قراءة من كتاب برهانى ابرها اساس نظرية كسينجر
ترجمة من التجرينية الي العربية: إﻋﻼم ﺟﺒﻬﺔ اﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻹرﺗﺮﻳﺔ
ألباب الثالث عشر:
نبذة تاريخية عن هينري كيسنجر: دكتور هينري كيسنجر هو يهودي امريكي.
ولد سنة 1923م في فورز (Furth) بألمانيا ولجأ مع عائلته الي امريكا سنة 1938م. قبل نشوب الحرب العالمية الثانية. عندما كان يعيش في اروبا شاهد عن قرب عدم الاستقرار الذي كان سائدا في المانيا النازية والاتحاد السوفيتي. واستوعب دروس هامة حول الثورة والاوضاع التي تأتي بعد انتصارها. وتولدت لديه كراهية عامة بالثورات الشيوعية والاشتراكية.
وعندما وصل امريكا ربط دروسه وبحوثه بالعلاقات الخا رجية العالمية. واثناء الحرب العالمية الثانية انضم الي خدمة الجيش الامريكي وحصل علي الجنسية الامريكية في 1943م. وعين في عهد الرئيس نيكسون وزير للخارجية. ولعب دورا حاسما في الامور المتعلقة بالقضية الفلسطينية - الاسرائلية، فيتنام، وعلاقة امريكا بالصين والسوفيت وافريقيا.
وفيما يتعلق بدوره في التأثير علي الاوضاع في افريقيا كان له دور مأثر في تأخير انتصار ثورات الشعوب التي كانت لها توجهات شيوعية في موزمبيق، انجولا، وغيني بيساو. ويعد مؤيدا قويا لاسرائيل ووقف بشدة ضد استقلال فلسطين.
نظرية كيسنجر:
لكيسنجر نظرية تعرف بنظرية كيسنجر. وهي ذات مضمون واسع. فعندما وصلت الثورة الفيتنامية علي ابوب النصر في سنة 1968م، طرحت تساؤلات في الولايات المتحدة الامريكية حولة كيفية التعامل معها، وقدم كيسنجر مشروع سياسي يحدد كيفية التعامل مع هذه القضية. ووفق هذا المشروع قامت امريكا بمحاربة فيتنام بشدة. ووجهت اليها ضربات عسكرية مدمرة لتجعل منها دولة ضعيفية حتي بعد الانتصار.
نظرية كيسنجر بايجاز:
”يري كيسنجر ضرورة ان تأتي التغيرات بصورة متدرجة او بطيئة وعدم السماح لتغير الثوري المفاجئ“. حيث ان التغيرات البطيئة تسهل القيام بالمتابعة والتوجيهات الضرورية. وحتي عند وصول الامور الي نهاياتها يمكن تجنب الفوضي وادارة الامور بسهولة.
اما اذا كانت التغيرات عبر الثورة فيمكن ان تضل الامور طريقها ويصعب توجيهها والسيطرت عليها وادارتها.
ومن اجل تجنب الثورة اوالقضاء عليها يجب ان تجعلها ممقوته ومكروهة وغير مقبولة هكذا ليتم القضاء عليها قبل انتصارها. وفي حالة انتصارها يجب افراغها من مضمونها وتخريبها وجعل نتائجها خاوية. وعلي وجه الخصوص القيام بعرقلة كل ثورة تتجه نحو بناء الشيوعية والاشتراكية.
وقد وطبقت امريكا هذه النظرية وماتزال في سياستها الخارجية تجاه كل من فيتنام، وامريكا الوسطي، وافريقيا، وارتريا، وفلسطين، والعراق، وافجانستان، وسوريا، وليبيا. وقد شكلت الاوضاع التى افرزتها ثورات الربيع العربي ارضية مناسبة لرسم سياستها الخارجية.
عدوي مذهب كيسنجر:
لسوء الحظ حاول اسياس الاستفادة من هذه النظرية وتطبيقها عمليا بالتعاون مع حلفائه في مرحلتي الثورة والاستقلال معا. حيث قام باستمرار في عهد الثورة بنشاطات سرية مناهضة للثورة لعرقلة تحرير ارتريا غير انه لم يوفق في ذالك. وكثير من الارتريين يعرفون ذالك. وما يقوم به من اعمال تخريبية ضد ارتريا وشعبها بعد التحرير دون رحمة لتفريغ الاستقلال من محتواه ماثل للجميع.
