قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء التاسع عشر

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

من ماي عطال الى مشارف اسمرا:

هلإبعاد هدف من الهجوم هو لإبعاد العدو من منطقة دقدقتا ودفعه للتقهقر نحو اسمرا ثم فرض حصار تام على اسمرا.

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

وكالعادة طلب من الجهاز الطبي القيام بالتجهيزات اللازمة لمواكبة التصعيد العسكري.

وبأخذ في الإعتبار طبيعة تضاريس المنطقة، كانت ثمة مخاوف بأن المعارك من قحتيلاي الى اسمرا سوف تكون اكثر شراسة من تلك التي خاضها الجيش الشعبي عندما انطلق من دوقلي بهدف تحرير مدينة مصوع.

المعروف عن الجبهة الشعبية انها عندما تشرع في شن هجوم شامل على مواقع العدو كانت دائما تاءخذ في الإعتبار حالة الاحوال الجوية... ففي تلك الاثناء كان الطقس معتدل والسماء ملبدة بالغيوم مع تقاطر حبات المطر... ومثل هذا الطقس هو بمثابة سلاح مهم في يد الثورا، إذ يقوم بمهام الاسلحة المضادة للطائرات ويعيق فاعليتها.

بدأت المعارك في فجر الرابع والعشرون من يناير عام 1978 ولان الهجوم كان خاطف ومفاجيء للعدو، لن يكن له الخيار سوى تجميع قواته والفرار بإتجاه مدينة قندع.. تاركين خلفهم مدينة دنقولو التي وقعت تحت سيطرة الجيش الشعبي.

تلى ذلك تحرير مدينة قندع.. والجيش الذي كان هناك فر الى منطقة سي ديشي (تعني 16 بالايطالي إشارة الى بعد المنطقة 16 كيلومترات عن اسمرا) كان ذلك بعد توقف المعارك في مصوع بحوالي شهر.

فقد توقفت المعارك في مصوع 24-12-1977 بينما الهجوم على قحتيلاي وسي ديجي بداء في 24-1-1978 وكان من المستغرب جدا بأن العدو بعد ان فر من قندع لم يتوقف في نفاسيت بل واصل طريقه حتى اتخذ مواقع دفاعية له في منطقة "سي ديشي".

وكان ذلك محل تسائل واستغراب الكثير من المقاتلين.. لانه المتوقع عندما يفر العدو من مدينة ما هو انه يتوقف عند اقرب مدينة يصل اليها... ولكن الجيش الاثيوبي فات نفاسيت وتوقف عند منطقة نائية.

والإجابة لذلك التساؤل جاء من احد سكان قندع السيد عثمان طاهر الذي بدوره سمعه من احد الجنود اليمنيين (يمن الجنوبي) الذين كانو يقاتلون في صفوف الجيش الاثيوبي... السيد عثمان كان اسيرا لدى الاثيوبيين لتعاونه مع الثورة وفي انتظار تنفيذ حكم الاعدام عليه في نفس اليوم الذي تم فيه الهجوم على دنقولو.

فقد وصف اليمني، مقاتلي الجيش الشعبي بالذبابة المزعجة التي تدخل فم الانسان.

ويضيف الجندي اليمني "الشيء المعروف... انك اولا تقوم بقصف مواقع العدو بالاسلحة الثقيلة... فتجبر العد على الانسحاب... ويقوم المشاة بالسيطرة على الاراضي التي انسحب منها العدو.. ثم تبداء بقصف المواقع الجديدة للعدو وتجبره على الفرار.

وهكذا حتى يتم دحره تماما... ولكن في حال جنود الجبهة الشعبية كلما قصفت مواقهم بدل الانسحاب يتقدمون نحوك... مثل الذباب المزعجة !!!

وقد قامت الثورة الارترية بفرض الحصار على العاصمة اسمرا على النحول التالي:-

• قطع طريق اسمرا - دقمحري في 6-7-1977
قطع طريق اسمرا - كرن في 8-7-1977
قطع طريق اسمرا - مندفرا في 8-7-1977
قطع طريق اسمرا - مصوع في 27-1-1978

وهكذا اصبحت اسمرا محاطة بالثوار من كل الإتجاهات مما بعث الامل عند المواطن الارتري بأن الحرية قد اصبحت قاب قوسين او ادنى.

ولكن مع بداية شهر مايو عام 1978 قام الجيش الاثيوبي بقصف مكثف بالاسلحة الثقيلة لمواقع الجبهة الشعبية في منطقة "سي ديشي" التي كان قد سيطر عليها الجيش الشعبي وذلك لساعات طويلة دون توقف... كان ذلك بعد الساعة السادسة مساء.

تلى ذلك غارات جوية مكثفة في صبيحة اليوم التالي على نفس المنطقة... كان ذلك تصعيد كبير في المواجهات.. ذلك لانه حتى تلك اللحظة مايجري بين الجانبين كان مجرد تبادل النار بالاسلحة الخفيفة.

وقد توقعنا ان يكون الهدف من التصعيد السيطرة على المواقع الاستراتيجية في سي ديشي... وربما بعد ذلك يتقدم العدو نحو نفاسيت ثم امباتكلا وقندع ودنوقولو.

وجراء ذلك بدأت اعداد كبيرة من الجرحى تتوافد الى عيادة الجراحة في قندع.

وبعد توقف المعارك... ثمة سؤآل بدا يتردد بين اوساط المقاتلين... الى اين من هنا؟

ففي منتصف عام شهر مايو 1978 كانت هناك محاولات لتحرير كل من مدينتي عدي قيح وبارنتو ولكن لم تكلل بالنجاح... وقد سبب ذلك الإخفاق استياء لدى المقاتلين.

في هذه الاثناء كان تدخل الاتحاد السوفيتي والدعم الكبير الذي كان يقدمه للعدو الاثيوبي كان يشكل عائقا كبيرا في وجه مسيرة الكفاح المسلح الارتري.

وفي الاسبوع الاول من يوليو عام 1978 تناقلت اذاعات العالم بأنه تم لقاء في برلين بين التنظيمين من جانب والعدو الاثيوبي من جانب برعاية دولة المانيا الشرقية... في تلك الاثناء كانت الجبهة الشعبية تعد العدة للهجوم على اسمرا... والغرض من تلك الاستعدادت كان ان يكون عامل ضغط ولإضعاف موقف العدو في تلك المفاوضات... عموما قبول الجانب الاثيوبي الجلوس مع الثورة في مائدة المفاوضات كانت في حده ذاته انتصار للثورة الارترية.

بدأ الهجوم على اسمرا من كافة الاتجاهات... وبدا يتقدم نحو اسمرا... فمن الجنوب وصل الثوار منطقة عدي قعداد... ومن الشمال حتى منطقة بلزا... وكان مطار اسمرا على بعد مرمى الثوار.

وقد تصادف وجود الكولونيل اطنافو الرجل الثاني بعد منقستو في المجلس العسكري الحاكم، في اسمرا اثناء المعارك... وكان يشاهد المعارك وهو في متن طائرة الهيليكوبتر.

كان سكان اسمرا ينتظرون وصول الثوار داخل اسمرا في اي لحظة... ورغم ذلك لم نتمكن من الاستيلاء على العاصمة اسمرا.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click