جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الرابعة والأربعون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

اشتغل باليسار تصل الى اليمين؟ هذه هي النظرية السائدة في الجبهة الشعبية لتحريرارتريا

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

وقد أنشات حزبا ماركسيا لينينيا وسمته حزب الشعب الثوري ومن أهم نقاط هذا الحزب الماركسي اللينيني المدبلج هي:-

أولا: ان الماركسية اللينينية هي دليل التطور الاجتماعي والحزب يتقيد بحزم بالفكر الماركسي وهو الذي يقدم تفسيرا صحيحا لقوانين المادية التاريخية للماركسية اللينينية ويعارض وفقا للمادية الجدلية التي تقول إن إنعدام الايولوجية غير الواضحة لقيادة نضال الشعب الإرتري المسلح.

إن مهمة الحزب الأساسية هي أن ينجز التغيير الشامل في علاقات العمل والتحول الاشتراكي، كما يناضل بحزم من أجل تدمير كل النظم الرأسمالية.

إن دكتاتورية الديمقراطية الشعبية هي صمام الأمان من أجل نجاح قضيتنا الاشتراكية ولتعزيز تضامن الأممية (البروليتارية) وتشمل تجارب الحركة الشيوعية في العالم ولدعم كل شيوعي وكل عنصر تقدمي وكل شغيل في العالم والشعب الإرتري بروحه الأممية المعبر عنها في نداء يابروليتاريي العالم اتحدوا، إن واجبات العضو في الحزب هي:-

• دراسة الماركسية اللينينية.

الحفاظ على انسجام الحزب وتدعيم وحدة الحزب.

تطبيق سياسة الحزب وقراراته.

التقيد بنظام الحزب الداخلي والامتثال للأخلاق الشيوعية وهذا أمر إلزامي لجميع الأعضاء مهما تكن جدارتهم ومناصبهم.

عدم الحاق المصلحة الخاصة بمصلحة الحزب.

دعونا نقفز إلى البند العاشر:

إن كل عضو حزبي لا يمتثل لهذه المتطلبات تطبق عليه العقوبات الانضباطية.

أما المادة الخامسة عشر من دستور الحزب هي مادة قامت عليها الجبهة الشعبية أصلا وتقول هذه المادة:

إلى حين استمرار الجبهة الشعبية بتحرير إرتريا فإن سرية الحزب هي الواجبة وإن عقوبة الموت هي العقوبة الصارمة لانضباط الحزب داخليا وعلى كل المنظمات الحزبية أن تتحرى بانتباه كبير سواء كان بإتخاذ أو تصديق هذا القرار.

وهكذا تتوالى تعليمات الحزب، هذا هو حزب الشعب الإرتري بشكل مختصر جدا أما حزب العمل الإرتري والتابع لبعض قياديي وكوادر ومناضلي جبهة التحرير الإرترية فهو سري أيضا وأنشأ وسط الجبهة وهو حزب ماركسي لينيني أيضا وعندما كنت أسال المقربين لي في الجبهة عن طبيعة هذا الحزب كانوا يتهربون ولا يجيبون.

ناقوس الخطر يدق وبقوة:

كنت أزور أحد أصدقائي في لبنان وهو فلسطيني وينتمي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال لي صديقي لقد حصلت لك يا أحمد على دستور أصدقائك أصحاب حزب العمل لجبهة التحرير الإرترية وأعطاني الدستور الكتيب ثم قال لي إن الجبهة الشعبية الإرترية لديها أيضا حزب ماركسي لينيني وأصدقاؤك ويقصد بجبهة التحرير الإرترية لديهم أيضا حزب ماركسي لينيني فلماذا لا يتفاهمون سوية فالتنظيمان ماركسيان.

لم أعلق بشيء سوى شكري له على الكتيب وعندها تيقنت تماما أن جبهة التحرير في طريقها إلى الهاوية، إن مبادئ حزب العمل الماركسي هي ذاتها أفكار ومبادئ حزب الشعب الثوري الذي شكلته الجبهة الشعبية وأبقته سرا، كذلك يكون خطها ماركسيا لينيا متطرفا بل قمة في التطرف اليساري؟ لتصل إلى قمة اليمين وهذا ما حصل فعلا.

لقد نجحت نظرية اشتغل باليسار تصل إلى اليمين ومافي حدا أحسن من حدا فالجبهة الشعبية حزبا ماركسيا لينيا وجبهة التحرير لها حزب ماركسي ليني إذن الخلاف بين الجبهتين ليس إيديولوجيا وإذا لم يكن كذلك فما هو الخلاف إذن ؟؟؟

لنتابع معا سرد الوقائع والأحداث علكم تصلون معي إلى نتيجة ما.

في 1979/9/9 أرسل (عبدالله سليمان) مسؤول العلاقات الخارجية جيينها في جبهة التحرير رسالة سرية إلى الرفاق في قيادة الجبهة والرسالة هذه تدور حول أوضاع حزب العمل في جبهة التحرير وخلاصة هذه الرسالة مايلي:

إن أخطار التفكك الداخلي للحزب ويقصد به حزبه (حزب العمل) باتت واضحة المعاني وإذا لم نتصدى للقضايا الحزبية الملحة والأساسية الراهنة في الحزب والتي أخذت تنعكس بوضوح أكثر فأكثر وثبت أن الحزب أصبح زيلا للجبهة وإنه يلهث وراء الجبهة وانقلب المفهوم الثوري والعلمي على منطقه تماما حيث أصبحت الجبهة العريضة الوطنية تقود الحزب وأصبح الحزب يهتز ويضطرب ويتساءل عن الحل نتيجة التطورات والأحداث التي تحدث داخل الجبهة وعليه فإن مسؤولية عقد المؤتمر الثالث أصبحت ضرورؤية لا يمكن تاجيلها حيث تسبقه إعداد الوثائق ودراستها بعمق وشمولية من قبل خلايا الحزب والاستعانة بتجارب الأحزاب الشيوعية الشقيقية بل وإشراك بعضا منها في إثراء تجربة حزبنا وتجنيب الاضطراب الذي يسود بعض من أعضاء الحزب وفي رأيي يجب عقد اجتماع في حدود 1979/9/20 أي في هذا الشهر وأرجو أن يحاط الرفيق (أحمد ناصر) باقتراحي هذا.

ان الحزب كما نعلمه ونفهمه جميعا كثوريين ليس جبهة عريضة ولذلك لا يمكن أن يتحمل سلبيات وممارسات أكثر من الذي يحدث من قبلتا وبالذات قيادة الحزب.

هذا هو انهيار الحزب الذي أصبح زيلا للجبهة:

هكذا يقول (عبدالله سليمان) مسؤول العلاقات الخارجية في جبهة التحرير في رسالته إلى بعض قيادة الحزب التي هي قيادة جبهة التحرير وأن لم يكن معظمها والحقيقية هي أن حزب العمل هو رأس التنظيم وهو الذي يخطط وينفذ والذي كان له اليد الطولى في انهيار ونحر جبهة التحرير أما إذا سألتموني أين (عبدالله سليمان) يعيش الآن...؟

فأقول لكم فقد أمريكيا بعد أن منح الجنسية وهو يعيش في الولايات المتحدة وكان (عبدالله سليمان) من أقرب المقربين إلى رئيس الأركان (عبدالله إدريس) في جبهة التحرير إلا أن الأخ (عبدالله إدريس) قد طرده من الجبهة لسبب (فعلة) يعرفها الكثير من أهلي الإرتريين ولاداعي لذكرها...؟؟؟!!!

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click