جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الحادية عشرة
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة
وهنا قال (تسفاي تخلي):
أريد أن أقول لك شيئا هاما يا أخ أبو سعدة.
تفضل يا أخي المناضل قل ما تريده.
عند الشروع في الوحدة الثلاثية تكونت في (القضارف) وهي مدينة سودانية لجنة سميت بالقيادة الثورية يكون لها سلطة على المؤتمرين، إن ما حدث في (أدوبحا) ورغم كل العراقيل ورغم كل الصعاب فقد نجح هذا المؤتمر تماماً وهنا لي ملاحظة أحب أن أضيفها وهي أن المناضل (رمضان محمد نور) لم يحضر المؤتمر فقد كان في (دنكاليا) ورغم ذلك فقد تم انتخابه أثناء غيابه وللأسف أن ذهاب (رمضان محمد) ووجوده في (دنكاليا) كان لسبب تخريبي وهذا ما عرفناه بعدها ثم عاد (رمضان) وطالبنا بمنطقة سادسة وهذا معناه زيادة التجزئة وقال لنا طالبوا بمنطقة خاصة بكم وبقوله هذا يكون زرع بذرة الانشقاق وللأسف الشديد أقول إن أول من وقف وقال أنا ضد هذا المؤتمر اي مؤتمر (أدوبحا) هو (محمد علي عمارو) ومازلت أذكر أنه كان ضد المؤتمر ويحرض على العصيان أقول إن الاثنين (رمضان وعمارو) كانا يتحركان بمباركة (عثمان سبي) وخلفة (أسياس أفورقي) وكان هذا واضحا منذ البداية وقد تذرعوا بذلك وهو انزال بعضا من أعضاء قيادات المناطق والذين أنزلوا:
• (محمود ديناي)
• عمارو
• وإبراهيم تولدي
• وعمر إزاز
• وعبد الكريم أحمد وغيرهم.
وهؤلاء يجب أن يكونا قادة وطبعا لم يحصلوا على هذا وهذا ما أثر في نفوسهم لكن الشيء الأساسي الذي دعاهم للوقوف ضد مؤتمر (أدوبحا) والذي ظهرت دوافعه لاحقا وللأسف أقول إن هذه هي تشكيلة قوات التحرير الشعبية وكان (عثمان سبي) هو المحرك الأول للمجلس الأعلى أما (قلايدوس) وغيره فلم يكونوا فعالين.
هنا تدخل الأخ المناضل (عبدالقادر رمضان) واستأذن من المناضل (تسفاي تخلي) وقال إن (عثمان سبي) هو الذي كان يتحرك في كل الاتجاهات ويوافقه سرا (أسياس أفورقي)...؟ وقد عقد (عثمان) مؤتمرا له في الأردن برعاية (ياسر عرفات) في شهر 11 عام 1969.
وكان قد تلقى رسالة من قيادة المؤتمر تقول: يا أخواننا إن مهمتكم هي دعمنا بالسلاح والألبسة والمواد الغذائية ونحن هنا في الداخل نقاتل العدو نرجوكم أن تدعمونا إلى حين انعقاد المؤتمر الوطني وعندها يأخذ كل صاحب حق حقه لكن رأي عثمان كان مختلفا إنه كان يريد تقوية الوحدة الثلاثية وتفصيلها على مقاسه ويمكنني أن أسمي هذا بالتيار الأول أما التيار الثاني فيقول أنه مع الشباب ومع القيادة العامه ويمثله (إدريس محمد ادم) الذي وقف مع القيادة العامة وكان (عثمان) يدعم جماعته فقط ويطلب منهم خلق البلبلة والفوضى وكان يقول أيضا إن إخوانكم اعتقلوا وعليكم التحرك وكان (إدريس سيد) وهو الذي يحمل (القروش والرسائل من عثمان سبي وكان قد أرسل مبالغ كبيرة وهو على علم بوضعنا المالي المتردي وأن هذه القروش التي أرسلها كانت إلى أفراد من القيادة العامة ولما علمت القيادة بذلك عقدت اجتماعا وقررت اعتقالهم أي كل من قبض من (عثمان) ومن الغريب في الأمر إن الذي وقع أمر اعتقالهم كان على رأسهم (أسياس أفورقي) وقف (عبد القادر) قليلا وقد ظهر الألم على وجهه ثم استانف كلامه وقال هناك مثل يقول (في ناس تقتل القتيل وتمشي بجنازته وهذا ما فعله وكان يفعله أسياس) إن (أسياس أفورقي) كان زميلهم في التآمر على الجبهة وكنا لا نعلم ذلك وكان أمر الاعتقال موقعا أيضا من (محمد أحمد عبده وعبد الله ادريس) ومن هنا كان التركيز على ضرورة إنهاء القيادة العامة كونها اعتقلت المتآمرين واتهمت القيادة من قبل (عثمان) ومجموعته بأنها تعتقل أبنائها ليخلوا الجو لبعض أعضائها...؟
وكانت الفرصة سانحة (لعثمان) الذي بدأ يتحرك ومجموعته ويجمعون الناس من كافة الأماكن والاتجاهات تمهيدا لإرسالهم إلى عدن من أجل تشكيل قوة جديدة يدخلونها إلى (دنكاليا) وقاموا بوضع سيناريو لهذا الموضوع الخطير وبدأؤوا بالفعل بنقل هؤلاء المواطنين الإرتريين من السودان في طائرات مستأجرة من الخطوط اليمنية (ألميدا) وغيرها وقد ساعدهم الأخوة من رجال الأمن السوداني لتذليل الصعوبات الأمنية وغيرها ومن ضباط الأمن السوداني الذي ساعدوا في نقل المواطنين الإرترين من السودان إلى عدن العقيد (خليفة كرار) وهو صديق (عثمان) كما أن منظمة فتح الفلسطينية بل (ياسر عرفات) شخصيا كان يتدخل لحل الأمور المالية وغيرها.
وفي منطقة (سيدو عيلا) تم إخراج العملية إلى الوجود أي خلق تنظيم كان هو قوات التحرير الشعبية لكن سرعان ما دب الخلاف فيه والانشقاق فيه فمنهم من قال أنا (عفري) ومنهم من قال أنا (سمهري) ومنهم من قال أنا (دنكلي) وهكذا بدأ الانشقاق قبل العمل لأنهم كانوا غير متجانسين فكرا ولهم أمزجة خاصة ويسعون من وراء ذلك لتحقيق الامتيازات الشخصية والقبلية البحتة لا مصلحة الوطن ولا من يحزنون !!! أما البقية الباقية فانتظروا في اليمن عندها جاءهم وفد من جبهة التحريروكنت أنا (عبدالقادر رمضان) رئيسا للوفد وقمت بشرح الموقف لأهلي الإرتريين فعادوا جميعا إلى الجبهة أما البقية الباقية من قوات التحرير الشعبية فبقيت بين اليمن الجنوبي والساحل الإرتري أما (أسياس أفورقي) ومجموعته الطائفية فقد عادوا إلى المرتفعات من جديد ونتيجة لهذه المشاكل اجتمعت القيادة العامة وحلت المجلس الأعلى لقوات التحرير الشعبية التي يرأسها (عثمان سبي) والذي كان يطلق عليها اسم البعثة الخارجية وفي نهاية عام 1970 ظهرت مجموعة جديدة أطلق عليها اسم (العوبليين) واسمها الحقيقي القوات الثورية الإرترية وجبهة التحرير هي التي أطلقت عليهم اسم العوبليين لأنهم عقد عقدوا مؤتمرا لهم في منطقة (بركة) كان برئاسة آ(دم صالح) وقد سبق أن نوهت عن ذلك في صفحات سابقة وأصبحت الساحة ميدانا للصراع والفتن وماكاد المناضل (عبد القادر) ينهي جملته الأخيرة حتى جاء أمر من الأخوة المناضلين مسؤولي المؤتمر (بأن علينا التواجد في قاعة المؤتمر وطبعا انصعنا للأمر من الأخ المناضل وذهبنا إلى قاعة المؤتمر وأخذ المناضلون أمكنتهم وبدأت أنا (أحمد أبو سعدة) أسجل بكاميرتي هذا الحدث الوطني الكبير الذي ستكون قراراته الضوء الساطع الذي سيضيء الظلام ويبدده.
وهنا لي تعليق على ما سمعته من الأخوة المناضلين بخصوص الأخ (عثمان) والبقية :إن الأخ (عثمان سبي) رجل وطني وتوجهاته عربية لكنه يحب الزعامة ويسعى إليها بشتى الوسائل والطرق...؟؟ أما بالنسبة (لآدم صالح) فهو مناضل وتوجهاته وطنية عربية وهو من خريجي كلية الضباط في العراق لكن وللأسف أقول أنه قبلي ولديه طموح أيضا في التزعم رغم أنه لا يملك المؤهلات لذلك أما (رمضان وعمارو) فهما كانا ضحية غرورهما والذي زرعه فيهما (أسياس أفورقي) والذي أودى بهما في نهاية المطاف إلى التسكع في شوارع أسمرا وأزقتها بعد أن أبعدهما (أسياس افورقي) بل أنهاهما عن أي عمل سياسي كان وبعد أن كان (رمضان) هو الأمين العام للجبهة الشعبية و(أسياس) خلفه و(عمارو) كان من القادة العسكريين في الجبهة الشعبية البارزين لكنه للأسف أن يخدعا هذان المناضلان أعود متابعا وأقول في المساء استلقيت على جنبي واستسلمت للنوم في منزلي القشي وأنا أشعر براحة نفسية مما سمعته من مناقشات بين الأخوة الثوار وخاصة عندما وقف الأخ (عبدالله إدريس) وقال: إن حبهة التحرير الإرترية جزء من حركة التحرير العربية.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة