حرب الجياع - الحلقة الثالثة والعشرون
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية
التغيـــر: في عام 1974 قام الجيش الاثيوبي بالاطاحة بالإمبراطور هيلا سلاسي الداعم للسياسة الأمريكية
والإسرائيلية في اثيوبيا والمنطقة وفق الترتيب الاتي.
1. في 13 شباط من عام 1974 ازدادت درجة الغليان في الشارع الاثيوبي من جراء ارتفاع أسعار البنزين.
2. في 18 شباط من نفس العام استمر اضراب المعلمين الاثيوبين احتجاجاً على التعديلات المقترحة في شؤون التربية والتعليم.
3. وفي نفس التاريخ استمر إضراب سائقي سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة.
4. وفي 23 شباط 1974 أُرغِمَتْ الحكومة الاثيوبية على التراجع عن قرارها في زيادة أسعار البنزين.
5. في 20 شباط 1974 قام أُلوف الطلاب والعمال بتظاهرة سلمية ضد الحكومة في شوارع أديس أبابا وللمرة الأولى في تاريخ الحركة الطلابية والعمالية، وتقدموا بمطالب سياسية.
6. في 27 شباط 1974 أُسقِطَتْ حكومة رئيس الوزراء الاثيوبي "أكيلو هابتي وولدي".
7. في 28 شباط 1974 تم تعيين رئيس وزراء جديد هو "اندالكاتشوماكونين".
8. في 25 آذار تم تعيين لجنة للتحقيق في الادعاءات المتعلقة بإساءة استخدام أموال وأملاك الدولة والثراء غير المشروع.
9. في 28 حزيران 1974 تم تشكيل لجنة التنسيق العسكرية( ) من عناصر القوات المسلحة والشرطة والجيش.
10. في 3 تموز عام 1974 بدأت لجنة التنسيق العمل مع الحكومة الجديدة.
11. في 4 تموز عام 1974 قتل مسؤول منطقة كافا الخاضعة لنظام هيلاسلاسي في إقليم صلالي وكان القتيل هو ديجاز ماشي تسيهابو، حيث رفض الاستسلام لقوات الأمن الاثيوبية، ثم تم إلقاء القبض على شقيقه "فيتاوراري تاديسي" وكان المذكوران يقومان بتحريض الناس على القيام بنشاطات ضد لجنة التنسيق العسكرية والشعبية.
12. في 6 تموز عام 1974 أمرت اللجنة العسكرية جميع الرسميين السابقين أن يسلموا كل ما في حوزتهم من ممتلكات حكومية إلى مندوبي اللجنة العسكرية.
13. في 8 تموز 1974 أصدرت لجنة التنسيق قراراً يتضمن ثلاثة عشر بنداً تشرح فيه أهداف وأغراض الشعار الذي أعلنته لجنة التنسيق وهو "إثيوبا بتكديم" أي "اثيوبيا أولاً".
14. في 14 تموز عام 1974 وجهت لجنة التنسيق الدعوة إلى جميع اللاجئين السياسيين الاثيوبيين في الخارج للعودة إلى الوطن اثيوبيا.
15. في 22 تموز عام 1974 انهارت حكومة "أندلكاتشوماكونين" ثم تم تعيين المدعو "ليج ميكائيل أمرو" رئيساً للحكومة الجديدة، تم كل ذلك بناءاً على طلب من لجنة التنسيق العسكرية.
16. في 16 آب عام 1974 قررت لجنة التنسيق إلغاء المؤسسات التالية:-
أ) مجلس التاج.
ب) المحكمة الإمبراطورية الخاصة.
ج) المجلس العسكري الاستشاري الخاص بالإمبراطور.
ث) نقل مركز رئيس الأركان من المقر الخاص للإمبراطور إلى وزارة الدفاع الوطني.
17. في 22 آب 1974 تقرر تجميد إيجارات المنازل والمخازن.
18. في م25 آب 1974 تقرر تأميم قصر "جويبلي" الإمبرطوري وتمسيته قصر الشعب.
19. في 27 آب 1974 تم تأميم شركة النقل التي كانت مصدراً أساسياً للعائلة المالكة.
20. في 5 أيلول 1974 تم تحويل شركة سان جورج لصنع البيرة وشركة أسلاب وغنائم هيلاسلاسي إلى وزارة المالية، وقد بلغت أرباح هيلاسلاسي من شركة البيره لوحدها 11 مليون دولار سنوياً.
21. في 11 أيلول 1974 صودرت مؤسسات هيلاسلاسي التي تشمل على خمس مستشفيات وثلاث عيادات ومجموعة فنادق وبنايات وأراضي زراعية شاسعة.
22. في 12 أيلول 1974 خلع هيلاسلاسي عن العرش وعلق الدستور.
23. في 15 أيلول 1974 كلّف المجلس العسكري بأعمال رئاسة الدولة.
24. في 1 تشرين الأول 1974 حولت الأموال التي وجدت في قصر الشعب( ) والتي تبلغ 979506.84 مليون دولار إلى الخزانة العامة.
25. في 4 تشرين الأول 1974 منع استيراد السيارات الفخمة.
26. في 19 تشرين الأول 1974 تم إقامة محاكم عسكرية في المناطق لمحاكمة المسؤولين السابقين بتهم الفساد والثراء غير المشروع.
27. في 4 تشرين الثاني 1974 استعادت الحكومة المباني والفيلات التي منحتها الحكومة السابقة بصورة غير مشروعة إلى حاشية الإمبراطور.
28. في 13 تشرين الثاني 1974 فضحت لجنة التحقيق العسكرية أسماء الموظفين الرسميين والذين لهم علاقة فيما يتعلق بكارثة المجاعة في إقليم "وولو".
29. في 23 تشرين الثاني 1974 أعفى الجنرال أمان عندوم من منصبه كرئيس للمجلس العسكري.
30. في 24 تشرين الثاني 1974 تم تنفيذ حكم الإعدام بالجنرال أمان عندوم وببضعة ضباط آخرين.
31. في 28 تشرين الثاني 1974 عين اللواء "تيفيري بانتي" رئيساً للمجلس العسكري التنفيذي.
32. في 20 كانون الأول 1974 أعلنت الحكومة العسكرية المؤقتة الخطوط العريضة للسياسة الاثيوبية وصرحت بأن الاشتراكية تعني بأن الصالح العالم هو الأهم وله الأفضلية، إذا ما قورن بالسعي وراء المكاسب الشخصية وتعني كذلك التشديد على القصور الزراعي وعلى أسس المساواة بين مختلف المجموعات العرقية في البلاد.
وحق الشعب في التسيير الذاتي والمشاركة الشعبية دون أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد الداخلية.
وبالنسبة للسياسة الخارجية لا تدخل في الشؤون المحلية للدول المستقلة.
33. في 27 كانون الأول 1974 بدأ راديو اثيوبيا ولأول مرة بتقديم برامج مذاعة باللغة الأورومية.
بداية عام 1975:
1. في 1 كانون الثاني 1975 تم تأميم ثلاثة بنوك تجارية وثلاث مؤسسات مالية أخرى بالإضافة إلى 14 شركة تأمين.
2. في 4 كانون الثاني 1975 أصدرت الحكومة العسكرية بياناً حول الجهود التي تبذل من أجل التوصل إلى حل سلمي للمشكلة الارترية كما أعلن اليوم الأول من أيار عيداً وطنياً في اثيوبيا تكريماً لجميع عمال العالم.
3. في 15 شباط 1975 أعلنت حالة الطوارئ في إقليم ارتريا الإداري.
هذا ما صدر من قرارات خلال عام واحد من عمر الثورة الاثيوبية.
بعدما استعرضنا أهم القرارات نعود لمتابعة التحليل الذي بدأناه:
فقد أعلنت اثيوبيا الاشتراكية العلمية وبذلك فقدت أمريكا أهم حليف لها بالقرن الإفريقي وخلال فترة حكم الرئيس "منغستو هيلامريام" دفع السوفيت أكثر من 11 مليار دولار. ذهبت في شكل مساعدات عسكرية بجانب الاستشارات العسكرية من قبل الخبراء السوفيت ذوي المستويات العالية.
لم تهدأ أمريكا نتيجة للتغيير الذي جرى في اثيوبيا ولم يغمض لها جفن فبدأت تبحث عمن يثير القلاقل والفتن داخل اثيوبيا الموحدة، لذا لجأت إلى دعم السودان "النميري" و"كينيا" أما الصومال فلم تستطع في البداية الدخول إليه لكونه اشتراكياً ماركسياً عندها.
عملت واشنطن على تطوير قاعدة جديدة لها في المحيط الهندي وأطلقت عليها اسم "ديجوغارسيا" هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، كان الدعم والدفع السوفيتي لاثيوبيا الماركسية مستمراً حيث أعاد الجيش الاثيوبي احتلال كافة المدن الارترية التي كانت الثورة قد حررتها، وهنا لابد من وقفة قصيرة حول تحرير المدن من قبل الفصيلين الأقوى في الساحة الارترية وهما جبهة التحرير الارترية ذات الميول الوطنية والعربية حينها، والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا التي تخلت عن النهج الماركسي الذي لم يكن سوى قناع أختفت وراءه.
كان الخطأ استراتيجياً فادحاً في عملية تحرير المدن وبكلمة واحدة نقولها: الثورة تخوض حرب عصابات أي كر وفر فما دخل الثورة في تحرير المدن وهي غير قادرة على حمايتها؟!!
في عام 1991 نجحت الثورة الارترية وجبهة تحرير تجراي في دحر الجيش الاثيوبي واستولت على العاصمة أسمرا وكان هذا النصر مترافقاً مع نصر آخر في اثيوبيا حيث تمكنت الجبهة الشعبية لتحرير تجراي من الاستيلاء على السلطة بعد قتال عنيف بينها وبين الجيش الاثيوبي وخرج الرئيس منغستوهيلامريام رئيس البلاد إلى المنفى( ) ؟!
واستقر الوضع لكلا الجبهتين في اثيوبيا وارتريا.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة