هاشم محمود.. ترسيخ أدب المقاومة
بقلم الأستاذ: أحمد عطا - صحفي وكاتب سوداني المصدر: سودان برس
شكلت روايات الكاتب هاشم محمود حسن، ذروة السرد والتجسيد الأوضح للمعاناة
والمصائر الوحشية التي تلتهم اللاجئين.
شتاء أسمرا، ذلك المكان المقدس بقدسية العشق النقي والذي شهد ميلاد قصة حب فريدة، تمخضت عنها رحلة كفاح وضياع عنوانها البحث عن المحبوبة.
إستخدم الكاتب في رواياته أسلوب التصوير الكتابي الإبداعي ليجعل القارئ يشاهد الأحداث بدقة واضحة كأنها تحدث أمامه مباشرة وهو أسلوب تميز به هاشم محمود في كل رواياته (الطريق إلى آدال - تقوربا - شتاء أسمرا - عطر البارود - الانتحار على أنغام الموسيقى).
الترحُّل مابين أسمرا إلى السودان مرورا بالمعسكرات ومارافقه ذلك من إنحطاط في التعامل مع البشر من كل ألوان الإذلال والإهانة والبطش والعبودية.. التشرد بمعناه الحرفي في أوطان تتنافس في التقازم مع الوطن الأصل.
تتيح أعمال هاشم محمود، سؤالاً مفتوحاً للقارئ، هل الحب بالفعل يستحق كل تلك التضحيات؟ لتأتي إجابة واثقة بنعم، فهناك من يعرف الحب جيداً بعد الإرتواء بمفهوم التضحية من أجل المبتغى، حتى وإن كانت من أجل بصيص أمل.
جانب آخر تناولته أعمال هاشم محمود بصورة غير مباشرة، وهو الجانب النفسي الذي يترجم السلوك الوحشي للمهربين وتجار أعضاء البشر، ونجد أن تلك السلوكيات هي ذاتها نتاج إسقاطات دائرية لمعاناة مشابهة. فأوضحت كيف يمكن للقوي أن ينتهك عرض الضعيف بسبب وحشة الأوطان وطردها لأبنائها.
هاشم محمود استطاع خلال فترة وجيزة أن يلفت انظار العالم إلى أدب إرتريا في كل المحافل الثقافية.
سلك هاشم محمود أسلوب ترسيخ أدب المقاومة بتوزيعه بين كل أعمالة لدرجة أن يخيل لك بأن الكاتب يهدف لإكمال مشروع أدبي نضالي عبر سلسلة أعمال روائية. فنجد التاريخ حاضر في كل أعماله معرفا القارئ بتاريخ إرتريا تلك الدولة الساحلية التي ترقد على شاطئ البحر الأحمر.