معركة إريتريا
بقلم الأستاذة: فاطمة
قرآئتي لهذا الكتاب كان للتأمل والمقارنة بين جيل الماضي والحاضر لأبناء وطننا والمقارنة فكرياً في خواطرنا والتساؤل لماذا تميزوا
عنا ؟ ومالفرق بيننا وبينهم ؟ ولنعتبرها فرصة لصحوة وطنية لنفكر كيف نثبت انتمائنا الحقيقي للوطن ولو بطريقتنا الخاصة دون ان ننسى انه من الضروري ان نكون بحماستهم لتحقيق ذلك.. وهي فرصة ايضا لرؤية مواقف الكثير من المناضلين والشهداء في هذه المعركة واعطاؤهم اقل تقدير لما قدموه وان الشخصيات الشهيرة التي نسمع عنها في المناسبات الوطنية ليست الوحيدة التي تذكر فهناك الكثير من الشهداء والمناضلين قدموا تضحيات في سبيل حب الوطن و لم نسمع عنهم..
معركة اريتريا... كتاب للمؤلف عثمان صالح دندن تم اصداره في عام 1995م كجزء اول ولم أتأكد الى الان هل استكمل المؤلف بعد ذلك رحمه الله اصدار الجزء الثاني والثالث ام لا.
نبذة بسيطة عن المؤلف:
اسمه عثمان صالح عثمان دندن،
من مواليد بلدة حرقيقو (مصوع) عام 1942م،
التحق بجبهة التحرير الارتيرية عام 1962م،
وعمل ممثلا لجبهة التحرير الارترية لدى المملكة العربية السعودية من عام 1963م.
السفينة "وليد" وهي ملك لجبهة التحرير الإريترية عام 1966م
تحدث المؤلف في كتابه عن حقبة زمنية معينة في الفترة مابين (1961م-1970م) ووضح اوضاع اريتريا السياسية ماقبل بداية جبهة التحرير الارتيرية والبداية منذ تكوين نواة الجبهة والتي كان هدفها القضاء على الحكومة الاثيوبية التي تسعى لتوحيد اريتريا واثيوبيا
الزعيم الراحل عثمان صالح سبي وهو يتفقد طرود الأسلحة وأشياء أخرى من العتاد الحربي الخرطوم 1964م
في دولة واحدة وتحت حكم الامبراطور هيلا سيلاسي وكيف تكونت هذه الخلية وتكاثرت بالرغم من امكانياتهم المحدودة واعمارهم المتفاوتة جدا فوضح تنظيماتهم وتقسيماتهم المتبعة في الجبهة والخطط والمشاكل التي كانت تواجههم في تهريب السلاح من الدول المجاورة كما اظهر الكاتب الدول التي كانت لها دور في مساندة الجبهة سواء "بتدريب اعضاء الجبهة عسكريا" او تزويدهم بالاسلحة كسوريا والعراق والسودان والسعودية والمواقف والمشاكل التي واجهها الثوار مع بعض حكومات الدول وغيرهم من الشخصيات المهمة لدول اخرى والتي كانت مساندة لهم.
إسياس افورقي، رمضان محمد نور، احمد آدم عمر، محمود ابراهيم محمد سعيد (شاكيني)، أحمد محمد إبراهيم، المفوضين السياسيين للجبهة التحرير الإريترية أثناء الدورة في الصين 1968م
اورد المؤلف ايضا "فصل اطلق عليه بانوراما يوميات المعارك والذي احتل جزء كبير من الكتاب و شمل اهم يوميات المعارك والاحداث التي واجهها الثوار تفصيليا" مع العدو في تلك الفترة فتشعر انك تقرأ مذكرات جندي خلال حرب والتي ذكر فيها عدد الخسائر البشرية وغيرها سواء من الثوار او من العدو لكل معركة منها ومن انتصر فيها فنلمس في هذه المعارك مدى المهارة الحربية التي كان يتمتع بها الثوار و تشعر بالتشويق لذكاء وحنكة الثوار ضد العدو كما وضح الانتهاكات التي كانت تقوم بها حكومة
الامبراطور هيلا سيلاسي والحاكم الاثيوبي بأسمرا اسراتى كاسا والفتن والبلبة التي كانوا يثيرونها ضد صفوف الثوار و يبثونها للشعب الاريتري للتنفير من هذه الجبهة ورفضها والانضمام للحكومة للدفاع عن ما يطمعوون اليه و لتسليم أعضاء الجبهة انفسهم والقضاء عليهم كما وضح نتائج هذه الفتن على الثوار انفسهم...
شرح المؤلف المؤتمرات والخطابات والحوارات التي كانت تدور بين قادة المناطق والقيادة الثورية وقام الكاتب بعرض مجموعة من الصور للمناضلين والثوار والتي ضمت احداها صورة لأسياس أفورقي وسط مجموعة من أعضاء الجبهة المبتعثين للتدريب في الصين في سنة 1968م و بعض هؤلاء الاعضاء بلغ مراكز قيادية متقدمة وعلى رأسهم رئيس دولة ارتيريا الحالي وآخرون في الحكومة الاريترية بعد الاستقلال.
وعرض لنا المؤلف في القسم الاخير من كتابه نص دستور اريتريا كما اقرته الجمعية الارتيرية في 10 تموز/يوليو 1952م والذي صدر على ان تكون ارتيريا ذات استقلال ذاتي متحد مع اثيويا اتحادا "فيدراليا" تحت سيادة التاج الأثيوبي.
ومهما ذكرت من مقتطفات هذا الكتاب لن استطع ان اوفيه حقه وان الخص 529 صفحة في صفحة واحدة ولكن لمن لديه اهتمام لهذه الوقائع او يشعرانه كاريتري من الضروري ان يطلع على جزء من تاريخ شعبه الذي أفنى حياته من أجل قضية واحدة وهي الوطن فلا تتردد في قراءة هذا الكتاب و اتمنى ان نجعل منه إرث ثمين نحمله معنا وننقله جيلا بعد جيل.
لدي إيمان انه من الضروري ان نلتفت قليلاَ لمؤلفات ابناء الوطن و نهتم بها ولنعتبرها نوعاً من التغيير عن ما اعتدنا عليه من قراءة ثقافات وتاريخ الشعوب الاخرى وان لم تصل المؤلفات المتواضعة في عددها او اسلوبها لكُتابنا مستوى ادباء وكٌتاب الشعوب الاخرى.
• رئيس الحكومة الفيدرالية الإريترية أسفها ولد ميكائيل يُقبل حذاء الإمبراطور هيلاسيلاسي في مطار أسمرا !