ارتريا من الكفاح المسلح إلى الاستقلال - الحلقة الثامنة عشر
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية
قوات التحرير: وكلمة الليلة تعني اليوم، بعد حوالي الساعة أعدّدت نفسي للرحيل وخلعت بنطالي الطويل،
ولبست بنطالي القصير مع الصندل ووضعت جعبتي على ظهري، وباسم الله تحركنا: كفلة وأنا وحارسان، توكلنا، أما البقية فبقوا عند الزورق بانتظار عودتنا، وبدأنا السير على الرمال الملتهبة، ودخل الليل والهواء البارد وبدأت قدماي تغوصان في الرمل الملتهب. وما زلت نشيطاً خاصة بعد راحة سبعة أيام، ما زالت همتنا عالية. وهات يا رمال.. عندما تحركنا كانت الساعة الخامسة مساءً، والآن الساعة الواحدة والنصف ليلاً والمسيرة مستمرة.
أخرجت الراديو وبدأت أسمع إذاعة صوت العرب وكانت نشرة الأخبار (لا شيء جديد في الوطن العربي) انتهت النشرة وبدأ القرآن الكريم إيذاناً بإنتهاء فقرة الإرسال. وكنا نغوص في الرمال دائماً. كان الهواء بارداً ويزيد في نشاطنا وأنا أسلّي نفسي بذكرياتي. وتوقفنا عن السير عندما بدأ قرص الشمس يطل علينا رويداً رويداً، توقفنا وقد تبدلّت تضاريس الأرض، وجدتُ نفسي تحت شجرة تحمل ثمراً يشبه البرتقال عندما يكون أخضر، واستفسرت عن الثمر هذا. قالوا لي ثمرها لايفيد بشيء. وأحياناً يكون مسموماً.
لا يوجد مكان آخر نتفيأ به، هذا حر دنكاليا وهكذا كان اليوم الأول لي في دنكاليا. لم أتناول أي طعام إلا الماء ولا أحس بأية شهية للطعام، ولا أريد غير الماء. وتمدّدت على الرمل الناعم، وبدأ الهواء يغازل وجهي بلطف ويقبّلني، إنه هواء الصباح النقي، إنه هواء دنكاليا ساعة وراء ساعة مرّ الوقت، وأنا نائم وصحوت ووجدت جسدي مغمّساً بالعرق. وعلى لفحات الهواء الساخن المصحوب بالرمال.. (الله.. الوقت ظهراً) وأنا لا أشعر بالجوع، إلا العطش والعطش شديد، شربت الماء الذي كان فاتراً إنه مالح قليلاً.
شربت وجلست، ثم ذهبت إلى مكان منعزل لأقضي حاجة، ولم أستطع التبول. وتعبت جداً وبان على وجهي تعبي الشديد،
وقلت: متى التحرك يا رفاق؟ لقد نقص واحد من رفاقنا أين هو: لقد ذهب وسننتظر هنا.
هل أنت مريض يا أبو سعدة.
إني لا أستطيع التبول وأشعر بتعب كبير.
نحن نعرف أن هذا سيحدث، وعانينا قبلك، خذ هذا! وأخرج عبدالوهاب حبوباً وقال: اشربها بالشفاء يا أبا سعدة.
تناولت الحبوب وقلت له: لا يهمك.
وبعد ساعات ارتحت، وعادت الأمور إلى طبيعتها، كان سبب مرضي كثرة العرق والتعرق. كان نتيجة الحرارة.. وجلسنا نتكلم وأخبروني بأن الأخوة المناضلين قادمون: جزاكم الله خيراً.
أين مناطق العمليات العسكرية؟
انتظر قليلاً يا أخ أحمد.
في المساء تناولت طعاماً خفيفاً، ونمت مبكّراً وبجانبي الراديو، وأنا أفكر بالمستقبل وسط هذه الطبيعة القاسية. ونمت على هذا المنوال. إلا أن عبدالوهاب هذا الرجل العربي شكلاً وفعلاً لم ينم، وبقي في حراستي من الوحوش والثعابين الكثيرة.
في الصباح سألت عبدالوهاب.
أنت تحرسني ممن يا عبدالوهاب؟ أنت تحرسني من ثعابين الطبيعة أم ثعابين البشر؟
من الأثنين معاً يا أخي.
مع خيوط الصباح الأولى ومن بعيد لمحت حركة غير طبيعية.
قال عبدالوهاب: إنهم المناضلون.
وما هي إلا دقائق حتى كنت بينهم، وكان عددهم أحد عشر مقاتلاً جاؤوا من بعيد ليروني وأراهم وأقوم بتصويرهم.
أين جيش التحرير يا عبدالوهاب؟ أين العمليات العسكرية التي سوف أصوّرها؟
والله يا أبا سعدة لم نستطع الاتصال بهم.
أين بقية المقاتلين؟
حسناً سنذهب إليهم.
قبل أن أكمل كلامي، تدخّل كفلة وقال بلهجته العربية الركيكة: صعب يا رفيق! إنهم بعيدون! وهذا يحتاج إلى زمن طويل.
وهنا شعرت وعلمت بأن هذا العدد هو الموجود. وللحقيقة وللتاريخ أقول: إن هذه هي قوات التحرير الشعبية، التي رأيتها آنذاك.
لم أشاهد جيشاً كما قيل لي. أحد عشر مناضلاّ فقط! وأصبت بخيبة أمل. ولكن إحتراماً وتقديراً مني لهؤلاء الأخوة الثوار. قمت بالتقاط صور لهم. وهذه الصور لم تعرف النور، لأنها لم تكن تعبّر عن الثوار والثورة. إنها تعبّر عن أفراد يعيشون في هذه الصحراء.
ساعدهم الله وما أصعب العيش وقسوة الحياة، وعدت أدراجي ولكن بخيبة أمل، شيء من الألم والضغينة ضد قيادة ما يسمى بقوات التحرير الشعبية، وما العمل الذي قمت به من حيث المساهمة في تحويل نقود عثمان إلى مندوبه سليم الكردي في دمشق، وإعطائهم إلى جبهة التحرير وكشفي الرسالة التي أرسلها عثمان إلى أحمد جاسر والتي تحمل تآمر كل من الأحمدين على الجبهة. كانت خطواتي هذه ضرورية. وكان يجب أن تحصل، ويا حبذا لو وافق الرفاق في قيادة جبهة التحرير أن يشكلّوا قوى أمنية تحمي هذه الجبهة العظيمة.
عدتُ وأنا أخجل من نفسي لأن رحلتي كانت مغامرة وليست قضية.
أردت الابتعاد قليلاً عن الأحداث في ارتريا والنزاعات التي تحدث، أردت الابتعاد بغية الالتفات إلى عملي (ولكن الأخ صالح إياي) الذي ربطتني به أواصر أبدية ومن كلامه المشجّع الذي يقوله (يجب أن أتابع وخاصة أنني أصبحت واحداً من الشعب الارتري الطيب).
أبطال الثورة وأبطال الأفلام وتمرّ الأيام والشهور لأجد نفسي أجلس مع المناضل عثمان سبي والذي قال لي: ألا تريد أن تعمل لنا فيلماً سينمائياً؟ ألسنا أصدقاء.
والله يا عثمان أنا جاهز. ألديكم قوات يا عثمان؟ أم سأذهب وأعود بخفي حنين كالسابق.
ضحك وقال: لا.. لا تفاءل يا أبو سعدة.
من أين التفاؤل يا عثمان؟
كان رجلاً عربياً، مخلصاً لوطنه وقضيته، رجل يتحرك في كل الاتجاهات، ويعمل ليل نهار، إلا أن حبه وشهوته للسلطة كانت كبيرة.
إذن ستعمل لنا فيلماً.
نعم أنا جاهز..
واتفقنا فورا. وقال لي: اذهب إلى بيروت، وقابل إبراهيم منتاي. وأنا سوف اتصل به الليلة، وسوف ينتظرك ويدفع لك التكاليف الأولية، لهذا الفيلم.
ثم نلتقي بعدها.
وهكذا وبكل بساطة تم اتفاقنا. مع السلامة يا عثمان.
وباتفاقي مع عثمان سبي طار صواب صالح إياي وقال: أهكذا تقبل أن تعمل مع عثمان وبكل بساطة؟
سألته: أليس من حقي يا صالح أن أرى كافة جوانب وفصائل الثورة؟
واحتّد صالح كثيراً وقال: إن عثمان وشلته يفعلون كذا وكذا.. وأرجوك ألا تذهب أو تفشل رحلتك كما فعلنا سابقاً.
أجبته: لا أريد أن أكرّر ما حدث سابقاً. أرجوك أن تفهمني.
وألحّ عليّ صالح وقال: إن عثمان يعمل ضد الجبهة، ولقد سمعت من إخوانك المناضلين عنه، وذهبت إلى عدن، ومنها إلى ارتريا فماذا وجدتُ؟
أحد عشر مناضلاً! إني استحلفك بدماء الشعب الارتري، أن تقف مع نفسك، وترى الصواب. ثم ما رأيك أن تقوم بتصوير فيلم، عن الجبهة بإمكانيات عثمان، فتذهب إلى أصدقائك في الجبهة. أما عثمان فليذهب إلى جهنم!
اعطني وقتاً للتفكير.
والحقيقة لم أكن مؤمناً بقوات التحرير الشعبية، وكانت تجربتي معها في دنكاليا صفراً، لا أريد أن أكرّر التجربة.
واتخذت قراراً في نفسي، وذهبت إلى بيروت والتقيت بصالح إياي هناك، كما اتفقنا. وفي اليوم ذاته غادرت بيروت، ومنها إلى السودان.
وفي بيروت سألني إبراهيم منتاي: مندوب قوات التحرير الشعبية: ماذا تريد كلفة أولى للفيلم؟
سبعة آلاف ليرة لبنانية.
ذهبت مع إبراهيم إلى صرّاف في ساحة البرج ببيروت، وأسمه صدقي واستلمت المبلغ، وانطلقت في سبيلي. والحقيقة تقال إن إبراهيم منتاي يُعتبر اليد اليمنى لعثمان صالح سبي، وكان إبراهيم يعتبر عثمان زعيماً، وهو المناضل والقائد للثورة الارترية، وبغض النظر عن صحة هذا أو عدمه.
فإني أقول: إن إبراهيم بقي أميناً ووفياً للمرحوم عثمان صالح سبي، كان صالح أياي ينتظرني في فندقه بوادي أبو جميل ببيروت وأطلعته على ما تم بيني وبين إبراهيم وأخذ مني مبلغ 4000 ليرة لبنانية وأبقى لي 3000 ليرة وودعّني وانصرف، اما أنا فقد صرفت ما تبقى معي من الدولارات، والعجيب أن الألفين اللبنانية كانت تساوي 950 دولاراً في وقتها، ما الآن فالحصول على 950 دولار تحتاج إلى مئات الآلاف من الليرات اللبنانية.
وفي المساء غادرت بيروت، متجهاً إلى الخرطوم، وأنا غير نادم على ما فعلته، إني بجانب جبهة تحرير ارتريا أي بجانب الشعب الارتري، وهذا كان. وفي الخرطوم استقبلني المناضل محمد سعيد ناود وانزلني في فندق صحارى في الشارع الفرنجي.
كان الأخ محمد سعيد ناود، إنساناً طيباً، وله تاريخ طويل في الحركة الوطنية، فهو من المؤسّسين لحركة تحرير ارتريا. كان صديقاً لعثمان سبي وهذا يتكّل عليه كثيراً، وأثناء تلك الفترة بدأت قوات التحرير الشعبية تنمو تدريجياً وتكبر.
قال لي محمد سعيد: أهلاً وسهلاً بك، يا أخ أحمد. وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى المقرن لتناول الغذاء.. والمقرن هذا ضمن مدينة الخرطوم وعلى طريق أم درمان أما لماذا سمّيت هكذا، فلأن النيلين الأزرق والأبيض يلتقيان هنا. أثناء حديثي مع محمد سعيد (عندما كنا نتناول الطعام) اكتشف شيئاً أن هناك مشاكل وأحداث ضمن قوات التحرير).
حبذا لو تأخر رحلتك هذه لوقت آخر.
لماذا يا محمد؟
هناك لأمور تنظيمية، والقوات غير مستعدة.
لم يكن هذا هو السبب الحقيقي.
سألته: إذن ما العمل يا محمد سعيد؟
الأفضل أن تؤجل زيارتك.
ما رأيك في أن أقوم بجولة على معسكرات اللاجئين؟
فرّحب كثيراً بالفكرة وقال: أخبرت الأخ عثمان بالهاتف، حول عملية تأجيلك للدخول إلى ارتريا.
ستقوم لوحدك بالجولة، لأن لي عملاً بالخرطوم.
في صباح اليوم التالي ذهبنا إلى موقف الباصات المتجهة إلى مدينة كسلا، ولأول مرة سار الباص وكما يقول الأخوة السودانيين بلا تراب وبلاوي.
وعند قرية حصاحيصا توقف الباص، ونزلت مع الركّاب لتناول طعام الفطور، حيث كانت المطاعم منتشرة على الطرفين، وكلها مطاعم شعبية. وتشاركت مع بعض الأخوة السودانيين بالطعام وطلبنا فولاً بالجبنة ثم شوربا بالعدس وكبدة. وأخيراً جاء الشاي الذي لابد منه، وعدنا إلى الباص وكنت أتلفت يساراً ويميناً لأرى هذه الأرض العذراء التي تقول: "ازرعوني واستفيدوا مني".
أنا لا أفهم في الزراعة لكنني أسمع منهم عندما يقولون: (إن أرض هذه المنطقة مثل الحنة. أي أنها جيدة. إذاً لماذا لا تستفيد الدول العربية من السودان، وتصبح فيه المشاريع الزراعية).
إن مساحة السودان تساوي مليون ميل مربع، صحيح أن هناك بعض المشاريع الزراعية، لكنها صغيرة بالنسبة لمساحة السودان. ولو قارنا رحلة بالطائرة، أو الرحلة من دمشق إلى الخرطوم، أو إذا أردنا أن تكون متواصلة، تستغرق حوالي ثلاث ساعات، والرحلة كذلك من الخرطوم إلى جوبا عاصمة الجنوب السوداني ثلاث ساعات. إذن السودان واسع، وتربته غنية، وأهله طيبون.
والطريق بين كسلا والخرطوم، يستغرق 12 ساعة، في السيارة في أحسن الأحوال .وأنا في الباص أفكّر ماذا سيقول لي الأخ عثمان الآن؟ هل أنا الذي فشّل الرحلة أم هم؟
قال لي القائد عثمان في يوم من الأيام: يا أخ أحمد! إذا لم يلتفت العرب، إلى ارتريا بشكل جدي، فلن يكون لها الوجه العربي بعد الاستقلال؟!!
نعم. صدق عثمان في رؤيته للمستقبل. هذا هو الموجود الآن في ارتريا. لقد خسرنا ارتريا عربياً ولو إلى فترة من الزمن، قصيرة أم طويلة رحمه الله: لقد أتى من الساحل الارتري العربي، وإن قريته حرقيقو التي دمرّها الأثيوبيون، وحرقوها كانت من المناطق المنظّمة والمهمّة في الثورة. فلا عجب أن يخرج القائد عثمان من الجذور الشعبية. ليقول الحق ويعمل من أجل بلده.
كان يعمل الشهيد مدّرساً قبل أن يلتحق بالثورة. ترك التدريس وقريته والتحق بلثورة. وعندما كنا معاً في روما ذات مرة وكان مستاءاً ومتضايقاً وضجراً، فقد كان يعمل ليلاً نهاراً دون ملل أو كلل.
كان يقول لي: الوقت يا أحمد لا يرحم، وخاصة أن فرض نجاح الثورة، بدأ يضعف لكثرة الانشقاقات.
حاولت أن أقول له: "أنت أول من عمل الانشقاق، في الساحة الارترية. ولكن لم أقل هذا حتى لا أضيف هماً همه".
قال عثمان: اسمع يا أبو سعدة: إن بروز أثيوبيا الاشتراكية، ودعم المنظومة الاشراكية لها، وقبل هذا كان المعسكر الغربي، يدعمهما فضلاً عن إسرائيل التي كان يصرح مسؤولوها بأن أثيوبيا الماركسية، أفضل من ارتريا العربية، ولا مجال لإعطاء البحر الأحمر إلا صفة واحدة (وهي استراتيجية) وهو موضع تفاهم وصلة بين الوصفين في غير صالح القضية الارترية.
هذا ما قاله لي عثمان في كل مكان التقيت به .كان يحب سورية كثيراً وسألته: لماذا تحب سورية؟
وأجابني على الفور: لأن سورية هي أول، من وقفت مع الثورة، وأعطتها السلاح والخيرات.
لن أنسى المناضل عثمان الذي ذهب في وقت مبكر. ولي شكوك في موته. كان واثقاً من النصر والاستقلال.
وكان يقول: الاستقلال قادم لا محالة، وإن تأخّر.
لكنّه كان خائفاً من الانحراف، كما كان يقول دائماً وكما أسلفتُ وذكرتُ.. وفي جلسة في روما ضمتني مع عثمان، وكان بصحبته عمر برج وطه محمد نور قال عثمان: اذهبا فأنا أريد أن تمشي مع "أبو سعدة". وأضاف ضاحكاً: "ربما يريد أن يدبر لنا مقلباً جديداً".
كان عثمان صاحب نكتة، ويحب النكات كثيراً، وعندما يلتقي بي يسألني: هل تحمل نكات جديد يا أبا سعدة؟
تمشّت وعثمان حتى وصلنا، إلى شارع بربريني ذي الأضواء الساطعة، والمقاهي المنتشرة على جانبيه، والمحلات تعرض أحدث "الموضات"، وإعلانات شركات الطيران، والحسناوات صاحبات الشعر الوردي، والنيكرو.
باختصار إن بربريني هي روما الصغيرة، هو شارع كل ما تريد. دخلنا إلى فندق الاكسلسيور صاحب النجوم الكثيرة، هذه هي المرة الأولى، التي أدخل فيها هذا الفندق، والمعروف في ايطاليا والعالم بعراقته وجماله.
جلسنا في ركن منعزل وطلبنا الكابتشينو وتحدثنا، أحسست من حديث عثمان، بأنه كان يثق بي ثقة تامة على الرغم من كل ما فعلته معه.
وسألته: يا عثمان.. ألا تسألني عن الأسباب التي دعتني للانحياز إلى جبهة التحرير! ألا تسألني عن الأموال التي أخذتها منك، وأعطيتها إلى الجبهة، بشكل مباشر أو غير مباشر.
ضحك وسأل: أين ذهبت هذه النقود؟ إنما ذهبت إلى الارتريين، إنها ليست في جيبك.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة