تم تدشين كتاب الأمين عبداللطيف نصف قرن من الابداع الغنائي

إعدادجريدة ارتريا الحديثة  تأليف الصحفي: محمود عبدالله ابو كفاح

تم تدشين كتاب بالغة العربية بعنوان الامين عبداللطيف الكتاب السيرة الذاتية والفنية لحياة

الاستاذ والفنان الراحل/ الامين عبداللطيف من تأليف الصحفي محمود عبدالله (ابو كفاح)، ودشن الكتاب في قاعة سينما أسمرا يوم الثلاثاء الموافق الثلاثين من اكتوبر، بحضور كلا من:-

• السيدة/ فوزية هاشم – وزيرة العدل،

• السيد/ زمهرت يوهنس  مسؤول قسم البحوث والتوثيق،

• السيد/ إبراهيم اكلا  مسؤول الشؤن الثقافية للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة،

السيد/ محمد عثمان  رئيس إتحاد الفنانين،

• السيد/ جابر محمود  رئيس جمعية اسمرا الفنية،

واسرة الفنان الراحل الامين عبداللطيف، والعديد من الفنانين والادباء والعاملين في المجال الفنى والمدعوين.

احيت حفل تدشين الكتاب فرقة بيشا الفنية عبر مقدم برنامج حفل التدشين الفنان/ تسفاي قرماي، استهل البرنامج بوقفة حداد على أرواح شهدائنا على انغام لحن موسيقي يخلد ارواح الشهداء، ثم تلا ذلك تقديم لحن من ألحان الفنان الراحل/ الامين عبداللطيف، بلغة التقري بعنوان (يما) وهي من الالحان القديمة والمحبوبة وهي إحدى الاغاني التي تميز بها الفنان وعبر في خفايا كلماتها عن شوقه ومحبته لوطنه وهي عنوان لإحدى البوماته التي قام بإعدادها فى المهجر قام بأداء اغنية للفنان الشاب والصاعد/ منير علي، وابدع فيها، ثم تلا ذلك قراءة عامة للكتاب قام بها الروائي والشاعر/ احمد عمر شيخ، استهل قرأته للكتاب بتقديم أبيات شعرية يمجد في كلماتها العطاء الفني الذي بذله الفنان الراحل الامين عبداللطيف، في حياته العامرة بالإبداع الفني الذي تغنى به عن الوطن والغرام والحياة الإجتماعية، ثم اعقب ذلك بالإشادة على مؤلف الكتاب الصحفي/ محمود عبدالله (ابوكفاح) على مبادرته في تأليف كتاب عن احد ابرز الرموز الإرترية في الساحة الفنية، الذي قدم الكثير من الاعمال الفنية بلغتى التقري والتقرنية، حيث قال ان مؤلف الكتاب في مقدمة كتابه الصفحة الخامسة قال هذا الكتاب ما هو إلا صافرة البداية لتوثيق حياة قنانينا الكبار الذين أثروا الساحة الفنية الإرترية.

ووضعوا اللبنات الاولى للغناء الإرتري الحديث، وهي خلاقة جملة تؤطر هذا العمل السردي المؤثر والهام عن مسيرة الامين عبداللطيف ومبادره لتاريخ الريادة في الغناء بلغتي التقري والتقرنية، بما حمله المرحوم/ الامين عبداللطيف مإرث عريق، وتماهي ولود في تضاعيف المشهد الثقافي والفني الإرتري، وكذا تباينات تقاطعات الثورة والشتات عبر تجاذبات مراحل النضال الإرترية، وتعدد مناحي اللجوء و حيث ان الفنان الراحل عاصر الفترة الريادية للأغنية الإرترية في مراحلها الاولى بلغتي التقري والتقرنية، ويتكون الكتاب ويتطرق في صفحاته لخلفية الفنان ونشأته، ومراحل تلقيه وتعلمه في مدرسة الجالية العربية باسمرا التي تلقاء تعليمه فيها في المراحل الدراسية من الإبتدائية إلا إكماله المرحلة الثانوية، إلى لجؤئه في العام 1974 عبر اديس اببا ثم السودان ومن هناك إلى المملكة العربية السعودية إلى ان وصل به اللجوء إلى إمريكا، إلا حين عودته إلا ارض الوطن في العام 1994 وما تلا ذلك من إسهامه الفني في التصدي إبان الحرب الإرترية الإثيوبية في العام 1998 إلا حين وافته المنية في السابع من اغسطس من العام 2017.

