حرب الجياع - الحلقة الخامسة والعشرون
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية
المناخ والتضاريس:
تتمتع الهضبة الجنوبية الوسطى من ارتريا بربيع دائم وهواء عليل وشمس ساطعة،
ورياح معتدلة، كما أن الحرارة لا تختلف بين فصول السنة إلا اختلافاً طفيفاً لذلك فهي صالحة على مدار السنة لاستقرار المواطنين.
يرجع السبب إلى ارتفاعها الذي يتراوح بين 6000 و 8000 قدم فوق سطح البحر.
وكذلك تتشابه الأحوال المناخية والنباتية للمرتفعات الشمالية مع الأحوال السائدة في الهضبة الجنوبية الوسطى كما أنها اكثر ارتفاعاً واتساعاً في الجنوب غير أن مناخ الأودية المنخفضة حار وجاف.
وفي الغرب تهبط الهضبة والمرتفعات الشمالية حوالي 6000 قدم لتتحول إلى سهول صحراوية تمتد إلى السودان مكونة منخفضات وادي بركه. وتنتشر غابات الدوم المخضرة على جانبي نهر بركة وروافده لتلطف من شدة حرارة الصيف.
وبالقرب من منطقة بركه تتحول المنخفضات فجأة وبصورة مدهشة إلى أحراش وغابات، وتكثر فيها قطعان الحيوانات البرية المختلفة، مكونة بذلك منخفضات الكاش ـ سيتيت ويعتبر جوها حاراً رطباً.
أما السهل الساحلي فمناخه معتدل في الشتاء والربيع، شديد الحرارة والرطوبة في الصيف. ويضيق السهل في الشمال بينما يتسع في الجنوب مع انخفاضه في بعض الأماكن إلى ما دون سطح البحر. فتكثر البحيرات المالحة في منخفض كوبار حيث يتم استخراج الملح. ويمتاز السهل الساحلي باستوائه وخاصة في الشمال وبكثرة تعاريجه ورؤوسه البحرية وخلجانه في الوسط. ويقابل الساحل في منتصفه أكثر من مئة جزيرة في عرض البحر وبعضها مأهول بالسكان، ويعرف أكثرها بجزر دهلك.
الأنهار الفصلية:
1. بركة: يبلغ طوله 630 كم.
2. عنسبة: ويعتبر من أهم روافد نهر بركه وكلاهما موسميان ويجريان لمدة ثلاثة أشهر.
3. الكاش: يبلغ طوله 440 كم ويسمى عند منبعه مأرب.
4. سيتيت: وهو النهر الدائم الجريان في ارتريا وتقع مدينة أم حجر على ضفته الشرقية وتقابلها على ضفته الغربية مدينة الحمرا الاثيوبية ويشكل هذا النهر الحدود الطبيعية بين ارتريا واثيوبيا وتسميه اثيوبيا تكزي ويسمى في السودان عطبره ويلتقي بنهر النيل في مدينة عطبره.
الثروة الحيوانية:
يملك الشعب الارتري عدة ملايين من الأبقار والأغنام وهي من النوع العربي إلى جانب الماعز. أما الإبل فهي من ذوات السنام الواحد وتبلغ الثروة الحيوانية عشرة ملايين رأس من الغنم والبقر والإبل.
الثروة البحرية:
تمتلك ارتريا ثروة بحرية هائلة من الأسماك وزيوتها إلى جانب الثروة المعدنية التي تربض في قاع البحر.
الثروة المعدنية:
إن الثـروة المعـدنية لا تزال في مراحلها الأولى لعدم وجود مسح شامل للمعادن والمناجم وتوجد في مناطق حماسين والكاش وقدم وأدوبحا وسراي كما توجد أيضاً في السهل الساحلي أنواع عديدة من المعادن الثمينة.
1. الذهب: يوجد في عروق الكوارتز في الصخور البلورية والرواسب النهرية وفي قاع البحر.
2. الحديد:
تؤكد الاحصاءات الرسمية على وجود كميات كبيرة من الحديد.
3. الأملاح:
يتم إنتاجها على نطاق واسع في مناطق عصب ومصوع وقيرو.
4. البترول:
ثبت وجود البترول في عدة مناطق ومنها الساحل الشمالي لميناء مصوع.
5. اللغة:
تعتبر اللغة العربية واللغة التجرينية هما اللغتان الرسميتان للشعب الارتري حسب المادة 38 من الدستور الارتري الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 يوليو "تموز" عام 1952 وقد استخدمت اللغتان في كافة نشاطات الدولة الارترية في بداية العهد الفيدرالي. وكذلك دأبت جبهة التحرير الأم على تأكيد هذا الاتجاه في أدبياتها ومقرراتها السياسية والوطنية.
السـكان:
يبلغ تعداد السكان 3.5 ثلاثة ملايين نسمة ونصف.
الأقاليم:
قسمت ارتريا من الناحية الإدارية إلى تسعة محافظات:-
1. محافظة حماسين – ومركزها العاصمة أسمرا.
2. محافظة سراي – ومركزها مندفرا.
