ديناميات حلم إفريقي لم يكتمل ارتريا من التاريخ الموغل في القدم وحتى عام ١٩٦٨

قراءة المناضل الأستاذ: حامد ضرار  تأليف الباحث الدكتور: محمد خير عمر

جاء الكتاب بالحجم الكبير للورق وبغلاف جميل وبعدد صفحات بلغ عددها ٢٦٢.

ديناميات حلم إفريقي لم يكتمل ارتريا من التاريخ الموغل في القدم وحتى عام 1968

كتب البروفسور النرويجي صديق إرتريا "شيتل ترونفول" استهلال الكتاب حيث الكلمات التالية بعض من الفقرة الأولى منها فقط إذ استهلال الدكتور شيتل لوحده بلغ حوالي سبع صفحات ضمنها معلومات نقدية قيمة وبلغة غاية في الجزالة والعمق:

"إن تاريخ ومجتمع وثقافات الإقليم المعروف اليوم بإرتريا لهو معقدٌ وملتفٌ وغالباً متباين ومتعارض. لذا يتطلب الأمر وقتًا وجهدًا كبيرين لبناء فهمٍ شاملٍ ومتوازنٍ ودقيق فيما يتصل بماضي إرتريا وحاضرها. مع ذلك من المحزن أن هناك ثمة عقبتين رئيسيتين تحولان دون الحصول على معرفة أعمق وأكثر تطوراً عن البلد وشعبه. أول تلك العقبتين تتمثل في إن الجزء الأكبر من ما يتم نشره والمتصل بالتاريخ والمجتمع الإرتري وسياسته المعاصرة يتم تسييسه أو تحديد موقعه أو القيام بعملية انتقاء لمنهجه وإطاره التحليلي.

ثانياً: هناك ندرة في المعلومات المعرفية حول الجوانب الرئيسة للمجتمع المعاصر والتنمية وذلك كنتيجة للبيئة البحثية المعادية والعدائية في البلاد في ظل نظام الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا / الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، وهي ممارسة كانت متسقة منذ الاستقلال وحتى اليوم.

أما الدكتور محمد خير عمر، مؤلف الكتاب فقد أورد في تمهيده، والذي استحوذ على صفحتين ونصف من صفحات الكتاب، كرسها لعكس ما يجوش في أعماقه من حب تجاه وطنه الأم وفهمه للتحديات التي واجهته والتي ما زالت ما ثلة أمامه. وفيما يلي اقتطف بعض أسطر من كلمات ذلك التمهيد الرائع لإعطاء فكرة ولو جد بسيطة عن الكتاب الذي نحن بصدده والذي فرحت به شخصياً غاية الفرح، وبغض النظر عن الاتفاق من عدمه في طريقة عرض الأفكار أو الميل لهذه الجهة من التاريخ دون غيرها وهو أمر طبيعي لكون كل كاتب يفكر بمقاربات تهمه، أقول بغض النظر عن أي ملاحظة، فهي ليست ذات مغزى مع محتويات الكتاب، وأن ما قام به الصديق الباحث الدكتور محمد خير عمر، لهو شيءٌ عظيم لكونه محاولة لتحريك الساكن وتشجيع كل المهتمين للكتابة عن التاريخ والذي يعد لدينا، حتى الآن، من التابوهات التي يخشاها الكثير بسبب الاصطفافات الغير مفهومة و كنتيجة للصور النمطية في قراءة ذلك التاريخ. إذن أقول شكراً للمؤلف لأنه أثرى المكتبة الوطنية بهذه الإضافة القيمة.

وهنا انتقل لترجمة القليل جداً جداً من الكلمات التي انتظمت التمهيد الجميل والطويل للدكتور محمد خير عمر وعلى النحو التالي:

" كإرتري ولد في كرن وترعرع في مسقط رأسه أغردات، عشت، مثل العديد من أبناء وطني، حرب التحرير وتأثيرها عن كثب. قضيت جزءًا من طفولتي المبكرة في إرتريا مع الكثيرين من أبناء بلدي ومن مختلف أنحاء البلد. أنا أكثر من مجرد شخص يسمى محمد خير عمر عبد الله. منذ ثمانية عشر عاماً، ما زلت أعيش في النرويج، وهي الدولة التي منحتني الحماية والسلامة والفرص؛ وبالتالي، إذن إنَّ جزءاً مني هو أيضا النرويج والنرويجية. ورغم كوني مسلماً، فإن المسيحية والمعتقدات الأفريقية التقليدية تحدد جزءًا من هويتي الإرترية".

أنا أنتمي إلى تاريخ سلطنة عفر المستقلة وتاريخ البجا - التقرى ومملكة أكسوم والنارا والكوناما والمهاجرين من غرب إفريقيا من التكارير أو "الفولان" الذين استقروا في إرتريا منذ قرون والذين نتحدث عنهم بصعوبة أو لا نتحدث عنهم البتة. كل تلك المكونات والعوامل هي التي تحدد تاريخي الشخصي لكوني أنا في المجمل مجموع كل هذه المكونات، وفي نهاية المطاف هذا ما يحدد إرتريتي بشمولية تامة".

ديناميات حلم إفريقي لم يكتمل ارتريا من التاريخ الموغل في القدم وحتى عام 1968الكتاب ينقسم إلى بابين وخمسة فصول:

الباب الأول: يغطي التاريخ القديم حتى عام ١٩٥٨

الباب الثاني: يغطي الفترة من ١٩٥٨ وحتى عام ١٩٦٨

أما الفصول الخمسة فهي:

الفصل الأول: التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي القديم حتى الاحتلال الإيطالي عام ١٨٩٠

الفصل الثاني: أضواء من فترة الاحتلال الإيطالي

الفصل الثالث: الحركة الوطنية الإرترية

الفصل الرابع: جبهة التحرير الإرترية

الفصل الخامس: الهيكل العسكري والسياسي لجبهة التحرير الإرترية والتحديات ١٩٦٥–١٩٦٨

اعتقد أن الكتاب جدير بالقراءة لإحتوائه على كثير من المعلومات والتي قد يعرفها الكثير من الناس، ولكن أهميتها تتأتي من كون إنَّ الكاتب وضعها في قالب أكاديمي وبلغة رصينة لا تعرف المحاباة والانحياز، لأن التاريخ يجب أن يقرأ بمعزل عن العواطف والتحيز الناتج عن الاصطفافات الغير مبررة.

نعم وجدت، أنا شخصياً من خلال تصفحي الكتاب وفصوله الخمسة، حكمة ورسالة تقول همساً كفى البكائيات فما مضى من تاريخ لن يعود أبداً وليس هناك من جدوى الاستغراق في النواح سواء لجهة اتهام الآخر أو جلد الذات، البديل لكل ذلك المطلوب هو قراءة التاريخ بحيادية والتحرر من أصفاده للحؤول دون تكرار ذات الأخطاء التي حدثت فيه.

كلمات الدكتور محمد خير عمر تقول، نحن إرتريون أبناء وطن واحد مهما حدث وهناك مكونات شتى من مختلف أصقاع العالم و حتى النائية، قد قطنت أرضنا منذ قرون، فحريٌ بنا إذن أن ننفك من دائرة هو وأنا ونحن وهم بالتطلع إلى نحن الكبرى وإلى آفاق أرحب وأوسع.

نعم الكتاب جدير بالقراءة لكل مهتم وحادب على امتلاك المعرفة الموثقة والنأي عن كل "مضروب" وملفق يهدف إلى إدخال أسافين في جسد الوطن. هذا ما فهمته من قراءتي السريعة لبضع صفحات من ذلك الكتاب ووددت تنبيه كل صديق لقراءته واستحوازه.

Top
X

Right Click

No Right Click