مقتطفات من كتاب وزير المالية الإرتري السابق برهاني أبرهي - الجزء الثاني
ترجمة الأستاذ: محمود محمد عمر - لندن، المملكة المتحدة تأليف المناضل: برهاني أبرهي
ثمة حقائق مهمة يجدر بنا ذكرها فيما يتعلق بالنوايا السيئة للتقارو: عندما بدأت الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا
هجومها الكاسح لإقتلاع نظام منقستو من جذوره مرة وإلى الأبد.
كان من الطبيعي أن يكون إقليم تقراي اول المناطق التي تم تحريرها... ثم انتقلت المعارك تباعا إلى كل من اقليم ولو ثم قوجام ثم بقيمدر ثم إقليم شوا ومناطق الاورومو... وأخيرا العاصمة أديس أببا.
في تلك الأثناء وبمجرد أن تم تحرير اقليم تقراي قال جنود الوياني المعروفين بالغدر والخيانة.. قالوا إلى هنا مهمتنا إنتهت... لأننا اصلا لم نناضل إلا من أجل تقراي.. أما وقد تحقق ذلك الهدف فليس لنا استعداد لمواصلة القتال من أجل تحرير بقية الأقاليم. وطالبوا بالممتلكات التي تم الإستيلاء عليها في هذا الإقليم وكان لهم مخطط خبيث لدفع الجبهة الشعبية إلى معارك للتهلكة حتى يتم دحرها نهائيا
فكان رد الجبهة الشعبية... ان بإمكانهم الإحتفاظ بالغنائم... ولكن عليهم أولا إكمال المشوار معا والعمل معا إلى تحرير بقية المناطق.
وأخيرا رضخ مقاتلو الوياني الذين ينقصهم الحياء والخجل واستمرت المسيرة نحو أديس أببا... وبما انهم كانو يتمنون لنا الهزيمة والإندحار كانو يتعاملون معنا بخبث ومكر... حيث كانو دائما يزودوننا بمعلومات مغلوطة لإيقاعنا في الفخ.
ولأنهم يتسمون بالوقاحة والكذب كانوا ينسبون إلى أنفسهم من الإنتصارات التي كان يحققها غيرهم... فالوياني بطبعهم لايتورعون عن الكذب.
ولكن جيشنا المغوار لم يكترث كثيرا بموأمرات الوياني... فقام بتضحيات جثام حتى تحقق الهدف وتمت إزاحة نظام الدرق... ثم عاد إلى أرضه بعد أن سلم مقاليد الحكم للإتلاف الإثيوبي الحاكم.
في أعقاب سقوط نظام الدرق... تم تعيين الامحراوي السيد تامرات لايني رئيسا للوزراء وليس ملس زيناوي... ولكن طبعا وجريا على عادتهم... قام التقارو الخونة بالتآمر عليه وانتزعو منه السلطة.
شيء غريب... التقارو بصورة عامة لهم طباع غير محببة كتلك التي نجدها في إسياس أفورقي وهي الغدر والخيانة... وفيما يلي المظالم التي الحقها التقارو بشعبنا في الفترة 1998-2000.
وحتى نملك الحقيقة للتاريخ وللأجيال القادمة لابد أننا نذكر بعض الأعمال الوحشية التي ارتكبها التقارو، كدئبهم، في حق الشعب الارتري... وتحديدا في الفترة 2000-1998.
• تم إبعاد اعداد كبيرة من الإرتريين داخل حاويات (كونتينرات) حارقة.
• اجبرو المبعدين على المشي على الأقدام فوق المناطق الحدودية المزروعة بالألغام.
• اجبرو الأطفال والنساء والمسنيين على المشي تحت لهيب الشمس الحارقة.
في تلك الاثناء كان قد وصل إلى دولة مالاوي مجموعة من المدنيين الإرتريين طالبين حق اللجوء هربا من إثيوبيا... وعندما علم بذلك، طلب وزير الخارجية الإثيوبي "العقاميتاي" سيوم مسفن من دولة مالاوي تسليمهم إلى إثيوبيا فورا... وللأسف رضخت دولة مالاوي للضغط وقامت بترحيلهم إلى إثيوبيا دون أن تراعي واجبها الإنساني تجاه طالبي اللجوء.. وفي السجون تعرضوا للتعذيب والتنكيل.
وهناك موقف آخر مع طلاب جامعة أديس الإرتريين... عند ترحيلهم إلى وطنهم طلب منهم التقراواي "سبحات نقا" صاحب فندق نقا Nega Hotel الذي عاد إلى بلده مطرودا... طلب هذا الشخص من الطلبة الجامعيين أن يقوموا بإضرام النار في بلدهم... ولكن كان رد الإرتريين... "نحن لانحرق بلدنا... ولو أردت إنت فأحرق بلدك أولا".
أثناء المعارك الحدودية عام 1998 وقع عدد من الإرتريين أسرى لدى القوات الأثيوبية... وكان بينهم ذكور وإناث... وعندما سؤال المسؤل ويدعى "قبرو اسرات" عن كيفية التصرف معهم... كان رد المسؤل وهو من أبناء التقراي.
بالنسبة للأسرى من الذكور اعدموهم جميعا ماعدا واحد اتركوه ليكون عينة نحتفظ بها sample أما الإناث (وهنا يصفهن بكلمة بذيئة) فلكم مطلق الحرية في كيفية التصرف معهن... والقصد هنا واضح !!!
وعندما نقارن معاملتهم السيئة مع المعاملة الإنسانية التي كنا نعامل بها أسراهم... يتضح لنا مدى حقد وكراهية التقارو للشعب الإرتري والفارق الإنساني والحضاري بين الشعبين.
وربما لم يخطر في بال هؤلا التقارو أن المقاتلة الإرترية هي التي علمت اخواتهم المناضلات أبجديات النضال.
وربما نسو أو تناسو أن مدينة شري التي استعصى عليهم تحريرها أيام الدرق يرجع فضل تحريرها الى التضحيات الجثام التي قدمها المقاتل الإرتري.
وهنا يحضرني موقف يكشف مدى حقد التقارو على الإرتريين... وهو أن أحد قادة الوياني ويدعى اباي ظهايي عندما سمع أن إرتريا في طريقها لأن تصبح Singapore أفريقيا... قال نحن الوياني حنجعل إرتريا ليس Singapore بل (Singa poor).
وأحد مسؤلي الوياني ويدعى سيي ابرها كثيرا مايردد انه من غير المعقول أن يكون لارتريا شاطئ طويل جدا بينما اثيوبيا لاتملك ولو جزء بسيط من الشواطئ وعليه لابد أن نقوم بغزو إرتريا... هذا الحاقد من أبناء تمبين يبدو أنه يجهل أن إرتريا اليوم دولة ذات سيادة مثلها مثل اثيوبيا.
ورغم ذلك نقر انه هناك عدد قليل من التقارو ممن يؤمنون بإستقلال ارتريا.
وهناك حقيقة يعرفها الجميع وهي انه ما عدا التقارو وقلة قليلة من الأمهرا ليس بيننا وبين بقية شعوب إثيوبيا أي عداء... وبما أن بيننا الجيرة فيمكن أن نعيش في احترام متبادل.
وعليه على الجيل الجديد من الإرتريين أن يأخذ العبرة وان يكون واعيين وحذرين فيما ينبغي ان تكون عليه مستقبل علاقاتنا مع اثيوبيا... وذلك حتى لاتتكرر الأخطاء التي وقع عليها جيلنا فيما يخص التعامل مع التقارو... لامجال لحسن النية والطيبة الزائدة مع التقارو... يجب ان نتعامل معهم بحذر.
أغلب التقارو يتسمون بالمكر والإنتهازية والانانية والخبث... فيجب أن نتنبه لذلك... فكل المصائب التي تأتي إلينا من إثيوبيا تجد التقارو هم من ورائها... هم رأس الحربة.
ومن المنظور الاستراتيجية... ليس هناك مبرر لأن تكون لنا علاقة خاصة مع إثيوبيا... العكس هو الصحيح.. أي إثيوبيا ليست بتلك الأهمية لنا. يجب أن تكون علاقتنا مع إثيوبيا مثلها مثل بقية دول الجوار.
ولا يجب أن ننجرف وراء مخطط اسياس الخبيث والذي يسعى لعلاقة خاصة مشبوهة مع إثيوبيا. .ينتهي بها الأمر في نهاية المطاف في أحضان إثيوبيا. علينا أن نرعي مصلحتنا أولا... وهم أيضا كذلك.
طالما أن العالم واسع... وبدلا من أن ننجر وراء اثيوبيا ونجعل منها قبلة لنا... يحرى بنا أن نتحول الى العكس 180 درجة ونفتح قلوبنا واذرعنا لدول الجوار الأخرى كالسودان وجبوتي واليمن والسعودية.
كفاية علينا ترديد إثيوبيا إثيوبيا إثيوبيا... خيرا كان ام شرا.
تـابـعـونـا... في الجزء القادم