قراءة في كتاب إبراهيم محمد علي... مسيرة جبهة التحرير الارترية بداية ونهاية - الحلقة الاولى
بقلم الأستاذ المناضل: محمد صالح أبوبكر
حول المدخل: إن المذكرات التي يكتبها السياسيون هي شهادات متأخرة وكثيراً ما تخلو من
الموضوعية وتنحو لتبرئة الذات، وليست توثيق أمين لمرحلة محدددة ليجد فيها الجيل اللاحق ما يهدية على طريق خدمة وطنه.
حسناً فعل الاستاذ إبراهيم محمد علي بكتابه هذا بصرف النظر عن أراء الناس حوله فهو على الأقل وضع مشاهداته وإنطباعاته وآرائه ومواقفه وروى الأحداث كما قدرها، قدم ما كان يلاك في الصوالين التي كان طرفاً فيها بين يدي القراء بما فيها قراءته الشخصية للتاريخ والوقائع اليومية والاحداث في الجبهة منذ أن التحق بها في مدينة بورتسودان. وحتى دخولها وما بعده وهي وإن كانت إنتقائية فهي روايته وليست بالضرورة الحقيقة.
وأحسن ما فعله أنه أخرج ما في صدره من حمم وبراكين طالما ظلت حبيسة الصدر تنتظر لحظتها الملائمة وما منع خروجها قد يكون الأمل بجريان الماء في ذات الجدول أوعله الوقت الذي لم يسعفه بسبب الانشغال في النضال اليومي أو أنه ربطها برحيل الفاعلين. وأياً كان السبب فقد خرج للوجود أخيراً كتاب أقرب لتحليل الأحداث أكثر من كونه سرد يومي وتوثيقي للوقائع وهو في نظر مهم للنقف على ما جرى بالضبط ويكون له أو عليه من الأجيال.
بدأ الأستاذ مدخل كتابه بشن حملة من التخويف والترهيب لكل من يجرؤ على تناول الكتاب نقداً أوتحليلاً و بدلاً من أن يضع الكتاب بين يدي القراء ومعاصري تلك المرحلة بلغة ومقدمة هادئة إتفقوا معه أو إختلفوا وليترك للاجيال لتخرج بالخلاصة أو العبرالتي تراها، إلا أنه أكد إبتداءاً عى أن ما كتبه لن يرضي البعض أو ربما يسبب إزعاجاً وردود أفعال إنفعالية غاضبة وهو في رأيه أمر متوقع، إلا أنه من حيث لايدري صنف بهذا التخويف ردود الآخرين بأنها مجرد رد فعل وإنفعالات غاضبة وبهذا فهي ليست من باب رواية الأحداث والمواقف ومجرياتها كما قد يرونها هم بقدر ماهي ردود فعل إنفعالية غاضبة وهذه أولى عثرات الكتاب الذي غفل عن ذكر الكثير من الحقائق المفصلية المؤثرة على مسارات الأحداث، ضخم بعضها وغفل عن بعضها وقلل من قيمة بعضها الآخر وهذه الاحداث لعبت دوراً مفصلياً في إنتاج الخلاصة التي جرت وخاصة في ساحة الجبهة التي تشرف بقيادتها، أما قوله أنه يضع النقاط فوق الحروف بعد ذلك التصنيف والضيق بالرأي الآخر فهو قد أفرغ عباراته من مضمونها وكشف عن عقلية لا أريكم الا ما أرى ولاقيمة لما كتبه بعدها من تشجيع للآخرين، وما يحزن أن بعض من تناولهم الكتاب ليسوا على قيد الحياة، ليردوا على ما كتب وليقدموا للاجيال قراءتهم وسردهم للاحداث والوقائع من زاويتهم.
ويحق للاجيال المقارنة والاستنتاج، وما يحزن ويطال المروءة والشهامة وشرف الرواية أن الاستاذ كتب ما كتب بعد ما يقارب من الثلاثة عقود من الزمان فعلت عوامل الزمان فعلها بذاكرة البعض و راح من راح من الفاعلين والمشاركين من صناع الأحداث وخاصة من الذين إتهمهم الكاتب بابشع التهم بل وبفعله هذا حاول تدمير تاريخهم وصورتهم الشخصية وكسبهم طوال سنوات الكفاح منهم من حمل روحه على كفيه وألقى بها في مهاوي الردى، وشاءت إرادة الله أن يحضروا مهزلة التاريخ ويشاهدوا بأم العين إنهيار وتفتت الجبهة التي بنوها مع المناضلين يوم بيوم بالعرق والدموع والدماء هكذا في طرفة عين، مناضلي الجبهة الذين قاتلوا ببسالة حملات الاستعمار وحرروا المدن وواجهوا ببسالة الجيوش الاثيوبية المدعومة بترسانة الغرب والشرق وخبرته الواسعة ومع ذلك لم ينكسرغادروا مواقعهم كالجموع المتظاهرة في وجه مطاردات العسكر فكيف إنكسر أمام الشعبية وتحالفها!!!.
