المؤتمر الوطني الأول لجبهة التحرير الارترية
بقلم الطالب: علي عمير - من اريتريا تأليف المناضل: عبدالله إدريس - أضواء علي تجربة جبهة التحرير الارترية
عقد المؤتمر الاول في نوفمبر 1971م في منطقة آر بحضور خمسمائة عضو، سار الأعضاء ولدواعي التموية
عبر اتجاهات متعددة كان أقصرها طريق طوكر وكان هناك من سار لأكثر من شهر وكان المسير ليلا ولدواعي أمنية،
تم تأمين المؤتمر من خلال وحدات إستطلاعية في كل منها خبراء يعرفون جغرافية المنطقة أماكن المياه والطرق المؤدية لمكان المؤتمر كما كلفنا وحدات مقاتلة للتمركز بالقرب من المدن لرصد تحركات العدو والتمكن من التحوط لاي إحتمالات،
أنشأنا مواقع تمويهية متعددة لتضليل العدو وصرف الأنظار عن المكان الحقيقي للمؤتمر ووضعنا عدة مواقع كأنها مكان المؤتمر ركز العدو الاثيوبي قصفه على أماكن التمويه كان قصفاً متواصلا بالطائرات بهذا التمويه جنبنا أنفسنا ومؤتمرنا الكثير من المتاعب،
إنعقد المؤتمر بعيداً عن عيون العدو وإستطلاعاته إلا أن الوفود واجهت متاعب كثيرة منها بعد المسافة لمكان المؤتمر ليلا،
وقد عانت وفود دنكاليا وسمهر والقاش والمرتفعات كثيراً من المشي لمسافات بعيدة إلا اننا نجحنا بهذه الاجراءات بتأمين المؤتمر وتموينه بكافة الاحتياجات من مواد غذائية وأدوية مناسبة وهذا كان من بين عوامل نجاح المؤتمر وكان لشعور المؤتمرين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم عاملا حاسماً في إنجاح المؤتمر وإستمرت مناقشات المؤتمر مدة شهر كامل أجاز المؤتمرون البرنامجين السياسي والتنظيمي لجبهة التحرير الإرترية والقرارات والتوصيات السياسية والتنظيمية وكافة الاجراءات الادارية،
وإنتخب المؤتمر المجلس الثوري ذو الصلاحيات التشريعية وكان مكوناً من 16 عضو واللجنة التنفيذية وكانت مكونة من 19 عضواً كما إتخذ المؤتمر قراراً بخصوص أول إنشقاق ظهر في جبهة التحرير الإرترية وهو بروز ظاهرة قوات التحرير الشعبية.
أدان المؤتمر إتجاه الانشقاق بشكل عام إلا أنه إتخذ قراراً بالدخول في حوار مع قوات التحرير الشعبية وجماعة أسياس أفورقي بهدف التوصل إلى وحدة أداة الثورة.
كان هنالك شعاراً مكتوباً معلقاً في قاعة المؤتمرمن بين العديد من الشعارات وكان يقول أن الساحة الإرترية لاتتحمل أكثر من تنظيم وطني ديمقراطي واحد،
كان يردده بعض المتحمسين وللأسف الشديد إستفاد منه الخصوم وركزوا على هذا الشعار وتجاهلوا قرار المؤتمر الأصلي الخاص بالحوار.
وكان الشعار ليس أكثر من رغبة وأمل وقد حولوه من خلال الدعاية الاعلامية والتحريف المعادي لمرتبة قرار دون أن يشيروا إلى أنه كان من بين شعارات المؤتمر، بهدف التبرير السياسي وتحميل الجبهة مسؤولية إندلاع شرارة القتال في تلك المرحلة.