جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثالثة عشرة
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة
وأعود إلى الجلسة مع الأخوة الثوار حيث قال (ابراهيم توتيل) عن (عمارو وأبو طيارة) أنهما من أكبر المنشقين
لكن بمفهومهم الخاص، نحن نعرف تكتلهم وأساليبهم القبلية ولماذا رفضوا أن يحضروا المؤتمر، أما (عمارو) فقد قال وبعد إعجاز:
إن شاء الله سوف أحضر إليكم.
ولطمئنة هؤلاء المنشقين كان من ضمننا (أبو بكر محمد حسن) وهو من قوات التحرير الشعبية وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورغم من تأكيدهما وووو... لم يحضرا.
هذا ما حدث وما كان يحدث وبأسلوب جديد...
أثناء تواجدي في الميدان كنت دائما أبحث عن شجرة كبيرة أستظل بها وأدون ما سمعته من آراء وتعليقات من المناضلين، وعند شجرة دوم كبيرة تمددت وبدأت بمراجعة ما سمعته من آراء ونقاشات فيها البسيط وفيها العميق ومنها المدسوس... فجأة تناهى إلى سمعي صوت المناضل الصديق (محمد عمر يحي) أمد الله في عمره وسألني:
هل تريد ماء يا أحمد؟
أهلين محمد عمر، أجلس لنتحدث قليلا إنني أسمع الكثير عن (أسياس أفورقي) وألاعيبه وكذلك عن (عثمان صالح سبي).
ولم أكن أعرف معرفة شخصية هذين المناضلين بعد، قلت لمحمد عمر:
ألهذه الدرجة يرفضا الوحدة الوطنية أم هناك أمرا ما....؟ هل رفضهما من أجل المصلحة الوطنية أو من أجل مصالحهما الشخصية، وهل هما خطيران لهذه الدرجة...؟
قال لي محمد عمر:
كما تعلم يا أحمد إن القيادة قد عملت الكثير مع (عثمان) من أجل قدومه إلى الميدان ليحضر المؤتمر، وكذلك قالت له القيادة يجب أن تحضر ونحن نضمن لك سلامتك وأنت يا أبو سعدة من الذين قاموا بالمحاولة مع عثمان... تمام... كما أن هناك أربع شخصيات عربية رسمية تمثل كل من سورية والذي مثلها (وهيب جبر القائم بالأعمال في السفارة السورية بالسودان حينها.
و(عبدالرحمن أحمد علي سفير الصومال في السودان) وكذلك القائم بأعمال السفارة العراقية في السودان واسمه طارق العاني) وخليفة كرار وهو ضابط كبير في جهاز الأمن السوداني رغم كل هذه الوساطات عثمان رفض بدون أي تبرير... رحم الله عثمان فقد كان يناور كثيرا ولا يحب أن يكون هناك شهودا على كلامه أو عهدا قد قطعه على نفسه وكذلك كان عثمان يرسل مندوبه الخاص عندما يوضع في دائرة تحتم وجوده ومندوبه هو (سليم الكردي) الذي يهيم على وجهه بعد الاستقلال في شوارع أسمرا وباراتها رغم أنه كان يقوم بخدمة (أسياس أفورقي) هو وشقيقه نافع كردي الذي كان رئيس مكتب الجبهة الشعبية في باريس والمذكور طرده أسياس وأصبح يهيم على وجهه في الشواراع وأنا لم إعد أعرف عنه شيئا، كان لقائي وحديثي هذا مع (محمد عمر يحي) في خور (آر) وقبل سبع وأربعون عاما أي في شهر 11 من عام 1971.
وتمر السنين ثقيلة مؤلمة وألتقي بكل من المناضلين الوطنيين (أحمد ناصر ومحمد عمر) وتحديدا في عام 1994 حينها قال لي أحمد ناصر والإلم يغمره:
يا أبو سعدة لقد بذلنا جهدنا من أجل لم الشمل وتوحيد الساحة الإرترية فقد كانت هناك مشاكل كثيرة وخطيرة وحاسمة أيضا ومن بين هذه المشاكل كانت مشكلة مسؤول الأمن في حينها (صالح حيوتي وآدم صالح) (وأني أنوه هنا إلى أن صالح حيوتي يعيش الآن في السويد في بحبوحة عارمة ويملك عدة محلات - سوبر ماركت - وللأسف أقول إنهم كانوا ألعوبة في يد البعض ويبثون بينهما التفرقة ويزرعون الفتن رغم أن الاثنين مناضلين لهما أفعالهما الحميدة وهفواتهما وهما لا يدريان) وقد تبادر إلى ذهني أن أسأل (أحمد ناصر) رئيس جبهة تحرير إرتريا وهو صديقي بل أكثر من ذلك:
كيف يا أحمد بدأ قتال الأخوة في الساحة...؟
أجاب الأخ (أحمد ناصر) بكل هدوء ورصانة وهو معروف بأخلاقه الحميدة الأصبلة كما أن (أحمد ناصر) خريج كلية الضباط في العراق حيث أمضى فيها ثلاث سنوات كاملة وتخرج منها وكان الأول على دفعته.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة