مقتطفات من كتاب وزير المالية الإرتري السابق برهاني أبرهي - الجزء الثالث

ترجمة الأستاذ: محمود محمد عمر - لندن، المملكة المتحدة تأليف المناضل: برهاني أبرهي

برامج التنمية الوطنية... National Development Agenda هذا الموضوع يعتبر شامل ومتشعب...

وقد تم تناوله في هذا الكتاب بشكل مباشر وغير مباشر تحت عناوين مختلفة وبشكل متناثر.

وهذا يشمل مثلا التنمية الإقتصادية وتنمية التراث وبناء المؤسسات... وكيفيةعمل المؤسسات كما أنه يشمل تنمية المؤسسات القضائية والعدالة وحتى الإنضباط في العمل... هذه جميعها مواضيع يمكن إدراجها ضمن قائمة التنمية الوطنية الشاملة.

وهكذا ومنذ فجر التحرير بدأ الشعب الارتري يتحسس طريقه في دروب التنمية الوطنية... وكما تم التطرق إليه آنفا فقد حققنا خلال السنوات العشر الأولى من الإستقلال إنجازات هامة في هذا الصدد.

أما في الأعوام التي تلت ونتيجة لتواطؤ ومؤآمرات السيد إسياس فقد بدأنا نتدحرج ونتقهقر رويدا رويدا... وكنتيحة لذلك تعرضت برامج التنمية إلى إنتكاسات فادحة في شتى المجالات.

ويجب أن لايغرنا مايبثه إعلام النظام المضلل الذي يدعي زورا إحراز إنجازات وهمية في مجالات التنمية والذي يتنافى تماما مع الوضع المزري على أرض الواقع... ولكنه عندما أيقن أن أكاذيبه لن تنطلي على أحد... لجأ إلى حيلة أخرى وهذه المرة أطلق على مايبثه شعار جديد سماه Serving the Truth.

لاشك ولكي نستطيع أن ننجز برامج التنمية يفترض أن تكون لدينا سياسات محددة واستراتيجيات واضحة المعالم... وعليه ومنذ عام 1994 شرع فريقين متناقضين يعمل كل منهما في إتجاه مناقض للآخر في التخطيط للسياسات والاستراتيجيات الخاصة بالتنمية الوطنية بشتى جوانبها.

كان الطرف الأول ذو توجه وطني خالص بينما كان الجانب الآخر وعلى رأسه إسياس ذو نوايا تآمرية وتخريبية يعمل عكس الإتجاه الوطني وكل جانب بدأ يعمل بطريقته الخاصة... كان هذا قبل إعلان الدستور وتشكيل البرلمان الوطني.

فإسياس رغم أنه كان يتظاهر انه مع الجانب الوطني إلا أنه كان في الخفاء يعمل على إفساد كل الجهود الوطنية وبدأ يستبدل السياسات البناءة بأخرى تهدف إلى الإعاقة والتخريب... لأنه كان يعلم وبحكم نفوذه أنه لايستطيع احد الوقوف في طريقه... وهكذا تعمد على تشريع سياسات وخطط مخربة أدت في نهاية المطاف إلى إنحراف برامج التنمية عن مسارها الصحيح.

وقد دخل المواطن الإرتري عام 2015 وهو في قبضة المصير المجهول فلا هو يدري أين سيجد نفسه غدا او بعد غد ولا هو عارف ماهو بفاعل غدا أو بعد غد.

وتمهيدا لتقويض مشاريع التنمية الصناعية والتجارية فقد عمل إسياس ومن خلال قرارات غير معلنة على تدمير الخدمات الكهربائية والاتصالات ممثلة في شبكة الإنترنيت... كما قام بتعطيل خدمات الطاقة والمياه كما قام بحظر كل أشكال أعمال التصدير والتوريد تماما... وقام بتمزيق المشاريع الزراعية بإختصار قام إسياس بتعطيل كل ما من شائنه أن يساعد المواطن الإرتري على الحصول على فرص العمل والعيش في حياة كريمة... ونتيجة لذلك فقد ارتفعت نسبة البطالة عن العمل إلى مستويات عالية جدا... وهذا بدوره ادى الى تدهور مستويات الخدمات الصحية والتعليمية.

