حرب الجياع - الحلقة الرابعة والعشرون
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية
الفصـــــل الخـامس
ارتريا
• لمحة تاريخية
• قبل وبعد هجرة المسلمين.
• لمحة جغرافية
• الموقع.
• الثروات.
• السكان.
• عروبة ارتريا.
• تأسيس الأحزاب الارترية.
• ارتريا والدولة الفيدرالية.
• مواقف بعض الدول.
• استطلاعات لجنة التحقيق.
• الكفاح المسلح.
• حركة تحرير ارتريا.
• ميلاد جبهة التحرير.
• حامد ادريس عواتي.
ارتريا في حوالي عام 878م قبل الهجرة
كانت مملكة أكسوم ينحسر ظلها ويضعف أمرها، حيث فقدت تجارتها الخارجية حين سيطر المسلمون على البحر وانعزلت أكسوم في الجبال حتى لم يسمع أحد عن هذه المملكة، أما القسم الساحلي المجاور للبحر الأحمر الذي يعرف باسم ارتريا فقد سكنته شعوب كثيرة إذ كان المنفذ الوحيد الذي عبرت منه من البر الأسيوي إلى البر الإفريقي وقد أطلق البطالسة على هذه المنطقة الاسم المعروف ارتريا. وقد أنشأوا على سواحلها جاليات تجارية وذلك عام 878م أي قبل الهجرة.
بينما كانت الجاليات التجارية تقيم في الساحل كان يتجول في الداخل قبائل وثنية همجية تخضع لحكم أي قوي يسيطر عليها. وفي هذه الفترة بالذات تأسست كما ذكرنا مملكة أكسوم الحبشية وسيطرت على ارتريا وضمتها إليها.. كانت ارتريا المركز الثاني الذي انطلق منه الإسلام بعد مكة.
وفي عام 83 هجري خشي عبدالملك بن مروان على طريق الهند من القراصنة الأحباش، فأرسل حملة استطاعت الاستيلاء على جزر دهلك الواقعة في وسط البحر وعلى بعد 60 كم من مصوع، فكانت هذه الجزيرة القنطرة الأولى التي انتشر منها الإسلام في ارتريا وشرقي الحبشة وامتد جنوباً حتى مضيق باب المندب.
خضعت ارتريا للدولة العباسية وكانت تعرف باسم إقليم "باضع" وهو الاسم القديم لمدينة جنوب مصوع وبقيت ارتريا تتبع للدولة العباسية حتى تنازل عنها آخر خليفة عباسي في مصر إلى السلطان العثماني سليم الأول وذلك عام 923هـ فتبعت الدولة العثمانية وكانت ولاية مستقلة تابعة لمكة المكرمة ثم ولاية مستقلة تعرف باسم ولاية "حنيش" وتتبعها مدينة جدة أيضاً أما المملكة الحبشية فقد كانت أثناء ذلك في عزلة تامة تحكمها الأسرة السليمانية.
في القرن الرابع انقسمت مملكة اكسوم إلى شطرين: ساحلي يحكمه المسلمون وداخلي يحكمه المسيحيون وفيه الإمارة الأمهرية التي ضمت جوجام، وبغميدر وتجراي وجزءاً من ولو وآخر من شوا ويسكن هذا الجزء الأخير الأمهريون والجالا.
من خلال هذه الحقبة من حكم الحبشة واختلاف الأسر بعضها مع بعض. كان الإسلام ينتشر في المنطقة الشرقية والجنوبية ويغزو أطراف الهضبة، بينما انحصر نفوذ الأسرة الأمهرية في الأجزاء المرتفعة في الهضبة، وعم الإسلام الأجزاء الشرقية والجنوبية منها.
وفي القرن الخامس عشر انتشرت عدة إمارات إسلامية، قام بينها صراع، الأمر الذي جعل المسيحيون يستغلون هذا الصراع فأخضعوا بعض هذه الإمارات ومنها إمارة هادية وأجبروها على دفع الجزية، وتقديم فتاة مسلمة في كل عام إلى ملك الحبشة يرتضيها لنفسه وقد ذكر المؤرخ عرب فقيه في كتابه (فتوح الحبشة) على لسان أهل هادية ما يلي: حكم علينا ملك الحبشة أن نطيعه مخافة أن يقتلنا ويخرب مساجدنا، إذا لم نرسل له البنت والمال. وعندما نرسل البنت للملك، نرسلها له على خشبة الموتى فنغسلها ونكفنها، ونصلي عليها ونحسب أنها ميتة ونعطيها له؟!.
الموقـــع:
• تقع ارتريا على الساحل الغربي للبحر الأحمر المقابل لشبه الجزيرة العربية.
• يحدها من الشمال والغرب السودان، ومن الجنوب اثيوبيا ومن الجنوب الشرقي جيبوتي ومن الشرق البحر الأحمر.
• تبلغ مساحتها 124.320 كم2 وتمتلك جزراً كثيرة وعدة خلجان على البحر الأحمر.
• تطل ارتريا بواجهة بحرية طويلة حيث تبلغ حوالي 1116كم على الساحل الغربي للبحر الأحمر.
• يربط موقع ارتريا على البحر الأحمر بين المحيط الهندي في الشرق وبين البحر الأبيض المتوسط في الغرب وذلك من خلال قناة السويس.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة