نقفة حكايات تجارب الثورة

ترجمة الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  كتاب: نقفة حكايات تجارب الثورة (سبتمبر 1976 - مارس 1988)

مقال آخر للمناضل والصحفي محمد سعيد عثمان تحت عنوان قصة لاتعرف نهاية.

(ናቅፋ ዛንታታት ተመክሮ ገድሊ (መስከረም 1976 - መጋቢት 1988

يتحدث فيها عن دور المنظمات الجماهيرية في دعم ثورتهم.. وكيف تم انقاذ المقاتلة صفية!!

لم تكن الثورة الارارية لتنتصر لو لا الدعم والسند المتواصل والغير محدود الذي وجدته من الشعب خاصة في الريف.

والحديث هنا عن دور المنظمات الجماهيرية في الوقوف جنبا الى جنب مع المقاتل... في ساحات القتال.

في 24-12-2016 ذهب المناضل والصحفي محمد سعيد عثمان الى افعبت للإلتقاء بأعضاء المنظمات الجماهيرية القدامى بغرض التوثيق وإعادة الذكريات... ثم قام بنشر ذكرياتهم.

في بداية المقالة بعنوان قصص ليست لها نهاية ዘይውዳእ ዛንታ

يقول المناضل محمد سعيد عثمان: في الفترة التي سبقت هزيمة الجيش الاثيوبي وإنهاء تواجده في الساحل... كانت المنظمات الجماهيرية تعمل موزعة في اربع مناطق:-

• منطقة تبح وقرورة.
• منطقة نقفة ورورا.
• منطقة ادوبحا.
• ضواحي افعبت نارو وهبرو.

وفيما يلي بعض ذكريات الأعضاء القدامى في المنظمات الجماهيرية...

والحديث هنا للعم محمد سعيد آدم بركاي: والله... عندما استعيد الذكريات اليوم... يتخيل لي وكأنه كان حلم واندثر... لاشك بأن الايمان بالقضية والعمل بمل اخلاص وتفان كانا وراء ماكنا نحققه من انتصارات.

الحديث هنا كان في الحملة السادسة.

(توضيح من مترجم المقالة: هذه الحملة اطلقت عليها الحكومة الاثيوبية بحملة النجم الاحمر وتم الاعداد والتعبئة لاكثر من عامين وحشد جيش هائل مدعوم بسلاح وخبراء روسيين... بدأت المعارك في 15 من شهر فبراير وانتهت في العشرون من شهر يوتيو عام 1982.. انتهت بفشل ذريع... كان الغرض من الحملة هو استعادة مدينة نقفة الصامدة... وقد دفع فيها الجيش الشعبي تضحيات جسام... ومن هنا تم اختيار العشرين من يونيو ليكون اليوم للاحتفال بيوم الشهيد).

الآن نواصل حديث العم محمد سعيد بركاي... في الحملة السادسة اجتمعنا نحن اعضاء المنظمات الجماهيرية... وكان عددنا يصل الى خمسة وستون رجلا.. حيث شرح لنا الاخ صالح محمود بأننا سوف نتوجه الى دفاعات رورة لنقل الجرحى.. ولكن كنا نحتاج الى من يدلنا الى المكان... واخيرا وجدنا من يوصلنا الى هناك... وقد كانا جنديتين كن قد قدمن لتوهن من موقع الدفاع في رورة.

الجدنيتان كن المقاتلة صفية والمقاتلة ظهايتو... كانت المناضلة صفية قد اصيبت في معركة سابقة ولكنها اصرت على انها تشارك رفاقها المعارك... رغم الحاحات مسؤلي العيادة انها تستكمل علاجها.

المعارك بدأت.. بإتجاه "عقت".. فطلب منا ان ننقل الاسلحة الى المقاتلين... كانت عبارة عن قنابل.. الاربجيات.. والدوشكا.. تحركنا في المساء.. مررنا بمنطقة اباروا.. ثم اسيت قحام... ووصلنا الى منطقة بعت - ظروي عند الفجر... وهناك سلمنا الاسلحة التي كنا نحملها على اكتافنا... صراحة كانت ثقيلة جدا.. واكثر من طاقتنا... كنا مرهقين جدا.. فأخذنا استراحة لبضعة دقائق... وحسب علمنا كانت المعارك تدور رحاها.. في منطقة "عقت".. ولكن طرأ مالم يكن في حسباننا..!!!