يحتوي الكتاب إنطلاقا من الإهداء والشكر والعرفان على ثمانية وسبعون صفحة، من الحجم المتوسط، ويصل إلى مئة واربعة صفحة مع تضمين رثائين بقلم مؤلف الكتاب والروائي و الشاعر/ احمد عمر شيخ، وملحق يحوي ثلاثة نصوص وهي (سب نخبدو طراي أي كونن زنبر، عباي ابشاول، وكرنتو عجي)، بالعربية والجئز، وهذا شيئ يقدر لتسهيل سلامة النطق لدى القارئ وملحق للصور ونبذة عن مؤلف الكتاب.

يعتمد الكتاب على مزاوجة الفعل السردي بين صوت الراوي المؤلف والحاكي الامين عبداللطيف وتكمن مصادر قوته في سلامة اللغة وإنسيابية السرد وتضمين الكتاب صورا اغلبها ملون وهي تعكس مختلف المراحل الحياتية التي عاشها الفنان الراحل الامين عبداللطيف وصورا للحظات توديعه الاخيرة.

وفي ختام قراءته للكتاب قال الشاعر والاديب/ احمد عمر شيخ، يظل كتاب الامين عبداللطيف نصف قرن من الفن والعطاء وثيقة هامة وجهدا كبيرا للمؤلف، ويعد فاتحة اولى نا الكبار وإنجاز ذلك في حياتهم، لان قوة التوثيق تتعزز ويتجلى ثراؤها لتوثيق حياة رموز في إستنطاقهم قبل ان يرحلوا عنا. وأشادة ايضا بمبادرة المؤلف/ هيلي سلاسي ولدو، فى بادرته الوطنية في الكتابة عن مفجر الثورة الإرترية البطل حامد إدريس عواتي، واعتبر بأن العملين مهمين في تعزيز البنيان الوطني.

ثم تلا ذلك كلمة تأبين للفنان الراحل/ الامين عبداللطيف، قام بإلقائها الصحفى/ نور الدين، تحت عنوان الرحيل المر، وبداء قائلا "سيظل يوم الثامن من اغسطس 2017م يوما مشهودا في ذاكرة الشعب الإرتري الذواق للفن والإبداع بإعتباره يوم ودع فيه هذا الوطن احد عمالقة الفن الإرتري الحديث ألا وهو الفنان المخضرم الامين عبداللطيف.

ثم قام بذكر نبذة عن سيرة الراحل منذ نعومة اظافره والظروف الصعبة التي مرة بها والتي لم تسني من عزمه بل كانت احدى الاسباب في بذله الجهود المضاعفة في مشواره الفني والاجتماعي وولائه لبيئته ووطنه. وفقدان مثل هذا الرمز هو بحق خسارة يجب السعى لتعويضها بإقتفاء اثره.

قدمت بعد ذلك فرقة بيشا اغنية من اغاني الراحل بعنوان (عباي ابشاول) بلغة التقرنية، ثم قام بتأديتها الفنان الشاب والصاعد/ اليكساندرا كحساي، ثم تلا ذلك قراءة للكتاب بلغة التقرنية قام بها الصحفي/ شهاب ارايا، وقال إنه لم يأتي ليقوم بقراءة الكتاب بل جاء ليعرف القارئين بلغة التقرنية بالكتاب حتى يحين وقت تتم فيه ترجمة الكتاب إلى لغة التقرنية.

