بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

الفصل السابع:

1. اتفاقية جدة.

2. الصراع الداخلي.

3. وجهة نظر.

4. انقلاب في التنظيم الموحد.

5. تصفية الثوار.

6. ناود وتنظيمه.

اتفاقية جدة:

في أحد الفنادق الفخمة في مدينة جدة إلتقى كل من الأخوة الثوار الأعداء:-

• عبدالله ادريس،
• عثمان صالح سبي،
• عبدالقادر جيلاني،

ومعهم بعضا من أعضاء قياداتهم وتحدثوا وتحدثوا ثم صدر عنهم الآتي:

إيمانا بحتمية ووحدة فصائل الثورة ونزولا للرغبة الأكيدة والواعية للجماهير الإرترية داخل الوطن وخارجه وبعد الاستفادة السابقة والمتعددة لوحدة الفصائل الإرترية.

ولأجل الوصول إلى الاستقلال الكامل لإرتريا سواء بالحل السلمي أو الكفاح المسلح فقد اتفق كل من جبهة التحرير الإرترية (عبدالله إدريس) وقوات التحرير الشعبية وقوات التحرير الشعبية (اللجنة الثورية) على الآتي:

1. دمج الفصائل الثلاث في تنظيم واحد وفقا لبرنامج ودستور واحد بحيث يشمل الدمج المؤسسات التابعة للتنظيمات الثلاثة.

2. يتم انجاز الدمج في فترة زمنية أقصاها ستة أشهر من تاريخ التوقيع على هذه الوحدة الاندماجية.

3. يعقد كل تنظيم مؤتمرا يضم قواعده وكوادره لانتخاب مجلس قيادة للتنظيم.

4. بعد انتخاب المجالس القيادية الثلاثة يعقد كامل أعضائها مؤتمرا عاما تنحصر عضويته في القيادات المنتخبة الثلاث.

تؤكد الأطراف الثلاثة الموقعة على الاتفاق بإعتبار أنه خطوة إيجابية نحو الوحدة الشاملة وتدعو الجبهة الشعبية للحاق بهذا الركب.

تم الاتفاق بمساعدة وجهود أصدقاء الثورة الإرترية ويعنى بأصدقاء الثورة الإرترية (المملكة العربية السعودية ؟؟؟).

صدر في تاريخ 23/12/1982

التوقيع:-

• عبدالله إدريس محمد – رئيس المجلس الثوري واللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإرترية (بعد حركة 25 آذار/مارس).
• عثمان صالح سبي – رئيس اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي لقوات التحرير الشعبية.
• أبو بكر محمد جمع – رئيس المكتب التنفيذي للجنة الثورية لقوات التحرير الشعبية.

أقف لأقدم بعض الشروح والملاحظات حول من وقع هذه الاتفاقية:-

1. الأخ عثمان صالح سبي توفي في القاهرة عام 1988 بظروف غير واضحة.

2. عبدالله إدريس أعلن الكفاح المسلح ضد حكومة الجبهة الشعبية.

3. أبو بكر محمد جمع يعيش تحت ظل الحكومة الإرترية (الجبهة الشعبية) وقد عين تكريما لخدماته في الجبهة الشعبية أو تثمينا للخدمات التي قدمها للشعبية.

بعد هذا الاتفاق حصلت مواقف متباينة بين التنظيمات غير المتجانسة فكريا وتنظيميا أما مواقف الدول العربية فقد اختلفت حول هذه الاتفاقية.

الصراع الداخلي:

إن الصراع أو بمعنى آخر التآكل الذي نخر وينخر العمود الفقري لقوات التحرير الشعبية بسبب وجود عناصر قيادية في التنظيم مدسوسة موالية للجبهة الشعبية بحيث أصبح الرأس غير قادر على ضبط تحرك هذا التنظيم في قوات التحرير من أمثال (محمد سعيد ناود) و(أحمد جاسر) كانا يرفضان التحاور مع (عبدالله إدريس) وأنا أعتقد بأنها لأسباب شخصية (ف عبدالله إدريس) رجل وطني قوي وله طموحات منها المشروع ومنها غير المشروع وأن الآخران (محمد سعيد ناود وأحمد جاسر) لهما طموحات بترؤس هذا التنظيم أي قوات التحرير الشعبية علما بأن (أحمد جاسر) كان مرتبطا سرا بالجبهة الشعبية وناود كان من المتعاطفين مع الشعبية ورئيسها أفورقي إلا أن الرجل القوي وهو (عثمان صالح سبي) كان يريد التخلص منهما أليس (عثمان) هو الآمر الناهي في قوات التحرير؟؟؟ فهو لا يريد أن يشاركه أحد في قراراته أو نزعاته.

كان الأخ عثمان يقول لي إن هؤلاء الشبان قد شاخوا وتكلسوا فكريا في أحسن الأحوال كما أني أعرف أنهما مرتبطان بشكل أو بآخر بالشعبية وأنا لا أسمح بالغلط، رحم الله عثمان هذا الرجل الإرتري الوطني الكبير.

إن عثمان هو أول من عمل على إقامة تنظيم غير تنظيم جبهة التحرير وذلك عندما قام بتشكيل قوات التحرير الشعبية عام 1970 وعلى مبدأ (ليس أحد أحسن من أحد) إذن الكل أصبح قادة؟؟؟ ويريدون أن يترأسوا ويصبحوا زعماء..؟ وهذا ما دفع (أحمد جاسر ومحمد سعيد ناود وأفورقي) لاحقا وغيرهم للانفصال عن قوات التحرير الشعبية وتشكيل فصيل خاص بكل واحدد وتكررت المحاولة التي بدأها عثمان أتممها البقية ثم هيمنة الجبهة الشعبية على الساحة.

وكان (محمد سعيد ناود) الذي أصبح في وقت لاحق رئيسا للتنظيم (الموحد) بعد أن تخلى عن (أحمد جاسر) الذي دعمته الجبهة الشعبية وإذا سالتوني عن هؤلاء أقول لكم ما يلي:

1- توفي الأخ (عثمان سبي) رحمه الله وخلفه في التنظيم الموحد (عمر برج) الذي لم يكن يهمه إلا أن يقال عنه إنه زعيم حتى ولو على (...) وكان قد انضم في وقت سابق (محمد سعيد ناود) إلى التنظيم الموحد مع مجموعته الصغيرة وبقي (أحمد جاسر) لوحده إلى أن طلبت منه الجبهة الشعبية تصفية تنظيمه ففعل بترحاب ودون تردد لقد كان (أحمد جاسر) الآمر الناهي لقوات التحرير الشعبية عندما كان (عثمان سبي) رئيسا للتنظيم لكن (أحمد جاسر) تمرد على عثمان حسب أوامر وتعليمات الجبهة الشعبية وأنشا التنظيم الخاص به.

2- أما (عبدالقادر جيلاني) رئيس اللجنة الثورية فهو رجل وطني وبؤمن بالوحدة الوطنية حسب رؤيته إلا أنه أقيل بعد مدة من رئاسته للجنة الثورية وحل مكانه (آدم صالح) الذي أقيل أيضا بعد فترة قصيرة.

وكان (عبدالله إدريس) قد وعد القيادة السورية أن ينسحب من اتفاقية جدة لأنها كانت ضارة بالثورة بشكل عام لكن الأشهر مضت على ما وعد به (عبدالله إدريس) ولم ينسحب من اتفاقية جدة التي كونت التنظيم الموحد وكانت القيادة في سورية قد أوضحت له بأن اتفاقية جدة سوف تضر ضررا كبيرا بالعمل النضالي الإرتري.

وظل (عبدالله إدريس) ومجموعته منضوية تحت اتفاقية جدة المشبوهه والضارة بحركة الثورة.

ونتيجة لنكثه بوعده فقد تم إغلاق مكتب الجبهة (عبدالله إدريس) في سورية ومنع أعضاء قيادة (عبدالله إدريس) من العمل في سورية.

في تلك الأثناء حضر إلى سورية (رمضان محمدنور وأسياس أفورقي) اللذان يشغلان الأول منصب الأمين العام في الجبهة الشعبية والثاني الأمين العام المساعد.للجبهة الشعبية وتم اللقاء بينهما وبين القيادة القومية، لم يبقى أسياس في سوريا بعد اللقاء الأول حيث سافر وبقي رمضان في سوريا مع بعض أعضاء الجبهة الشعبية وكان يجتمع بمن حوله من الإرتريين وانصبت اهتمامات رمضان بالإستيلاء على مكاتب الجبهة وممتلكاتها في القطر العربي السوري وجاء الرد عنيفا فقد رفضت القيادة القومية تسليم المكاتب والممتلكات العائدة لجبهة التحرير للجبهة الشعبية.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

• السابق
• التالي