صحيفة كـانت تصدر في الاربعينيات باللغة العربية في ارتريا
بقلم الأستاذ: ود عد - كاتب وناشط سياسي ارتري
هـذه الصحيفــة كـانت تصـدر في الاربعينيـات باللغــة العربيــة في ارتريـا والنظـام الحــاكم اليــوم تنكــر لهـا
ويصفهـا بأنهـا لغــة دخيلــة في المجتمــع الارتــري!!!
إن تاريخ اللغة العربية في ارتريا يرجع الى ما قبل ظهور الاسلام بقرون عندما عبرت قبيلة (حبشات) السبئية البحر الاحمر الى الساحل الارتري قادمة من جنوب الجزيرة العربية واسست دولتها في مدينة اكسوم في الحبشة كانت لغة قبيلة حبشات هي اللغة الجئزية التي كانت فيما بعد لغة اثيوبيا القديمة (تستخدم اليوم في الكنائس والاديرة الاثيوبية والارترية). وقد تفرعت عن لغة الجئز السبئية المذكورة وهي لهجة عربية لهجتي (التجري والتجرينية).
إن استخدام اللغة العربية كلغة ثقافية ودين في ارتريا كان قبل الاحتلال البريطاني لارتريا عام 1941م وقبل الاحتلال الايطالي في عام 1890م والحكم التركي المباشر او الحكم المصري نيابة عن تركيا ايضا.
وفي عهد الحكم الايطالي ايضا الذي دام اكثر من خمسين عاما حتى عام 1941م فقد كانت تستخدم اللغة العربية بجانب الايطالية وافتتحت الحكومة الايطالية مدارس لتعليم اللغة العربية بجانب الدروس الاخرى في كل من مدينة اغردات وكرن ومصوع وعصب.
وكانت الحكومة الايطالية تدون ملفاتها الخاصة بالمواطنين وتصدر مراسيمها واوامرها ووثائق السفر للارتريين باللغتين العربية والايطالية. ومنذ عشرات السنين والى يومنا هذا كان للارتريين شعراء وادباء باللغة العربية.
في الحقيقة إن اللهجة التجرينية هي التي بدأ تطويرها لكي تكون لغة وفتحت لها الادارة البريطانية المدارس في مديريات المرتفعات الارترية (كبسا) حيث كان يتم تعليمها قبل هذا العهد في الكنائس وإن اول جريدة باللغة التجرينية ظهرت كان في عام 1941م واول من وضع قواعد التجرينية هو السيد ولد آب ولد ماريام في الاربيعينيات القرن الماضي والذي توفي في عام 1997م.
وفي فترة الحكم الفيدرالي لارتريا تحت التاج الاثيوبي بواسطة قرار الامم المتحدة من عام 1952-1972م كانت اللغة العربية هي لغة الدستور الارتري الذي وضعته الامم المتحدة في عام 1952م وكانت تتم جميع المعاملات الحكومية والاهلية باللغة العربية.
وبعد الغاء الفيدرالية بواسطة اثيوبيا من جانب واحد دون الرجوع الى الشعب الارتري واحتلال ارتريا عسكريا وتهميش وإلغاء اللغة العربية وفرض اللغة الامهرية في نهاية عام 1962م احتج معظم الشعب الارتري لحرمانهم منها ولكن دون جدوى.
وبعد التحرير من الاحتلال الاثيوبي عام 1991م والاعلان عن الحكومة الارترية برئاسة اسياس افورقي استبشر الارتريين خيرا وعقدو آمالا عريضة في الحكومة الجديدة لإعادة الحقوق الشعب الارتري السياسية منها والثقافية ولكن بعد فترة قصيرة من التحرير كشف نظام اسياس عن وجهه الحقيقي وقام بتجاهل الحقوق السياسية والثقافية للمسلمين وفرض الجهل عليهم بحرمانهم من اللغة العربية بالتدريج وفرض اللهجات المحلية عليهم تحت مسمى لغة الام.