حرب الجياع - الحلقة الخامسة

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية

عقد الثمانينات:

في هذا العقد تطورت العلاقة الإسرائيلية ـ الاثيوبية، وذلك عندما حصلت إسرائيل على موافقة الرئيس منغستو

حرب الجياع 2

في ترحيل الفلاشا الاثيوبيين إلى فلسطين، حيث وسّعت إسرائيل منطقة علاقاتها في القرن الإفريقي وتحديداً في اثيوبيا الموحدة؟

يقول المجرم الجزار إرئيل شارون في مذكراته الآتي:

سافرتُ إلى إفريقيا مع الجنرال إبراهام بوفيه صديقي القديم والشرس، وكنا قد عملنا سوية في حرب الأيام الستة.

أقلعت الطائرة من تل رنوف حيث توجد قاعدتي العسكرية القديمة، واتجهت جنوباً، مارة فوق إيلات.

عند المساء طرنا بسرعة كبيرة فوق الأراضي (...) الداخلة في البحر الأحمر على شكل رأس، وذلك بقصد الابتعاد ما أمكن عن شرم الشيخ في الضفة المقابلة للخليج، حيث كان للمصريين محطة رادار.

عندما صارت الطائرة فوق جبال (...) السود، كنت في مقصورة القبطان أرشف فنجاناً من القهوة الساخنة، وفيما كنت أراقب القمر الصاعد ببطء أمامنا شعرت بنوع من الكبرياء الساذج، وفي اللحظة عينها قلت في نفسي:

بعد كل شيء ليست إسرائيل صغيرة ومعزولة، كما يتصور البعض فرعاياها كانوا يعملون ليلاً فوق أراضي أعدائها.

تبخرت الجبال في الليل وطرنا فوق البحر الأحمر محاولين مشاهدة أنوار مرفأ (...) الذي لا بد أن يكون إلى يسارنا، وحطت الطائرة عند الفجر في مدينة مصوع في بلاد الحبشة، كان ينتظرنا في مطار المدينة فريق إسرائيلي، لملء خزانات الوقود.

وانطلقنا من جديد محلقين في الأعالي، لنمر فوق جبال "أمهرة" التي تزنر العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، كان هيلا سلاسي لا يزال إمبراطوراً مطلقاً، ودخلنا المجال الجوي الأوغندي بعد أن اجتزنا كينيا، مررنا فوق مكان يدعى موروتو وأكملنا طريقنا نحو أنتيبي في يوغندا، بدأنا نزور البلاد من منابع النيل في بحيرة فيكتوريا حتى المحميات الطبيعية الرائعة مروراً بشلالات موتشيف وبحيرة جورج.

بعد أيام وجدنا أنفسنا من جديد في موروتو.. هذه المدينة البدائية جداً والمرتبطة على نحو عجيب بتاريخ الصهيونية، ففي بداية القرن فكرت بريطانيا أن تعرض هذه المنطقة على تيودور هرتزل كوطن للشعب اليهودي، وهذه الفكرة لم تلاقِ لحسن الحظ تأييداً عند الحركة الصهيونية آنذاك.

أنجزنا ما أتينا من أجله وغادرنا أوغندا إلى كينيا وفي كينيا تنقلنا إلى هنا وهناك وكانت مهمتنا في كينيا أسهل منها في أوغندا.. وصلنا إلى أديس أبابا عاصمة الحبشة حيث رتبنا ما تبقى من برنامج سفرنا.

كنا نلعب دوراً لا يستهان به في هذه البلاد، فضباطنا يدربون الجيش الحبشي الذي تابع عدد كبير من ضباطه تدربيهم في إسرائيل، أما خبراؤنا الزراعيون فكانوا يعملون مع الفلاحين، فيما كان مهندسونا وصناعيونا، يعملون بجد ونشاط ويساهمون في إنماء البلاد، كانت العلاقات بين البلدين تتخطى مجرد التعاون التقني أو الزراعي.

يتابع الجزار شارون قوله:

يوجد في الحبشة مواقع عديدة جديرة بالزيارة، مثل هرر، غوندر، أسمرا، كرن وهي أسماء لا أزال أذكرها لفرط ما قرأتها في طفولتي في أثناء غزو الطليان للحبشة عام 1936.

اتجهت إلى غوندر الواقعة في سلاسل جبال الحبشة الوعرة، في هذه المدينة أثار اهتمامنا عدد من المواطنين، يقولون إنهم يهود ولغتهم هي نفسها الأمهرية، لكنها تتضمن كلمات ذات واقع عبراني منها كلمة أمهرية نفسها، إذ أن بادئتها أم تعني شفتا في اللغة العبرية وهار تعني "جبلاً" ويطلق على قطاع الطريق اسم "شفتا" الذي يذكر بكلمة "شيفيت" اليهودية وتعني "قبيلة"، وهؤلاء المواطنون عندما علموا أننا يهود، فوجئوا وتأثروا كثيراً في آن واحد، وهو تأثر مصبوغ بالحنين، واحتاروا كثيراً في أمرنا، وجهدوا لكشف طبيعة العلاقات بيننا وبينهم، وأكثر ما أثار اهتمامهم، فكرة وجودنا بينهم في قبيلة يهودية واحدة، فصلت منذ آلاف السنين من الأرومة الرئيسية للشعب اليهودي ومع ذلك ظل أفرادها يحتفظون بذكرى أصولهم ويوثقون علاقاتهم بماضيهم.

لقد ساهمت بعد عدة سنوات في إجلائهم إلى إسرائيل.

غادرنا غوندر في اتجاه أسمرا عاصمة ارتريا، أمضيت أياماً في أسمرا حيث عملت وأبرهام من الفجر حتى أواخر الليل وبسرية تامة، رتب لنا اجتماع مع بعض الارتريين الثوريين في ضواحي مدينة أسمرا؟!.

لم يفصح شارون عن أسماء من التقى بهم من الثوريين الارتريين في ضواحي أسمرا.

هذا ما أورده الجزار أرئيل شارون عن التقائه باليهود "الفلاشا"، وبعض الثوريين الارتريين؟!..

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click