ذكريات يوميات النضال عندما كنت مقاتلا في صفوف الجيش الشعبي
بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس محمد
كان في نهاية عام 1981 وبعد اربعة اعوام قضيتها في مدرسة الثورة تم توزيعي الى سلاح الهندسة
(زرع وازالة الالغام).. والعمل خلف خطوط العدو.. صراحة كنت أأمل ان اعود الى مدينتي نقفة التي غادرتها عام 1977... ان اعود اليها حاملا الكلاشنكوف... ولكن لم يحصل ذلك.. حيث تم توجيهي الى بركا لعلاي.
عام 1977 عندما التحقت بمدرسة الثورة في منطقة زيرو... التقيت ببعض ابناء نقفة وبدأنا نتجاذب اطراف الحديث.. عن مدينتنا الحبيبة نقفة واهلنا في نقفة... وكان معي المناضل جمال احد ابناء نقفة والذي وفيما بعد قد اصيب في العين وفقد البصر في عمليات سلاح الهندسة... فقصة جمال واسرته في نقفة هي قصة بطولات ولكنها في نفس الوقت قصة محزنة.
فأثناء حصار نقفة (15-9-1976 وحتى تحريرها في 22-3-1977) من قبل قوات التحرير الشعبية (كان الشهيد علي سيد عبدالله هو القائد).
كان والد جمال محمد سعيد... كان نقيب في الشرطة اثناء حصار نقفة... وقد كان العم محمد سعيد وزوجته حليمة عبده.. واطفاله الاربعة.. وهم جمال وستي وعائشة وعمراي.. كانو قد اجبرهم الجيش الاثيوبي ان يبقو داخل المعسكر الاثوبيي المحاصر داخل نقفة.
وبعد اشتداد المعارك واحكام الثوار حصارهم على المدينة... تم اجبار العم محمد عثمان من قبل الجيش الاثيوبي ان يتواجد في خنادق دفاعاتهم... وقد اصيب بجراح خطيرة جراء المعارك... ثم سرعان ماتوفي متأثرا بجراحه ولم يحاول العدو اسعافه او علاجه.
باشرت السيدة حليمة بمفردها تحمل اعباء مسؤلية الاسرة.
وكلما سألها اطفالها عن ابيهم... كانت تقول لهم ابشركم ولاجي... ابوكم سوفور هلا وأقل لمظاء تو.
وهكذا اذا اصبحت الاسرة دون اب... ولكن احزان الاسرة لم تنتهي بفقدان الاب بل كانت على موعد مع مصيبة اكبر!!!
ففي احد الايام واثناء ما كانت السيدة حليمة تهم بإرضاع ابنها عمراي... اصابتها طلقة في صدرها فأردتها قتيلة.
وهكذا وفي ايام معدودة اصبح الاطفال الاربعة دون ام او اب!!!
وهنا لم يكن للابن الاكبر جمال (11 عام) خيار سوى تحمل اعباء المسؤلية الكبيرة التي نجمت عن رحيل الاب والام في وقت مبكر جدا.
وبعد تحرير مدينة نقفة في 22-3-1977 تم نقل جمال واشقائه الثلاثة الى دار الايتام ومدرسة الثورة التي كانت تشرف عليه قوات التحرير الشعبية في منطقة زيرو.
بعد مرور عشرة على تحرير مدينة نقفة اي عام 1987 كان الطفلين عائشة وعمراي لايزالان يواصلان تعليمها في مدرسة الثورة... اما شقيقتهم ستي... فقد اصبحت معلمة في ماريا ظلام... اما الاخ الاكبر جمال الذي كان يعمل في سلاح الهندسة.. فبعد دحر العدو في جبهة نادو إز (افعبت) عام 1988.. كان يقوم بإزالة الالغام في جبهة حلحل عندما اصيب في عينيه وفقد البصر... من اجل هذا الوطن.
عندما عدت الى نقفة بعد تحريرها.. قابلت احد اصدقاء الطفولة والذي تعود معرفتنا الى ايام الطفولة في مدرسة الثورة في زيرو... الا وهو الشهيد عبدالله علي نور احد ابناء نقفة... اثناء طفولته كان عبدالله يحلم انه يصبح مقاتلا ويحمل السلاح... علما بأن الشهيد عبدالله كان قد نزح الى السودان مع اسرته اثناء حصار نقفة... ولكنه سرعان ماعاد الى ساحة القتال ملبيا نداء الوطن.. وكانت شقيقته الاكبر فاطمة كانت قد سبقته في النضال... وكانت تعمل ضمن المنظمات الجماهيرية في ضواحي نقفة.
وبعد فترة مدرسة الثورة كان اول لقائي بالشهيد عبدالله علي نور كان بعد النصر في وقاو إز عام... في منطقة قرقر اسمرا.
استشهدت فاطمة علي نور عام 1979 في ضواحي نقفة.
اما الشهيد عبدالله علي نور استشهد في شهر مارس عام 1984.
رحمه الله جميع شهدائنا...
نقفة: حكايات تجارب الثورة
سبتمبر 1976 – مارس 1988
ናቅፋ: ዛንታታት ተመክሮ ገድሊ ቅጺ 7
መስከረም 1976 – መጋቢት 1988