شاهد قبر رواية الدولة والمجتمع في السودان

المصدر: القدس العربي

صدرت الطبعة الثانية من رواية «شاهد قبر» للكاتب السوداني محمد مسوكر عن دار ويلوز هاوس للنشر.

رواية شاهد قبر 3

صدرت الطبعة الأولى عام 2014 وتحكي في أكثر من 170 صفحة عن التنوع الثقافي وأزمة الدولة في السودان، متكئةً على مدينة القضارف شرقي البلاد مسرحاً لأحداث الرواية.

كما يزخر النص بصور متعددة تعكس الواقع التراثي وتقاطعاته، مع اتجاهات الدولة القطرية الحديثة والانحيازات اللغوية، التي تؤثر في طبيعة العلاقات البينية بين المكونات، والمؤسسات الرسمية وطبيعة الأنشطة الاقتصادية المتنوعة بتنوع السكان، كما لم تهمل الرواية المرحلة التركية واثارها، ثم الإنكليزية في تحديد السودان الحديث.

يعتبر إبراهيم الشاب الذي يبحث عن فرصة لإتمام تعليمه العالي، وسميرة أهم شخصيات الرواية، فعبرهما تتحرك الأحداث علواً وهبوطاً، وتتحرك المشاعر ليكون البطل الحقيقي للرواية هو المكان في حيزه الجغرافي ومجاله السياسي والثقافي.

تعكس رواية «شاهد قبر» عبر شخصياتها والحيز الجغرافي الذي عاشوا فيه آلام جزء من الجسد السوداني، الذي وصل أنينه إلى مسامع القاصي والداني، فمدينه القضارف حالها حال جميع مدن الشرق، تركت لتواجه متطلبات إنسانها من العيش الكريم، وبات شرق السودان بأهميته الاستراتيجية جزءاً مما بات يعرف بمناطق الهامش.

يمر شرق السودان بظروف سياسية حرجة، أفرزت اصطفافا بين مكوناته الاجتماعية على خلفية الصراع حول أحقية التمثيل في الحراك السياسي، الذي تشكل بعد ثورة ديسمبر/كانون الأول التي، التي أطاحت بحكومة الإنقاذ، وفي هذا التوقيت تطل الطبعة الثانية لرواية «شاهد قبر» التي تناولت أحداثها تفاصيل إنسان الشرق وهمومه، وتفاصيل حياته التي ظل قدر كبير منها مندثرا، فكشفته وتحدثت بكل جراءة عن المسكوت عنه، الذي أصبح اليوم مصدر قلق ينذر بالمزيد من التفتت للسودان.

Top
X

Right Click

No Right Click