ملخص عن رواية مرسي فاطمة

تأليف الأستاذ: حجي جابر - كاتب وروائي وصحفي إرتري

هي عبارة عن كتلة من الألم والحزن تسيل من قصص أبطالهاوتحكي معاناتهم.

إلي جابر: أعتذر إليك، فلاتزال كل الأماني مؤجلة. (الوطن كذبة بيضاء.. يروج لها البعض دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة).

قرية البطل قندع والمعهد الديني الذي اقفل وسجن شيوخه وفرحت صحافة أسمرا اي صحف الديكتاتور، كي لاينفذ الوهابية منه، اختفي العلماء ولم يجدو أثرا لهم حين بحثو طلباهم وعادت قندع لرتابتها القديمة، وجبريل صديقه جاء من مدينة كرن لأسمرا يعمل في التجارة مع ابيه وأخوانه ذهبو للتجنيد في ساوا، وعرفت حبيبتي سلمي في متجر الحاج برهان وأنا أعمل معه، كانت تدرس في أسمرا ونتقابل في مرسي فاطمة سماه الجبرتة اسوة بامرأة صالحة ليحل محله اسم منن زوجة هيلا سلاسي، يبدأ بكنيسة إندا ماريام وتنتهي تفرعاته عند جامع الخلفاء الراشدين هكذا سرد العم بطرس تاريخ الشارع، كانت ابتسامتها الصافية تمسح الكدر عن جبيني، ولم اعرف اين فسألت صديقتها وظننتها غاضبة مني لكنها ذهبت لمعسكر ساوا حسب رواية صديقتها لانها رسبت عمدا في المستوي الثاني كي لاتذهب في الثالث لقلقلوت او الكشة لانها اخوتها الأربعة هناك تنظر امها رؤيتهم عدا هي واختها الصغيرة، لكن اكتبوها تعهد لانها كانت شاطرة اذا رسبت سيذهبو بها نحو ساوا، ورسبت وأخذوها نحو ساوا قالت صديقتها، شارع كزبندا طليان وفناتها هلين ملس وأغنيتها بالتقري، فتيكوكي من تبل عقب يديبا او كجل، لالبكا اندا فتيني انتا قلمي تريمني، بلنيتا نايكي أنا بلنيتا، وعن شارع كمشتاتو في انتظار الكشة في اسمرا وسأذهب بملئ إرادتي نحو ساوا للحاق بحبيبتي، ساحة مسكرم التي ينتهي عندها شارع كمشتاتو، كان وداع الأمهات لأبنائهم حارا وكأنه الوداع الأخير.

نحو ساوا:

بدات الشاحنات في التحرك اتجاه الشمال الغربي، اجتزنا بضع قري في ضواحي اسمرا قبل ان الي لب_تغراي وهو الطريق الحلزوني، قلب تغراي شارع مخيف، مررنا بعدتكليزان ثم عيلا برعد، حتي بلغنا كرن، فيها مقبرة الإيطاليين فيها هضبة وحيد من زمن حكم المصريين للمدينة، تجاوزنا كرن وصلنا منطقة قلاس، ثم اتجهنا نحو حقاز، ثم أغوردات رأينا مئذنة جامعها الكبير من بعيد، خلف الجبال تنتظرنا ساوا كان الطريق عبر جبلين وينتهي عند أرض جدباء محاطة بجبال، أهلا بكم في معسكر ساوا مصنع الرجال وحامي الوطن، يوجد ملعب للحفلات، جاء مراحي قانتا منجوس وأخذ يقرأ قوانين ساوا، كانت اللغة تغرنيا وقامو بأخذ المجند اكداني كان يقرا كتاب، وتحدث المدرب عن السلاح، وعن السياسة بدأت الثورة بجبهة تحرير وجاءها اعياء، لكن جبهة الشعبية وصلت بها نحو الإستقلال، كان واضحا كان يكره التنظيمات الأرترية الأخري، واتهم جبهة تحرير بالعنصرية والطائفية وخطف الثورة،

سالته ممن خطفات جبهة التحرير الثورة إذكانت هي من أطلقتها في الأساس؟

أجاب :خطفتها بعنصريتها وطائفتها، لولا الشعبية لما جاء الإستقلال، مازن كان يكره الحمام الجماعي وهو مولود في السعودية بطني تعورني ورم والم في ويصلي لوحده مع ان الصلاة ممنوعة يليها كلها دفعة واحدة وعاقبوه عليها، عن الحفلة واللواء الثالث للفيتات وكل واحد يجد واحدة تشاركه همه، وأنا أبحث عن سلمي، كداني كان يحب اليسا من الثالث، قلت له سلمي حامل مني، أصبحت سائق منجوس الخاص، كداني شيوعي كان يقرأ مزرعة الحيون لجورج أورويل، قرية المنجوس تسني، ذهبت مع سلمي ل بحيرة ماي سرورا، وهكذا ذكريات وانا ابحث عنها كل يوم، وتبحث معنا السا حبيبة كداني، وكانو يزرعون الألغام ثم يلصقو التهمة في المجاهدين حتي يكرهم الشعب، العشرين من يونيو هو يوم عيد الشهيد، قال كداني نحن طلبة جامعة أسمرا ونقوم ضد العمل الإجباري دون مقابل، امي لوحدها في دنكاليا وحرارة الجو هناك، ومن ذلك اليوم بعثرت السلطات الكليات علي المدن وقفلت جامعة اسمرا حتي لايصبح الطلاب جسدا واحدا، هل عرفت الآن من نحن؟ وعن قسوة اللوء السادس وعذابهم، وعن قصص الإنتحار في ساوا، الموت اعتادو عليه، حتي زيارة الأهل قليلة ومفرحة، الحمل وحده من يريح الفتيات ويسجن الشاب لسنة، وأخيرا سمعت من اخت السا منيت تسكن اسمرا أن سلمي هربت الي السودان، يوحشنا الوطن مع ابتعد انها وطني.

