جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة العشرون
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة
عقدت مع قيادة جبهة تحرير إرتريا عدة اجتماعات وقرارات مشتركة ولهذا أقر المجتمعون الآتي:
فيما يتعلق بالحوار الديمقراطي بين قوات التحرير الشعبية وجبهة التحرير الإرترية والخاص بالوحدة الوطنية فإن البعثة الخارجية اعتبرت نفسها الممثل الشرعي والوحيد لتمثيل قوات التحرير الشعبية في اجتماع الخرطوم وذلك دون أن يكون لها التوكيل الشرعي ومن هنا فإن قرارات وتوصيات اجتماع الخرطوم تكون مرفوضة ولاغية من قبلنا.
وبعد أن ناقش المجتمعون علاقة قوات التحرير ببعثتها الخارجية وتطوراتها أقر الآتي:-
1. أن تبقى العلاقة القائمة بيننا وبين البعثة الخارجية قائمة على نفس المستوى ويكون للبعثة الخارجية الحق في إعطاء رأيها في القرارات والتوصيات التي خرج بها هذا الاجتماع...
وفي تاريخ 18/2/1975 قامت قوات التحرير (أفورقي) بانتخاب لجنة تمثلها من أجل التمهيد في ايجاد حالة تقارب ما بينها وبين جبهة التحرير (وهذا كله كان ضحكا على الذقون)... لكن اللجنة بعد تكوينها لم تستطع أن تواصل مهامها كون معلمها (أفورقي) لم تأتيه التعليمات ممن كانوا يوجهونه والذين هم أصحاب الأمر والنهي في تنظيمه...؟ وبعد جهد جهيد تكونت اللجنة من سبعة أفراد خمسة منهم من القواعد وعضو قيادة واحد وعضو آخر من البعثة الخارجية ومن صلاحيات هذه اللجنة أن تلتقي وتفاوض في كل ما يتعلق بمسألة الوحدة وأعضاء اللجنة هم:-
• محمود شريفو،
• بطرس سلمون،
• برهاني قبرز،
• تخلي عندوم،
• عثمان عبدالله بلوح،
• رمضان محمد نور،
• وعضو البعثة الخارجية.
وعند ذلك انتهى الاجتماع الذي بدأ بتاريخ 1975/11/7 وانتهى يوم 1975/11/12 أي استمر خمسة أيام.
أما رد المجلس الثوري لجبهة التحرير على موضوع الوحدة فكان الآتي:
أيها المناضلون... بما أن مسألة الوحدة الوطنية هي القضية الأساسية المطروحة في الساحة فإن المجلس الثوري قد أولى هذه المسألة وتبنى قرار إجراء حوار ديمقراطي مع قوات التحرير الشعبية اهتماما كبيرا... وقد أجرت لجنتا الحوار الذي تمخص عن اتفاقية الخرطوم مع من مثلوا قوات التحرير الشعبية وعقب الإتفاقية ظهرت من جانب الشعبية بالميدان بوادر عدم قبولها وأن الذين وقعوها معنا عجزوا عن إلزام القوات بالميدان بتنفيذها...؟ في ظل هذه الظروف الغامضة نؤكد على انتظارنا إلى حين أن تتغلب قيادة الشعبية على مشاكلها الداخلية ونؤكد استعدادنا للدخول في حوار جديد إذا ما اتفقوا على ذلك وشكلوا لجنة جديدة.
وعقب الاجتماع الذي عقدته قيادة الشعبية في الخرطوم في الفترة 1976/3/18-22/3/1976 والذي أعلنوا فيه عن إنهاء العلاقات التنظيمية فيما بينهم ونسب كل طرف إلى نفسه شرعية تمثيل قوات التحرير الشعبية وبعد هذا التطور أوجدت البعثة الخارجية قوة عسكرية تابعة لها تشكلت من أعداد من مقاتلي الشعبية وأفراد من قادتها العسكريين وأعدادا كبيرة من الذين كانوا خارجين الميدان ومن المستجدين أيضا.
إن ما شهدته الشعبية هو انشقاق سياسي وتنظيمي ناتج عن صراع السلطة داخل قيادة الشعبية والحقيقة هي أن (أسياس أفورقي) ومجموعته أرادوا أخذ الخط والطريق لتحقيق هدفهم وعليه فقد حدد المجلس الثوري سياسته للوحدة التي أستندت على أن الساحة لا تتحمل أكثر من تنظيم واحد وإنه ينبغي حل التناقضات عبر الحوار الديمقراطي يقول المجلس الثوري نرفض أسلوب الانقسامات وتعدد التنظيمات في الساحة هذا ما جاء في قرارالمجلس الثوري لكن الذي حدث هو العكس
ففي الفترة الواقعة بين 1977/1/13 ولغاية 1977/1/31 عقد المؤتمر التنظيمي الأول لقوات التحرير الشعبية ناقش فيه كافة القضايا التنظيمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية كما ناقش قضايا مصيرية على صعيد الساحة بشكل خاص والعالم بشكل عام... نعم شاركت ست وفود من الأحزب التقدمية في العالم.
دعوني أقف وإياكم هنا ونتساءل من هي هذه الأحزاب التقدمية...؟ والسؤال الأبرز والواضح هل مجلس الكنائس العالمي هو حزب سياسي تقدمي...؟؟؟ أكتفي بهذا لنعرف من هي الأحزاب التقدمية التي شاركت بالمؤتمر..؟؟
أما المؤتمر وقد اتخذ عدة قرارات أذكر بعضا منها:-
• ناقش المؤتمرون مسودة برنامج مراحل التحرير الوطني الديمقراطي وأقرها المؤتمر.
• ناقش المؤتمرون مسودة الدستور وقد أقرها المؤتمر كدستور للتنظيم.
• تعديل اسم التنظيم لظروف خاصة التي مرت بقوات التحرير الشعبية وأقر تعديل اسم التنظيم من (قوات التحرير الشعبية الإرترية) إلى (الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا).
• أقر المؤتمر تعديل الشعار الخاص بقوات التحرير الشعبية وذلك باستبدال البندقية بالمحراث ليرمز إلى مشاركة الجماهير الفلاحية في الثورة كما حدد عدد الطلقات التي تقابل غصن الزيتون في الشعار القديم بتسع طلقات ليعبر فيها عن تلاحم القوميات الإرترية التسعة في النضال المسلح ليصبح المعدل شعارا للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا.
• أقر المؤتمر علم خاص بالتنظيم يرفع مع العلم الإرتري المعروف في كل موقع للحبهة الشعبية لتحرير إرتريا وهو مكون من مثلث أحمر يحمل في وسطه نجمة خماسية صفراء ومثلث أزرق ومثلث أخضر.
• انتخب المؤتمر قيادة للتنظيم سميت (اللجنة المركزية) ومكونة من ثلاثة وأربعون عضوا (سبعة وثلاثون دائمون وستة أعضاء مرشحون).
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة