الهش رواية موسوعية
بقلم الأستاذ: حامد الحاج - المدير التنفيذى لمنظمة كافل للإغاثة، برمنجهام بريطانيا
بقلم رشيق، ومفردات ثرية، صاغ الأديب أحمد عمر شيخ روايته القصيرة / الغنية: الهش، رواية هي الاقصر لي في حياتي،
كما هي الأكثر اتساعا في قضاياها الرئيسة والثانوية.
للكاتب نهم بتنويع المفردات، ورسم الصور الفنية والتشبيهات لكل حركة في روايته، للطبيعة كانت أم لشخوص روايته، ولكن هذه الجمل المخدومة خذلها غياب تقنيات الربط والانتقال لغة وخيالا، فلم تنتظم في عقد ومنظومة رشيقة، واكتفت بأن تكون درر منثورة يتولى عقل القارئ تقريبها من بعضها، مستشعرا غياب شيء ما لا يدرك كنهه.
وقع الكاتب في فخ: تغطية كل شيء، من عواتي إلى مناكفات الاريترين في الفيسبوك والانترنت مرورا بالمعارضة في اديس، من الريف للمدينة، من المهاجر القريبة، كسلا والخرطوم، إلى لامبيدوزا وواشنطن... وغير ذلك كثير، وهذا التوسع أفقده (العمق) ولو في حكاية بطل واحد من أبطال روايته.
تكررت معاناة فراق الحبيب ثلاث مرات، اثنتان منها انتهت بتوبة دينية، وهذه المعاناة المكررة في جوهرها أخذت مكان امتدادات أعمق ممكنة.
تأخير التعريف بالأماكن ومعاني الكلمات كان يمكن تجنبه بقليل من توظيف السياق واستخدام الهوامش.
بعض الأخطاء تعطي إشارة لضعف مراجعة الرواية، فعبارة "ما قدر الله شاء فعل" كانت ستهذب لتعود إلى صيغتها الصحيحة، وكذلك تكرار وضع مسافة غير مبررة بين آخر كلمة وبين الفواصل والنقاط كانت ستخضع لمبضع المراجع المحترف، هذا مع الإشارة لقلة الأخطاء الإملائية في الرواية كنقطة تحسب لها... والكمال لله.
والمراجعة كانت أيضا ستعالج الخطأ في اسم حي قزباندا لأنه لا يوجد حي بهذه اللفظة مفردة بل هنالك حيان: قزباندا طليان وقزا باندا حبشا.
فائدة = كلمة
قزا = بيت
باندا = حيوان الباندا ويرمز به للعسكر الايطالين بالزي الأبيض والأسود.
فتكون قزا باندا طليان = حي الجنود الايطالين.
ثم نشأ حي قزباندا حبشة بعد ذلك حسب تفاصيل يعرفها أهل اسمرا.
في الرواية وصف كان عنه مندوحة في وصف جزء من جسم البطلة، وفيها سطور عن ليلة حمراء كان قلم المؤلف في غنى عنها، بل وشخصية ريحانة برمتها كان شخصية مقتحمة للرواية بدون مبرر وفي بعض أمرها تشابه مع بطلة سمراويت.
خلاصة رأيي في الرواية: كان في الإمكان أحسن مما كان بمزيد مراجعة ومزيد تركيز عمودي على بعض حكاياتها بدلا من التوسع الهائل بغرض ملامسة كل شيء تقريبا يعاني منه الاريتريون.
مع تكرار اشادتي بمخزون الكاتب من المفردات وقدرته على توظيفها على مستوى الجملة، واشاراته بلغة جميلة لأنواع عدة من معاناة شعبنا.
فائدة: تكتمل الرواية عندما لا يكون هنالك ما ينبغي حذفه وليس عندما لا يكون هنالك ما يمكن إضافته.