حنان صالح تعيد لغة الحوار الإنساني في مجموعتها القصصية - المرأة إنسان من الدرجة الثانية
بقلم الأستاذة: ليندا عثمان - بيروت المصدر: السياسة
وقعت الكاتبة الأريترية المقيمة في المملكة العربية السعودية حنان محمد صالح، مجموعتها القصصية "المرأة انسان من الدرجة الأولى"
على هامش معرض الكتاب العربي الدولي الذي أقيم أخيراً في بيروت، وهذه المجموعة الصادرة عن دار الرمك للنشر، تتضمن حوارات قصصية، تحاول الكاتبة من خلالها أن تعيد الانسان لانسانيته والتراحم الى موضعه من النفوس عبر نسيج ناعم رائع مغلف بالعاطفة والشاعرية المعبرة وجمالية التصوير.
وتعتبر كما قالت في حوارها مع "السياسة"، أن الحوار وسيلة من وسائل الاتصال بين الأفراد والجماعات، ويتخلل حواراتها القصصية الترحيب والحب، وأحياناً الخصام والعتاب، وفي أوقات أخرى قصص وحكايات، لذا قدمت حوارات على ألسنة أشخاص منهم الزوج والزوجة، العشاق، الخطاب، الأصدقاء ودائماً الحوار يكون ما بين الرجل والمرأة، وذلك لكي يفهم كل طرف شخصية الآخر، من حيث التفكير والنظرة الى الأمور، وما يتخللها من عتاب واختلاف، والكثير من الحب والشوق والحنين والوجد في "المرأة انسان من الدرجة الأولى" تقدم الكاتبة لحظات تأمل ونقاش واعتراف واعتذار.
والوطن دائماً في حنايا السطور، كذلك الرحيل والتهجير والاقامات المؤقتة والمواعيد الموسومة بالأنين والشوق، هي تكتب بشغف الأنثى التي تعيش دقائق الانتظار وتحلم بالوطن الأم الذي تركته طفلة حيث تقول: ورحلت، وفرقتنا سنين، وأبعدتنا ليال، وبقيت نافذة كوخي مفتوحة لشعاع التغير ليختفي الجدار وتتسع الآفاق ونبقى أنا وأنت، والأول فينا.
سألت حنان:
الى أي جيل يعود امتدادك الثقافي وأنت بعيدة عن وطنك أريتريا؟
أنتمي الى جيل أُجبر على العيش خارج وطنه بسبب احتلال أريتريا، لذا تربيت ودرست في السعودية، وكان الأريتري المهاجر يناضل للحفاظ على هويته وتراثه وعاداته وهذا منحني تنوع ثقافي وفرصة للاطلاع على ثقافات مختلفة. ومن ناحية أخرى أصبح على عاتقي مع الكتاب الشباب مسؤولية ايصال الأدب الأريتري الى المثقفين والقراء العرب.
منذ متى بدأت الكتابة؟
بدأت الكتابة مع بداية ادراكي لقيمة الكلمة في المراهقة المبكرة، حيث كانت الكتابة طريقتي الوحيدة للتعبير عن ما يدور في داخلي ومتنفس لشعوري وخواطري.
في قصصك تنحازين الى الرجل وهو البطل في نصك لماذا؟
من يقرأ عنوان الكتاب دون المحتوى يعتقد أن للأمر انحيازاً للرجل، والواقع أن لدي انحياز للانسان بصرف النظر عن جنسه أو انتماءه أو مذهبه أو فكره حيث لا بد من احترام انسانية الانسان، احترام عقيدته وفكره واختياراته ورؤيته وخاصة اذا كانت لا تؤثر سلبياً على مجتمعه.
لماذا دائماً بعض الكاتبات يمجدن الرجل في كتاباتهن؟
لا أعلم اذا كانت تمجده فعلاً وهي مدركة لمعنى التمجيد أو أنه نتيجة لتراكم اجتماعي جعلت من الرجل هو سيد القرار الوحيد ومصدر القوة المادية والمعنوية، لذا أرى التمجيد من باب الاحتياج للسند، للمال، للقوة.
بمن تأثرتِ من الأدباء؟
بحكم نشأتي وتربيتي في السعودية تأثرت في البدء بالشعراء السعوديين أمثال مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن والشاعر الدكتور الراحل غازي القصيبي ومع توسع قراءتي تأثرت بالشاعر الفيلسوف جبران خليل جبران والكاتب أنيس منصور والكاتب هاني نقشبندي، وذلك لأن كل من ذكرت أسماؤهم لهم نظرة فلسفية مختلفة للحياة وللكون.
ماذا عن الأدب الأريتري؟
تأثر الأدب الأريتري بالأوضاع التي مرت بأريتريا حيث كان الشلل يصيب جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية في أريتريا بسبب الاحتلال الأثيوبي الذي دام لعقود طويلة، وكانت حرب التحرير الممتدة لثلاثين سنة قد أعطت لبعض فنون الأدب مثل الشعر والغناء مكانة متقدمة في تاريخ الثورة. حيث تم تجسيد النضال والحروب والتهجير عبر الشعر الغنائي باللغات المحلية.