حقائق مذهلة عن النظام في إرتريا خلال عقدين
بقلم الدكتور: حامد محمد إدريس
كل سر عن نظام أرتريا أصبح جهراً
وكل غامض لحكومة أرتريا أصبح مكشوفاً
تحدثت فيه مائتان وستون صفحة من الحجم المتوسط هي التي تنبئك عن معلومات حقيقية تنشر في كتاب جديد اسمه (إرتريا خلال عقدين) أصدره مطلع سبتمبر الماضي مركز دراسات القرن الإفريقي.
1. لا تتحدث عن تاريخ معلوم لأرتريا مكرر وإنما تكشف فترة حكم الجبهة الشعبية (1991-2011) لهذا البلد الذي ظل يلفه الغموض الرهيب.
2. الدراسة لا تنطلق من خصومة وإنما عن حقائق.
3. ولا تتحدث بإنشاء وإنما بمعلومات وأرقام.
4. ولا تصل لنتائج دون ان تستخدم اسلوب البحث ا لعلمي.
ولأن موضوع الدراسة عن النظام الأرتري، فلم يكن مستغربًا أن يكون البحث فيها مضنياً شاقاً لندرة المصادر، وقلة المعلومات المنشورة عن النظام الغامض، لكن البحث استطاع أن يكشف المستور باستنطاق الصامت، وتحريك الساكن، والتقاط المعلومات من مصادر في النظام هاربة، أو غاضبة، إلى جانب مصادر أسياسية هي وثائق النظام نفسه وسياساته وتشريعاته المعلنة وتقاريره المنشورة وسيرته المشاهدة، بالإضافة إلى مصادر أخرى استقت منها الدراسة كتقاريرالمنظمات الدولية والمراكز المعنية بالبحوث. وكم هو مدهش أن تحدثك الدراسة عن أمور مستغربة فجيش أرتريا التي لا يتجاوز عدد السكان فيها عن الخمسة ملايين يزيد عن أربعمائة ألف جندي وهو رقم أضخم من 180 ألف جندي يمثل جيش أثيوبيا التي تجاوزت التسعين مليونا نسمة والأرقام تتحدث عن حقائق التعليم في أرتريا الذي يسقط على وجهه، وعن الأقتصاد والتعليم والصحة والخدمات المدنية الأخرى التي تسوقها السلطة إلى الانهيار على الرغم من أن أرتريا ترقد على كنوز هائلة من الموارد.
والخلاصة التي تنتهي إليها الدراسة ان دولة أرتريا تفشل وفشل الدولة يهدد بخطر ضياع الكيان الوطني الارتري وضياع مسيرة النضال الأرتري.
جاء البحث في ثمانية محاور:
المحور الاول - التعريف بارتريا:
يأخذك هذا المحور لتكوين فكرة مركزة عن البلاد من حيث التاريخ والجغرافية والسكان والهوية والدين والتقسيم الإداري القديم ومبرراته والتقسيم الإداري الجديد وأبعاده السياسية والاخيرة كانت إضافة بارعة على المعلومات التقليدية التي اتسمت بالجدة في طريقة العرض والتجريد عن الهوى والانحياز فيما احسب.
المحور الثاني - نظام الحكم في أرتريا:
يعطي صورة واضحة عن تكوين الجبهة الشعبية وممارستها لإدارة البلاد فترة الكفاح المسلح أو الفترة ما بعد التحرير والدراسة تقدم في هذا المحور قراءة سياسية تعكس ما هو عليه الوطن، وما كان ينبغى أن يكون من حكم رشيد ؛ يبسط العدل، ويستوعب كل المواطين، ويشجع رأس المال المحلي، ويجذب الاستثمار الأجنبي، ويوفر البيئة الحرة الآمنة المعافاة من كل القيود المعيقة المثبطة.
المحور الثالث - حقوق الإنسان:
والحوادث والأرقام تنطق بمارسات النظام في مجال انتهاك حقوق الإنسان؛ من كبت الحريات، والتجنيد القسري، والخدمة الطويلة الاجل دون مقابل، وإهدار كرامة الإنسان، وانتهاك حقوق المرأة، وحقوق الطفل، والاعتقالات والسجون دون محاكمة، ودون تهم محددة، والتضييق على الأديان التي تنظر إليها الحكومة بأنها خصم، في حين تحتضن ديناً آخر وتنطلق إلى معاداة شعبها بالاستعانة به عقيدة ومنتمين.
