حرب الجياع - الحلقة الثانية والثلاثون

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية

الخبراء في السنغال:

وقد وصل الخبراء الأمريكيون إلى كل من السنغال ويوغندا لتدريب قوات البلدين

حرب الجياع 2

فالخبراء الأمريكيون بدأو بتدريب القوات السنغالية والبالغ عددهم 800 جندي على عمليات حفظ السلام في مناطق إشعال الصراع ما بين دول إفريقيا، كما قام الخبراء العسكريون الأمريكيون بتدريب فرقتين عسكريتين ميكانيكية سنغالية ومجموعة من الأطباء العسكريين والفنيين وقد بلغ عدد الخبراء العسكريين الأمريكان في السنغال 53 خبيراً عسكرياً يقيمون في قاعدة تيبس السنغالية فالولايات المتحدة قامت بتحديث هذه القاعدة وتحويلها إلى قاعدة عسكرية متطورة.

الخبراء الأمريكان في كمبالا:

وإلى يوغندا وصلت مجموعة من القوات الأمريكية إلى العاصمة كمبالا في إطار مهمة انتشار قوة الانتشار السريع والتي تتخذ من كمبالا مقراً لها، لكن عملية التواجد العسكرية الأمريكي في يوغندا قد أوجدت معارضة شعبية واسعة، وصَاحبها احتجاجات رسمية في البرلمان وذلك عندما سئل وزير الدفاع اليوغندي عن سبب وجود القوات الأمريكية في يوغندا.

ردود فعل متباينة:

إن الخطوة الأمريكية الخاصة بإنشاء ما سمي بقوات حفظ السلام جوبهت بردود فعل متباينة ومضادة وخاصة في جنوب إفريقيا، ونودي في عدد من البلدان الإفريقية بمبدأ إنشاء قوات إفريقية بعيدة عن التأثيرات الخارجية، إلا أن الفرنسيين وبالتشاور مع الأمريكان طرحوا فكرة إنشاء قوات لحفظ السلام عام 1985 وقد طرحت الفكرة حينها على دولة الجابون وساحل العاج وتوجو وزائير ولكن الطرح لم يقدم بشكل جماعي إنما تم بشكل فردي لزعماء هذه لبلدان إلا أنه أعلن بشكل رسمي عام 1995 أثناء انعقاد قمة فض المنازعات.

المشروع الأمريكي:

يتضمن المشروع الأمريكي لحفظ السلام إنشاء وتدريب قوات أمريكية قوامها 10.000 جندي وبتكلفة سنوية لهذه القوات بمبلغ 25 مليون دولار أمريكياً وعند انتشارها بأربعين مليون دولاراً، أمريكياً. وهذا ما قيل على لسان مسؤوليها إن هذه القوة لن تسيء أو تمس الشؤون الداخلية للدول الإفريقية. وإن الغرض من هذه القوة هي مشاركة أمريكية إفريقية لتنفيذ قرارات منظمة الوحدة الإفريقية.

إن المخطط الأمريكي يرمي إلى تفكيك ما تبقى من نفوذ فرنسي متبقي في المنطقة، فقد قامت أمريكا بتقديم المنح والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لحلفاء فرنسة وعلى رأسهم السنغال أهم حلفاء فرنسا، وكذلك للنظام الجديد في الكونغو، وبتقديم أمريكا هذه المساعدات، تكون الولايات المتحدة قد أنزلت نكسة جديدة بفرنسا وكسب النظام الجديد في الكونغو يعتبر مؤشراً كبيراً لعزل الفرنسيين بالمنطقة الإفريقية. فالتحرك الأمريكي أسفر على موافقة عشر دول إفريقية في حين طلبت ثمان دول إفريقية المشاركة في قوات حفظ السلام المقترحة؟ ولكن اشترطت أن توضع هذه القوات تحت تصرف منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية.

إن تنامي الاهتمام الأمريكي بإفريقيا يأتي نتيجة لما تمثله إفريقيا من محور تجاري وسياسي، حيث أن الاهتمام الأمريكي ذو أهداف اقتصادية. وإن هذا الاهتمام يتعدى محاولات إنسان المنطقة للوصول إلى ثروته، فأمريكا أدركت أهمية الثروات الطبيعة الهائلة التي تضم 78% من مناجم الكروم و 89% من البلاتين و59% من الكوبالين وفق هذه الثروة الهائلة فإن أمريكا تخطط لإقامة استثمارات في إفريقيا تقدر بـ 9 مليار دولار، إن حسابات اللجنة الاقتصادية الإفريقية أعطت أرقاماً للربح الذي أخذه رجال الأعمال المستثمرين وهو على الشكل التالي:-

أولاً: إفريقيا هي القارة الأولى من حيث تحقيق الأرباح حيث حققت الأرباح هذه النسب 25.5% مقابل، 15% في أمريكا اللاتينية.

ثانياً: وحسب ذلك فإن المساعدات الأمريكية لا تتجاوز 15% من مجمل هذه النسبة من الربح.

الحرب الاثيوبية الارترية: لم تكن حرباً حدودية، إنما حرب توسع.

منذ أن انفصلت ارتريا عن اثيوبيا وأصبحت دولة مستقلة واعتداءاتها المتكررة على جيرانها تتزايد فما السبب في ذلك؟

1 – من المعلوم أن ارتريا بعد أن حصلت على استقلالها لم يجري فيها أي انتخابات ولم ينتخب رئيسها بل فرض فرضاً ولنعد قليلاً إلى الوراء ونلقي الضوء على الأحداث المؤسفة التي سببها النظام الارتري لشعبه وجيرانه.

في 30-11-1999 ألقى الأستاذ عبد الكريم الأرياني رئيس الوزراء اليمني محاضرة أمام المشاركين في أعمال الندوة التي نظمها منتدى الفكر العربي بصنعاء، تحدث السيد الأرياني عن النزاع الذي كان قائماً بين اليمن وارتريا حول جزر حنيش والذي انتهى بعودة الجزر العربية إلى اليمن، تحدث الأرياني عن الدعم الإسرائيلي لارتريا وقال إن الكيان الصهيوني موجود في ارتريا قبل النزاع الارتري اليمني ودلل على ذلك بقوله: "إن إسرائيل فتحت أول سفارة في أسمرا في مطلع التسعينات عندما نالت ارتريا استقلالها". وكشف رئيس الوزراء اليمني عن تفاصيل الزيارة التي قام بها الرئيس علي عبد الله صالح إلى ارتريا فقال: "عندما كان الرئيس صالح في مكتب الرئيس أفورقي شاهد أربعة نماذج لزوارق بحرية عسكرية".

فسأل الرئيس صالح الرئيس أفورقي من أين هذه القوارب العسكرية، أجاب الرئيس أفورقي والابتسامة على فمه: من الأصدقاء، من إسرائيل، لقد أرسلوها لنا هدية.

غادر المسؤول اليمني أسمرا بعد أن ودعه أركان النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة وقبل أن يصل إلى عاصمته كانت زوارق إسرائيل تجوب منطقة جزر حنيش وتحمي عدة زوارق ارترية محملة بالجنود ليهاجموا جزر حنيش اليمنية، ويقاتلوا القلة الذين وضعوا في الجزيرة للحماية فقط.

وصل المسؤول اليمني إلى صنعاء وكذلك وصلت زوارق النظام إلى الجزر واحتلتها وأسرت الجنود العرب اليمنيين فيها وكبلتهم وتناست بأن هؤلاء الجنود كانوا يمررون السلاح العربي المرسل إلى الثوار الارتريين. نعم، نعم أُسِرَ الجنود اليمنيين واستولت قوات النظام الارترية على الجزر العربية.

قامت الطائرات اليمنية المقاتلة القاذفة بنجدة جنودها في الجزر، وعندما كانت الطائرات تحلق فوق الجزر وقربها أدرك الطيارون اليمنيون بعد أن أصبحت شاشات راداراتهم بيضاء وليس عليها الهدف، أن إسرائيل موجودة بقوة في هذه العملية، استولى النظام الارتري على الجزر ورفعوا عليها علم حكومة النظام الارتري، وأنزلوا علم اليمن وقذفوا به في البحر الأحمر بين الزوارق الإسرائيلية والبوارج الأمريكية.

جيبــوتي:

أثار النظام في ارتريا مشاكل وصلت إلى حد الصدام العسكري حيث قامت القوات الارترية العسكرية والأمنية من اختراق حدود جمهورية جيبوتي. كان ذلك في شهر نيسان من عام 1996 رغم أن جيبوتي وقعت معاهدة حسن جوار، ومن المعروف بأن الثورة الارترية كانت تستفيد من الأراضي الجيبوتية في تحركاتها ومهاجمة القوات الاثيوبية، ورغم المعاهدة ورغم الدعم الذي قدمته جمهورية جيبوتي للثورة الارترية، ورغم وجود قاعدة عسكرية فرنسية في جيبوتي تمادى النظام الارتري ضارباً عرض الحائط بكل عرف أخلاقي واقتصادي واعتدى على جمهورية جيبوتي العربية.

لقد تحول النظام الارتري إلى أداة حرب في يد كل من أمريكا وإسرائيل فاعتدى على السودان حيث سلم سفارته في أسمرا إلى المعارضة السودانية، واعتدى على شرق السودان حيث أطلق العنان للقوى الأمنية أن تعبث في أراضيه وقام بزرع الألغام وخطف المعارضين الارتريين، وأقام مراكز تدريب ومواقع عسكرية، وتدريبية للقوات المعارضة الشمالية والجنوبية، ثم سهل وأمدَّ قوات جون قرنق بالدخول إلى السودان واحتلال المدن والقرى.

ميزان القوى وعدد السكان في كلا في الدولتين الاثيوبية والارترية:

اثيوبيا:

عدد السكان - 60 مليون نسمة. (حين إعداد هذا الكتاب).
اللغة الرئيسية - الأمهرية.
65% مسلمون.
35% مسيحيون.
5% وثنيون.
القوات المسلحة

مئة وعشرون ألف جندي معظمهم من تجراي.

قواعد بحرية: موجودة في جمهورية جيبوتي ومنها الآتي:

قوات بحرية ـ زوارق دورية ـ فرقاطات ـ سفن امداد ـ كاسحة ألغام.

قوات جوية:

أربعون مقاتلة ميغ 21.
عشرون مقاتلة ميغ 23.
خمس مقاتلات قاذفة ميغ 27.
عشرون اف 5
عدد 2 سي 130
أربع انتو نوف
عدد 8 سوخوي 24
ثمان عشرة مروحية هجومية
إحدى وعشرون مروحية نقل.

ارتريا:

عـدد السـكان: 3.5 مليون نسمة (حين إعداد هذا الكتاب)
55% مسلمون يتكلمون العربية + التجرينية والتجري.
40% مسيحيون يتكلمون اللغة التجرينية.
5% وثنيون يتكلمون لهجة خاصة بهم وعدد كبير منهم يتكلمون العربية والتجرينية.

القوات المسلحة:

مئة ألف جندي مشاة
دبابات سوفيتية الصنع
قواعد بحرية في مصوع + عصب.

القوات البحرية:

فرقاطة عدد 2 سوفيتية الصنع.
سفينتان مساعدتان
ثمانية زوارق دوريه
سفينتان صواريخ
سبعة زوارق لحفر السواحل
ثمان سفن برمائية.

ملاحظة: معظم القطع البحرية إسرائيلية المنشأ.
سلاح الجو
ثمان مقاتلات سوفيتية الصنع
منها ميغ 21+23+25.
تم مؤخراً شراء طائرات ميغ 29.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click