وبداء بقراءة العناوين الكبيرة في الكتاب ونبذة عن خلفية مؤلف الكتاب ثم جاء الدور على رفيق درب الراحل فى مراحله الاولى وصديقه الفنان القديم السيد/ جابر محمود، رئيس جمعية (ماتا) واحد من مؤسسي فرقة اسمرا الفنية. وقد عملوا في المجال الفني منذ بداية المشوار الفنى للراحل وقبل إنضمامهم إلى الفرقة وكان ضارب طبل إيقاعي للفنان الامين ومؤلف البعض من اغانيه، وقال في كلمته ان الراحل كان ذو شخصية وموهوب ومحبوب من كل من عاصره وعمل معه. وكان ايضا إنسان إجتماعي يتجاوب مع القضايا العامة والخاصة، وكما ذكر الكثير من خلفية الامين عبداللطيف وجهده من اجل الإرتقاء بنفسه في المجال الفنى وكيفية إنضمامه لفرقة اسمرا الفنية وتعاونهم المشترك في إنتاج الكثير من الاعمال الفنية بلغة التقري وفي ختام كلمته قال ان فقدان الفنان والاستاذ الراحل/ الامين هو خسارة للوطن والفن عموما، وترحم على روح الفقيد.

ثم قدم بعد ذلك مؤلف الكتاب الصحفي/ محمود عبدالله (ابو كفاح) كلمة تدشين للكتاب، وفي بداية كلمته شكر الحضور لتلبيتهم دعوته، وفي مستهل حديثه قال إن كتابة سيرة رجل متعدد المواهب كالراحل الامين عبداللطيف يعد بالتأكيد امرا صعبا للغاية، ولكن وبما ان للضرورة احكام، كان لابد من خوض هذه التجربة من اجل تحقيق هدف سامي، الا وهو توثيق ولو جزء يسير من ذلك العطاء والإرث الفني الذي يمتلكه الراحل... بإعتباره ثروة وطنية يجب توريثها ونقلها للأجيال القادمة.

واضاف قائلا ان اللقاءات الصحفية التي اجراها مع الراحل قبل رحيله بعام واحد قد ساهمت في تسهيل مهمة إنجاز هذا الكتاب والوفاء بوعد قطعه على نفسه للقامة الامين عبداللطيف الذي يستحق الكثير، وبعيدا عن التفاصيل فالكتاب يحوي سيرة الراحل منذ النشأة وحتى رحيله متضمنا طفولته وذكرياته اثناء الدراسة والاجواء السياسية التي عاصرها، وحتى مغادرته البلاد، وتجربته مع فرقة اسمرا الفنية وجولاتها الفنية فى إثيوبيا وإرتريا وكذا التدريس في مدرسة الجالية العربية وهجرته إلى السعودية واروبا وامريكا ومن ثم العودة إلى إرتريا بعد الإستقلال وغيرها من الموضوعات بالإضافة إلى علاقاته مع أقرانه من الفنانين الإرتريين والسودانيين والإثيوبيين فضلا عن الصور وبعض النماذج من اغنياته الخالدة.

وقال إن هذا الكتاب لن يكون خاتمة المطاف في توثيق سيرة هذا العملاق، وإنما هو صافرة البداية لسبر اغوار تجربة هذا الفنان المخضرم، وفي الختام قدم شكره وإمتنانه لكل الاخوة الذين شدوا من إزره وساندوه طوال سعيه الدؤوب لإنجاز هذا الكتاب.

وفي ختام حفل التدشين وزعت نسخ من الكتاب وقدمت لكل من أسرة الفنان الامين عبداللطيف، وكذلك لجمعية اسمرا الفنية، وللشؤن الثقافية للجبهة الشعبية، وقدمت نسخة ايضا لإتحاد الفنانين الإرتريين.

Top
X

Right Click

No Right Click