دولة الشفتا:

خرجت مع قائدي وأوصلته الي تسني مدينته، التفت يمينا طريق العودة للمعسكر، ويسارا حيث الحدود السودانية وسلمي، بلغت نقطة التفتيش في تسني، تجاوزت الجمارك وثكنات عسكرية والمشفي الإيطالي وسوق المدينة فيه ازدحاما لم أره في أسمرا، اذهب امدخل 13، مررت بحلةسودان، وحلة صومال، وحلة تكارين، وحلة حلبيت وحلةىحبش، بعد تسني بلغت علي قدر، ثم لم يتبقي أمامي ألا قرية 13، الحدودية لأصل إلي السودان، وجدت نفسي في حاوية ومعي نساء بعد ضربي في رأسي قرب ااحدود، وفتيات وشباب مقيدون، نحن معتقلون لدي الشفتا الي ندفع مبالغ حتي نكمل رحلتنا نحو السودان، الذي لايدفع يودوه سيناء كما فعلو مع خديجة وخاصة المريض ليبيعو أعضاءه هناك، هكذا حكي لي، أبراهام وهو يحكي قصته بعدها هرب من الخدمة العسكرية وباع ذهب امه، والسلطات في اسمرا سجنت أمه وارادومنها دفع مال لهروبي انا، ودفع نصف المبلغ هو والنصف الآخر وحكي عن معناته في ساوا، وانا اعمل معهم لكن هذه المراة بعد خديجة واما هؤلاء الأطفال مصيرهم يت تهريبهم الي سيناء، اشار الشفتاي الي فنهضت معه مجموعة ومعهم كلاشنكوف وهواتف نقالة يسالوك عن رقم اهلك، انهم يهربون البشر والبضائع والأسلحة، هذه زينب يغتصبها الشفتا لأن ليس لديها المال ودفعت له ولي زينب وشكرني علي ذلك، رجع ابراهام نحو ارتريا وخلصني أنا، دفعت المبلغ الذي اعطاني له الشفتا من تسليم ابراهام للحرص الإرتري دون معرفة الشفتا الآخرين، واتجهت نحو الحدود السودانية بعربية دفع رباعي وغادرت دولة الشفتا، وصلنا لشفتاي معه جمل امسكنا اللجام وذهب بنا نحو، ظللنا نركض وننبطح عند الحدود وضوئهم وقال الشفتاي وصلتو السودان، وصلنا معسكر جيش حرس الحدود السوداني وسجنا لأيام واعطونا رقم بطاقة لاجئين، واتجهنا نحو الشجراب.

الشجراب:

توقفت في قرية صحرواية طينية ملئية بالقطاطي، وقفنا عند مبني من طابق واحد قرأت علي مدخله (معتمدية اللاجئين التابعة لمفوضية اللاجئين) معسكر الشجراب، لمحت أم أواب ستينية واعطاتني جبنة، قالت الحرائق تتكرر باستمرار هنا، وحكت لي هروبها من قصف طيرا اثيوبيا لقراهم، البعض اعادو لاتريا بعض التحرير لكنهم ليتهم لم يعودو الحكومة اصبحت ظالمة، حدثتها عن سلمي وعن شكلها وبحثي عنها، جاء أمير شاب نحيف فتش عن عمل لي، مارآيك تعمل معي في بيع الخضار طعم بون وانتهت القهوة، نستقبل الخضار في سوق الشجراب من خشم القربة واحيانا من كسلا، المشكلة الشباب يقعون في يد سماسرة ليذهبو نحو إسرائيل، من مصلحة السماسرة جعل هذا المكان لايطاق ويقومون بالحريق احيانا، خطفو ابن ام اواب وهو رضيع وتبحث في كتف يمين كل شاب تقابله لديها علامة، حتي انا بحثت في كتفي، هنا مقبرة المعسكر خارج وطنهم ارتريا كتلة من الحزن، كان علي قاسي واخذ الجنسية ويعمل في معتمدية اللاجئين، أمير سرقت منه كليته في سيناء لأنه اراد الذهاب نحو اسرائيل قالت ام اواب، عشان كدا يقول للشباب ماتمشو إسرائيل، خطفو بنت اسمها سلمي من امها سمة سلمي اخري في امعسكر، اليوم خطفت فتاة ثانية خلال شهر اذا ام تكونو قادرين علي حمايتنا انتم شركاء في الجريمة صرخ أمير، الشرطة نبذتهم بلاجئين وحبش، وضرب امير النحيل ويفكر في الجميع، حكي امير لبست جلابية وركبت العربية ومعي ثلاثة ركبنا الحافلة، تجاوزنا نقطة التفتيش، وخشم القربة نحو كسلا، دفعت خمسة الاف دولار، درست القانون في جامعة اسمرا، أوقف محاري حفلت علي جانب كسلا واخذنا الشفتا اختفي النهار ولم يظهر مرزوق كنا في بيته وراكان ابن مرة حبشية اصيبت بالايدز ولدها لايقرا بسبب المجتمع، بيتها طيني مفتوح للشفتا مقابل مال في كل رأس، اجتمعنا نساء واطفال وشباب وفتيات، تحرك اللواري نحو سيناء، وصلنا بورتسودان ثم انحرف اللوري شمالا لقرية كبيرة محمدقول، بلغنا حلايب بعد عد من الحواجز الأمنية، ثم الي منطقة شلاتين السودانية التي عن نظيرتها المصرية واد صغير، انحرف في جانية وعرة وتوقف في منطقة جبلية، أخذتنا شاحنة نحو سيناء، تلتها سفاجا ثم الغردقة ثم فرأس غارب، حيث بدأخليخ السويد، وصلنا سيناء، فرقنا مسلحون لمجموعتين اتجهت وشابين الي غرفة، بينما ذهب الآخرون لجهة أخري، هناك من سيدفع كليته ثمن اكمال الرحلة، امراة اقتادها للطبيب بعد فكها من ابنتها الي خيمة كبيرة، خرجت المرأة جثة هامدة، احد الشباب كان باع كليته لانقاذ نفسه، بلغنا سياج اسرائيل جاءنا الرصاص تجاوزنا السياج وجدنا آخر، تجاوزه بعضنا، بينما انبطحت ارضا انا والفتاة الحامل، الفتاة رميتها بعد السياج وانا اصبت بطلقة كانت من الخلف نار من امام وخلف، وفقدت الوعي، استيغظت علي وجه طبيب يعاين نبضي، اما ترجع لارتريا اوتبيع كليتك لتذهب نحو اسرائيل او من حيث جئت وهكذا فقدت كليتي ورجعت، هذه قصتي مآساة وألم، جاء المفوض ويسحب يده من الناس، وكانت معه فتاة شقراء تساعده ساعدت المرأة علي النهوض، لم يهتمو بنا ولم يكتبو لنا لاجئين لذلك تركناهم، كارلا شقراء تعمل في مفوضية اللاجئين كانت تساعدنا في البحث عن سلمي، اليوم 24 مايو عيد الإستقلال الإرتري، عملنا زواج ابراهيم الحلبي في المخيم توفي واده قبل سنتين ولد في المخيم وحتي زوجته مريم ولدت هنا في الشجراب، قالت كارلا اذهب معي ايطاليا وودعت امير وأم أواب، وبينما أغادر أتي المنجوس للمعسكر كمغلوب وقد كان يحمل سوطا لضرب المجندين، أشفق علي منجوس وأنه سيحزن كثيرا، منح مكانه لجلاد جديد، قلت لكارلا: (لن أذهب معك.. سأعود إلي مرسي فاطمة) سأعود لوطني، تركت كارلا وأمير وأم أواب، تركت الشجراب خلفي بحزنه وحكاياته وألمه وألم واحلام من يكونون في المخيم، لم أرا أمامي غير مرسي فاطمة.

مرسي فاطمة:

صافحني الشارع بحرارة العشاق، ضمني بوله علي محياه، حتي نسيت معسكر ساوا، ودولة الشفتا، وسيناء والشجراب التي تركتها مثخنة بالهموم والأوجاع، تركت كارلا، تركت أم أواب وأسمها حليمة صافحتني بإسمها العاري أخيرا، أنا الحاجة حليمة، سلمي أجهضت ابنك وذهبت خلفك لساوا، لم تكن سلمي وحدها هي التي أجهضت، أمها خبأتها في بيت احد اقاربها ولم تخبر انها حاملم منك لأحد كي لايلحق بك الأذي، بلغت منزل روتا اين سلمي ألم تأت معك؟ هربت بمساعدة السا نحو السودان بحثا عنك، ظننت أنكما التقيتما هناك، بدت حياتي كدائرة كبيرة، لاتتيح الإلتقاء بما أريد، طالما أننا نتبع الإتجاه ذاته، والقدر نفسه من الشوق والإحتياج، يالهذ الوجع، فاتحة الطريق ومنتهاه، دليله، وناسه، ايامه، ولياليه، يالهذا الوجع، وقد غدا كل شئ.

هنا في مرسي فاطمة... حيث تبدأ كل المسارات، وإليه تنتهي.

Top
X

Right Click

No Right Click