لان المنطقة التي كان يسيطر عليها الثوار كانت وقعت تحت سيطرة جيش العدو.. وهكذا وجدنا انفسنا وسط جيش العدو... لم يكن معنا اجهزة الاتصال...
الجنديتان صفية وظهايتو كن اول من ادركن بوقوعنا في فخ العدو.

"بط بلو! آب دبيا ظلائي آتينا النا"، صرخت صفية..

يعني انبطحو ارضا..لقد وقعنا في كمين نصبه لنا العدو!!!

نحن طبعا لم نكن نملك غير العصي!!

ولم نملك سوى ان ندعو الله ان ينقذنا

وبدأنا نتابع تطور الاحداث مختبئين خلف الصخور.

اما صفية وظهايتو كان معهن السلاح...

وهنا حدثت مشاورات بين المقاتلتين... فبينما كانت ظهايتو تحبذ احراق الذخائر والاسلحة التي كانت بحوزتنا تفاديا لسقوطها في ايدي العدو... بالمقابل... كانت صفية قالت ولماذا لانفتح جبهة معهم ونقاتلهم... ثم دعمت رأيها بالتأهب لمنازلة افراد جيش العدو!!!

اما نحن اصحاب العصي ماعرفنا نعمل ايه... وطبعا لم نكن طرفا في المشاورات التي كانت تتم بين صفية وظهايتو... فالحل كان معهن.

ولكن كما يقول العرب.. سبق السيف العذل...ل ان العدو اكتشف وجودنا وبدأ بإطلاق النار علينا.

وهنا المروأة منعتنا من التفكير في الهروب تاركين الفتاتين خلفنا... اكجه!!!

وهكذا بدأنا نراقب عن كثب مايجري بين المقاتلتين من جانب وجيش العدو من جانب آخر... وكان املنا على المقاتلتين بعد الله.

صفية وظهايتو تركن مسافة بينهن وبدأن القتال.

والحديث هنا.. للعم محمد سعيد بركاي... كنت بالقرب من المقاتلة صفية التي بادرت بإطلاق وابل من النار على مجمومة من افرد جيش العدو الذين حاولو الاقتراب منها.. فأردت قائدهم قتيلا.

ظهايتو ايضا كانت في اشتباك شرس من جانبها.

وقد شاهدت بأم عيني عدد ثمانية يتساقطون الواحد تلو الآخر على يد البطلة صفية... وهنا توقف العدو عن الهجوم.

رددت من قلبي... حليب ستي!!!.

إلا إناس تا إسيت ايكون!!

اضاف رجل مسن كان من خلفي، يعني صفية دي مثل رجل ومستحيل تكون أمرأة!!!

وبعد قليل اصيبت صفية في صدرها... اما ظهايتو واصلت القتال.

انا والاخ ابراهيم باقدير لم نتردد عن الإسراع لنجدة صفية وسط نيران العدو... وفعلا تمكنا من جرها ونقلها الى مكان آمن... واجرينا لها بعض الاسعافات الاولية... وبينما كنا نحبو للذهاب الى ظهايتو لإطلاعها على ماحصل لصفية.

وهنا ومن دون سابق إنذار... اتى الينا افراد من الجيش الشعبي... وقامو بمطاردة افراد جيش العدو... اما نحن.. فقد قمنا بنقل المقاتلة صفية الى العيادة كانت صفية تنزف دم بغزارة في صدرها.

وعندما لاحظت تردد الرجال (لانها امرأة!!) من الاقتراب من ثديها الذي كان ينزف بغزارة قالت لهم يااعمامي حولوا ان تعملو اللازم لايقاف النزيف!!!

وهكذا نقلنا صفية الى العيادة وتم انقاذها... نعم هذه ثورة شعب والشعب شعب الثورة!!!

ملاحظة: هذه ليست ترجمة وانما اقتباسات لبعض المواقف..

Top
X

Right Click

No Right Click