3. محافظة أكلي قوزاي – ومركزها عدي فيح.
4. محافظة دنكاليا – ومركزها عصب.
5. محافظة سمهر – ومركزها مصوع.
6. محافظة الساحل – ومركزها نقفة.
7. محافظة سنحيت – ومركزها كرن.
8. محافظة بركة – ومركزها اغردات.
9. محافظة الكاش – ومركزها بارنتو.
وتعتبر مدينتي مصوع وعصب المينائين الرئيسين في ارتريا.
الحدود الارترية وترسيمها:
1. في 1541891 أبرم الإيطاليون والإنجليز بروتوكولا في روما لتعين مناطق الحدود الارترية. وجوارها من عند رأس قصار على ساحل البحر الأحمر الغربي لغاية النيل الأزرق.
عقد اتفاق أخر بين الحكومة الإيطالية والمصرية لتخطيط الحدود في اتجاه خور( ) بركه والبحر الأحمر. وقع هذا الاتفاق في القاهرة سردار( ) الجيش المصري هربرت كتشنر الإنكليزي بتاريخ 1895/6/25، كما أمضاه في أسمرا حاكم ارتريا الجنرال الإيطالي أوريستي باداتيري بتاريخ 1895/7/7.
2. الحدود بين ارتريا واثيوبيا:
في 1900/7/10 م وقع نجاشي اثيوبيا منيلك الثاني والضابط فيدريكو تشيكو ديكولا ممثل إيطاليا في اثيوبيا معاهدة الحدود بين ارتريا واثيوبيا لتخطيط الحدود على خط تومات ـ دلك ـ مأرب ـ بلسامونا.
وفي 1908/5/16 وقع منليك الثاني وممثل الحكومة الإيطالية في أديس أبابا جيزبي كولي فيليزانو معاهدة أخرى لتخطيط الحدود بين ارتريا وإقليم تجراي.
بعد ذلك ادعت اثيوبيا أن حرمانها من منفذ إلى البحر سيلحق بها ضرراً بليغاً، لأنها ستفقد بدونه مزايا وأهمية كبيرة. فيما يتعلق بأهميتها الدولية ورعاية مصالحها وخدمة تجارتها الداخلية والخارجية. من هنا تتمسك اثيوبيا بضرورة ضم ارتريا إليها حتى تضمن وصولها إلى البحر الأحمر وتمارس فيه سلطتها ونفوذها الدولي.
الحقوق التاريخية:
تقول اثيوبيا إن ضمها لارتريا يعود إلى الروابط العرقية والدينية فيما بينهما كما تدعي أيضاً بأن ارتريا كانت لفترات زمنية طويلة تحت سلطتها وبناءً عليه ادعت وقالت: لابد من ارتباط ارتريا مع اثيوبيا ضمن كيان سياسي واحد؟!.
الرد الارتري الوطني:
يقول الارتريين في معرض ردهم على هذا الإدعاء الآتي:
إن وجود بعض الروابط المشتركة بين عدد من البلدان هي ظاهرة مألوفة بين الشعوب والدول المجاورة.
إن رغبة الشعوب والمجتمعات البشرية في العيش المشترك تحكمها الأماني والتطلعات المشتركة. فوجود بعض الروابط المشتركة لا تكون أساساً كافياً للتعبير عن قيام وحدة مجتمعات متجاورة لمجرد رغبة الحكام ومصالحهم فيها وبعيداً عن المشاركة الحقيقية فيها من قبل جماهير الشعب. ولا يتحقق ذلك إلا حين ينمو الشعور الواعي في بناء الوحدة المتكافئة وكيانها السياسي الموحد الحقيقي.
الحقيقــة:
إن أي وحدة التي هي من النوع الذي يستهدف القضاء على شخصية وكيان شعب معين والتضحية بمصالحه لن تحقق النجاح والاستمرار، لأنها في هذه الحالة تعتبر استعمار أو تسلط لأنها تكون قد تحققت رغماً عن الإرادة الحرة للجماهير ومشاركتهم فيها.
عروبة ارتريا:
تدعي الحبشة أن كافة الأخطار التي تعرضت لها على مدى العصور القديمة والحديثة كانت من العرب؟ ولكي تضمن سلامة أراضيها منهم لا بد من فرض سيطرتها على ارتريا.
إن هذا الإدعاء الباطل لا يقف بل لا يصمد أمام التمحيص والتفنيد العام والخاص، كما انه لا يفيد الحبشة في شيء لتبرير تطلعاتها وعدوانها على الشعب الارتري.
إن عدوانها وضمها القسري لارتريا عراها أكثر أمام الرأي العام العالمي.
ومن الواضح والثابت تاريخياً أن اثيوبيا هي التي استدعت وجلبت المستعمرين إلى المنطقة بصفة عامة وخاصة في العصر الحديث.
من الذي جلب الاستعمار البرتغالي؟
الحكام الاثيوبيين. من هم الحكام الاثيوبيين الذين مكنوا أمريكا وإسرائيل بالسيطرة على المنطقة بشكل عام وعليهم بشكل خاص.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة