عمل روائي رائع يؤرخ لمدينة ”كرن“ - الجزء الاول
بقلم الأستاذ: زين العابدين محمد علي ”شوكاي“ - ستوكهولم، السويد
قرأت رواية الكاتب الإرتري المتميز الأخ ”صالح قاضي جوهر“ بعنوان ”في الملوك وقطاع الطرق، صناعة الطفل المحارب“
- Of Kings & Bandits, The Making of A Child Warrior بشغف واستمتاع وتمعن وتعاطف قوي وفرته الرواية في التفاصيل الدقيقة والجميلة التي ترسم لوحة متكاملة قل نظيرها في الأدب الإرتري الذي أتيحت لي قراءته حتى هذه اللحظة. فالرواية وُفِّقت في أن تؤرخ لحكايتنا وتحكي تاريخنا بمهارة وإتقان.
تتكون الرواية من 333 صفحة، وثلاثة أقسام وثلاثين فصلاً، وتبني في قسمها الأول والذي يتكون بدوره من خمسة عشر فصلاً بناءها الفني الرائع ليكتمل ذلك البناء الفني المتماسك في القسمين الآخرين اللذين يتكونان بدورهما من خمسة عشر فصلاً، ما يجعل هذه الرواية بجدارة واحدة من أفضل الروايات التي كتبت عن نضال الشعب الإرتري، وخلدت أحداثًا تاريخية هامة في نضال شعبنا من خلال رصد هذه الأحداث والوقائع في رقعة جغرافية محدودة التي جعلها الكاتب مسرحًا لأحداث الرواية، وهي مدينة ”كرن“ وضواحيها.
تدور أحداث الرواية في مدينة ”كرن“ الباسلة والتي تمكن كاتبنا الكرني، ابن المدينة الوفي صالح جوهر، من تخليد تاريخها ونضالاتها عبر هذا العمل الروائي المتميز. لو قدر لي كقارئ أن أختار فصولي المفضلة في الرواية، والتي أحسست أثناء قراءتها بتجلي إبداع الكاتب فيها، فهي في نظري كثيرة لكن الفصل الثاني من القسم الأول من هذه الرواية يعتبر أحد الفصول التي تجلى فيها هذا الإبداع بوضوح، والذي يمهد القارئ بمهارة عالية ليفهم العقلية الحبشية التي كانت تحكمنا في تلك الحقبة من تاريخنا، بموروثها الثقافي المزيف، والمثقل بالاستعباد والطاعة العمياء، والأساطير الكاذبة الجوفاء لدولة الإقطاع الحبشية الهرمة، والتي كانت تواجه تحدِّيًا مزعجًا من شعب صغير ومحدود الإمكانيات المادية، بل من جزء واحد من هذا الشعب، لأن الجزء الآخر كان حليفًا للإقطاع الحبشي لأسباب تاريخية وثقافية معروفة لدينا، ويتجلى هذا الحلف في هذه الرواية أيضًا في مواقف كثيرة، سيتم الحديث عنها لاحقًا. أما الفصل الآخر الذي حاز على إعجابي الشديد كقارئ، هو الفصل العشرين من القسم الثاني، والذي يتحدث فيه الكاتب عن بطولة حلحل، ويصور تلك البطولة بصورة إنسانية رائعة تخلد عظمة شهداء تلك المعركة التاريخية، رغم ما في تلك الأحداث من دموية ومأساة، إلاّ أنها تجسد وبجدارة بطولة خالدة قل نظيرها في بطولات العالم النضالية، وهي بحق ملحمة من ملاحم نضالنا الوطني.
في نقاش جرى على القناة التلفزيونية الفضائية السودانية بمناسبة ذكرى وفاة الكاتب السوداني الكبير الطيب صالح، والذي اكتسب شهرة عالمية من خلال رائعته “موسم الهجرة إلى الشمال” وأعماله الأخرى الجميلة مثل دومة ود حامد، وبندر شاه، وعرس الزين، ومريود وغيرها من روايات وقصص قصيرة، طرح موضوع للنقاش اعتبرته حينها ينطبق على رواية كاتبنا صالح جوهر أيضًا إلى حد كبير، وهو أن شهرة الطيب صالح ككاتب مرموق مباشرة من أول رواية له، وهي ”موسم الهجرة إلى الشمال“، كان السبب فيها نضج إبداعه، الذي يميز أيضًا رواية كاتبنا صالح جوهر ”في الملوك وقطاع الطرق“، والتي آمل أن تقود هي الأخرى إلى شهرته عالميًّا. وجه الشبه الآخر بين الكاتبين الطيب صالح وصالح جوهر هو الإبداع في وصف أحداث وشخصيات محلية، تصور واقعًا غير مألوف عالميًّا، وبخصوصيات وتفاصيل جميلة وإنسانية رائعة، نقلت على كل حال الطيب صالح بسهولة من المحلية إلى العالمية، وأتوقع أيضًا أن تفعل كذلك بالنسبة للكاتب صالح جوهر، رغم اختلاف طبيعة الروايتين، فضلاً عن اختلاف السن لهذا الظهور ودرجة النضوج في الكتابة بالتناسب مع العمر، وفي هذا الأمر يشبه كاتبنا صالح جوهر عددًا من الكتاب الروائيين العالميين الذين ظهروا للقارئ متأخرين، لكنهم أظهروا نضجًا واضحًا في أول خروج لهم إلى القراء ككتاب روائيين.
نعود مرة أخرى إلى روايتنا ”في الملوك وقطاع الطرق“ والتي تصور مدينة كرن في السنوات العشر من عمرها وعمر الثورة الإرترية وهي أحداث منتصف الستينيات وحتى منتصف السبعينيات، رغم أن للرواية أحيانًا رجعات تاريخية وإسقاطات على أحداث هامة حدثت للمدينة أو لشخوص في عدد من فصول الرواية ارتبط تاريخها بحقب أسبق.
منذ الوهلة الأولى، وفي فصلها الأول تضعك الرواية في أجواء مدينة كرن في تلك الفترة، في لوحة بائع الحطب الذي يتجول في شوارع المدينة عارضًا بضاعته التي لم تجد لها رواجًا في ذلك اليوم، وشوارع المدينة التي تخلو عادة من السيارات، سوى سيارة ”الميرغني“ الذي كان السكان يتبركون بتقبيل يده، باعتباره من العترة النبوية الشريفة، وجمال، بطل الرواية الذي رفض الانصياع للمألوف بتقبيل يد ”الميرغني“، كما كانت عادة الناس في ذلك الزمان، نتيجة تربيته المتمردة على الواقع في البيت. ثم ننتقل مباشرة إلى أحاديث المدينة همسًا عن المعركة التي وقعت في قرية ”محلاب“ التي كانت عنوانًا للفصل الأول من الرواية، ومحاولة أثيوبيا الإمبراطور في ذلك الوقت، تخويف سكان المدينة بعرض شهداء ”محلاب“ في وسط السوق وهم معلقون جثثًا هامدة في مشانق نصبت خصيصًا لهذا الغرض، والغضب والإحباط الذي أحس به سكان المدينة جراء هذه الحادثة، وإصرارهم على أن هذا التصرف لن يمر دون انتقام، وأنه لن يَفُتَّ من عزيمة السكان على المقاومة، وغطرسة ضباط وعساكر الإمبراطور ومفاخرتهم بما تحقق لهم من إنجاز في قتل هذا العدد الكبير من الثوار ”قطاع الطرق“، كما كانوا يصفونهم. هذه الصورة المؤثرة والقوية لجثث الثوار المعلقة في وسط المدينة، ورائحة الجثث مخلوطة برائحة المادة الكيميائية ”دي دي تي“ التي كانت تستخدم أصلاً لقتل البعوض في جهود مكافحة الملاريا، والتي تم استخدامها في هذه المناسبة لقتل الروائح القوية التي تزكم الأنوف لجثث شهداء ”محلاب“، الذين تم استخدامهم كفزاعة لتخويف المواطنين من عاقبة التمرد على الإمبراطورية الحبشية، أدت مفعولاً عكسيًّا دفع شباب المدينة إلى الالتحاق بالثورة للانتقام من النظام الدموي الذي استهان بالروح البشرية.
ولفهم هذه العقلية الحبشية المتغطرسة التي تقف وراء هذا الاستهتار بكرامة الإنسان وقيمته، يدخل الكاتب مباشرة في الفصل الثاني من الرواية بسرد جميل لواقع ”وهني - بر“.
هنا في ”وهني - بر“ كان الإقطاع الحبشي يتوارث الأقنان جيلاً بعد جيل لتشغيل أبناء الفلاحين في أراضيهم الشاسعة في علاقة أشبه بالاستعباد أكثر منها علاقة أجرة مقابل عمل. في مثل هذه الأجواء من الخضوع الإيماني لقوة الأمراء والملوك وشرعيتهم وقدسيتهم كان تتربى أجيال من الإثيوبيين التي يرى أفرادها أن التمرد على الإمبراطور وحكومته كفر وعصيان لا يستحق من يتجرأ على القيام به سوى أقسى العقوبات، يعتبر الموت أفضلها، وهذا بالفعل ما كان جيش الإمبراطور هيلي سلاسي وعملاؤه من الإرتريين يتفننون في القيام به لأكثر من عقدين من الزمان تقريبًا في أنحاء متفرقة من إرتريا.
في مثل هذه الأجواء من الخنوع والاستسلام لسلطة الأمراء والملوك في الواقع الإثيوبي، كانت هناك بوادر تمرد من أبناء هذه الطبقة المستغلَّة أبشع أنواع الاستغلال، حيث تذكر الرواية أن عشر قرى بكاملها كانت تزرع أراضي إقطاعي واحد يسير عليها الإنسان نصف يوم كامل على ظهر بغل، ولم يأت الإقطاعي “الأمير” يومًا لرؤية هذه الأرض التي ورثها عن أبيه الذي ورثها هو الآخر عن جده، بعد أن قضى على تمرد أمير آخر على الإمبراطور ”منليك“ قبل سنين طويلة. يمثل ”غوبزيي“ وعمه جانب التمرد على سلطة الإقطاع الحبشي الذي سوف تحصد إثيوبيا نتائجه في انقلاب عسكري على الإمبراطور في منتصف السبعينيات، بينما يمثل الصبي ”موكريا“ الذي سيعمل لاحقًا جنديًّا وفيًّا ومخلصًا للإمبراطور الحبشي في مدينة ”كرن“ ووالده ذلك الخنوع الذي ميز الشعب الإثيوبي لحقب طويلة لدرجة أن الفلاحين لم يكونوا يعرفون أسيادهم الإقطاعيين ولم يكونوا يرونهم، وكما يقول والد ”موكريا“ بهذه المناسبة، ما حاجة السيد لأن يأتي إلى هذه القرى القذرة طالما أن الغلة والحصاد من هذه الأرض الشاسعة سوف يأتي إليه في داره، وهذا ما كان يحدث في الواقع دون أن يحرك ذلك الإقطاعي أصبعًا واحدًا. يأتي ”موكريا“ أخيرًا إلى مدينة ”كرن“ التي سيلقى فيها حتفه على يد ”كيداني“ الذي انتقل من صف الأعداء إلى صف شعبه نتيجة التطورات المتلاحقة التي حدثت في منتصف سبعينيات القرن الماضي في إرتريا وأثيوبيا، عندما يقتل “موكريا” بطلاً من أبناء المدينة ”عمر“، الذي أصبح صديقًا ل ”كيداني“، وقتله ”موكريا“ أمامه في نهاية الرواية، فينتقم ”كيداني“ لمقتل ”عمر“.
وفي الفصل الثالث من الرواية نتعرف على ”أسملاش“، الإرتري الذي يحمل اسمًا حبشيًّا - أمحريًّا بامتياز، والذي يدين بالولاء والخضوع للإمبراطور الإثيوبي وسلطته، دون أن يكون مجبرًا على هذا الولاء، كما هو الحال في حالة ”موكريا“ ووالده. ورث “أسملاش“ أيضًا هذا الولاء عن والده ”هبتوم“، الذي ورث هو الآخر ولاءه للسلطة عن أبيه وجده، حيث قاتل والده بجانب أمير الحرب والدمار الأثيوبي - التغراوي ”ألولا“، الذي كان قائد الجيش في قوات الإمبراطور يوهانس، كما قاتل ابنه من بعده في صفوف الجيش الإيطالي ضد الوطنيين الإثيوبيين الذين قاوموا الفاشية الإيطالية حتى بترت ساقه، ولا يذكر ”أسملاش“ من جده سوى أنه كان مقعدًا لا يتحرك، بعد أن بترت ساقه في الحرب الإيطالية الإثيوبية، رغم أن الولاء الطبيعي لأسملاش وأهله في تلك الحقبة كان لكنيستهم وبالتالي لملكهم الإمبراطور هيلي سلاسي، وهنا أعاد ”هبتوم“ والد “أسملاش“ الأمور إلى نصابها الصحيح باستعادة ولائه لحكومة الإمبراطور وأصبح ضابطًا كبيرًا في الشرطة يلاحق أحرار إرتريا في مدينة ”كرن“ الذين حاولوا التمرد على حكومة الإمبراطور وظل يخدمها حتى قتل في تلك المدينة.
علاقة ”أسملاش“ الذي تربى على الولاء لثقافته الحبشية بزميله في الدراسة ”غبر ربي“ الكاثوليكي من أبناء ”البلين“، الذي تربى هو الآخر على رفض الهيمنة الحبشية على شعبه وبلاده، تعكس بوضوح علاقة المرتفعات بالمنخفضات، على الأقل في تلك الحقبة التاريخية التي تم فيها تجنيد أبناء الهضبة في قوات ”الكوماندوس“ الإثيوبية، والتي كانت تتكون حصرًا من الإرتريين للقتال ضد إخوانهم في الوطن، وهذا ما حدث بالفعل. ولم تنحصر هذه المساهمات في الالتحاق بقوات الكوماندوس، بل كان عدد كبير من أبناء الهضبة في جهاز الشرطة والاستخبارات مثل ”هبتوم“ والد ”أسملاش“، ورئيسه ”تدلا عقبيت“، والذين اشتهروا بملاحقة الأحرار في المدن الإرترية مثل أسمرا وكرن وغيرها من مدن البلاد.
كما سبق وأشرنا تعود علاقة التضاد بين “أسملاش“ و”غبر ربي“ إلى أيام الدراسة الثانوية في أسمرا، حيث كان ”أسملاش“ يبدي ازدراءه للريفي الغليظ ”غبر ربي“ الذي لم يكن هو الآخر يخفي كرهه وازدراءه ل”أسملاش“، ابن ضابط الشرطة، الذي كان يرى في ”غبر ربي“ وأمثاله عبارة عن مارقين عن القانون يستحقون أي عقاب يمكن أن ينزل بهم، وأن من مفارقة الأقدار أن يجتمع هذان الشخصان في السكن الجامعي بجامعة أديس أبابا مرة أخرى، بعد لقائهم الأول في المدرسة الثانوية في أسمرا، وأن ”غبر ربي” اشتبك مع ”أسملاش“ بالأيدي وكاد أن يقتل أحدهما الآخر، لولا تدخل ”غوبزيي“ و”بدري” للتفريق بين المتعاركين.
