ارتريا من الكفاح المسلح إلى الاستقلال - الحلقة التاسعة عشر
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية
سألني عثمان بألم لماذا لا تقف الدول العربية منا بوضوح وجدية أكثر، باستثناء سورية والعراق؟
من المستحيل أن تتركنا الدول الغربية والشرقية لحالنا، وهي التي تعطي لنفسها، أسماء كثيرة كالديمقراطية والملكية الدستورية والاشتراكية، وغيرها ونحن العرب ننسى ما تفعله بنا هذه الدول.
ثم تابع طرح أسئلته: من خلق ودعم إسرائيل؟ أليست هذه الدول الاستعمارية؟ نحن العرب ننسى بسرعة. صحيح أن رب العالمين أعطانا القدرة على النسيان.. لكن كيف ننسى أجزاء عربية طُمست هويتها؟
والسؤال الكبير أين فلسطين؟ واليوم هناك توجّه امبريالي لطمس ثقافة ارتريا فضلاً عن استعمارها، فكيف لنا أن نرضى وأن نقبل بهذا الوضع؟ الواقع ألأليم؟ إن البحر الأحمر يجب أن يبقى بحراً عربياً نظيفاً، إن كل الدول العربية تطل عليه وأقل شيء ممكن فعله هو الحفاظ على عروبته، على الدول العربية أن تدعم ارتريا وتحافظ على تقافتها، خوفاً من المستقبل.
وأردت أن أقول شيئاً لكنه استمر في الكلام.
إنني أؤكد لك دون العودة إلى تاريخنا وأمتنا، فلن نكون شيئاً، ودون وحدة العرب ودعمها لأرتريا سوف يخسر العرب ارتريا.
كان هذا هو كلامه قبل 20 عاماً تقريباً، كان ثاقب النظر وأعطاه الله الحدة في التفكير والرؤية المستقبلية.
أين عدالة عمر وقوته؟ أين فصاحة علي وبلاغته؟ أين سيف خالد بن الوليد؟ لنعود إلى أهلنا، إلى أمتنا، إلى أمجادنا، إلى صوت ينطلق باللغة العربية، فلنسمع العالم لغتنا!
إن الوحدة العربية هي الأمل في بقائنا.. وبقاؤنا في هذا الكون الذي نقطنه والذي نشكّل فيه مساحة كبيرة. وإذا عدنا ونظرنا إلى المعادلة التي أعدت وتعد لنا نستخلص، منها عبراً لها معنى ومدلول ولا مجال للشك أو الطعن فيها آلا وهي طمسنا وإلى الأبد؟.!
اسمع يا أبا سعدة: ارفع يدك وقل رقم واحد، إن أثيويبيا الماضي والحاضر لا تستطيع إلا أن تتخيل نفسها في وسط بحر عربي عدواني من وجهة نظرها، كما عبّر عن هذه النظرية (الملك منليك) و(هيلا سيلاسي) و(منغستو هيلا ميريام).
الملك (منليك) قال عن العرب أنهم يشكلون بحراً وثنياً، هيلا سيلاسي، قال بحراً إسلامياً، وهو أمهري القومية، ومنغستو قال بحر رجعي، وهو أمهري أيضاً.
بعد كلام عثمان بحوالي 20 سنة تقريباً حضرت ليلة الاستقلال في العاصمة أسمرا الارترية، تكلم ملي زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي، وهو يقف مخاطباً الجمهور باللغة التجرينية ليشعرهم بأنه وإياهم يد واحدة وآراد أن يفهم العالم والموجودين وكان على رأس الموجودين رئيس الدولة أسياس أفورقي بأنهم روحاً واحدة وإن اختلفت الأنظمة في كلا البلدين. لماذا لم يخاطبهم باللغة الأمهرية؟.
كان يريد أن يشعرهم بأنهم امتداد لبعضهم.