المحور الرابع - الأمن والدفاع:
يتحدث هذا المحور عن سياسة الحكومة الأرترية وممارساتها حول عسكرة المجتمع والآثار المترتبة على هذه العسكرة في مختلف الأصعدة إذا ليس من المنتظر أن يقوم بالتنمية والأمن وسعادة المواطن سلطان أولوياته تقوية الجيش استعداداً للحرب وتقوية جهاز الأمن قمعاًً للشعب وسوقه إلى حتفه، فكيف يمكن للوطن أن يشهد تنمية وسكانه وسلطانه معرضان عن واجب التنمية وهما بين طارد ومطرود وقاهر ومقهور وقاتل ومقتول وخائف ومخيف.
المحور الخامس - علاقة أرتريا بالعالم الخارجي:
وتستغرب عندما تجد معلومات مذهلة في هذا المجال كلها تخالف العرف الدبلوماسي وتسعى ضد مصلحة الوطن وتجر إلى خسارة دائمة حتى أصبحت أرتريا منبوذة بين دول الجوار وأخذت مكانها الشاذ من بين دول العالم.
المحور السادس - الاقتصاد وضعه ومقوماته:
يتحدث المحور في ما لدى أرتريا من كنوز هائلة كانت تكفي لتسعد المواطن الأرتري وتسمو بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة وكان حظها أن ساسها النظام بسوء قادها إلى انهيار تام تعيش على ما يصلها من مواد مهربة من دول الجوار ويهرب عنها سكانها وكثير من رجالات حكمها بحثاً عن سعادة وطمانينة حرمها إياهم النظام القمعي حسب ما ذهبت إليه الدراسة.
المحور السابع - التعليم:
بأرقام وحقائق تتحدث الدراسة فيصل بها البحث العلمي إلى وضع مدمر تعيشه العملية التعليمية في ظل نظام تعليمي يديره عساكر تسوقهم مهنتهم إلى التفكير الدائم في إدارة المعارك ويسوقهم حقدهم إلى محاربة اللغة العربية والتضيق على التعليم الديني والأهلي الذي هوأسبق منها في الوجود وأصدق منها في المقاصد وأعظم منها في الأداء وأحرص منها على التنمية والأمن.
المحور الثامن - الجانب الاجتماعي:
يقرأ هذا المحور انعكاسات المحاور السبعة السابقة على الواقع الاجتماعي الذي كان من نتائجه تفكيك مكونات المجتمع وتدمير الحياة الأسرية وغرس الإحن بين فئات المجتمع وفي المحور حديث علمي عن منظمات المجتمع المدني وأوضاع المهاجرين وأسباب الهجرة كما كان حديث عن الخدمات الصحية وما أصابها من تدهور وانحطاط وتخلف كشان كل المرافق الخدمية في أرتريا.
خاتمة - إعداد الدراسة:
قام بإعداد هذه الدراسة القيمة فريق مركز دراسات القرن الإفريقي وهو جهة بحثية متخصصة تعيش في المهجر ومعنية بالقرن الأفريقي وأرتريا تأخذ نصيباً وافراً من جهودها كانت تصدر مجلة دورية علمية بلغت أعدادها سبع دوريات بحثية متخصصة لكنها - في الآونة الأخيرة - تعرضت للتضيق والإغلاق السياسي فاتجهت إلى نشر بحوثها ودراساتها عبر منافذ إعلامية أخرى ومن بين أنشطتها كان هذا البحث (أرتريا خلال عقدين) وهو بحث جدير بالقراءة والتوزيع وقد طبع بصورة جيدة من حيث الورق والحجم وتصميم الغلاف الذي يتزين بخريطة أرتريا في صفحته الأولى كما تزينه في صفحته الأخيرة صورة المناضل الشهيد حامد إدريس عواتي استدعاها صدور الدراسة بالتزامن مع اليوبيل الذهبي للثورة الأرترية في ذكرى سبمتبر المجيدة.
• عبد الله إسماعيل،
• طاهر محمد علي،
• محمد عثمان محمد نور.
إضاءة: للحصول على نسخة من الدراسة يتم التواصل مع عنوان المركز
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.