قراءة لكتاب الحركة الإسلامية الإرترية الإنجاز والإخفاق، حركة الجهاد الإسلامي الإرتري نموذجا - الحلقة الأولى

بقلم الأستاذ: خالد إسماعيل - أبو وهبة  تأليف الدكتور: أبو أسامه آدم صالح محمد

ملاحظاتي حول الكتاب ليست نقدا، بل هى تلخيص سردي لمحتوياته، وملاحظات قارئ ينبع اهتمامه من التزامه ضمن أحد تيارات

الحركة الإسلامية الإرترية الإنجاز والإخفاق حركة الجهاد الإسلامي الإرتري نموذجا

الحركة الإسلامية الإرترية، ويعتبر (بكسر ب) الكتاب وثيقة تؤرخ لمرحلة مهمة من مراحل الإسلام السياسي في إريتريا.

الملاحظات:

١. تضمنت الفصول الأولى من الكتاب سردا تاريخيا لمسيرة الحركة السياسية الإرترية منذ ميلادها بشكل منظم عام 1946م، حيث اعتبر الرابطة الإسلامية هى الرعيل الأول (إن صح التعبير) للحركة الإسلامية الإرترية.

وفي اعتقادي أن هذا الزعم فيه توسع كبير، وذلك لأن التيار الإسلامي بشكله المنظم وانتمائه للتيارات الفكرية والفقهية المعاصرة، الإخوانية والسلفية، بدأ عمليا في داخل جبهة التحرير الإرترية، وكان من قياداته الشيخ محمد إسماعيل عبده، والشيخ حامد صالح تركي، والشهيد سعيد حسين، وآخرين، رحمهم الله وأطال وبارك في أعمار الأحياء، ثم تواصل حتى بلغ يومنا هذا مدا وجزرا، وأن ما سبق تلك المرحلة (الرابطة، حركة تحرير، جبهة التحرير)، هى ضمن نضالات ومجاهدات المسلمين في إريتريا، ضمن سياق الصحوة التحررية الكبرى للشعب الإرتري بمختلف أطيافه الدينية والإجتماعية.

٢. أعطى الكاتب صورة مؤسفة لما كانت عليه حركة الجهاد الإسلامي الإرتري الموحدة في سنيها الخمس الأولى، حيث ذكر أنها كانت فترة صراع ومنافسة حزبية بين الإخوان والسلفيين؛ تسببت في الكثير من الإشكالات وكانت حاضنة مثالية لأصحاب الأهواء والأجندات الخفية لاختراق الحركة، ومكتبها العسكري تخصيصا، وحصلت نتيجة لذلك الكثير من الخسائر البشرية والمادية، وفقدان الثقة بين المجاهدين.

٣. يذكر الكاتب أن الشيخ عرفة أحمد محمد رحمه الله أخذ يمينا من مجلس الشورى لعدم ممارسة الحزبية، ثم ولما تمضي بضعة أيام على اليمين توالت المذكرات السلفية الشاكية من تهميش السلفيين في التعيينات القيادية، إنتهى. وهذا لعمري قمة الممارسة الحزبية التي تواثق ضدها القوم، وعين الغموس !

٤. يذكر الكتاب أسباب الحركة التصحيحية أو ما عرف بالإنشقاق، ثم يقلل من أهمية تلك الأسباب، وأنها لا ترقى إلى شق الصف لها، وكان يمكن معالجتها إن كانت النفوس صافية.

٥. يسرد الكاتب قصة المذكرة السرية التي وقعتها قيادة حركة الجهاد بالتحالف مع جبهة التحرير الإرترية، والتنظيم الموحد، والمجلس الثوري، ولتي ورد فيها التهنئة بالإستقلال، ودعوة أسياس إلى نسيان الماضي، والمحافظة على الإستقلال، وإتاحة الحرية والممارسة الديمقراطية في دولة إريتريا الوليدة، ويتهم الكاتب أن أحد تلك التنظيمات سرب المذكرة بغرض إحراج قيادة الحركة أمام عضويتها التي تمت تعبئتها ضد أي خط مهادن تجاه الجبهة الشعبية، وقد أحدثت المذكرة زلزالا عنيفا، وإعصارا قويا ضد القيادة، وصل حد اتهامها بالخيانة والتنازل عن الجهاد، خاصة الفقرة التي نصت على أن: (خلافاتنا ثانوية، بل هامشية) وقد عزف السلفيون على هذه الفقرة وسط المجاهدين كل الحان التربص وسوء الطوية !

٦. ذكر الكاتب أن الشيخ عرفة والشيخ أبو ماجد حامد تركي اجتمعا بقيادة المكتب العسكري بحضور أبو سهيل، حيث طلب الشيخ عرفة من المكتب العسكري إصدار بيان لإيقاف القتال من طرف واحد حتى نهاية الفترة المحددة للإستفتاء؛ وعلل ذلك بأن هناك جهات تعمل على إفشال الإستفتاء، وتريد أن تحمل (بضم ت) الحركة تبعات ذلك، رفضت القيادة العسكرية الأمر بالرغم من تدخل الشيخ حامد تركي المسؤول السياسي للحركة، وشرح كل ما يتعلق بالمجهودات الهدامة التي تسعى لتخريب الإستفتاء، إلا أن أبو سهيل ومجموعته رفضوا رفضا تاما إيقاف القتال، ورفضوا إصدار بيان بذلك وقالوا أن هذا التحرير لا يعني لنا شئ؛ لأنه جاء به الصليبون، وأن كل مافي الأمر تحولت البندقية من كتف المستعمر الصليبي إلى كتف الصليبي المحلي، وأن هذا ليس هو التحرير الذي ننشد، وإنما الذي نريد هو التحرير الذي يأتي تحت راية الجهاد. وبعد نقاش مضني طلب المكتب العسكري من القيادة السياسية أن تصدر بيانا سياسيا بذلك، وذلك لحفظ وجهها أمام العالم، ولكن العمليات العسكرية ستستمر !

٧. ذكر الكاتب أيضا طلب الشيخ أبو الفاروق حامد دلشاي اجتماعا طارئا وصفه بالمهم مع القيادة العسكرية؛ للتفاكر حول صيغة بيان التهنئة بعد إعلان الإستقلال، ويذكر الكاتب أنه وزعت على كل واحد من الحضور نسخة من مسودة البيان للتداول، فرفضت القيادة العسكرية صيغة القيادة التنفيذية في المسودة، بل رفضت إصدار البيان من أصله، وبعد نقاش عميق اتفق الطرفان على اصدار البيان بعد تغييرات عديدة، ويذكر الكاتب أنه بعد انتهاء الإجتماع وأثناء جمع المسودة من الحضور قال الشيخ دلشاي أن أبو سهيل قام بإخفاء نسخته ولم يسلمها، ثم بعد ذلك وقبل أن يصدر بيان الحركة الذي اتفق المجتمعون على موجهاته نشر أبو سهيل نسخته التي صور منها نسخا عديدة وسط عضوية الحركة من المدنيين والعسكريين، وأشاع فيهم أن هذه هى المذكرة التي أرسلتها القيادة للجبهة الشعبية الصليبية، وفيها نية مبيتة للتنازل عن الجهاد وحرف الحركة من مسارها إلى متاهات السياسة، والوقوع في أحضان العلمانيين والصليبيين !!

أسقط في يد الشيخ عرفه وقيادته، وأصبح بيان الحركة الحقيقي كمحاولة للتنصل من البيان الكاذب، (الحقيقي بزعم مجموعة أبو سهيل)، ولم يجد اهتماما ولا أذنا صاغية؛ فقد صم الجميع عن السماع لغير المتربصين بالقيادة الشرعية لحركة الجهاد الإسلامي الإرتري !!

يذكر أن مؤلف الكتاب دكتور أبو أسامة يعرف نفسه في ثنايا الكتاب أنه أحد قيادات السلفيين، ومن الذين قادوا الخطوة التصحيحية، وأنه أحد أعضاء الكيان السلفي الخاص ! وهو حاليا أحد قيادات حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري، المعروفة سابقا ب(جماعة أبو سهيل) للتمييز بينها وجماعة شيخ عرفة رحمه الله.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click