عودة إلى حديث عثمان سبي الذي كان يتساءل: ألسنا نحن العرب، من مسلمين ومسيحيين نجلس على أرجوحة واحدة، يدفعونها كيفما شاؤوا؟ إن الدول العربية الإسلامية هي دول شقيقة لماذا لم يقدم الغرب إلى أسياس هذا الدعم الكبير والمتواصل؟.!
كثيراً ما أخاف من المستقبل يا أبا سعدة هناك أشياء غير واضحة في المستقبل المنظور.
مثل ماذا يا عثمان؟
أجبتك وفي أكثر من مناسبة، وأعيدها لأني أخاف على انتمائنا، أخاف على ثقافتنا،
لقد حضرني يا أبو سعدة ما أقوله لك: لو دخلنا قليلاً إلى التاريخ لوجدنا الحقد والكراهية ضد العرب والمسلمين، فالأمبراطور الأثيوبي يوهنس الرابع وفور توليه العرش دعا أعضاء قيادته للاجتماع، واتخذ قرارات بشأن العرب والمسلمين، ثم أصدر الأمبراطور قراراً بالانتقام والكراهية، وقد جاء هذا القرار كما يلي: توحيد الدين في أثيوبيا بالإكراه وبحد السيف.
ثم بعد أيام صدر مرسوم آخر، يجبر المسلمين على الحرب، أو الجلاء عن أوطانهم، أو اعتناق المسيحية خلال ثلاثة أشهر، فأرغم ما يزيد على 500 ألف من المسلمين على التنصّر. لكن تنصرهم كان ظاهرياً، أما في باطنهم فكانوا محافظين على عقيدتهم وهرب الآلاف منهم إلى السودان، ثم إن هيلا سيلاسي أصدر قراراً ضد الشخصيات الإسلامية ووضعهم في قوائم سوداء ومنعهم من السفر خارج البلاد، وأذكر لك على سبيل المثال ابراهيم مختار مفتي ارتريا ومحمد أمان والشيخ سيد محمد صالح هذان الشيخان ساهما في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة المهرية،
وتابع المرحوم عثمان قائلاً: عودة أخرى للوراء أرسلت الملكة هيلانه، والدة الأمبراطور لينا دنقل امبراطور الحبشة عمانويل، ملك البرتغال سنة 1500 ميلادي رسالة تقول فيها: "السلام على عمانويل سيد البحر وقاهر المسلمين الكفرة، لقد وصل إلى مسامعنا أن سلطان مصر جهّز جيشاً كبيراً لضربكم، نحن على استعداد لمقاومة الكفرة، وذلك بإرسال أكبر عدد من جنودنا إلى البحر الأحمر ومكة وباب المندب، وإذا أردتم أن نسير إلى جدة أو الطور لنقوم بواجبنا الديني، ونقضي قضاء تاماً على جرثومة الكفرة، يستطيع أن يبدّد الأمم الإسلامية المتعجرفة والمتبربرة، ونحن على استعداد للالتحاق معكم.
قطع حديثه، وسألني عثمان بعد هذا الكلام: ألا يقرأ العرب التاريخ؟
كيف يا عثمان؟ الآن أريد كأساً من الشراب.
قدحاً أم كأساً.
أخيراً لك أن تشرب عصيراً وهذا أفضل.
أحسست بأنه لا يريدني أن أشرب شيئاً غير العصير.
قلت له: حسناً! كأس من العصير الطبيعي.
وأنا سأشرب معك.
وبدأنا نرشف البرتقال: وعاد عثمان وقال: إن فكرة ضرب العرب والمسلمين قديمة حديثة، وستبقى ماثلة أبد الدهر، إلا إذا اتحدّنا كلنا، إن هذه التحالفات ضدنا ليست حديثة، وقد كانت أول فكرة في منطقتنا لضربنا هي التحالف الأوربي الحبشي سنة 619 هجري 1222 ميلادي كان هذا التحالف بعد فشل حملة الفرنجة (الصليبية) الخامسة على دمياط: فملك الحبشة داوود بن يوسف أرعد 1390-1411 قام بشن هجوم على حدود مصر حتى بلغ أسوان وإن ملك الحبشة 1704 أرسل رسالة وقحة ولئيمة، إلى الباشا العثماني في مصر وهدّده وتوعّده وقال له:
"إننا سوف نعاقبكم بقطع النيل، عنكم ونترككم موتى عطاشاً،ألم يجعل الله منابع النيل في بلدنا؟ إذن نحن نعمل الضرورة وسوف نفعل بكم ما نريده".
غريبٌ حقد الأثيوبيين علينا، إنه قديم وفي سنة 750 هجري وعندما كانت الحرب مشتعلة بين المسلمين والحبشة، وعندما انتصر هؤلاء الأحباش، قاموا بتخريب المساجد، وبنوا مكانها الكنائس فقتلوا المسلمين وشردوهم.
ألا يقرأ العرب التاريخ ماذا فعلنا نحن بالحروب (الصليبية) التي استمرت 196 سنة؟
إن صلاح الدين الأيوبي وامتثالاً لمبادئ الإسلام منح المسيحيين حقوقاً، وامتيازات ممثلة في كنيسة القيامة، وكنيسة العهد في بيت لحم، ودير الأحباش في بيت المقدس قرب كنيسة القيامة.
هذه هي المعاملة الطيبة التي عامل بها القادة المسلمون الأحباش بعد تحرير بيت المقدس 1187.
لقد استجاب صلاح الدين الأيوبي لرجاء ملك الحبشة بالحفاظ على معبد اكتشاف الصليب في كنيسة الصليب في بيت لحم للأحباش: وإن الدير الحبشي العروف بدير السلطان يعّبر عن التسامح الإسلامي، وحرية الأديان. وقد سمي الدير بهذا الاسم نسبة إلى السلطان البطل صلاح الدين الايوبي تخليداً لشهامته الإسلامية.
ألم تتعب يا عثمان بعد؟
الليل ما زال في أوله.
وتابع حديثه قائلاً: إنك تعرف أن المسيحية دخلت إلى الحبشة عن طريق قسيس سوري يدعى فريمنتوس قبل منتصف القرن الرابع الميلادي.
هذا القسيس سوري ومن قرية معلولا.
قاطعت عثمان وسألته: هل زرت معلولا يا أبو عفان؟
مرات عديدة زرتها، وفي كل مرة أتأمل آثار هذه البلدة وأتساءل كيف جاء هذا القسيس من هنا إلى الحبشة؟ أقول ما أعظم الإيمان، وبالإيمان تصل دعوة الإنسان في هذا العالم.
أنت تعرف يا أبا سعدة أن أول كنيسة، قامت في الحبشة، هي كنيسة بيت مريم وأُحرقت مرتين عبر التاريخ، إلا أنها ما زالت باقية. وإن لمن المستغرب إن الغرب وإسرائيل يمدان أسياس بالنقود والخبراء والتموين، أما نحن فإن أشقائنل العرب لا يعطوننا إلا الفتات، لقد تماديتُ في حديثي وأرجوك أن تحتفظ بهذا الكلام الآن وفي المستقبل.
إن الأفكار تتداخل، لكن هناك تطابقاً فيما أريد أن أروي لكم هذه الرواية. بعد سنوات التقيت مع عثمان في جدة، وكان معنا الأخ صالح أياي، اتفقنا أنا وعثمان وصالح أن نلتقي في مدينة كسلا. بعد أسبوعين وأنا أسافر إلى دمشق وهم يسافرون إلى إحدى الأقطار العربية، وهناك يقبضون التبرع السنوي المقرر لجبهة التحرير وهو عبارة عن مليون دولار، ومضى الأسبوعان اتصل بي الأخ عثمان من هذه الدولة.
وقال لي: لم نقبض حتى الآن، ونحن منتظرون: لا تتحرّك من دمشق قبل أن نخبرك.
ومرّت الأيام وتلتها الأسابيع والشهور، وأنا في دمشق أنتظر وهم ينتظرون المبلغ. كنت أتصل بهم هاتفياً كل فترة.
