الالتقاء بكتاب الرئيس أسياس افورقي مسيرة قيادة الثورة والدولة
بقلم الأستاذ: محمد اسماعيل هنقلا - كاتب إرتري - ملبورن، استراليا
كتاب الرئيس أسياس افورقي مسيرة قيادة الثورة والدولة. هو كتاب يساهم في تجاوز المشافهة
وهي خطوة اضافية نحو التوثيق، أي الانتقال من المشافهة الي نص مكتوب.
والكتاب يقدم معلومات تتعلق بالولادة والنشأة، ومعلومات أخرى تتعلق بأوصاف الشخصية، وكذلك أعمال وإنجازات أسياس عبر المسيرة.. بمعني آخر هو كتاب يندرج ضمن إطار المحاولات، محاولة تقريب الصورة عبر تجميع حكاية شفهية ناقصة، ومتفرقة هنا وهناك.. بشكل مختصر انها محاولات تصوير حياة شخصية مهمة من الشخصيات الارتيريا، ونقل تفاصيلها الي القارئ.. وهذا ما حاول فعله الدكتور عمر زرآي.
وبرغم من شح المصدر حاول الكاتب جاهدا.. بتجميع المعلومات المبعثرة هنا وهناك وأغلبها مرويات متداولة بشكل شفهي، وأحيانا تميل هذه المعلومات الشفهية المتداولة إلي المبالغة والتشويه المتعمد.. وقام الكاتب بتحرير المعلومات و ثم أضاف إليها ما يجب اضافته، حتى خرج إلينا الكاتب بكتاب طباعته فاخر وغلافه انيق... وأن طريق جمع المعلومات في هذا الكتاب يعتبر بداية طريق نحو تأسيس مرجعية.. وعلى القارئ التفاعل عبر الحوار الناقد إلي جانب إضافة معلومة تخدم عمل التوثيق، وهكذا يكون العمل اكثر حيوية ونضجا.
ومع مرور الزمن تعطي هذه المرجعية غرضها المعرفي، وهكذا تساهم في إعادة تشكيل الوعي.
وبهذا يكون الكتاب دشن ،زاوية جديدة من زوايا العمل، وأتمنى أن يكتمل البنيان، بنيان التوثيق عبر الحوار الواعي والقراءة الناقدة.
ومن خلال الكتاب يتضح لنا ان الأنسان أبن بيئته.. وانطلاقا من هذا الفهم نرى ان صاحب السيرة يتماثل مع سلوك ماضيه ولم يشذ عنه قيض انملة.. وحتى الان يعمل ويفكر بعقيلة تلك البيئة، برغم من مرور الشخصية بتجارب وبيئات مختلفة.. ومن خلال هذه السيرة تعرفنا على مصدر فعل حب السيطرة وقلة الانسجام، واشعال الفتن بين الأصدقاء.. وثقافة ممارسة القمع بعيدا عن ثقافة الحوار.. وهنا يكمن سر فائدة السردية التي يحتويها الكتاب.
اما بخصوص العنوان، عنوان متطابق مع رسالة الكتاب... لان كتابة السيرة لها شرو، وبشكل أخص السيرة الغيرية.. وضمن هذا الفهم جاء العنوان (الرئيس أسياس)، بهذا الصيغة، وبلغة حيادية بعيدا عن المواقف السياسية والايديولوجية.. وهذا الأخير غالبًا يغرق خطابه في فعل الاوصاف ورد الفعل السياسية اليومية مع الخَصمُ.
وفي الختام بعض الملاحظات:-
1. أتمنى ان يترجم الكتاب الي التجرنية حتى تتسع مساحة الحوار والإضافة المفيدة..وعبر هذه الطريقة تصل الرسالة إلي القارئ كما يجب.
2. اختراق أسياس لحزب العمل ببعض عناصره المفروض تدعم المعلومة بالمصدر حتى لا يكون الكلام مجرد حكي غير مسؤول.
3. كنت أحبذ ان يضع الكاتب في اخر الكتاب وثيقة نحن وأهدافنا.. حتى يتعرف القارئ على خطاب الوثيقة.
وأخيرا.. شكرا على الجهد الثقافي الذي يساهم في تغذية المكتبة الاريتريا، انه انتاج، وان تراكم هذا النتاج، في المستقبل سوف ينفعنا في البحث والمراجعة.