الاستاذ هاشم محمود اثرى المكتبة العربية الارترية بمجموعته الروائية الفريدة
بقلم الأستاذ: شامي محمود - كاتب وناشط سياسي
واثق الخطوة يمشي ملكا هو حال اديبنا الروائي هاشم محمود اليوم،، فهو راوي الوطن فعلا، وبكل جدارة واستحقاق،،
فالاستاذ هاشم محمود اثرى المكتبة العربية الارترية بمجموعته الروائية الفريدة كما وكيفا ونوعا، والتي تثبت تألقه الدائم في ساحة قلمنا وألمنا وأملنا،، فرض الاستاذ هاشم بصمته الخاصة ولونه الثوري والنضالي وعشقه للوطن ورصده لمعاناة الوطن والمواطن من ظلم وحرمان وشتات يعيشانه في مشاريعه الكتابية، وتحمل كتاباته كل ذلك وتحمل معها الكثير من الاحزان وقليل من الفرح، كتب اديبنا المتألق اربع روايات ومجموعة قصصية وهي (ألطريق إلى آدال - تقوربا - شتاء أسمرا - عطر البارود)،
كل رواياته تحمل عطر الوطن ورائحته الا ان رواية عطر البارود جاءت بنكهة مميزة، وتعد عطر البارود عملا روائيا إحترافيا واستثنائيا، يستحق منا الوقوف والتأمل..
كان امرا محيرا وغريبا جمع اشياء لا رابط ولا صلة لها ببعض ولا يمكن جمعها، ومحيرا ان تمتزج رائحة العطر برائحة البارود او ان تكون رائحة البارود عطرا من الاساس.
لا تدرك ولا تستوعب تلك العلاقة الهلامية والمركبة، الا اذا وقف الانسان او الملاحظ في زاوية هاشم، واستعمل منظاره لرؤية الاشياء من حوله، فهناك علاقة أزلية في موطنه بين الدم ورائحة البارود، وارتواء تراب الارض في موطنه بدماء شهداء تحمل تلك الرائحة،،
هذه الرواية رغم انني لم اطلع عليها سوى من خلال قراءات تحليلية لأقلام كتاب مهتمين ومختصين بالأدب الروائي،، واشاد بها هؤلاء واعتبروها عملا نوعيا جديرا بالوصول الي القمة والي مكان بعيد،، وأملي بل لدي ثقة وقناعة تامة ان رواية عطر البارود ستحوز وباذن الله على جوائز عالمية مهمة، لا اقول ذلك انطلاقا من فراغ ولا من هوى النفس والنفاق، وانما اقول ذلك انطلاقا من قاعدتين وعملين قراتهما للاستاذ هاشم،، و أوحا لي بذلك،،
قرأت لمبدعنا الاستاذ هاشم محمود روايتين وحكايتين كانتا بنكهات اريترية وبمذاق قهوة الجبنة وبطعم طبق الزقني الشهي، وبرائحة اللبان الندية،، وعبق الأمكنة،، وتنقلت روايتيه وبسلاسة منقطعة النظير في عوالم وتضاريس وثقافات ولغات وعادات مختلفة في داخل وطنه وخارجه،
كان موعدنا الاول مع حكايات اسمرا وحكايات شتائها البارد والجاف الذي اشعلها هاشم، بخصوبة خياله المنطلق، وابحار قلمه المبدع السيال،، استطاع المبدع هاشم ان يحول شتاءات اسمرا، الي ربيع دافئ،،
قرأت شتاءات اسمر في ليلة قاطعت فيها كل شيئ يخصني بما في ذلك العشاء، وليلتها اعتكفت وانزويت وحيدا في ركن شرقي لغرفتي، ونظفت طاولتي من كل الاوراق والكتب، عداء شتاءات هاشم واختليت بها،، ولكم ان تتخيلوا باقي المشهد.
وبعد ذلك جاء موعد آدال ويا له من موعد ولقاء،، كان بمثابة أم المواعيد،، ويا لها من حكاية فهذه الحكاية اعتبرها شخصيا افضل ثالث رواية قرأتها في حياتي وعلقت بذاكرتي، ومن شدة اعجابي واستحساني لهذه الرواية ايضا قرأتها اكثر من مرة،، وفي كل مرة اقرأها اقع في غرام احرفها، جملها، وسردها الممتع حد الوله والهيام،
صحيح ان آدال كتبت بحروف هجائية،،،، لكنها من المحال ان تكون هجائية تقليدية كالتي نعرفها ونتعامل بها ومعها،،
نقلت آدال وشتاء اسمرا احداثا مرتبطة ولصيقة بنا وبمعاناتنا ولم يكن ارتباطها حد التشابه العادي فقط،، وانما كان حد التطابق والتوأمة،،
وانا اقرأهما كانت تملكتني الدهشة،، ووقفت حائرا متأملا ولعشرات المرات امام تلك الصور واللوحات الجمالية والسرد الأنيق والأكثر من رائع للعملين،،
وانا اقرأهما كذلك كان يلف في رأسي ألف سؤال، والف علامة استفهام وكلها حول كيف استطاع ان ينقل الرواي تلك الأحداث بهذه الكيفية الغير، والاسلوب الفريد،،
في النهاية اقتنعت ان الاستاذ هاشم كان ينقل تلك الاحداث ويقدمها وكأنه يشغل فيلما تسجيليا ليشاهده القارئ،، ولم يكن بالمرة راويا تقليديا يسرد احداث رواياته للقارئ،،
في الاخير احيي الكاتب الهامة والعملاق الاستاذ هاشم محمود،، واعتبره رفقة عمالقة القلم الارتري، ورفقة الروائي الأنيق حجي جابر والروائي القامة ابوبكر كهال والاديب الشاعر احمد عمر شيخ والكاتب المبدع محمود ابوبكر والروائي المبدع سعيد منصور والاديبة الناقدة ماليليا بخيت،، ودون ان ننسى اب الرواية الارترية الاستاذ محمد سعيد ناود واخرين وهذا في مجال الرواية ومشتقاتها طبعا،،، وهناك مبدعون وكوكبة من الابداع الشعري وفي مجالات وتخصصات اخرى طبعا وارفع قبعتي انحناءا لهم جميعا،
فيعد هؤلاء ثروة وطنية يجب ان يحتفي بهم الوطن وأبنائه،،
فالاستاذ هاشم محمود وكل هؤلا الكتاب الملهمون والرائعون نقشوا اسم الوطن بأقلامهم الابداعية، قبل اسمائهم الشخصية، و بأحرف من ذهب ونور.