وكنت أسألهم: ماذا تفعلون؟ لماذا تأخرتم إلى الآن؟ لقد تشاجرت مع صالح أياي على الهاتف وحين قلت له ماذا تفعلون لغاية الآن؟ أهكذا اتفقنا؟
إننا نلعب!
وأقفل الهاتف. بعد أيام اتصل عثمان، واعتقدت أن الموضوع قد انتهى، لكنني فوجئت بكلامه.
لم نقبض حتى الآن، أرجوك قدّر وضعنا.
استمرت هذه الحالة ثلاثة أشهر، وهم يترقبون الفرج، وأزفّت الساعة. وسلموهم الشيك بمبلغ قدره مليون دولار، ولكن الذي سلمّهم الشيك قال لهم:
اعطوني شيئاً، وحدّد لهم ماذا يريد 25 بالمائة عمولة، وافقوا ونزلوا إلى البنك، يريدون صرف الشيك ليأخذوا نصيبهم ونصيب صاحبنا، قال لهم المسؤولون، في البنك عليهم الانتظار حوالي الأسبوعين، حتى يذهب ويعود الشيك إلى أمريكيا.
وقالوا: كيف ننتظر اسبوعين وما العمل؟
اذهبوا إلى صرّاف خاص وهو يدبّره لكم.
وأعطوهم اسم الصراف الخاص، وذهبوا إليه فرحين، إنه سوف يساعدهم لوجه الله، وشر البلية ما يضحك.
قال لهم الصرّاف: على رأسي وعلى عيني، أنا أريد أن أخدمكم يا أخواننا الثوار، لكنني أريد عمولة الشيك وهي 10%.
تريد خدمتنا ونحن ثوار و10%؟.
وقبلنا لأنه ليس في اليد حيلة وأمرنا إلى الله..!
قبضنا المبلغ وعدنا إلى الفندق، وحجزنا بالطائرة إلى تونس، وعند مغادرتنا الفندق أتتنا فاتورة الحساب بمبلغ تساوي 15% من قيمة الشيك، وتساءلنا (ألسنا في ضيافة البلد؟).. لا هذه تعليمات ودفعنا الـ15% من قيمة الشيك، وغادرنا بما تبقى معنا وهو نصف المبلغ..!
الحمد لله إننا خرجنا سالمين، ألا تصلح هذه القصة لأن تكون حلقة تلفزيونية؟ هكذا التعامل.. هكذا يعامل الارتريين بعضهم البعض، الله يسامحني هل نكثت بالعهد الذي قطعته لعثمان؟. ولكن وعدي له حين كان حيّاً يرزق، أما الآن فهو في ديار الحق، وما قلته عن عثمان: ألا ترئه له لأن هناك من يغمز ويلمز، من جانبه إلى تصرفاته، لقد نكثت بالعهد تصحيحاً لأشياء قليلة من كثيرة، أعود إلى عثمان وحديثه:
هل تعرف أن الكنيسة المسماة ببيت مريم موضوع - حديثنا هذا أحرقتها الملكة جوديت، ملكة إحدى القبالئل اليهودية الحبشية: هذه الملكة حاربت السيحيين سنين طويلة، وإن الملك عيرانا ملك أكسوم كان أول ملك اعتنق المسيحية، وهل تعلم بأن كثيراً من سكان حماسين ينتسبون إلى قبيلة البلو العربية، ومنهم على سبيل المثال كما يحضرني الآن سعد زقا و/ هزقا و بيت مخا.
وهل تعلم أن قبائل المديرية الغربية، وقبائل الساحل هي أول من اعتنق الاسلام في ارتريا.
إن القوى الخارجية والتي لها أطماعها السياسية وغير السياسية هب التي غرست المخاوف والحساسيات، غرست المخاوف في نفوس الأخوة المسيحيين في ارتريا، ثم غرست ذات الشعور بالحبشة لكن ارتريا غير الحبشة، هذه هي البلد الوحيد في أفريقيا الذي يحيط به العرب من كل طرف، ألا تقرأ التاريخح يا أبا سعدة؟
إن الجنرال الانكليزي غوردون الذي حكم السودان في القرن التاسع عشر قال في مذكراته: إن هناك تشابهاً وصفات عديدة تجمع بيني وبين الملك يوحنا الرابع. ملك أثيوبيا، فيوهنس متدّين وشديد التعصب لمسيحيته، وله رسالة في هذه الحياة وهي تنصير المسلمين.
