قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء الثامن عشر

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

الإنعكاسات المترتبة على عدم التمكن من تحرير مدينة مصوع:

وفي اليوم الخامس من بدء المعارك، كانت الجبهة الشعبية قد سيطرت

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

على كافة المواقع الهامة حول مصوع، بإستثناء القاعدة البحرية ومنطقة الميناء وجزيرة طوالوت.

ولخمسة ايام دون توقف كانت الطائرات الحربية تقوم بغارات وحشية على المدينة..وقد الحقت تلك الغارات خسائر كبيرة في صفوف المواطنيين والممتلكات في كل من حطملو وعداقا واماتري.

ومن نتائج عدم تحرير مصوع كاملا.. كانت الجرائم البشعة التي تعرض لها المواطنون العزل...

عدم تمكننا من عبور حقول الملح وبالتالي الاخفاق في الاستيلاء على القاعدة البحرية، إضافة الى انه لم يكن بمقدورناعبور البحر، قد اتاح لجيش العدو المتمركز داخل جزيرتي مصوع وطوالوت القيام بدفاعات محكمة خلف المتاريس.

وقد فر سكان طوالوت واماتري وعداقا والختمية وقامو بالإحتماء تحت الجسور والوديان على امل تحرير مدينتهم كاملا... ولكن سرعان ماتبخرت تلك الآمال بعد ان حلت الآهات مكانها، فقد هبت الرياح بما لاتشتهي السفن... فالجيش الاثيوبي الذي دخل مصوع فارا من ساحات المعارك، قام بصب جم غضبه على المواطنيين العزل قتلا وتنكيلا... انتقاما للخسائر التي مني بها.

بعد بضعة ايام من توقف المعارك... توجهنا ليلا انا ومسؤل الجهاز الطبي المناضل فسهايي ولدقبرئيل من علاقمت حيث عيادة الجراحة الى مصوع لتفقد احوال الوحدات الجراحية التي كانت بالقرب من ساحة القتال... وكان علينا اطفاء انوار عربة اللاندروفر خشية من جيش العدو داخل مصوع الذي كان يقوم باعمال القصف عندما يشاهد انوار العربات... في الطريق قابلنا ثلاثة مقاتلين يحملون صناديق ثقيلة معبئة بالذخائر كانو في طريقهم الى داخل مصوع... اوقفونا وطلبوا منا ان نوصلهم الى وحداتهم في الجبهات الامامية... وكان علينا توخي الحذر ونحن نسير في الليل الحالك خشية الاصطدام بسيارات قادمة من مصوع... وعندما وصلنا حنطبلو... (هكذا ينطق الكاتب حي حطملو!!! المفروض يجيد اسم الحي!!).

وعندما وصلنا حطملو عرجنا يمينا متجهين الى العيادة هناك وكان برنامجنا اننا نعود الى علاقمت بعد زيارة العيادة ولكن الجنود الثلاثة الذين معنا كانو متوجهين الى محطة عجيب الواقعة على طريق حرقيقو حيث كان يتمركز اللواء التابع لهم... فقررنا ان نوصلهم حتى سينما عايدة ومن هناك يذهبون الى موقعهم مشيا على الاقدام... لان الطريق لم يكن آمن للعربات... وفي الطريق من حطملو وحتى عداقا شاهدنا ان المواطنون كانو يتنقلون على جانبي الطريق.. دون خوف... وقد كانو في الليل يخرجون من مخابئهم ويذهبون الى بيوتهم المهجورة من اجل تناول بعض الامتعة... ثم يعودون الى ملاجئهم التي يقضون بها ساعات النهار.

وعندما وصلنا سينما عايدة القريبة من سقالة قطان شاهدنا سفينتين ضخمتين يضئن انوار كاشفة وهن راسيتان شرق الميناء... كان من الصعب تقدير بعدهن عنا... لانه من الصعب تقدير بعد الباخرة في النهار ناهيك عن الليل.

كان البعض يطلق على تلك السفن الحربية... بالجزر او القرية... نظرا لضخامة الحجم.

وبعد لحظات قامت تلك السفن بقصف الاحياء التي يسيطر عليها الجيش الشعبي... فتحول الليل الى نهار... فأصاب المواطنون الذعر فتدافعوا الى مخابئهم عموما كان ذلك دليل قاطع على التدخل السافر للاتحاد السوفيتي... لصالح اثيوبيا.

وقد واجهتنا تحديات جديدة في التعامل مع نوعية الإصابات جراء تدخل الاتحاد السوفيتي والاسلحة الحديثة التي تم استخدامها.

وقد اتى تدخل الإتحاد السوفييتي بشكل اسرع مماتوقعنا... وكان على الثورة الارترية ان تواجه ذلك بكل صمود... ويمكن قياس التطور السريع للتدخل الروسي في الساحة الارترية وذلك من خلال القاء نظرة فاحصة على نوعية الاسلحة التي استخدمها العدو في المعارك التي سبقت معركة مصوع.

ففي معارك كل من كرن ودقمحري ودقسا وسقنيتي كانت الاسلحة الثقيلة التي استخدمها صناعة امريكية اما في معارك سمهر كانت جميعها اسلحة روسية.

فالمسألة لم تقتصر على العتاد بل كان هناك مشاركة مباشرة للخبراء والمستشارين من الروس والمانيا الشرقية وكوبا واليمن الجنوبي.

وبعد معارك سمهر تأكد بما لايدع مجال للشك بأننا نواجه قوى عظمى... ودون حليف... ولكن بالمقابل هذا الإحساس دفعنا الى مضاعفة الجهد والاعتماد على امكاناتنا الذاتية وعلى شعبنا... وان النصر حتما حليفنا.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click