قراءة اولية لكتاب الرئيس أسياس أفورقي مسيرة قيادة الثورة والدولة
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن
تم تدشين كتاب للدكتور عمر زراى قبل فترة في مدينة لندن البريطانية تحت عنوان
"الرئيس أسياس أفورقي مسيرة قيادة الثورة والدولة".
الكتاب من القطعة المتوسطة الحجم، متناسق المواضيع ومقسم الى ابواب واقسام جزئية منذ طفولة الشخصية المراد الحديث عنها الى اليوم.
حوى الكتاب معلومات كثيرة وغزيرة لا غني عن المهتمين بالشأن الارتري العام من الاطلاع عليها للقوف على شخصية اسياس افورقي والوصول الى استنتاجات تفيد الى تقييم الحالة التي تيعشها البلاد في ظل قيادته، في تقديري ان المعلومات التي ادلى بها المناضل احمد القيسي القيادي السابق في الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا عن التنظيم ومراحل تطوره وعن شخصية أسياس عكست الوجه الحقيقي للتنظيم وقائده الفعلي.
وكذلك كل التحركات الخارجية كاللقاء الذي اجراه اسياس مع الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في الخرطوم واللقاءات السرية والعلنية التي كانت تجري مع النظام الاثيوبي في كل من المانيا الشرقية وكينيا وامريكا ولندن مؤخرا.
يضاف الى ذلك ملف المخابرات الامريكية عن اسياس وارتباطاته بها من خلال المعلومات القيمية التي ملكها الراحل تسفانكئيل جورجو لقيادة جبهة التحرير الارترية، وللاسف لم تستفد منها قيادة الجبهة والتي كان بامكانها كشف المستور من تلك العلاقة المشبوة مع المخابرات الامريكية والاثيوبية ولقاءاته مع تسفايوهنس برهى وغيرها وهو ما يكشف اهداف الطاغية التخريبية منذ الوهلة الاولى لالتحاقه بالثورة حسب ما افسح عنه تسفانكئيل جورجو.
في تقديرنا ان كتاب (الرئيس أسياس مسيرة قيادة الثورة والدولة) يكتسب اهميته من انه الاول من نوعه يطرق هذا الجانب والمتمثل في سبر اغوار الشخصيات التي تبوأت العمل العام واولهم بالطبع الطاغيه أسياس افورقي وهو ما لم يكن مطروقا من قبل.
لهذا فاننا ننصح بقراءته خاصة الاجيال الجديدة للتعرف على حقيقة التاريخ بعيدا عن ما يشيعه النظام والذي يحاول مرارا تجميل وجه رئيسه القبيح، فقد بذل الكاتب جهودا كبيرة لجمع معلومات مختلفة ومن مصادرتكاد تكون متباينة مع وضد الامر الذي يكسب بحثه مصداقية عالية.
تبقت نقطة اخرى اود الفت اليها الانتباه بان عنوان الكتاب (الرئيس اسيس مسيرة قيادة الثورة والدولة) يجعلك تقف من الوهلة الاولى متسائلا عن محتوى الكتاب وهذا طبعا على غرار المقولة السائدة (الجواب يكفيك عنوانه) ولكن حقيقة الامر وبعد تصفح الكتاب والعناوين الفرعية فيه وتفحصه تجد غير ما يجول في خاطرك، ولهذا كنت ارى لو ان العنوان غير ذلك ومع هذا فان الكتاب مهم جدا واود ان اشكر الدكتور عمر على الجهد الذي بذله.