريتريا وتجاربه مع قيادات الجبهة

بقلم الأستاذ: احمدين ابراهيم الحاج حسين

بداية اننى سعيد للأهتمام والتفاعل الواسع الذى حظيه الكتاب ومشاركة عدد كبير للكتابة عنه، بغض النظر عن الأختلاف

او الأتفاق فى بعض ماكتب والتى نحن بصدد توضيحها. لأنه لو لم تكن فى الكتاب ما يستحق الأهتمام بها او الجديد من المعلومات والوثائق جديرة بالقراءة لما وجد كل هذا الأهتمام الواسع فى فترة ز منية قياسية كهذه، وخصوصا فى مثل هذه الاوضاع القاسية، للنشر والتوزيع. وهذا الأهتمام الواسع والأتصالات من كل حدب وثوب للتهنئة والأشادة، اسعدننى كثيرا وحافز مهم للمواصلة فى التوثيق وتقديم الجديد، والذى أعتبره أهم دعم نقدمه للاجيال الجديدة والقادمة الملقاء على عاتقها لمواصلة المسيرة وتجديدها والاستفادة منها لدعم الأيجابيات وتصحيح وتجاوز السلبيات. التاريخ هو ذاكرة الشعوب، وهذه الذاكرةيجب ان تعبى بالأ حداث كما حدثت والمواقف كما اتخذت والسلوك والممارسات ايضا كما مورست، وتسجيل ما كتب كما كتب ولا ينبقى - اذا كنا أمينين وصا دقين مع انفسنا اولا ومع اجيالنا ثانيا - اللجؤ الى الانتقائية حتى لا يكون التاريخ مزورا.

يخطئ من يظن ان التاريخ ومسيرات الشعوب كلها خطوط مستقيمة ايجابية أو الأ كتفاء بأخذ الأيجابيات فقط وتسجيلها، فالشعوب الحية تهتم بالسلبيات والعثرات فى مسيراتها بنفس القدر من الاهتمام للايجابيات لأن دراستها وفهمها بحد ذاته يعد أيجابيا حيث يجنب الشعوب من التكرار الوقوع فيها مستقبلا. ولابد ايضا من الأشارة على ان كل من عمل فى العمل العام هو ملك التاريخ، والتاريخ ملك الجميع بغض النظر عن كونه وطنيا او من جنسيا ت وبلاد اخرى، وليس هناك من يستطيع احتكار كتابة التاريخ او يستطيع ان يضع خط احمر على كتابة التاريخ او السعى للحصول على المعلومات والوثائق من اى جنس كان او البلد. فا الوثائق التى نشرناها كان يمكن ان ينشرها اى باحث من امريكا وآسيا واروبا وافريقيا ...الخ، فلا يستطيع احدا منعه او الزعم بأنه لايحق له بكونه ليس ارتريا مثلا. وايضا ليس من حق احد ان يسأله من اين حصلت على الوثائق، وخصوصا فى حالة وضع الثورة الأريترية بوجه عام وجبهة التحرير الأريترية على وجه الخصوص، حيث دمرت كميات هائلة من الوثائق ابان دخولها الى الأراضى السودانية ودفنت كميات كبيرة اخرى، كما وقعت اوسلمت كميات هائلة اخرى من الوثائق فى ايدى الخصوم سواء من الميدان او من المكاتب الجبهة الخارجية، كيف يمكن المراء ان يتسأل فى ظل اوضاع كهذه من اين حصلت على الوثائق.

وعلى كل حال من يريد ان يعرف عن هذا نحيله الى الحوار الذى اجراه الاستاذ احمد ابو سعدة مع احمد ناصر والذى نشره فى كتابه تجربته مع الثورة الأريترية، حيث قال فيه احمد ناصر، اثناء دخول الجبهة الى الأراضى السودانية دفنا كميات كبيرة من الوثائق، واكثر ما كان يحزننا، ان المواطنين من ابناء المنطقة يحفرون تلك ظنا منهم المدفون هو سلاح وتتطاير الوثائق فى الهواء تتقاذفها الرياح. وهل يعلم احدا من ضمنهم قيادة الجبهة التى كان ينبقى ان تحمى تلك الوثائق وتحافظ عليها كم من الوثائق مازالت مطمورة تحت الأرض اوكم منها اصبح فى مهب الريح او احتفظ فى ايدى المواطنين فى تلك المناطق. وايضا من المهم الأشارة الى معنى العام والخاص، حيث البعض اعتبر وثيقة عبد الحق شحادة هى خاصة. الخاص هو ما يخص الفرد وشؤنه الخاصة او الأسرة وشؤنها، اما العام فهو مايهم المجتمع ويتصل بهمومه وشجونه وقضاياه ومشاكله ...الخ فاالوثيقة المذكورة عن هذا الهم العام مقدمة من الصديق للثورة الأريترية والشعب الأريترى الى قائد جيش التحرير الاريترى بصفته القيادية وليس الاسرية واستشهد على كثير مما اورده فيها الى لجنة العلاقات الخارجية لجبهة التحرير الاريترية ومكاتبها الخارجية منها مكتب الجبهة فى القاهرة وطلب منه ان يطلع زملائه من قيادة المجلس واجزم بانه لو كانت قد أتيحت له فرصة حضور المؤتمر الوطنى الثانى لقاله أمام المؤتمرين. أى خصوصية فى هذا، أذن، وعبدالله ادريس لم يكن قائدا للأسرة او العشيرة لنعتبر ما كان يرفع اليه خاص له.

اما بخصوص الاستئذان لنشرها، فليس مطلوبا، ولسبب بسيط وهو ان حق السيد عبد الحق شحادة انقطع برفع المذكرة او الرسالة، كان يمكن القيادة وقتها ان تنشرها او ان تجرى التحقيقات فى ماوردفيها اذا ارادت ذلك ولم يكن فى مقدور كاتب الرسالة ان يمنع ذلك لو كان قد حدث، وبعد وضعها فى ملفات الثورة الأريترية اصبحت جزء من وثائق الثورة والتى، كما اسلفنا الذكر انها حق عام. واود ان الفت النظر هنا، فى الوقت الذى كنا نسعى لدعوة من هم اقل فهما وارتباطا بالثورة الأريترية، لم يحدث ان دعى السيد عبد الحق شحادة فى المؤتمرات الوطنية او فى اوقات اخرى الى الميدان بالرغم من رغباته الملحة فى ذلك فى كل من عهدى المجلس الأعلى والمجلس الثورى على السواء وهذا يثير فى حد ذاته التسألات عن اسبباب منعه من تحقيق رغباته للزيارة الى الميدان كما اود ان اشير ايضا الى الملاحظة التى وردت من الاخ سليمان آدم سليمان بعدم معرفتى لكاتب الرسالة المذكورة اعلاه، با لرغم من ان الحصول على الوثائق لايرتبط بالمعارف والعلاقات الشخصية بالضرورة مع ذلك افأننى تعرفت اليه وزرت منزله واستمعت اليه مطولا.

فهناك من قال اننى كتبت عن الأحياء والآ خرون قالو كتبت عن الموتى، اذاكان هذا صحيحا اذن، ممن يودون كتابة التاريخ، فهناك من قال بأننى كتبت من صناع التاريخ واذا لم يكتب التاريخ عن صناعه وعن المشاركين فى صنعه، اذن، ممن يمكن ان يكتب، فغير الصناع والمشاركين فلا نصيب يذكر للكتابة عنهم . وفى كل الاحوال، لا الكابت ولا المكتوب او يكتب عنه مقدس كل شئ قابل للأضافة بالمعلومات والوثائق، ولهذا كانت دعوتى من مقدمة الكتاب حتى آخر صفحة منه الى التوسع فى دراسة التجربة وتقديم كل من يعتمل فى صدره معلومات او بحوزته الوثائق ان يميط اللثام عنها وتقديمها للباحثين عن الحقائق وعشاق التاريخ وللاجيال. هذه المقدمة رئيتها ضرو ريةقبل ان انتقل الى التفاصيل لأننى لا استطيع ان اشمل كلما كتب فى هذا الحيز .هذا وجدت فى بعض مما كتب دون مستوى الياقة كما اننى لاحظت انصب جهود البعض فى الجوانب الشخصية اكثر من اهتمامهم فى موضوعات الكتاب مع ذلك لم اكن ارغب فى الكتابة عن هذا الموضوع او الرد عليهم بالرغم من الحاح الأصدقاء حتى لايلتبس على ممن لم يكنو على دراية بالاحداث التى تناولناها، واخيرا اقتنعت بالفعل لابد من تصحيح وتوضيح بعض مماورد فيما كتب. وسأبدأ من المقابلة التى اجراها محمد ادريس عبدالله مع ابراهيم محمدعلى ثم اعرج على المقال الذى كتبه المذكور، والمقابلة من نحرنت، والمقال من النهضة.

حول تاسيس جبهة التحرير الأ ريترية والكفاح المسلح قال ابراهيم محمد على ما يلى: ”وبالمناسبة لم يندلع الكفاح المسلح بقيادة جبهة التحرير الأريترية عكس ما يعتقد البعض، بل سبق وجودها، لان الجبهة تاسست فى العام 1962م بالقاهرة اى بعد اندلاع الكفاح المسلح فى سبتمبر 1961م“ ولم يذكر اليوم او الشهر التى تأسست فيها الجبهة فى القاهرة وايضا لم يذكر على اى مصدر اعتمد فى قوله هذا و لم يذكر تحت اى اسم أو هدف فجر الكفاح المسلح ا و الجهة التى فجرته، حيث نفى ان الجبهة هى التى فجرت الكفاح المسلح وبالتالى بالضرورة ليست رائدتها، وهذا يعنى تقيير جزرى للتاريخ اذا لم تكن اللجبهة هى التى فجرته، نعلم مثل هذا القول روجت له حركة تحرير الاريترية وقتئذ واصدرت البيان تحت عنوان موقفنا من الشفتا وزعمت انهم اى الرعيل الاول هم مجر د عصابات واستقطبتهم لا حقا جبهة التحرير الاريترية، ونعلم ايضا كان الموقف نفسه للجبهة الشعبية قبل اتفاقية اكتوبر عام 1977م حيث لم تكن تعترف ب 1 من سبتبمر او بالمفجر القائد حامد ادريس عواتى بقيادة جبهة التحرير الأريترية، وتذكر جماهير الجبهة ما واجهتها من مشاكل فى اول احتفال مشترك بين التنظيمين حيث رفضت قواعد الجبهة الشعبية لوضع صور القائد عواتى فى منصات الاحتفال، وهل ابراهيم محمد على ينفى على الجبهة ريادتها للكفاح المسلح اعتمادا على ما ذكناه آنفا !!! أما نحن نقول ان جبهة التحريرالأريترية هى رائدة الكفاح المسلح ومفجرتها اعتمادنا فى ذلك على اللائحة التأسيسية للجبهة الصادرة فى 7-7-1960 فى القاهرة، اى قبل عام وحوالى شهرين قبل اندلاع الكفاح المسلح وتبنت فيها الكفاح المسلح كوسيلة استراتيجية لتحرير الوطن ثم تحركت القياة المؤسسة برآسة ادريس محمد آدم للأتصالات وتحريك المقا تلين بقيادة القائد عواتى.

ويقول ابراهيم محمدعلى فى المقابلة المذ كورة اننى اسأت بحق الشيخ ادريس محمد آدم وابنه ابراهيم ولولا المجلس الاعلى وعلى رأٍسهم ادريس محمد آدم لما كان بامكانى ان اقادر قريتى واوصل الى القاهرة لتعلم القراءة والكتابة ”…لما كان بامكان احمدين ابراهيم نفسه مقادرة قريته ويصل الى القاهرة ليتعلم القراءة والكتابة ويكتب، اليس هذه هى الحقيقة يا احمدين فما جزاء الاحسان الا الاحسان“ ثم خاطبنى بأن اراجع ضميرى !!! بداية اننى لم اكن فى موقع الخصم للمجلس الأعلى وعلى راسهم ادريس محمد آدم ولم اسيء اليهم ابدا بل على العكس كنت فى ود واحترام كبير لهم وما قدمو للوطن وعبرت عن ذلك فى ما كتبت عن المقابلة مع السيد محمد آدم وأشرت فى مقدمة الوثيقة مايوحى بأننا قد لانتفق فى بعض ماورد فيها وأوضحنا العامل الذى راعينا فى نشرها ولم اضع فى الوثيغة معلومة واحدة من عندى، وكان يمكن ان ينشرها اى شخص آخر اريترى اوغير اريترى، والتركيز على الجزئية من الوثيغة دون تناول جوانب اخرى كثيرة والتى عانت منها الثورة الأريترية وجبهة التحرير على وجه الخصوص والتى وردت فيها يعكس بعدم الموضوعية وفهم غير صحيح لمشاكل تلك الفترة والتى امتدت الى مرحلة المجلس الثورى وتناولنا نماذج منها، فمثلا لو لم تكن المشاكل والانقسامات الاقليمية والقبلية والمحسوبيات …الخ لماذا كان ذلك الموقف الجماهيرى السلبى الواسع من المجلس الاعلى وايضا موقف الطلاب و جيش التحريرالاريترى وما كان يجرى فى داخله من حركات اصلاحية ...الخ ولماذا حدث انقسام تام بعد عقد من تاريخ الثورة فى قيادة المجلس الاعلى بصورة اقليمية وقبلية فى بغداد بعد توحيد جيش التحرير الاريترى فى مؤتمر ادوبحا والذى انبثقت منه قيادة ميدانية للجيش وما اتخذ فيه من قرارات اخرى للوصول الى المؤتمر الوطنى ووضع برنامج للثورة، جناح منه اتجه من بغداد الى معسكر فتح فى عمان ومن هناك الى سدوحاعيلا لتاأسيس تنظيم ذو طابع اقليمى وجناح آ خر اتجه الى السودان لتأسيس تنظيم قبلى فى عوبل ونكر وقتها ذلك الجناح انه وراء ه ولكن الآن أصبح واضحا بعد ان قدم قا ئد عوبل المحضر التأسيسى للنشر حيث تراجع عن المضى فيه بعد حصوله على الضمانات السياسية والامنية من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطنى الاول للجبهة عبر الرسالة المذكورة فى وثيغة، عبد الحق شحادة ونامل ان تنشر الرسالة بنصها الكامل لتتضح الصورة وهل كانت تعتمد على مكانة ونفوذ الشخصى المرسل دون علم التنظيم واللجنة التحضيرية ام كانت خطة حزب العمل التى كانت تستهدف لكسب حناح المجلس الأعلى بالاستفراد للجناح الآخر.

