مقتطفات من كتاب وزير المالية الإرتري السابق برهاني أبرهي - الجزء الرابع

ترجمة الأستاذ: محمود محمد عمر - لندن، المملكة المتحدة تأليف المناضل: برهاني أبرهي

لدى إسياس قناعة تامة وهي انه هو المتعلم الوحيد "ابو العريف" وعليه ليس لديه الإستعادة

لأن يستفيد من علم وخبرة الآخرين وكي لايستفيد من علم وخبرة الآخرين غالبا ما يلجأ إسياس إلى فرض أسلوب الإدارة الذي عمل به أثناء مرحلة الكفاح المسلح والذي يحاول تطبيقه الآن في مرحلة بناء دولة المؤسسات المدنية.

وبطبيعة الحال لم يوفق وهذا بدوره أدى إلى حالة من الفوضى التي نجد فيها البلاد الآن.

وربما لكونه لم يتحصل على قسط كاف من التعليم الأكاديمي النظامي... نمى لديه الشعور بالدونية فيما يخص التعليم عقدة (Educational Inferiority Complex) وهذا بدوره إنعكس على سلوكه وتصرفاته.

فمثلا وبالرغم من أنه مستشارا (رئيس شرفي) Chancellor لجامعة اسمرا إلا انه لا يحضر مراسيم تخرج الطلاب... بل يكتفي دائما بإرسال من ينوب عنه... والمظاهرة التي قام بها طلاب جامعة اسمرا ضد النظام منتصف التسعينيات ماثلة أمام أعينه وتزعجه حتى هذه اللحظة.

ومن الامور التي لا تريق لإسياس هي أن يكون وسط الأشخاص الذين يتمتعون بالحكمة والمعرفة وذلك لمدة طويلة... فهنا يحاول ان يأخذ منهم مايحتاجه من علم ومعلومات فضفاضة والتي سرعان ما ينسى البعض منها ثم يقوم بقطع العلاقة بهم... ومن طباعه أيضا حبس وتطفيش المتعلمين كي لايتعرفو على نقاط ضعفه... ولا يحتفظ بالعلاقات إلا مع الأفراد الذين لايخرجون عن طاعته.

إسياس لايعباء إطلاقا أن يرى الشباب الغيورين على وطنهم وهم يعانون أو يتغربون.. ولا يهمه لو أنهم هلكو في الحروب... لأنها أمور تثلج صدر الزراقيتو إسياس ولا تقلقه بأي حال من الأحوال.

إلرئيس إسياس هو إرتري بالميلاد... ولكن يفتقد إلى الإحساس بالوطنية والولاء المطلق لإرتريا... أما من زاوية الهوية السياسية والنفسية لاسياس فيمكن إعتباره اثيوبي-ارتري أو إرتري-اثيوبي قد تكون هذه صدمة للبعض منا ولكنها هي الحقيقة.

لحظة إعلان الاستقلال عام 1993... هرع إسياس إلى أديس وفي مؤتمر صحفي وباللغة الانجليزية خاطب "أشقائه" الاثيوبيين ويمكنكم الإطلاع على محتوى ماقاله إسياس على الرابط التالي:

ويمكن تلخيص حديثه كالتالي:

أنا لست مثل بقية الناس... ولا اؤمن بالحدود بين الدولتين... وأي إحساس أو التشبث بالحدود يمكن تجاوزه من خلال منح الجنسية المزدوجة... وهذا يعني يمكن للاثيوبي أن يحصل على الجنسية الإرترية وبالمقابل الإرتري يحصل على الجنسية الأثيوبية... يكفي أننا اهدرنا زمنا طويلا وفرص كثيرة... يلا بنا نتحرك في هذا الإتجاه دون إضاعة مزيد من الوقت.

وعندما سؤل: هل تقصد الكونفدرالية أم الفدرالية ؟

رد إسياس: ابدا انا لااقصد الفدرالية أو الكنفدرالية... بل الوحدة الإندماجية كاملا... Full Integration

والبعض من المستمعين الذين أصيبوا بالدهشة من حديث إسياس. ..سألوه متى؟ وكيف؟. ..وماذا لنا أن نتوقع خلال مدة رآستك ؟

رد عليهم: هذه العملية تستغرق مدة طويلة وتتطلب جهد كبير... وعلينا أن نبداء فورا.

ومن حديث إسياس يمكننا أن نفهم انه ولكي يصل الى مبتغاه عليه أن يزل رئيسا لمدة طويلة.

ثم قام بالشرح قائلا: سنبدأ أولا بالوحدة الإقتصادية ثم ننتقل إلى الوحدة السياسية... حتى نصبح دولة واحدة.

وهنا يتضح لنا أن الهدف غير المعلن لاسياس الذي عمل من أجله سرا والمتمثل في إفشال الكفاح المسلح وبالرغم من انه فشل في تحقيقه يسعى لإنجازه اليوم في مرحلة ما بعد الاستقلال...

والغريب في الأمر أنه لم يكن لديه الإستعداد الإنتظار حتى لحظة إعلان الدستور او تشكيل البرلمان الوطني.

طبعا كان إسياس يقوم بتلك الثرثرة وقد وضع ميناءي عصب ومصوع نصب أعينه.

وذلك من منطلق شخصي ودون الرجوع إلى الشعب وهكذا قام إسياس بالايحاء لاشقائه الاثيوبيين عن مخططه الاستراتيجي ولكن ذلك المخطط والثرثرة لم يكن يعكس موقف الحكومة والشعب الإرتري.

يتساءل البعض ماذا يستفيد إسياس من تعريض الشعب الاتري لهذا العذاب والهوان... ولماذا يصر على البقاء في الحكم... إذن ماذكر آنفا هو الرد على تلك التساؤلات.

بإختصار شديد هدف إسياس هو دمج إرتريا بإثيوبيا... طال الزمن أم قصر.

تـابـعـونـا... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click