ولا يعلم احد على وجه الدقة الجهة التي ذودت اسياس المتهم بالعمالة للمخابرات الامريكية بالدروس حول نظرية كيسنجرالا هو نفسه. ولم يعلموا اعضاء المكتب السياسي للجبهة الشعبية شيئا عن هذه النظرية مبكرا. والا لتمكنوا من ابعاده وانقاذ الشعب الارتري من شروره.
وبالاضافة الي ايمانه بنظرية كيسنجر قام اسياس بتطبيق مبدأ فرق تسد الانجليزي لاضعاف الثورة الارترية. حيث كان يعمل على خلق تناقضات وفتن بين اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة الشعبية. كما ركز ايضا علي تقسيم قواعد المناضلين الى مجموعات مؤيدة ومعادية له. للاسفادة من ذالك في اضعاف وتصفية خصومه. وفي هذا المجال طبق نظرية (مكافيلى) مذهب الجزرة والعصى القائمة على الخداع والمراوغة وتوزيع السلطة علي المؤيدين واستخدام اساليب متعددة من بينها اسلوب النقد والنقد الذاتي للوقيعة بين المؤيدين ومن يعتبرهم خصومه.
وبعد التحرير ايضا قام اسياس بمحاولات عدة حتي لايتزوق الشعب الارتري بطعم الحرية. ومن اجل اطالة امد حكمه واضعاف الدولة الارترية نهائيا، قام بتقسيم القيادات العسكرية العليا والمدنية ومكن مناصريه من المراتب العسكرية والمسؤليات المتعلقة والمصالح المادية، وذالك بتوزيع المراتب العسكرية والمسؤليات المختلفة عليهم وتوزيع مصالح مادية كالعربات مع توفير الوقود مجانا والسكن والعيش الرغيد، ودكاكين تعاونية وسجون خاصة، بينما يمنع من يحسبهم مناوئين لنظامه من العمل مع دفع المرتبات لهم. ومن بين سياسات الهدم التي استخدمها النظام ضد الشعب الارتري الاحتجازات التعسفية، والسجون والتعذيب، ودفع الشباب للهجرة القسرية بسبب فرض الخدمة الوطنية غير محددة الاجل. وتفكيك العائلة الارترية، واضعاف الاقتصاد الوطني وتفشي البطالة ...الخ.
وفي عهد الثورة قام اسياس بتدريب قوة خاصة من الاطفال والشباب اللذين تصل اعمارهم الى 25 عاما وتعينهم في المستويات العليا وفي مواقع مختلفة عسكرية ومدنية مثل الاتصلات العامة، الاعلام، الامن الوطني، جيش الدفاع الوطني، وزارة الخارجية، تنظيم الجبهة الشعبية ...الخ. مع منحهم صلاحيات مختلفة للقيام بمايريدون رغم تدني معرفتهم وتجاربهم ح يكونوا اداة طيعة تحت امرته. وتم اختيار هذه العناصر ايضا ليكونوا ممثلين لاجنداته المتعلقة بالمراة والقوميات. كما قام بتعين عدد محدد من اعضاء مدرسة الثورة بمنحهم مسؤليات مضللة ليقوموا بمهام المشاركة في عملية عرقلة وتقويض عملية البناء والتنمية.
ومنذ سنة 1991م يقوم السيد اسياس بالتعاون مع اسياده لافراغ الثورة الارترية من الانجازات التي حققتها ولتكون مكروهة لدي الشعب الارتري. وعمل جاهدا ضد وجود نظام ديموقراطي برلماني ودستوري. كما قام بتشويه وخلط كل السياسات الخاصة بالاقتصاد والثقافة والعمل السياسي في ارتريا. وجعل الشعب الارتري عرضة للاعتقالات التعسفية، والجوء والفقر والتخلف. ولكن لم يتمكن من احراز النجاح الكامل. هذا ويرفض الشعب الارتري نظرية كيسنجر رفضا باتا.