ويتابع عثمان الحديث وقد بدأ متألماً.
يا أحمد من غريب المصادفات أن رأسي هذين الرجلين قُطعا.
فيوهنس قطع رأسه بيد المسلمين، في منطقة المتماه منطقة بين السودان وارتريا عام 1889 وغوردون هذا قُطع رأسه في الثورة المهدية وعلى مدخل قصره في الخرطوم. كل ما يدعّيه الغرب كاذب وباطل، وكل ما يقوله عن المسيحيين وانتصاره لهم غير صحيح، وهذه سياسة خاطئة ويجب محاربتها، إن قسماً من هؤلاء يستنجدون بالدول الغربية صاحبة المصالح، يستصرخون ضمائر المسيحية العالمية كلما توهمّموا أن خطراً قادماً إليهم.
وقاطعه عثمان: إن هذا غير موجود عندنا في سورية - لا يوجد فارق بيننا وبين أخواننا المسيحيين، وما فارس الخوري رئيس الوزراء السوري، وبشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية، غيليا أبو ماضي إلا دلالة واضحة على ذلك.
وقاطعني عثمان عدة مرات واستمريت بكلامي وقلت:
في سورية مواطنون لا يختلف بعضنا عن بعض، وكان عثمان سبي يريد أن يقول شيئاً، قال إنه أثناء الحروب الصليبية ظهرت في أوروبا فكرة إقامة حلف صليبي، تكون الحبشة إحدى قواه، ووجود الحبشة في هذا الحلف هو للضغط على مصر المسلمة، وعندها ممكن تحويل مجرى النيل الذي ينبع من الحبشة.
هذه هي الأطماع الغربية وهي القضاء على العرب وخضوعهم ونهب ثرواتهم، لماذا قاتلت البرتغال إلى جانب الحبشة؟ أحبابهم..! إن حجتهم مكشوفة، إنه عمل سياسي وليس ديني ألم يطرد الأحباش المبشرين المسيحيين البرتغاليين، لقد طردوهم شر طردة!
إن الأتراك اصطدموا بالبرتغاليين في البحر الأحمر، وهزموهم شر هزيمة، وأهانوهم ألا تقرأ التاريخ يا أبا سعدة؟..
إن سنان باشا القائد التركي خرج بأسطوله إلى البحر الأحمر، وقاتل الأسطول البرتغالي وكسر شوكته وهزم من تبقى من سفن البرتغاليين، ألم يكن هذا عملاً إسلامياً؟
وشرعيته اختصرها بما يلي: إذاً كان الأوربين قد ارتبط وصولهم إلى القارة الأفريقية بتجارة الرقيق، ثم الاستعمار فإن وصول العرب المسلمين إلى أوروبا عبر مضيق جبل طارق بقيادة القائدين الفاتحين موسى بن نصير وطارق بن زياد سنة 92 هجري 711م فمنذ ذلك التاريخ وإلى امتداد 800عام متصلة ضمّت شبه جزيرة آيبريا واسبانيا والبرتغال بظلال الراية العربية الإسلامية طوال هذه القرون كانت تُعرف تلك البلاد باسم الاندلس وتتكلم العربية وتدين بالإسلام، وفي أفريقيا فإن العرب المسلمين نقلوا الحضارة والثقافة والعلوم، وساهموا في إقامة الاستقرار والعدل، هؤلاء أجدادنا وآباؤنا.
نظرتُ إلى ساعتي وكانت الثالثة صباحاً.
سألني عثمان.
هل تعبت؟
لا إنما أريد أن أهضم هذه المعلومات القيّمة.
إلى الغد يا أبا سعدة.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة