الأديب الإرتري هاشم محمود يصور آلام الضعفاء والمهمشين في وطنه

المصدر: النخبة للنشر والطباعة والتوزيع

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، الطبعة الثالثة من رواية «فجر أيلول»

رواية فجر أيلول 2

للكاتب الروائي الإريتري هاشم محمود وذلك بعد نفاذ الطبعتين الأولى والثانية.

تشارك رواية «فجر أيلول» والمجموعة الكاملة لإصدارات الروائي هاشم محمود في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر عقده في الفترة من 26 يناير إلى 6 فبراير 2022 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، من خلال جناح «النخبة» بالمعرض.

أحداث رواية فجر أيلول:

تدور أحداث الرواية من حيث المكان، بين (إمباسيرا) وهي أعلى القمم الجبلية في دولة إريتريا، و(لندن) مدينة الضباب وعاصمة الإمبراطورية الاستعمارية الكبرى في العصر الحديث.

تبدأ الرواية، فيما عدا الوصف الرومانسي لإمباسيرا وبعض طقوس الحياة فيها، بالحديث عن علاقة الحب الطاهر الذي جمع بين (إبراهيم) و(ترحاس)، وسوف يبدوان في أول الأمر أنهما بطلا الرواية الأساسيين، وكيف أنهما قاوما الأهل والمجتمع، وتحملا الأذى والعذابَ، وحاربا العادات والتقاليد.

ومن هذين الأبوين اللذين ألَّف الحبُّ بين قلبيهما، وعاشا طوال حياتيهما يقاومان الاستعمار الإثيوبي الغاشم، ويرويان جرائمه البشعة لأبنائهما، جاء (إدريس) بطل الرواية الأول، والذي سمع من أبويه ما ارتكبه الإثيوبيون الأوغاد من مجازر وحشية في (عونا) و(أغردات) و(باسيك ديرا) وغيرها من القرى والبلدات الإريترية؛ حيث كانوا يقتلون كل من يمشي على قدمين، ويبقرون بطون الحوامل ويمثلون بجثثهن ويرقصون على أشلائهن.

وحيث كان الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي يصدر أوامره بذبح الإرتريين وإبادتهم، وهو ما كان يحدث بالفعل في أكثر من قرية؛ اعتقلوا جميع من فيها وأغلقوا مساجدها وأحرقوا بيوتها وتركوها خرابًا بلقعًا وأثرًا بعد عين.

ذكريات دامية:

تتردد هذه الذكريات الدامية كثيرًا عبر طول الرواية وعرضها، عند إدريس وهو في لندن أو عند أبويه وهما في إمباسيرا.

وهي المحرك الأكبر لأحداث الرواية وتفاصيلها. فتراب الوطن لم يتحرر بين يومٍ وليلة، والإريتريون لم يستعيدوا حريتهم وكرامتهم بين عشية أو ضحاها؛ لقد رووا الأرض بدمائهم، وعبروا إلى الاستقلال على جثث المناضلين من آبائهم وأجدادهم.

ودفعوا كلُّهم الثمن غاليًا، في سبيل ما هو أغلى وأعلى، وعليهم أن يتذكروا هذا دائمًا، ولا ينسوه أبدًا. وهذا شيءٌ مما تحاول هذه الرواية أن تفعله.

وفي الرواية أشياء أخرى كثيرة، وتفاصيل أكثر إثارةً وإدهاشًا، تؤكد حقيقةً أن المثقف الحقيقيَّ هو الذي ينحازُ إلى البسطاء والفقراء والمهمَّشين من أبناءِ وطنه، والأديب الحقيقيّ هو الذي يصوِّرُ آلام البؤساء والتعساء والمقهورين في هذا العالم.

Top
X

Right Click

No Right Click