هذا ال”غوبزيي“ من وهني-بر، شقيق الضابط ”موكريا“ الذي يعمل في ”كرن“ و”بدري“ ذلك الهرري، الذي كان على وفاق وانسجام مع زميله الأمهري ”غوبزيي“ نتيجة اعتناقهما الفكر اليساري الذي كانت جامعة أديس أبابا أحد معاقله باعتبارها مركز إشعاع ثقافي وصرح علمي، وتحتضن الكثيرين من معتنقيه، كان ”غبر ربي“ يرى في هذين الشخصين مجرد أشخاص تستهويهم الأفكار الثورية، بينما تشهد بلاده إرتريا حالة ثورة حقيقية بعيدًا عن هذا التنظير، لذلك لم تكن هذه التنظيرات الشبابية ”المثقفاتية“ تستهويه.
تتطرق الرواية أيضًا في فصلها الخامس لبدايات مدينة ”كرن“ التي لعب موقعها في منتصف الطريق بين المدينتين التجاريتين مصوع وكسلا أهمية كبرى، وجعلها مدينة اقتصادية واستراتيجية بالنسبة للحكم المصري الذي كان يدير المنطقة، وبالتالي كانت بدايات مدينة ”كرن“ كموقع حضاري على يد ”مونتزينغر باشا“، ذلك الضابط المغامر من النمسا، والذي كان حاكمًا لإقليمي التاكا وبوغوس لصالح الحكومة الخديوية في مصر في ذلك الحين. كما بنى “مونتزينغر“ عددًا من المواقع والأبنية الهامة في كرن قبل مجيء الإيطاليين بوقت طويل، ليحولها من قرية صغيرة بأكواخها المتواضعة إلى نواة لمدينة عصرية بمقاييس ذلك الزمان. وكانت المدينة تتكون حينها من أربعة أحياء ووسط المدينة وهي كرن لعلاي، بكنيستها الكاثوليكية العريقة ”القديس ميكائيل“، وتنتاروا، وحشلا، وعد حباب، هذه الأحياء التي بقيت كما هي حتى يومنا هذا، ما عدا تنتاروا التي تغير اسمها، وتم إلحاقها بالأحياء الجديدة التي نشأت لاحقًا.
وهنا تتطرق الرواية كيف أن بلاتا ”غبرو“ أحد ضباط جيش الإمبراطور التغراوي ”يوهانس“ بقيادة ”ألولا“ اغتصب أجزاءً من مدينة ”كرن“، وأجبر سكان تلك الأحياء من ”الجبرتي“ على الرحيل من أحيائهم تلك، والذين كانوا يشكلون مكوِّنًا هامًّا من سكان المدينة-القرية حينها، والتي رحلوا إليها هربًا بدينهم من ملاحقة الأحباش لهم في الهضبة، للاحتماء بالسلطة الخديوية التي كانت تحكم أجزاءً كبيرة من إرتريا، وهنا أكمل ”بلاتا غبرو“ ما بدأه أجداده الأحباش في ملاحقة المسلمين ”الجبرتي“ حتى في مدينة ”كرن“.
هنا تصور الرواية الاستبداد الحبشي في أبشع صوره. هذه الحكايات وغيرها سمعها بطل الرواية، جمال، من عمه أمان، الذي كان يشكل مصدر معلومات له في كثير من الحالات. حاكم مدينة ”كرن“ في عهد الإمبراطور الإثيوبي الملقب ب ”دجيات“ لعب دوره كرجل وحدوي مع إثيوبيا بكفاءة عالية، الأمر الذي أهَّله بالنتيجة ليصبح حاكمًا للمدينة، يتصرف ويلبس تمامًا مثل سيده الإمبراطور مع أنه من أبناء المدينة، وعاش ومات وهو وفيٌّ لأمِّه أثيوبيا، محاولاً قدر استطاعته في قتل حلم الإرتريين في الحرية والاستقلال، منذ عهد الرابطة الإسلامية، والكتلة الاستقلالية، والحركة، وحتى فترة الكفاح المسلح.