ومن جانب آخر وبهدف تعطيل البرامج السياسية قام بشل البرلمان الوطني.

وعليه على الشباب أخذ مبادرة التخطيط لبرامج التنمية في شتى أنواعها... ولاشك سوف يجدون مننا نحن ابائهم كل التعاون ولكن عليهم أن يباشرو مسؤليتهم.

عليهم أولا أن يرمو في المزبلة حوالي 80% من السياسات ومناهج العمل التي يتبعها إسياس واستبدالها بمشاريع وبرامج متقدمة تكون من تخطيطهم.

وليس لنا اليوم خيار غير ذلك.

شخصية إسياس... الذي يلقبه ب "رياح الأعاصير" Tornado
بالتقرنيا "زراقيتو".
وبالتقرايت "سرفرفيت".

يمكن أن نصف اسياس "زراقيتو" رياح الأعاصير المدمرة... لأن اسياس مثله مثل الأعاصير يعمل على التخريب بشكل ممنهح لتخريب السياسة الداخلية والخارجية للبلد.

نعم يتسائل البعض منا اليوم... ماذا يستفيد اسياس من تعريض شعبه للزعزعة والمعاناة... الإجابة نجدها في أعماق طباع اسياس الفطرية... والسياسية... وبالأخص في الجانب السياسي.

فالجانب السيكولوجي لاسياس يعكس ما هو فطري وتلك التي اكتسبها من البيئة التي نشأ فيها أما الجانب السياسي لشخصية اسياس فهو حصيلة التجربة السياسية.

ومن مجموع الجانبين يتضح لنا لماذا يتصرف ويلجأ اسياس إلى أساليب التدمير مثل رياح الأعاصير.

شخصيا لم يكن لدي احتكاك أو معرفة شخصية... معرفتي به تنحصر في الجانب السياسي.

أما الأشخاص الذين يعرفونه منذ الطفولة فلا يذكرونه بالخير... يصفونه بالشخص التعيس ولأنه كان هو يعاني من عقدة وظلم كان بدوره يريد إلحاق الأذى بالآخرين... ومن هواياته كانت لعبة إسمها "افراراس قزا " اي هدم البيوت... وهي لعبة تتلخص أن كل طفل يقوم ببناء البيت من الخشاب والطين ثم كل طفل يقوم بهدم بيت زميله... يعني لعبة هدم بيوت مثل "صرفرفيت" كانت اللعبة المفضلة لاسياس. وما أشبه اليوم بالبارحة... (إضافة من المترجم).

ومن صفاته... العناد والمكر والضدية.. الغيرة.. يستمتع بآلام الخصم sadist قاسي وعديم الرحمة... شخص يعاني من Schizophrenia

ومنهم من يقول عنه انه كان (artist) يقوم بإخراج المسرحيات تنال إعجاب المشاهدين يكون هو وزملائه أبطال تلك المسرحية
شخصيا وجدت اسياس... خبير علم النفس ماكر Psychologist غامض... منافق ...مخادع "سلباط"... طبعا أي شخص بهذه الطباع بإمكانه أن يجد طرق كثيرة أن يبقى منتصرا لبعض الوقت.

مع مرور الزمن نجد أن صفات الخبث والمكر والدهاء قد انتقلت الى من حوله كالعدوى... لأنهم مجبرون على ممارستها من أجل البقاء وللأسف عندما نشاهد أن صفات الخبث والمكر قد انتقلت إلى كبار رجالات الدولة وأصبحت تمارس قولا وعملا... فهذا شيء مؤلم للشعب الارتري.

وعندما نلقي نظرة عامة فاحصة على شخصية اسياس من كل الجوانب... الشخصية منها والسياسية... فنجد إن اسياس هو نكرة من نبتة سيئة... يفتقد مواصفات الإدارة المدنية... عديم الرحمة والإنسانية.

وبما ان اسياس الشيطاني هو ثعبان على هيئة إنسان أن ساعات اليوم التي يقضيها في التخطيط وتنفيذ الأمور الشريرة أكثر بكثير من لحظات التي يسخرها لخير الوطن... فاسياس يرى نفسه أنه فوق القانون.

تـابـعـونـا... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click