قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء التاسع

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

وانا افكر في المهمة التي امامنا وهي تحرير مدينة كرن... فجأة بدأت استعيد ذاكرة التاريخ.

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

فكما يذكر لنا التاريخ.. كانت كرن في الحرب العالمية الثانية الحصن المنيع امام الجيش الانجليزي الزاحف من السودان... فقد اخذت منهم حوالي سبعة شهور لتحريرها من قبضة الطليان عام 1941... ورغم ذلك كنت واثق من اننا سوف ننتصر ونحرر كرن اسوة بما حققناه في كل من نقفة وافعبت... وبدا خيالي يسابقني اليها... فتخيلت كرن ظعدا كما يحلو لابنائها ان يناديها بها... وبدأت اشتهي حليبها المعروف عنه الطعم الجميل.

ففي الثامن والعشرون من شهر يونيو عام 1977 قمنا بلملمة كافة الاجهزة والمعدات والمواد الطبية الخاصة بوحدة الجراحة وشددنا الرحال نحو كرن "ظعدا"... وحدة الجراحة كانت تتكون من المناضلة برهانا هيلي... وبرنيش تسفاي وغيرهم... غادرت عربة التايوتا التي اغلتنا سبرقطي وبعد السفر طوال الليل وصلنا مدينة افعبت التي غادرناها هي ايضا الساعة الخامسة والنصف مساء ووصلنا منطقة قنفلوم فجر اليوم التالي.

تبعد قنفلوم حوالي شمال كرن على بعد عشر كيلومترات شمال وتقع على ضفاف نهر عنسبا.

اتذكر جيدا المواقع التي نصبت فيها اسلحة الرشاشات الثقيلة (ذوي الافواه الثلاث).. كانت قد وصلت قنفلوم اربعة من هذه الاسلحة استعددا للهجوم على كرن.

وهنا لابد من الاشارة الى الدقة والحذر والسرية التي كان يتبعها قادة الجيش الشعبي وهم يخططون للمعارك.

كما ذكرت كان عدد الرشاشات اربعة... تم نصب ثلاث منها في المواقع المحددة لهم اما الرابع فكان كان مخصص له ان يتم نصبه جنوب شرق مدينة كرن وتحديدا في قظيتاي... ولكن نظرا لتعذر نقله عبر السكة المؤقتة التي تم تشييدها تمهيدا للمعركة... وهي في الواقع كانت الاقرب من حبث المسافة.

وكان مستغربا جدا عندما لاحظنا في احد الامسيات انه يتم اعادة احد الرشاشات للخلف اتجاه افعبت... فتسائلنا لماذا الى افعبت؟!!!

ولكن مالم نكن نعلمه هو ان ذلك الرشاش تم نقله الى منطقة ازهرا ومنها الى فلفل ثم الى زاقر... ثم عيلا برعة... ليستقر اخيرا في الموقع المخصص له في قظيتاي في ضواحي كرن... يعني عملية التفاف بلغت 360 درجة.. وبعد قطع مسافة 300 كيلومترات.

بينما المسافة بين قنفلوم وقظيتاي لم تكن تتجاوز 4 كيلومترات... كان ذلك من اجل الحفاظ على السرية العسكرية والحفاظ عنصر المباغتة وحرمان العدو امكانية اكتشاف نوايا وخطط الجيش الشعبي... اي الهجوم على كرن... وتحريرها...
وهنا لابد من الإشارة الى ان عداد الجرحى جراء معارك حصار مدينة مدينة كرن كان ضئيلا نسبيا... والاغرب ان اعداد المقاتلين الذين تعرضو للدغات الثعابين كان اكبر من من الاصابات جراء الطلقات النارية. اما الاماكن التي كثرت فيها لدغات الثعابين كانت في التلال المحيطة بكرن ومنها جبل لالمبا.

كرن ليست افعبت!! قالها احد رجال الريف في الضواحي عندما لاحظ الاعداد المتدفقة من مقاتلي الجيش الشعبي والمتجهة الى ضواحي مدينة كرن.

كان الرابع من شهر يوليو عام 1977 آخر ايامنا في قنفلوم ومن هناك وبمحاذاة نهر عنسبا اتجهنا نحو بساتين مكلاسي... وعندما وصلنا بالقرب من ماريام دعاري.. صادفنا رجل وقد بدا علي التجعد في البشرة وضعف الحيل وذلك ربما لعامل السن ومشقة الحياة وبيده العصا... وبعد تبادل التحية... اشار الرجل الى مقاتلين كانا يمران بعيدا عنا... فسألنا ما اذا كنا نعرفهم ؟... وقبلما نجاوب عليه... اضاف قائلا انهما مقاتلو جبهة التحرير... ثم سألنا ذلك الرجل ماإذا كانت جبهة التحرير ستشارك معنا في تحرير مدينة كرن ؟... فأكدنا له بأنها لن تشارك.

ثم سألنا مااذا كان وقتنا يسمح انه يتحدث معنا... وبالرغم من اننا كنا في عجلة من امرنا... إلا اننا ومن باب الاحترام لذلك الرجل الكبير ابدينا استعدادنا للإستماع لما كان يريد قوله.

فقال لنا ابنائي الابطال... كان اجدادكم ابطال وكذلك اباؤكم... ثم بدأ ينكز بالعصاة على الارض... ويردد "قولي الحقيقة التي تعرفينها ياارض".

ثم اضاف نحن فخورين ونتشرف بما حققته الجبهة الشعبية من انتصارات في كل من نقفة وافعبت وايضا هنا في نهر عنسبا... وايضا نعلم مافعلتموه بالعدو في كل من هبرنقاغا... وكارنيشم... والشعب الارتري ليس له ادنى شك من ان الاستقلال قادم لامحالة... ولكن هناك امر يقلقنا... وهو عدم الوفاق بين التنظيمين... فكما تعلمون ان ابنائنا في كلا التنظيمين... ولكن للاسف انكم تتقاتلون فيما بينكم... وعليه امنيتنا هي انكم تتصالحون وتتوحدون... لان النصر لايأتي إلا بالوحدة.

ثم قال لنا ياابنائي لايخفي عنكم بأن تحرير كرن ليس بالامر السهل... فخذ اخذ من الانجليز مايقارب السبعة اشهر لهزيمة الطليان... فكرن ليست نقفة او افعبت!!!

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click