واذا كان ابراهيم محمد على صادقا فى قوله تجاه ادريس محمد آدم وابنه ابراهيم فهو الاولى بمراجعة ضميره عن الاساآت اليهما وغيرهم من القوة الوطنية وحرمانهم من اداء واجباتهم الوطنية لمجر الخلافات فى الرأى والافكار بل سجنهم وتعذيبهم، للأن سجن ابراهيم هو الذى سبب الامراض التى عانا منهاحيث قال لنا فى المقابلة المذكورة اعلاه ا لسيد ادريس محمد آدم اننى اصبت بالأمراض التى ذكها والتى كان يعانى منها بشدة بسبب اعتقال ابنى ابراهيم، قال هذا بحضور احمد ناصر والملفت للنظر ابراهيم محمد على لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد فى وثيقة حزب العمل التى تعنيه اكثر من الاخرى وبالرغم ما ورد فيها أخطر بكثير جدا مما ورد فى وثيغة عبدالحق شحادة.

واما عن خروجى من قريتى واحسان المجلس الأعلى على تعليمى، أود ان اقول، ان خروج الاريتريين من جميع القرى الاريترية ومن ضنها قريتى، بحثا للعلم ليس جديدا بل سبق ظهور المجلس الأعلى بعقود، ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر، ممن حملوا الشهادات العيا من الخارج وعادو الى وطنهم وسهاموا فى كل المجالات التعليمية والثاقافية والسياسية …الخ مثل الشيخ ابراهيم مختار والقاضى على عمر منذ الثلاثينات حتى مطلع الستينيات من القرن الماضى، والمثال الثانى، (128) رائدا وطنيا ونقابيا والذين اوردنا أسمائهم ووثائغهم فى الكتاب، باعتبارهم مؤسسين اول نقابة طلابية اريترية 1952م، اى قبل اكثر من عقد من تأسبس المجلس الأعلى والذى كان من نتاج ذلكم الرواد، وهم من جميع القرى الاريترية من الجنوب للشمال ومن الشرق الى الغرب، ومن ضمنها قرية احمدين !!!، اما فيما يتعلق بتعليمى، فأنا ابن الثورة وحرقت قريتى مرتين بكل محتوياتها ومنها لايقدر بثمن ولا يعوض مثل المكتبات والمخطوطات ورثناها من جدودنا وزرعت بالألغام لمنع العودة اليها اوالأغتراب منها، وبالتالى لو كنت قد حصلت على الخدمات او منحة دراسية، كان حقا استحقه وليس منة ولا احسان من المجلس الاعلى اوغيره، مع ذلك حصلت على المنحة بمجهودات فردية وكنت ضمن اول مجموعة حصلت على منحة الأمم المتحدة فى القاهرة وكنت صاحب المبادرة ضمت الاخوين الآخرين، الذين تقدمنا بمذكرة تفصيلية عن كل معانات الطلبة الاريترين وظروفهم المادية والصحية ….الخ لمندوب السامى للأمم المتحدة للاجئين الذى قدم من جنيف للزيارة الى القاهرة وسلمناه يد بيد وناقشنا معه فى كل ما اوردناها فى المذكرة امام رئيس مكتب لللاجئين فى القاهرة سعيد حليم ونائبته فوزية، وقبلت المذكرة وفتحنا المجال واسعا امام الطلاب الأريتريين و تشمل الرعاية الصحية والمنح والتعليم فى جميع المجالات والتخصصات.

وقال ابراهيم محمد على فى المقابلة المذكرة اعلاه: ”البيان الذى صدر فى تابين الشهيد كمال جمبلاط لم يكن يمثل موقف التنظيم بل كان تصرف الوفد وعلى فكرة انتقد هذا الموقف فى اجتماعات الحزب والمجلس الثورى حينها“ البيان صدر بأسم التنظيم فى احد اهم المهرجانات الدولية وقتئذ ونشر لاحقا فى المجلة المركزية للتنظيم، وهل يعقل ان الوفد المشارك يصل به التجرؤ الى هذا الحد ويتخذ موقفا مناقضا كليا عن موقف القيادة والتنظيم ثم ينشر البيان فى المجلة المركزية، لايعقل ان يحدث ذلك وان يمر دون محاسبة الوفد لذلك الموقف، واذاكان ما قاله ابراهيم صحيحا فلماذا لم يصدر البيان من التنظيم ونشر فى نفس المجلة المركزية للتنظيم، حيث لم يحدث ذلك وبالتالى يعتبر موقف القيادة وليس الوفد والفرق جوهرى، وايضا لم يكن الموقف الوحيد فى هذا الخصوص هناك مواقف مماثلة اخرى منها على سبيل المثال المقابلة التى اجراه عضو القيادة البارز فى المجلة الديمقراطية التى كانت تصدرها الجبهة الدبمقراطية لتحريرفلسطين والذى اكدفيها اشتراكية جناح منقستو فى الدرج والتى خلقت غضبا ليس فحسب فى اوساط الاريتريين بل ايضا فى الدول الصديقة ووصل حد القطيعة مع جبهة التحرير الاريترية وابعاد ممثلها كما حدث مع الصومال.

بخصوص ما جرى فى داخل القيادة بعد هجوم الجبهة الشعبية، اجاب ابراهيم محمد على مايلى: ”ان حقيقة ما جرى هو ان احمد ناصر(الرئيس) وعبدالله ادريس (المسؤل العسكرى) قد قادرا الميدان فى بداية هجوم الشعبية فى سبتمبر 1980م بناء على طلبهما فى اجتماع اللجنة التنفيذية السماح لهما بزيارة القاهرة لتلبية دعوة الحكومة المصرية، وكان المفروض ان يعودا الى الميدان بعد انجاز الزيارة مباشرة ولكنهما لم يفعلا وغابا فى الخارج لمدة سبعة اشهر من سبتمبر 1980 وحتى مارس 1981م، دون اسباب ومبررات واضحة، اما الضجيج والدعايات المضللة التى روج لها ابواق عبدالله ادريس خاصة، فكانت بهدف ابعاد شبح مسؤلية الهزيمة العسكرية عنه، بأعتباره المسؤل الأول عن الشؤن العسكرية والصاقها واستغلال ذيولها سياسيا ضد من اعتبروهم خصوما سياسيين“ ابراهيم محمد على لم يجيب على الاسئلة التى كانت مطروحة وماتزال حول هذا الغز، والذين تساْلوا وما يزالون ليسو كلهم من ابواق عبدالله ادريس حسب وصف ابراهم محمد على، بل ايضا الذين وقفوا ضده، معروف ان تقيير القيادات او حتى الوزارات فى الحكومات اثناء الحرب خطأ سياسيا وعسكريا ينطوى على مخاطر كبيرة من الدربكه التى قد تحدث فى الخطط والأسليب والشكوك التى قد تخلق عدم الثقة فى كل المستويات العسكرية منها والسياسية….الخ وعلى نفس القدر من الأهمية بل وأكثر، مقادرة الرئيس وقائد الجيش من البلد اثناء الحرب، وحدث هذا فى وضعنا الذى نتحدث عنه، لا ادرى لماذا تجنب ابراهيم محمد على التطرق الى او حتى ذكر القيادة الثلاثية، والتى اطلق عليها قيادة الطوارئ، لماذا شكلت فى تلك الفترة تحديدا وماهى المعايير التى وضعت لتشكيلها، ومعروف ايضا اذا وجدت الضرورةلتشكيل قيادات الطوارئ، فانها تتشكل من اهل الأختصاص، اذاكانت، المشكلة اقتصادية فتشكل من الأقتصاديين، واذاكانت عسكرية فتشكل من العسكريين ...الخ ابراهيم يقر فى موقع آخر من المقابلةأنهما هو وابراهيم توتيل مدنيان ولم يقودا لافسيلة ولاكتيبة عسكرية، وهو محق فى ذلك، اذا كان الا مركذلك لماذا كلفا لقيادة جيش التحرير الأ ريترى، فى تلك المرحلة الحرجة لقيادة الصراع العسكرى الذى حدد مصير التنظيم، وهل يعقل ان يطول غياب الرئيس وقائد الجيش عن الساحة دون مبرر كما ذكر ابراهيم لمدة سبعة أشهر، فى الوقت الذى كانا يتابعان فان جيش التحرير الاريترى قد اقترب من الحدود السودانية والجبهة فى حالة انهيار كامل!!؟ ولم يشير ابراهيم محمد على لماذا ابعد القائد العسكرى المعروف محمود حسب فى نفس الفترة او الأجتماع وهل ايضا كلف ليجلب السلاح من المواطنيين الاريتريين المقيمين فى الحدود الاريترية السودانية؟ واذا كان الرئيس وقائد الجيش قابا لتلك المدة كلها بدون مبرر لماذا اعيدا الى مواقعهما القيادية فى اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمل الأريترى الذى عقد فى مارس 1981م واعيد ايضا محمود حسب الى مواقعه العسكرية السابقة فى نفس الاجتماع، ولماذا تم حل قيادة الطواى فيه؟ من اجل التوثيق ومعرفة الحقائق لابد من تقديم محاضر جلسات القيادة التى تم فيها التقيير فى سبتمبر وجلسات اللجنة المركزية للحزب التى تم فيها اعادة الامور الى وضعها السابق، واذا لم تقدم القيادة محاضر تلك الجلسات لمعرفة ماجرى فيها، فأن الغموض سيظل سيد الموقف والتسالات سوف تستمر.

وابراهيم محمد على ايضا لمح بأن القيادة كانت تعلم الهزيمة مقدما، حيث قال ”والدعايات المضللة التى روج لها ابواق عبدالله ادريس خاصة فكانت بهدف ابعاد شبح مسؤلية الهزيمة العسكرية عنه“ وهذا يوحى بأقرار القيادة بالهزيمة العسكرية قبل حدوثها، منذ بداية الحرب، واذاكان الأمر كذلك، لماذا توقعت الهزيمة ان لم نقل اقرت بها ؟ فماهى الخطط التى وضعتها لتفادى الهزيمة، علما بالرغم من كل ما حدث حتى اجتماع المجلس الثورى العادى لم يعقد ناهيك عن الطوارئ او المؤتمر الوطنى. وايضا ابراهيم محمد على حمل الهزيمة العسكرية لعبدالله ادريس ولم يقل من يتحمل مسؤلية الهزيمة السياسية لجبهة التحرير الاريترية وحزبها الطليعى (حزب العمل) الذى كان يقود التنظيم ؟ وعن عدم مشاركته للسمنار قال: ابراهيم محمد على ”وانا لم امتنع عن حضور السمنار فلم يكن مقصودا وانما بسبب وجودى بعيدا بالقاهرة للعلاج وانا لم امتنع عن حضور السمنار عمدا، وعندما انعقد لم اكن قد اكملت علاجى لااقل ولا اكثر وكنت اتوقع الفشل للسمنار“ وهذا ليس صحيحا بالمرة، وفى لقائنا به اكد لنا بصورة قاطعة انه لن يحضر السمنار الذى تعده القوى الرجعية، وتوقع فشله كما كرر فى هذه المقابلة وكان لقائنا معه فى مطلع اكتوبرعام 1981م والسمنار عقد فى مارس 1982م اى قبل ستة اشهر من عقد السمنار و هو كان موجودا فى القاهرة قبل التاريخ المذكور اعلاه كيف يقول انه لم يكن قد اكمل العلاج بعد ؟ واذاكان السمنار كان معروفا لديه بأنه فاشل فلماذا دعت القيادة الجماهير الى سمنار تعلم مقدما بانه فاشل.ولماذا عجزت لتفادى الفشل التى كانت تعلمه مسبقا…الخ وما قا له هو تكثيف للغموض للقضايا غامضة الذى اكتنف المرحلة منذ بداية الحرب مع الجبهة الشعبية حتى نهايتها وما تلتها من احداث من ضمنها السمنار المشار اليه ولم يجلى منها شئ.

وعن اجابته عن السؤال (23)، فى المقابلة المذكورة مايلى: “اعتقد ان الكاتب الذى تقصده هو احمدين ابراهيم الذى لم اكن ارغب حقيقة الرد عليه لأنه هو نفسه يعرف اكثر من غيره بأن ماكتبه عنى هو اكاذيب مختلقة من عنده، ولكن لطالما سألتنى لابد من توضيح بعض الحقائق: أولا: التأكيد بكل ثقة بأن كل ما اورده عنى فيما كتبه احمدين من اوله الى آخره ما هو الا أكاذيب مختلقة لاتمت الى الحقيقةبصلة لا من قريب ولا من بعيد. وكذلك لسبب بسيط وهو انه لم تكن توجد اية معرفة بيننا ولم يحدث ان التقيت به فى (فورتو) بالميدان او اى مكان آخر، وان المرة الأولى التى التقيته فيها كانت فى بداية 1983م، اثناء زيارتى القاهرة للعلاج، كما لم تكن يربطنى به اى علاقة عمل رسمية، لا عندما كان فى قيادة الأتحادالطلاب حيث كانت المنظمات الجماهيرية قسما تابعا لمكتب الشؤن التنظيمية الذى كان يرأسه الأخ ابراهيم توتيل وليس فى مكتب الشؤن الاجتماعية الذى كنت أترأسه، ولا حتى عندما كان مسؤلا عن مكتب دمشق،... وفى الحالات القليلة الت تعاملت فيها معه اثناء زياراتى الى دمشق بين حين وآخر لم يحدث ان وقع خلاف بيننا بسبب معرضته لرأى اوطلب تقدمت به اليه، الا فى حالة واحدة فقط حينها حاول بعد الأستقلال تحريض الفرع الطلابى الانضمام الى الشعبية.

وأظن ان احمدين ابراهيم ليس من النوع الذى يعارض من هو اعلى منه سلطة بداية من المؤسف جدا ان يهبط ابراهيم محمد على الى هذا المستوى من الحوار فى هذه الفقرة وفى الفقرات السابقة التى تابعناها، ولا نعتقد انه، يليق بقيادى مثله، على كل حال وهذا شانه، ولن أسمح لنفسى مواكبته او مخا طبته بنفس الاسلوب. أما عن انكاره جملة وتفصيلا عن كل ما أوردناه منه دون تحديد اى ممن اوردناها غير صحيحة، يبن صحة مااوردناها وعدم قدرته للاجابة عنها، وعزى ذلك بعدم المعرفة بينى وبينه قبل بداية عام 1983م وايضا ما بعد ذلك التاريخ.

بداية كان لقائنا معه فى القاهرة فى مطلع اكتوبر عام 1981م وليس عام 1983م، وهو نفسه اوضح فى الفقرة التى اوردناها منه اعلاه انه تخلف عن السمنار لمواصلة العلاج والسمنار كما هو معروف عقد فى مارس 1982م. وحددنا بداية علا قة العمل مع ابراهيم محمد على بتكوين لجنة الدفاع عن الثورة والتى شكلت عقب هجوم الجبهة الشعبية على جبهة التحرير الاريترية فى عام 1980م فى البداية اشرف على تاسيسها :كل من الزين يس ومحمدنور احمد وبعد تكوين القيادة الثلاثية التى اشرنا اليها فى الفقرات السابقة، اصبحت تحت مسؤلية ابراهم محمد على واعاد تشكيلها، حيث كنت فى البداية فى خط بوسودان وكانت تضم يسن ابو جهاد من العمال وادحنت من اتحاد المراة وشخصى من اتحاد الطلبة، وفى التشكيل الجديد كلفنى ابراهيم محمد على لرآسة لجنة الدفاع فى منطقة القضارف ومعسكرات لللاجئن والتى ضمت حامد دلشاى رئس رابطة لللاجئين وعبدالله محمد عضو التنفيذى للرابطة، ولم نشاهد ابراهيم توتيل خلال تلك الفترةولقاءاتنا وتقديم التقارير واخذالتوجيهات كلها من ابراهيم محمد على، وعملنا فى القضارف كنا نمارسها من مكتب الجبهة الذى كان يرأسها الأستاذ آدم محمد سعيد وايضا اقامتنا خلال تلك الفترة قضيناها معه، هذه أذن، بداية العمل معه، واذا لم يكن يعرفنى ويعرف مقدرتى، كيف كلفنى بتلك المهمة الكبيرة، حيث كان رئيس لجنة الدفاع هو المشرف السياسى فى منطقته، وكيف ينكر علاقة عمل كهذه، والتى تعرفها كل المنظمات الجماهيرية وعامة الناس، ثم اللقاءات التى اوردناها فى السنوات التى تلت ذلك ضمن عمل قيادة الاتحاد وضمن عمل الجبهة فى السنوات اللاحقة منها فترة عملى فى ادارة مكتب الشؤن التنظيمية الذى كان يرا سها ابراهيم محمد على و كما اوردنا تفاصيلها فى الكتاب، واستمرت تلك العلاقة حتى 30 نوفمبر عام 1994م، حيث كان ابراهيم محمد على يرأس بصفته نائب رئيس التنظيم فريق القيادة الذى كان يضم خليفة عثمان ومحمد عمر يحى، لجرد واستلام مكتب الجبهة بدمشق بمناسبة انتهاء عملى فيه، والقى ابراهيم محمد على كلمة موجزة معبرة بأسم القيادة، واشاد فيها باخلاصى وكفائتى لادارة المكتب وحسن علاقاتى الممتازة مع الجماهير لدرجة لم تقدم عنى خلال فترة عملى شكوى واحدة ضدى وكان هذا آخر علاقات عمل بينى وبين ابراهم والتنظيم.

أما عن المواقف والقضايا التى اختلفنا عليها موجو دة فى الكتاب بالوثائق والبراهين والشهود، ومن له راى فيها فاليتقدم بالثوائق والبراهين يثبت فيها عكسها، اما قوله بأننى لم اكن اعارض لاعلى منى فى السطة، هو قول تنفيها الحقائق الكثيرة جدا المعلنة وليس فقط ماكان يجرى فى كواليس التنظيم، لسبب اساسى اولا لم اكن موظف مع القيادة لأخشى على مرتبى ووظيفتى لانحنى للهم، أنما كنت مناضلا وطنيا فى جبهة التحرير الأريترية اديت فيها واجباتى الوطنية فى حدود طاقاتى وامكانياتى. وهو فهم شاذ بان يحمل او يفكر كهذه عضو قيادة الجبهة.وثانيا تنفيه كليا مواقفنا المعلنة، منها على سبيل الأمثلة وليس الحصر، الاستقلالية الاتحاد السياسية والتنظيمية عن قيادة الجبهة، وكنت من الذين صاغو وثائغهاورئيس المؤتمر الذى اقرها، رفض الأنخراط فى قوات التحرير الشعبية، وكنت الذى قاد الأتجاه، وكنت الذى كشف الشلة فى داخل التنيظم وعرئها،ووضع التعريف لها وصاغ المذكرة بخصوصها وبخط يدى والتى قدمت الى القيادة عبر المكتب الذى كان يرأسه ابراهيم محمد على، وكنت المعترض على ممارسات القيادة منذ الافتتاح على السكرتارية المؤتمر وحتى نهايته، وكنت الذى اعلن المشاركة فى الاستفتاء على الاستقلال ووجهت قاعدة التنظيم فى المناطق التى كانت تقع تحت مسؤليتى وفى المناطق والبلاد الاخرى المقيمين الذين استفسرو عن موقفى فى هذا الخصوص وذلك بخلاف كلى مع القيادة، وفى مواقف ومنطلقات أخرى بعد ذلك موجودة فى ملاحق الكتاب، ولا يستطيع احد انكارها.

أما فيما يتعلق بقوله اننى حرضت فرع الجبهة بالذهاب الى الجبهة الشعبية لم يحدث ذلك بسسبب بسيط، وهو اننى لو اردت الذهاب فاولى ان اذهب بشخصى ولماذا احرض الآ خرين !! كما اننى كنت اكثر وضوحا فى منطلقاتى الخلافية مع الجبهة الشعبية من قيادة الجبهة وما زلت. ومن يريد معرفة ذلك فاليراجع ماكانت تصدره القيادة من بيانات والمذكرة التى رفعتها للجبهة الشعبية وخلافه والمنطلقات التى حددتها وجزء منها مضمن فى الكتاب، بل بالعكس اننى نصحت القيادة بألا تتامل فى الحوار مع الجبهة الشعبية كتنظيم وليس مقبولا لديها الا الذهاب بالفرادى وعليها ان تبحث عن وسائل أخرى لمواجهتها، ونقلت هذا للقيادة عبر خليفة عثمان ومحمد عمر يحيى بعد لقاآتى الأستطلاعية مع سفير النظام فى دمشق،كما ان الفرع لم يكن بحاجة الى تحريض منى اذاشاء ان يذهب، فالقيادة لم تستطيع منع او اقناع رئيس مكتبها للعلاقات الخارجية حيما قرر الذهاب، بل العكس هو الصحيح فالقيادة هى التى حرضت لان يذهب الفرع الى الجبهة الشعبية،حيث حلت المنظمات ومن ضمنهم اتحاد الطلبة، وقال لهم ابراهيم محمد على بأسم قيادة التنظيم فى لقائه بالفرع فى مكتب الجبهه بدشق، ان التنظيم جمد نشاط المنظمات وليس لدينا خطة عمل لها فمن شاء ان يناضل فاليناضل من خلال منظمات الحكومة الاريترية.

وكان هذا احد مواضيع خلافى مع القيادة، وبعد الأجتماع طلبت منه ان تستثنى القيادة من ذلك القرار منظمتين لأهميتها ونشاطها الواسع وعدم التكاليف التى تحتاجها من التنظيم وعضوتنا فيها قائمة حتى تلك اللحظة،وهما اتحاد الشباب الديمقراطى والاتحاد الكتاب والصحفيين الارتريين واقترحت عليه مؤتمر الشباب يمكن ان يعقد فى المانيا ضمن مهرجان السنوى للتنظيم تذاكر وتكاليف يتحملها كل عضو بنفسه ويمكن ان يختصر على الحاضرين من اروبا ...الخ وتوجه الدعدوات للمنظمات الصديقة فمن يتحمل تكليف حضوره او ترسل برقيات وهذا يكفى.

بخصوص الاتحاد والصحفيين فأقترحت تكوين لجنة تاسيسية من الأعلامى الجبهة وحددت اسمائهم تتولى للدعوى الى كل الكتاب واعلاميين الاريتريين، حيث كنت قد اعتذرت لرئيس التنظيم احمد ناصر لاكتب مذكرة بأسمه ورفعها الى الأتحاد الكتاب والصحفيين العرب لأبدال ابراهيم كبوشى بدل الذى كان يمثل التنظيم والذى قادر قبل سنوات دون ابلاغ احد، واقنعت كبوشى الذى حمل الرسالة بأننى لست مقنعا بمثل هذه المنظمات الفرية الطابع، وقدمت المذكرة الى ابرهيم محمد على، وطلب منى ان يوقع ابراهيم كبوشى بجانب توقيعى ووقع كبوشى، وحمل معه ابرهيم المذكرة الى السودان وكان رد القيادة لاحقا الرفض، بحيث اقرت تجميد المتظما ت دون الاستثناء.

اذن الذى حرض الجماهير للذهاب الى الجبهة الشعبية بالتأكيد هى القيادة بقرارها المشاراليه وليس احمدين ابراهيم. اماعن قوله جئت من القاهرة رأسا وأصبحت رئيسا للمكتب الخارجى الوحيد للمجلس الثورى، هذا القول ليس صحيحا، كنت فى القاهرة ممثل التنظيم ومن القاهرة وجهت فى عام 1988م الى ادارة مكتب الشؤن التنظيمية الذى كان يرأسه ابراهيم محمد على ثم نقلت الى ادارة مكتب الأقتصاد الذى كان يراسة تسفاى دقيقة وفى عام 1991م كلفت برآسة مكتب دمشق بعد تصعيد محمد نور احمد الى راسة مكتب العلاقات الخارجية. ابراهيم محمد على أفتقد فى هذه المقابلةشيئين اساسيين وهما: اللياقة فى الحوار والاسلوب، كما لاحظناه فى الفقرات آنفة الذكر، والمصداقية بأنكاره حتى فيما يعرفونها عامة الناس.

وننتقل الى ما كتبه محمد ادريس عبد الله تحت عنوان ”الشخصانية لاتوثق التاريخ ولاتخلق باحثا“ قبل الدخول الى تفنيد ما اورده تحت عنوان المذكور اعلاه، أود ان اشير اولا: الى ان محمد ادريس ركز على الجوانب الأسآت الشخصية، شملت حتى لأناس لاعلاقة لهم بالكتاب لامن قريب او بعيد مثل محمد عمر يحى الذى وصفه بالأسوأ وتكاد تطابق مضمون وصياغة ما اورده فى هذا المقال ماورد فى المقابلة التى اجراها مع ابراهيم محمد على، وأظهر نفسه، بأنه ”شخصانى“ بأمتياز!! والثانى هو: انه كتب عن الجوانب لايملك فيها دراية كافية، ولهذا وقع فى اخطاءات كثيرة والأساءات والاتهامات زائفة لا أساس لها من الصحة.

بعد هاتين الملاحظتين ندخل لتفنيد على بعض ما اشرنا اليها اعلاه، نبدأ بالعنوان: الجزء الثانى منه لا فائدة من مناقشته فيه، حيث لاهو فى موقع يؤهله لأعطاء الصكوك فى اهلية القائمين بالأبحاث من عدمهم، ولا انا طلبت منه ذلك او احتاج الى مثل تلك الصكوك. اما الجزء الاول من العنوان الذى اراد ان يوحى به بان الكتاب والمواضيع التى يحويها هى قضايا شخصية للباحث، فهو لم يقدم دليلا واحدا لصحة ايحائه، فالكتاب من عنوانه لآخر صفحة فيه واضح ومحدد فى موضوعاته وخطته البحثية، العنوان الأتحاد كمنظمة وجبهة التحرير بأعتبارها رائدة الكفاح المسلح، ودور الأتحاد يبدأ منذ ان وضع لبنته الاوللى فى التاسيس وقدمنا فى هذا الخصوص الرواد الوطنيين والنقابيين ال(128) ووثائقهم وأسمائهم التى تنشر لأول مرة ولولا تلك الجهود التى بذلناها للحصول اليها ربما لما وجدت الطريق الى النور، لوحدث ذلك لكان فقدا عظيما لتاريخ الحركة الطلابية الأريترية والوطن عموما، وتابعنا ادوارها ومواقفها فى جملة القضايا الوطنية حتى آخر صفحات الكتاب، هل هذه هى قضية شخصية للباحث ؟ وبكل تأكيد وثقة كاملة نقول لا.

وعن الثورة بدأنا بالعامل الموضوعى قبل الدخول الى العوامل الذاتية منها مانتج عن سياسة الارض المحروقة التى أتبعتها اثيوبياومعاونة حلفائها من الأريتريين الذين شاكوها لابادة الشعب الاريترى وتشريد المئات الألوف، وقدمنا نموذجا من الاحصائيات لمئات القرى والبلدات من الخسائر البشرية منها والمادية، هل هذه قضية شخصية للباحث ولا تعنى الآخرين ممن يسعون لمعرفة الحقائق والتاريخ ؟ وبكل تاكيد نقول، ليست قضية شخصية للباحث. وهل أنهيار جبهة التحرير الاريترية والتى تابعناها منذ البدايات حتى دخولها فى الأراضى السودانية، هى مشكلة شخصية للباحث ولا تهم الآخرين، أو ماقدمناهابالوثائق والدائل القاطعة للعوامل التى ادت الى اعاقة اعادة بنائها منذ انهيارها حتى تحرير اريتريا، لتستعيد دورها، ثم العوائق التى ادت الى مواجهة المرحلة الجد يدة بعد التحرير، من ضبابية فى الراى وانعدام الخطط والاستراتيجيات التى تمكن الشعب الاريترى وقواه السياسية، للمشاركةفى بناء وصيغاة مستقبل الوطن الذى قدم من اجله كل غال ونفيث، من الطغمة التى انفردت فى سدة الحكم والأنفراد لصياغة الوطن بحسب راها والتى لم تخفيها فى اى يوم منذ بروزها فى أواخر الستينيا القرن الماضى وليس بسبب قوتها الكامنة او الخارقة وانما بسبب العوامل التى ذكرناها والتى ادت ليس فحسب خروجنا الى الهامش بل من تشكيل رقم يذكر فى الواقع والحياة السياسية الأريترية و هذه المحاور ومواضيع الكتاب، وباى معيار يمكن وصف هذه القضايا بانها قضايا شخصية للباحث، ولا تستحق البحث فيها وتقديم الاستنتاجات التى توصل اليها الباحث. فمن هنا الايحاء بشخصانية ماورد فى الكتاب لا تمت بصلة الى الحقيقة.

وقال محمد ادريس فى المقال المذكور ما يلى: “نخشى ان يكون سبب وقوف الكاتب - يقصد احمدين - ضد 25 مارس 1982م هو ذلك التفسير الذى نسبه الى المناضل محمد نور احمد الذى انكره (بأن الصراع بين القبيلتين)”. بداية اننى لم اتهم الاستاذ محمد نور احمد بالقبلية وانما نقلت عنه لرأيته عن طبيعة الصراعات التى كانت فى تلك الفترة، ولو قرأ محمد ادريس ماورد فى الكتاب بهذا الخصوص بامعان لما وقع فى مثل هذا الفهم الذى لاأساس له من الصحة، وبالتالى سنضطر الى شرح كيف اتخذ ت القرارات ضد 25 مارس 1982م.

اولا: الأتحاد اتخذ القرار بهذا الخصوص فى سبتمبر 1981م اى بعد دخول الجبهة مباشرة وقبل 25مارس بحواللى سبعة أشهر، فى اجتماع المجلس الأدارى الذى عقد لتقييم ماحدث، وقررفيه من منطلق مبدئ، اساليب وطرق معالجة الازمة، تتمثل فى التمسك بالبرنامج الوطنى للجبهة ومبدأ المركزية الديمقراطية وتفعليل كل هياكل التنظيم من اجل ضمان وحدة التنظيم والوصول الى المؤتمر الوطنى لتقييم ما حدث والخروج من الأزمة لتواصل الجبهة دورها كرائدة النضال الوطنى وانه أى الأتحاد، سيكون ضد اى محاولة تهدف الخروج على هذه المرتكزات، سواء بهدف الهروب من مسؤلية ماحدث او الوصول السريع الى سلطة التنظيم. ولم يكن السمنا قد حدد بعد ناهيك عن معرفة من سيقوم مثل تلك التصرفات فى حالة حدوثها، وبالتالى كان موقفا مبدئا فحسب. ونقلنا فقرة مطولة من بيان المجلس المشار اليه والذى يتضمن موقف الأتحاد المشاراليه، ص84 - ص85. وأثبتت الأيام والأحداث بصحة ذلك الموقف.

ثانيا: لم يشذ احد عن ذلك الموقف عند وقوعه، من قيادة الأتحاد على المستويين اللهيئة التنفيذية والمجلس الأدارى.

ثالثا: موقف الأتحاد لم يكن منفردا من 25 مارس بل كان ضمن موقف المنظمات الجماهيرية، وضمنا البيان المشترك للمنظمات بهذا الخصوص فى الكتاب ص 226. وصدرت بيانات أخرى من معسكرات جيش التحرير الأريترى ومن قيادات التنظيم بالخصوص نفسه لا اعرف لماذا لم يتهم بالقبلية ايضا.

رابعا: اننى كنت فى القاهرة عند وقوع 25 مارس، حيث قبت من الدراسة اكثر من عاميين بسبب التفرغ للاتحاد ثم لجان الدفاع عن الثورة، وبالتالى ابلقت من الجامعة بأحتمال فصلى اذا لم اتمكن من اداء الامتحانات التى كانت تجرى فى تلك الشهور فى الجامعة، ولهذا السبب اعتذرت عن المشاركة فى السمنار، والتزمت بقرار الـلاتحاد والمنظمات الجماهيرية فى مكان تواجدى فى القاهرة.

خامسا: اننى كنت عضو اللهيئة التنفيذية الوحيد الذى خرج على نص صريح فى دستور الأتحاد الذى يلزم فروع الأتحادوقاعدتها الألتزام بقرارات الهيئات القيادية العليا والملزمة، مع ذلك قلت لقيادة فرع القاهرة، فأن الظرف استثنائ، والموقف سياسى ولايمكن الزام احد او اتباع الأجرأت التنظيمية المنصوص عليهافى دستور الأتحاد، فعليه، ان يتخذ كل فرد بما يراه صحيحا، على ان يحتفظ الفرع بوحدته ويناقش الموقف فى مؤتمر الأتحاد الذى كان مزمعا عقده بعدحوالى شهرين من ذلك التاريخ، ان كان موقف قيادة الأتحاد كان صحيحا ام خاطئا، وعلى هذا الاساس اتبعت ا لأجراءات لتحديد موقف الفرع وكل فردفيه بكامل الحرية وبما تمليهم عليهم ضمائرهم ونقلنا من المحضر مما جرى فى هذا الخصوص فى الكتاب، ص 96. بل وحتى لم يشارك احدا ممن ينتمون الى القبائل التى انحدر منها فى اتخاذ القرار المذكورفى قيادة الأتحاد. وبالتلى هذه التهمة زائفة وليس لها اى اساس من الصحة.

ويقول ايضا ”وهو بطبعه شخص متردد ومتوجس خوفا ورهبة من السلطات وكنا نعانى معه فى ذلك” ولم يحدد موقف محدد لأثبات مازعمه، حيث اننى عملت فى الحقلين النقابى والسياسى سنيين طويلة قبل ان يعرفنى محمد ادريس ولا اعتقد سيجد من يدعمه فى زعمه هذا، كما اننى منذ وصولى الى دمشق لاستلام المكتب حتى تسليم المكتب ومقادرتى لها لم تواجهنى اى صعوبات من قبل السلطات السورية لم يرهبنى او يخوفنى احد، حيث كل التعاملات كانت تسيربصورة جيدة وبتعاون كامل من قبل الجهات المعنية السورية، أذن، فأى السلطات التى كانت ترهبنى وتخوفنى، وممن كان ذلك الخوف والرهبة؟ وقال المذكور ايضا: “كثيرا ما خرق الأستاذ احمدين كون فهمه مقلوط للعلاقات التنظيمية لكما ظهر، وأتى من بعده الأسوأ- المقصود هنا محمد عمر يحيى” والمدهش فعلا بأن يتهمنى بالجهل للعلاقات التنظيمية، والتى كنت امتلك فيها بخبرة بحكم عملى فى المجال النقابى طويلا وموقعى فى الأتحاد فترة طويلة كمسؤل العلاقات الداخلية الذى صاغ لوائح معظم فروع الأتحاد من ضمنها لائحة فرع بورسودان الذى قال انه كان عضوافيه وهى ايضا مجالى الأكاديمى كما، اننى لم تكن لى مشكلة مع اى فرد او الفرع حتى مقادرتى، وشهادة القيادة الت ذكرناها اعلاه فى هذا الخصوص خير شاهد على مانقول.

وفيما اورده عن المجلة والأعلام ليس له أساس من الصحة، ولايستطيع احد التسويف فيها، حيث كلها موثقة عبر تقارير التى كانت ترفع من رئيس المكتب الى قيادة التنظيم، ولا احتاج هنا الى اثباتها حيث الأمر مفهوم ومعروف، بكون رئيس المكتب هو ممثل التنظيم فى كل المجالات السياسية والدبلومسية والاعلامية والجماهيرية …الخ وكانت تمتد تلك المسؤلية الى الأردن ولبنان بحكم عدم وجود ممثلين للتنظيم فى البلدين، وفقط يكفى ان اذكر مثال واحد وواضح وقاطع على صحة ما نقول فى هذا الخصوص، موقف قيادة الجبهة كان واضحا من الأستفتاء،بالبيانات والتعميمات وكذلك بالأستمارات التى طبعتها ووزعتها للفروع لملئها وللمشاركة بها فقط للاستفتاءبالنسبة لجماهير الجبهة، بالرغم من ذلك الموقف الصريح القاطع للقيادة، فالمكتب اتخذ موقفا مخالفا واعلن عبر مؤتمر صحفى المشاركة فى الأستفتاء والزم قاعدة التنظيم فى سوريا بالتسجيل ثم الأدلاء بأصواتهم، ولم يعترض اى عضو على قرار المكتب او قال احد بانه تابع قيادة الجبهة وليس مكتب الجبهة من ضنهم محمد ادريس.

فتتوالى اتهاماته الزائفة دون أساس وقال: “اما مكتب الجبهة فأن الشعبية قد تمكنت من استقطاب رئيس المكتب احمدين والذى لم يكن له الجراءة فى تسليم المكتب ودجنت سياسيا عبر لقاءاته المتكررة مع مندوب الجبهة الشعبية حينها، ولم يذكر لماذا تركت قيادة الجبهة رئيس المكتب انحرف وانتقل الى صف الخصوم فى موقعه لرآسة المكتب وتمثيل التنظيم، وكيف كانت تلتزم قاعدة التنظيم من ضمنهم كاتب هذا الكلام الألتزام برئيس المكتب خرج من التظيم وتعامل مع الخصوم، يبدو كل تفكيره انصب على ايجاد مفردات الأساءة، لوفكر قليلا لو ان ماقاله صحيحا لكان قد وجد ان الخطأ ليس فى رئيس المكتب وأنما فى قيادة التنظيم وقواعده الذين التزما للخاج على التنظيم، وتركوا المكتب لشخص استقطب من قبل الخصوم. ايعقل هذا!!!؟ أما المكتب، فشخصى هو الذى ثبته قانونيا وسياسيا فى تلك المرحلة الأنتقالية الخطيرة، والتى تبدلت فيها المواقف، وتاهت فيها خطط العمل وذلك على النحو التالى:

اولا - من الناحية القانونية:

عرض على صاحب العقار مبلقا هائلا وقدره مئتا الف ليرة سورية (200،000)، لأخلاء العقار له وعرض على ايضا لفتح مكتب تجارى للتصدير ولأستيراد فى دمشق او اسمرا حسب رغبتى، وان يؤجر لى مكتب للتنظيم فى مكان آخر ويدفع ايجار مقدم لمدةسنة، وكل هذا بعلم المحامى، ورفضت العرض ولأغراءت تلك وقلت له لن أفرط فى هذا المكتب بما يحمله من شهرة للتنظيم وأهمية موقعه فى قلب العاصمة وأتساع مساحته وغرفه. وبعد الرفض لجأ الى التهديد والوعيد، حيث كونه تاجرا كبيرا يعرف ويتعامل مع قيادات عليا فى الحزب والدوله، وبالتالى يستطيع ان يؤذينى. وقلت له اننى ممثل التنظيم واتمتع بحصانة تحمينى، وتحت حماية الدولة والحزب ولا تستطيع ان تمسنى بسؤ. وأخيرا لجاء الى المحاكم وطلب منى اخلاء المكتب فورا، وكلفت احد المحاميين الكبار بدمشق والذى كان على علم بكل ما ذكرناه آنفا، وحاول ايضا اغرائه ولكنه كان محاميا نزيها وذى ضمير حى ورفض كل الأغراءات التى قدمه اليه، وترافع عنى باخلاص، وكسبت القضية، وسلمت الملف القانونى بكل حيثياته ومرافعاته ومذكراته وقرار المحمكة الذى صدر لصالحى وأتعاب المحامى متضمن اسم المحامى …الخ والملف بكاملة سلمت الى القيادةلدى استلامها المكتب.

سياسيا: ثبت المكتب بالرغم من كل تلك التطورات والأحداث التى طرأت بعد تحرير اريتريا، ووسعت العلاقات السياسية التى كانت قائمة حتى شملت القوى السياسية فى شمال افريقيا وكانت تبادل المعلومات والأدبيات متواصلة بيننا حتى مقادرتى المكتب ووصيت المواصلة. بخصوص الاتصالات بسفير الحكومة اوضحناها فى الفقرات السابقة ولا داعى تكرارها.

ومضى فى اتهاماته وقال: “فكيف لنا ان نفهم موقف احمدين وهو يفتتح الأستفتاء فى دمشق وكان ينظمه مكتب الشعبية فى حين ان افورقى حل كل التنظيمات السياسية فكيف كوفئ السيد احمدين دون تنظيمه بهذه المكرمة”، طبعا اننى لست مسؤلاعن فهمك للموضوع ولكن الذى اعلمه ان افورقى لم يستطيع حل مكتبى وتعاملو معى منذ التسجيل وحتى الأفتتاح بصفتى ممثل الجبهة وافتتحت بتلك الصفة مع ابناء الشهداء وهم شهداء جبهة التحرير الاريترية بالرغم من اننا لانميز بين شهيد وآخر من شهداء الوطن وازيع الخبر على هذا الأساس حسب مانقل الى واننى لم اكن من المتابعين لأذاعة صوت الجماهير، ومكانتى السياسية والجماهيرية هى التى اعطتنى تلك المكانة حيث اللجنة المشرفة فى اغلبها من جماهير الجبهة الذين تركتهم التنظيمات التى حلت نفسها وذهبت او المستقليين، وعدد كبير منهم طلبوا نصيحتى لأتخاذ الموقف الصحيح الذى يمكن ان يتخذوه من الاستفتاء وقدمت لهم تصورى والموقف الذى اتخذته بهذا الخصوص، ولهذا كنت أعتبر نفسى ممثل للجماهير الاريترية أكثر مما كانت تمثله الجبهة الشعبية واديت مسؤلتى على ذلك النحو، واذ اعتبرت ذلك مكرمة، فاكرم معى التنظيم الذى كنت امثله.

ومضى وقال: ”فضلا عن دوره المخزى تجاه وثائق وممتلكات الجبهة التى كانت بيد التنظيم الموحد الذى خرج من سوريا متخفيا بعد ان حل نفسه وانخراطهم فى الشعبية التى عاثت فسادا فى تلك الوثائق وعلى مرأ ومسمع من رئيس مكتب الجبهة الى ان تدخلت السلطات السرية بعد فوات الأوان وتبديد محتويات المكاتب والمخازن وترحيلهاالى اسمرا” الموضوع ليس له علاقة بالموقف لنقول مخزى او جيد، وأنما بالصلاحيات السياسية والقانونية، بمعنى، هل رئيس المكتب او قيادة التنظيم او حتى الحكومات البلاد التى كانوا يتواجدون فيها كان يملك صلاحية سياسية او القانونية لمنعهم من اتخاذ المواقف التى اتخذوهاوالتصرف بما كانت فى حوذتهم من الاموال والأصول والوثائق …الخ لم يكن يوجد من يملك ممارسة تلك الصلاحيات عليهم. ولكنهم فى سوريا ولانعلم كيف تصرفو فى البلاد الاخرى التى كانو ا يتواجدون فيها، فى سوريا لم يلتزموا بالوا جبات منها مثلا ذهبوا خلسة دون ابلاغ السلطات السورية، وكان الواجب يقتضى منهم ليس فحسب الأ بلاق عن قراهم ومقادرتهم البلاد بل تقديم واجب الشكر لبلد قدم لهم ولشعبهم على مدى عقود كل ما أستطاع واستضاف الأرتريين خير استضافة و المعاملة، الكريمة وكان الشكر واجب على ذلك، ويحدث هذا ناهيك على تلك المستوى من العلاقات، بل فى مستوى من العلاقات البرتوكولية.

والأخطر من ذلك ذهبوا دون تسديد ماعليهم من مستحقات لمؤسسات وافراد سوريين تقدر بمئات الألوف من الليرات السورية لم يجدو من يسددلهم، وايضا العقارات وكان ينبقى قبل سفرهم تسليمها الى اصحابها او أ خيارهم للدخول الى عقود جديد مع ممثلى الحكومة الأريترية ولكنهم لم يفعلواذلك وأستولوا ممثلى الحكومة الاريترية على العقار مثلا (مكتب الجبهة السابق) دون وجه قانونى، وهنا فقط حدث تدخل السورى لاخلائهم من العقار، وليس لأنقاذ الوثائق كماقال الكاتب المذكور اعلاه. كنت أود ان انتقل الى مواضيع اخرى، الأ ننى اكتفى بهذا القدر خشية من ان أطيل على القراء.

Top
X

Right Click

No Right Click