جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة العاشرة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

وفي الفترة الممتدة من 1971/10/14 إلى 1971/11/12 انعقد المؤتمر الوطني العام الأول

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

والتي رفضت قوات التحرير الشعبية الاشتراك فيه كذلك (أسياس افورقي) ومجموعته لاعتراضهم على الأسس التي وضعت أثناء التحضير له.

هذا الرأي لقوات التحرير (عثمان سبي) كان في العلن أما الحقيقة فهي غير ذلك وكذلك لم يحضره (أسياس افورقي) ومجموعته المتحصنة في (حماسين) وبرعاية طائفية.

وقد حضر المؤتمرالوطني (561) شخصا يمثلون جيش التحرير والمنظمات الجماهيرية والأجهزة العامة في الجبهة إلى جانب الشخصيات الوطنية وبعض القيادات السابقة للجبهة وكان لي شرف حضور المؤتمر الوطني الأول لجبهة التحرير، كنت سعيدا جدا كوني قد حضرت المؤتمر وجلست بين الأخوة الثوار الوطنيين، نعم جلست في قاعة المؤتمر التي كانت عبارة عن شجرة كبيرة جدا وعلى شكل نصف دائرة، جلس المؤتمرون والضيوف على الأرض الصخرية وأخذوا يناقشون ويقترحون وماهي إلا لحظات قليلة حتى سرت همهمة بين المؤتمرين ونوع من الفوضى عندها قام الأخ (إبراهيم توتيل) وأمسك بمكبر الصوت وطلب من المؤتمرين (نقطة نظام) كررها مرات عديدة والهمهمة تزداد وكما قلت لكم عم شيئا من الفوضى عندها صاح (إبراهيم) وبأعلى صوته وبالحرف الواحد:

(نعم أيها الأخوة المناضلون والأصدقاء إن بينكم شقيقكم صديقكم شقيق شعبنا الإرتري المكافح أحمد أبو سعدة).

(وهات يا هتاف ويا تصفيق) وانطلقت من عيني دمعة فرح لكوني لم أتمالك مشاعري وخاصة عندما قال (إبراهيم) شقيق الشعب الارتري وثورته.

هكذا كانت الثواني والدقائق الأولى لي في منطقة (آر) مكان انعقاد المؤتمر الوطني الأول والذي خرج منه المؤتمرون بقرارات سياسية وتنظيمية وعسكرية وبحلول محددة لمواجهة مشكلات الساحة الإرترية بما في ذلك الحل العسكري...؟

ثم انتخبت قيادة جديدة ومجلس ثوري ولجنة تنفيذية وأصبح التنظيم يعرف باسم جبهة التحرير الإرترية المجلس الثوري.

في أيام المؤتمر كنت ألتقي مع كثير من أخوتي الثوار حيث كان يدور بيننا نقاشات عميقة حول الثورة ومستقبلها وفيما يلي أذكر أسماء بعض الأخوة الثوار الذين التقيت بهم:-

• محمود حسب
• حامد محمود
• تسفاي تخلي
• أحمد محمد عبده
• عبدالقادر رمضان
• محمود إبراهيم شكيني.

وكان لقاؤنا يتم في (الخور) أي النهر الجاف والقريب من مكان المؤتمر وفي إحدى اللقاءات التقيت بالشيخ (حسين) الذي كنت في ضيافته في عام 1969 بمنطقة (ساوا) كم كان الشيخ (حسين) شهما كريما معي، بعد سلامنا الحار على بعضنا بادرته قائلا: كيف حالك يا شيخنا وحال أسرتك وكيف البلد؟. هذه هي الكلمات التقليدية التي تستخدم عادة بين الأصدقاء والأهل.

أجابني (الشيخ حسين) وقد لاح الألم على وجهه وخاصة عندما سألته عن أسرته وجاء رده وقد ازداد الألم على وجهه:

يا أبو سعدة لقد حرقت قريتنا وبيوتنا ونهبت ممتلكاتنا وبهائمنا وقتلت زوجتي وابنتي الاثنتين،لم أكن وحدي في هذا المصاب الأليم بل كان معي أهالي المنطقة الغربية كلها.

ساد صمت حزين كئيب قطعه المناضل الشاب (عبدالقادر رمضان) بضحكته الصادقة حين قال مداعبا (الشيخ حسين):

انتبه يا أبو سعدة من أن (يخمك عمنا الشيخ).

ضحكنا نحن الثلاثة وضحك معنا المناضل (تسفاي تخلي) الذي انضم إلي جلستنا... وبعد الأسئلة التقليدية كيف حالكم وكيف الأهل وهكذا وبدأ المناضل (تسفاي تخلي) الذي قال لي:

يا أبو سعدة إننا لم نصل إلى المؤتمر إلا بشق الأنفس كم تعرضنا للمؤامرات!!! كم تعرضنا للذبح!! نحن نفتقر إلى قيادة نفتقر إلى من يخطط لنا. نريد قيادة شرعية منتخبة لا نريد من يقول لنا افعلوا كذا وكذا ونحن نذبح وتحترق بيوتنا في الداخل.. وصمت المناضل تسفاي بعدها رفع المناضل (عبدالقادر رمضان) يده يريد الكلام ثم قال:

يا أبو سعدة أكيد أنت تعرف هؤلاء الذين يجلسون في خارج الميدان هؤلاء يرسلون لنا الأوامر (بالمظاريف) نحن نريد قيادة تجلس معنا وبيننا هنا في الداخل.

وكما كنت قد أسلفت بدأت المعارضة للقيادة العامة وكان هناك اتفاق بين (عثمان صالح سبي) و(رمضان محمد نور) و(محمد علي عمارو) و(أسياس أفورقي) هؤلاء عارضوا بشكل واضح ثم طالب (أسياس) سرا بمطالب طائفية وقد ظهرت عرقلتهم في عام 1970، إن المناضلين (عمارو) و(رمضان) تربطهما بالأخ (عثمان سبي) أواصر قوية و(أسياس) تربطه مع البعض وخاصة في منطقة (حماسين) الطائفية البغيضة وهنا لب التفاهم الذي جمعهم مع بعضهم... إذن لكل مصلحته لكن المصلحة المشتركة لهم هي العداء للقيادة العامة وهي التي جمعتهم ألا وهي الحيلولة دون انعقاد المؤتمر الوطني.

وهنا قال (تسفاي تخلي):

أريد أن أقول لك شيئا هاما يا أخ أبو سعدة.
تفضل يا أخي المناضل قل ما تريده.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click