هل القصة كما رواها الاستاذ كاملة وهل غطى بأمانة الحدث الأكثر ألماً في تاريخنا الوطني الحديث قصة تضيعهم لجبهة التحرير الأرترية وتبديدهم لمكاسب كفاح أجيال رفدت النضال في ساحة الجبهة.
يقول الاستاذ أنه وضع النقاط فوق الحروف والحقيقة في تقديري أنه وضع النقاط بلا حروف، وكانت ليست أكثر من إنتقام أسود وحرب مفتوحة مع أهل القبور ممن رحل من الرفاق!!! وخاصة القائدين الراحلين عبد الله إدريس وصالح أحمد إياي، وقبل أن أتتبع صفحات الكتاب أود أن أسجل ملاحظة ينبغي أن يعرفها القراء أنه ومن غرائب الصدف أن كل من تناولهم وحملهم وتحامل عليهم الاستاذ، كانوا على طرف نقيض معه في الموقف والتقدير والقراءة وخاصة قبيل سبتمبر 1980م وتباعدت المسافة بعد دخول الجبهة وهنا يقال شهادة الخصم لايعتد بها.
وأنا هنا سوف لن أركز كثيرا على المدخل التاريخي وما أطلق عليه الاستاذ تشكل الشخصية الوطنية الارترية إلا ما يلزم، ربط تشكل الشخصية الوطنية الارترية بالاحتلال الايطالي ولم يبين السبب من هذا الربط وإذا كان القصد هو الاحتلال فلماذا تجاهل ما كان قبله من إحتلال، كما أنه لم يتطرق للاشكال الادارية والعلاقات الاجتماعية التي كانت قائمة بين مكونات المجتمع الارتري ولاشك أن نتف منها موثقة سواء الروايات الشعبية والآداب أو توثيق الرحالة الذين عبروا بلادنا، كما لم يتطرق لصورة علاقات مكونات المجتمع لان إرتريا نتاج لدمج كيانات مجتمعية كانت لها نظمها الادارية وعلاقاتها الاجتماعية وقوانينها الناظمة لعلاقاتها الداخلية والمشتركة أعرافها وأساليب فض منازعاتها البينية، وجاء الاستعمار ليقطع مسار ذلك التطور وإتجاه تشكله وتوجيهه لوجهة خدمة مصالحه كما ثبت الحدود الماثلة وفق تدافع الدول الغربية وقوتها وعدم تصادمها وكانت كلها تبحث عن أسواق جديدة وعن مناطق تجد فيها المواد الخام وتدفع إليها بفائض عمالتها وحتى تضع الدول الغربية حداً لتنافسها في الحدود رسمت بتوافقها حدود مستعمراتها ولم تراع مصالح السكان ووحدة كياناتها الاجتماعية لهذا قطعت تلك الحدود أواصر مكونات ووزعتها بين أكثر من دولة ولم تتم عملية رسم الحدود بالتوافق من سكان البلالد.
وقال الاستاذ في مدخله التاريخي نبتت على الارض الارترية لأول مرة بذرة تشكل الشخصية الوطنية الارترية وعزا سبب ذلك لمعاناة الشعب الارتري من الاضطهاد الايطالي ومصادرة الارض والتجنيد القسري والتمييز العنصري... وفي رأيه ولدت الشعور المشترك بكراهية الاحتلال ووحدة المصير وتجاهل الاستاذ أن مشاعر الكراهية للمستعمرليست كافية فضلا عن أنها كانت متفرقة وكان كل يأكل ناره وحده كما يقال، لهذا لم تنشأ علاقات مشتركة حتى بين من كانوا في معسكر الجندية القسرية... لهذا جاءت المقاومة لتلك الآلام متفرقة وغير مترابطة سواء في المنخفضات أو المرتفعات أو دنكاليا، وكانت المقاومات أو الهبات المتفرقة هذه دليل على عدم نمو روح ومشاعر وحدة المصيرفي النفوس وهذا ما غفل عنه الاستاذ لأنه ركن للتحليل التعبوي الذي كان سائداً.
إن هذه التطورات المتباينة مع عدم تبلور مشاعر وطنية أرترية موحدة هي التي أثرت في المرحلة التي تلت والتي حدث فيها إنجذاب متنوع بل ومتصادم في مقاصده وأهدافه وحتى الكتلة الاستقلالية رغم تنوعها فلم ينظر إليها إلا وفق رؤية تركيبها الغالب (المسلمين) وحتى في الطرف الآخر دعاة الانضمام كانت هناك عناصر من المسلمين جذبتها مصالحها وصراعاتها اليومية وليس مصلحة الوطن بل وحتى عامل الدين لم يؤثر في خياراتها، أما رفض مشروع التقسيم البريطاني فلم يكن في الأساس جاداً وكان رأي لحفنة من الموظفين البريطانيين وقلة من المتفاعلين معه وجاء الرفض الذي عم للفكرة من زاويتين مختلفتيين، الكتلة الاستقلالية رفضت المشروع بإعتباره خصم عليها من حيث أنه يقتطع مناطق كثافة عضويتها البشرية كما أنه يوزع عضويتهم بين الهضبة الملحقة بالامبراطورية التي يهيمين عليها النصارى وتتحول عضويتها إلى أقلية مغلوب على أمرها والمنخفضات التي قد تذهب لكيان ما سمي حينه بإقليم البجا (إقليم ـ دولة) فضلاً عن أنه يتناقض مع دعوتهم للاستقلال لإرتريا كما ورثت من الاستعمار لهذا كانت مناهضتهم للمشروع قوية جداً.
أما دعاة الوحدة مع إثيوبيا فقد جاء رفضهم من الحدود المقترحة للاقليم من زولا مروراً بمرارة وحتى قرورة وكامل المديرية الغربية حتى الحدود مع السودان سوف يقلص مساحة الإمبراطورية أي مناطق نفوذ دولتهم التي يطمحون أن تضم مناطق أكبر وإن إقتطاع المناطق السهلية المنخفضة سيحرمهم من هامش التمدد والنفوذ... لهذا تلاقت إرادتي الرفض، وكانت إرادة الكتلة الاستقلالية التي كانت تدقدق مشاعر غالب مكوناتها لتعايش السلمي والشراكة الوطنية هي التي قصمت ظهر بعيردعاة التقسيم ويذكر أن على راداي قال قولته المشهورة سوف تتذكرونني بعد فوات الاوان وأغلق عليه باب بيته ولم يشارك من يومها في عمل عام وظل في داره بمدينة كرن يذهب أحيانا لمدينة تسني لتفقد زراعته حتى رحل عن الدنيا في سبعينات القرن العشرين.
وحقيقة يتميز الشعب ارتري بالثنائية الدينية التي قال عنها الاستاذ أنها متوازنة في الكثافة بين المسلمين والمسيحيين ومن المعروف لايوجد إحصاء دقيق يعتد به ولكنه قدر ما سبق من أين جاء بهذا التقدير وهو أمر مفيد بعيداً عن العاطفة وهو أمر ينهي جدل واسع.
وذكر في مرحلة الفدرالية أن النظام الامبراطوري ولتهيأة الاجواء لالحاق البلاد ببلاط الامبراطورية طبق الاجراءات التالية:
* شكل جهاز البوليس وإدارته في أيدي مسيحيين أرتريين من حزب الاندنت.
* تطبيق سياسة تمييز ضد المسلمين نفذها أعضاء من حزب الاندنت وبعض العناصر الشوفينية في جهاز السلطة.
* إنتزاع الأراضي الخصبة من أصحابها ولاسيما في القاليم الغربية وتمليكها لأفراد موالين ولد هذا لدى أغلبية المسلمين بأن المسيحيين الارتريين إنفردوا بالسلطة وبأن المسلمين أصبحوا مواطنيين من الدرجة الثانية في وطنهم وأن المسلمين الطرف الخاسر من قيام نظام الفدرالية... وهذا خلق الظروف الموضوعية لانطلاق الكفاح المسلح في المنطقة الغربية المسلمة.
والسؤال للاستاذ أولا يبرر اليوم وإزاء الواقع الماثل والذي طبق ذات السياسات مدمجة مع السياسة الريفية الايطالية للمسلمين أن يقولوا نحن مهمشون ومواطنين من الدرجة الثانية محرومون في بلادنا أولا تتحمل مثل هذه السياسات علو روح التوجس والقلق بل تبرر للكفاح بالإتكاء على العوامل التي ذكرتها وللدفاع عن جموع المحروميين والمهمشين.
وعندما تطرق لحركة التحرير تجاهل أن ميلاد الحركة في نوفمبر 1958م جاء مترافقاً مع بروز حراك وطني أرتري واسع دخلت فيه جموع لايستهان بها من أنصار الانضمام نفسه بعد أن تسارعت وتيرة وأد المكاسب البسيطة التي تحققت لها في الدستور الفدرالي، كما أنها جاءت مع تحرك مجموعات متعددة من أبناء الشعب الارتري كانت تبحث عن طريق العمل لتخليص إرتريا وشعبها.
وحركة التحرير التي تأسست في تلك الأجواء لم تكن لها القدرة لقيادة تلك الجماهير وتنظيمها لأنها كانت حركة نخبوية مغرقة في السرية ويلفها التوجس من كل شيئ، فضلاً عن أنها لم تكن على قدر المهمة المطروحة على الشعب الارتري، كانت حركة فهمها لمسألة البرنامج خاصة للغاية لهذا أضفت السرية على برنامجها وأهدافها وقيادتها وكان يمكن أن لها أن تنشر برنامجها وأهدافها ومقاصدها على نطاق شعبي واسع وهي كانت محاولة في ظل تلك الأجواء التي كانت.
وحتى خلاياها السرية لم تك تعرف من أمر الحركة السري الكثير والانتظام كان دافعه لعل وعسى أن ينتج، وذكر الاستاذ أن للحركة دوراً في التوعية السياسية والتربية الوطنية ولم يأت الاستاذ بأمثلة على ما ذكر، ورغم المبادرة وتاريخيتها والإطراء التاريخي لأمر الحركة إلا أنها لم تكن سوى جزء من ذلك الحراك الواسع الذي إنتظم ساحة بلادنا في خمسينات القرن العشرين وهي كانت جزء من جموع الذين كانوا يتلمسونا طريق الخلاص... ولو كانت الحركة بذلك العمق والتبصر وبعد النظر كانت لأمسكت بالفرصة التاريخية وأشعلت أوار الثورة أو على الاقل لإحتضنت حركة عواتي الشخصية كما أسماها، خاصة وأن الحركيون ومن بينهم الاستاذ ناود يقولون أن عواتي كان على تواصل معهم، ويأتي الاستاذ على ذكر وصول الشيخ إدريس محمد آدم للقاهرة وهو لايوضح كيف وصل إليها بل كيف خرج من إرتريا نفسها ويعذو تاسيس الجبهة لمبادرة طلابية في القاهرة ويتجاهل دور من كانوا على إرتباط بالأمر في السودان والداخل، أما خروج عواتي فيعزوه لمجرد مبادرة شخصية وتجاهل العوامل التي دفعته للقيام بذلك في ذلك الوقت رغم عدم توافر الشروط لإشعال الكفاح المسلح، إلا أن عواتي بسبب ضغط المخابرات الإثيوبية ومحاولتها لإعتقاله دفعته لإعلان المبادرة وتواصل مع كل الذين كانوا على تواصل معه بما في ذلك قيادة الجبهة التي مضى على تاسيسها العام.
أما قول الاستاذ أن الكفاح المسلح جاء في بيئة ريفية يعلو فيها تاثير الانتماءات القبلية والولاءات الشخصية على الانتماء الوطني العام، فلا أدري مقصده من هذا والسؤال هل كانت هناك بيئة أكثر ملاءمة لاحتضان الكفاح المسلح تعلو فيها قيم الانتماء الوطني العام علا ما سواها في الوطن الارتري أين تلك البيئة المناسبة في رأي الاستاذ؟ هل كانت تلك البيئة غارقة في القبلية أكثر من غيرها من مناطق البلاد؟ أم أن الاستاذ يستكثر على تلك البيئة الغارقة في القبلية والتخلف إحتضان النضال والزود عن المناضلين ومدهم بكل أسباب الاستمرار ودخول التاريخ الوطني الارتري من أوسع أبوابه وعلى رأسها إبنها الفلاح الريفي البسيط البطل الشهيد حامد إدريس عواتي، وعاش الاستاذ إبراهيم نفسه إبن تلك البيئة القبلية التي تعيش بالأفكار دون الوطنية (القبلية) زمناً طويلاً فماذا فعل لتغيير تلك المفاهيم ونشر الوعي والوطنية الصحيحة.
عواتي في رأي الاستاذ رجل غير مرتبط وليست له علاقة بشيئ هكذا قاد من عنده الكفاح المسلح وإحتضنته جبهة التحرير دون حركة التحرير الأكثر جاهزية وتأهيلاً وحضوراً وفرصة وقدرة لإنقاذ الثورة من عزلتها، ألا يدعونا هذا لنقر أن الحركة ورغم ما ذكرته من ميزات كانت تعاني من عدم الحسم بين خياري الإقدام والاحجام أي كانت قيادة مترددة، ثم حسمت أمرها بإتجاه معادات الحركة الوليدة لمجرد أن تنظيم مغمور إسمه جبهة التحرير إحتضنها، ألا يكشف هذا الأمر أن ماذكرته عن حركة التحرير مجرد إدعاء مثقفاتية ينجرون الكلام ويعجزون عن العمل أو تحويلة إلى برامج عملية على أرض الواقع، أو ليست حتى فكرتها المسماة بالثورة الانقلابية فكرة غير ناضجة وغير عملية ولاصلة لها بحقيقة الواقع الارتري آنذاك، ولا أدري أين تلك الانجازات الملموسة الأجيال تحتاج لأمثلة، ولو كانت قيادة الحركة، إنها لعمري أخطاء الكبار وغلط الشاطر.
نواصل... في الحلقة القادمة