حجي جابر لـ العرب «سمراويت» تحكي جانباً من قصة شتات الشعب الإريتري
المصدر: العرب
حصلت رواية سمراويت للصحافي الإريتري في قناة الجزيرة حجي جابر مؤخراً على جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الثانية
عشرة. الرواية الصادرة عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء. و تعد أول رواية من خارج الوطن العربي تفوز بالجائزة.
ما الذي أردت قوله في سمراويت؟
- سمراويت تحكي جانباً من قصة شتات الشعب الإريتري، عبر اختيار نموذج شاب يعيش في السعودية لكنه يعود لوطنه تحت وطأة تعاظم شعوره بالغربة، لكن هذه العودة تفاقم شعور الغربة عوض أن تنهيه. هذه الحكاية تشبه كثيرين ممن خرجوا من إريتريا أثناء الحرب، أو ولدوا خارجها، حالة التنازع بين الوطن الأم والوطن البديل إذا جازت لنا التسمية هي حالة طاغية بين هؤلاء. هذا ربما أبرز ما تدور حوله الرواية.
كيف تلقيت نبأ فوز روايتك بجائزة الشارقة للإبداع العربي خاصة أنها كانت باكورة أعمالك الأدبية؟
- سعدت جدا بهذه الجائزة كونها ستلفت الانتباه أكثر إلى إريتريا، ولو من خلال الأدب. فهذا البلد معتم جغرافيا وثقافيا رغم ملاصقته للوطن العربي جغرافيا وانتمائه له ثقافيا. أتمنى أن يثير هذا العمل فضول كثيرين للتعرف على إريتريا وإنسانها، أتمنى مثلاً أن يتوقف الناس عن الاستغراب من كوني أتحدث العربية بطلاقة.
كيف هو حال الأدب الإريتري ومكانة اللغة العربية في هذا البلد؟
- الأدب يحتل مكانة مميزة في إريتريا كونه رافق المناضلين منذ عقود أثناء سعيهم لتحرير إريتريا من الاحتلال. كان المناضلون يقاتلون وفي الوقت نفسه يستمرون في كتابة إبداعاتهم في الشعر والقصة القصيرة والرواية، لدينا في إريتريا أسماء بارزة كالمناضل الأديب محمد سعيد ناود والشاعر محمد مدني والروائي أحمد عمر شيخ. أما اللغة العربية فهي قديمة قدم الإسلام في إريتريا وهي لغة رسمية في البلاد.
من الصحافة إلى الأدب هل يمكن اعتبار ذلك نقلة وتحولاً في مسارك المهني؟
- ليس تماماً. لا أجد فرقا كبيراً بين العمل الصحافي وكتابة الأدب بكافة أنواعه، ثم إن كتابة رواية لا يعني احتراف الأدب، هي محاولة قُدر لها أن تفوز بجائزة مهمة، لكني أضع الأمر في إطاره الطبيعي كمحاولة ناجحة إذا أعقبتها محاولات ناجحة أخرى بالإمكان حينها الحديث عن احتراف الكتابة.
بالعودة إلى رواية «سمراويت».. هل تم استلهامها من واقعك أم أنها خيالية بالكامل؟
- الحقيقة الرواية تجمع بين هذا وذاك. هي واقعية لكن دون أن يجعلها ذلك سيرة حياة كاملة، وهي خيالية لكن دون أن تبتعد عن الحقيقة والواقع، هي مثل أي عمل روائي آخر يخلط بين الاثنين دون أن يكون سهلا التمييز بين بداية الواقع أو انتهاء الخيال.
وهل تأثرت بكاتب أو نص معين في كتابة روايتك؟
- بطبيعة الحال كل قراءة خاصة للأعمال الممتعة تتحول تلقائيا لتصبح ضمن طريقة تفكيرك سواء كان ذلك بشكل واعٍ أو لا. كل قراءة أتممتها بحب استحوذت على جزء مني وقد تكون ظهرت في سمراويت بطريقة أو بأخرى، لكني عادة ما أقول إنني استفدت كثيراً من أعمال الروائي المميز محمود تراوري، واستفدت أكثر بالجلوس إليه والاستماع إلى توجيهاته لما يملكه من أسلوب مختلف يظهر جلياً في روايتيه «ميمونة» و «أخضر يا عود القنا».