إني أشم رائحة "روزينا" في حكايات كولونيالي
بقلم الأستاذ: عبدالله الشريف - إعلامي إريتري ديمقراطي، يؤمن بالحرية للجميع
زخات المطر المتردد تنفعل وتهدأ في تتابع لذيذ، جموع البشر تبحث عن ملاذ من سلاف السماء - سذج - المظلات المشرعة
فوق الرؤوس والأخرى التي تنسدل أمام واجهات المتاجر الزجاجية تؤكد لي رغبتهم البليدة في الهروب من تعميد السماء لهم، ماذا يحدث لو فككت سترتي ومنحت المطر لذة أن يتخلل زغب صدري ؟
”أحمق - مجنون - سكران“ حتما ستكون هذه تعليقاتهم، كم أمقتهم وردود أفعالهم فما يفعله الله الآن مهرجان من الخطل تجنبه.. ثم ان المطر هنا يهطل رقيقا لا يضرب الوجه وإنما يمسح ويربت عليه، علام الوجل إذن ؟
حتما هناك خطأ ما..
روزينا يا ماجنة تعالي فثمة أشياء البوح بها الآن لذيذ جدا... مصطفى محمد محمود طه "1995م"
القاص/ مصطفى محمد محمود طه منذ البداية ولد..عملاقا، ففي منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت البداية، قصة قصيرة نُشرت في مجلة آفاق.. حينها بعنوان: روزينا زواج البارحة ويوم اسمراوي.. متقد.
لم تكن مجرد قصة لكاتبٍ مبتدءٍ، في بدايات العقد الثاني من عمره، يحاول أن يجرب الفعل الكتابي من باب الهواية أو الفضول.
بل كانت بداية جادة، لمدرسة حديث في فن كتابة القصة القصيرة في الأدب الأريتري، وبداية مشروع روائي، له اسلوب ولغة خاصة، وكذلك فكر، أو هكذا كان الانطباع العام عندنا.. حينها.
ربع قرن من الزمان أو ما يقارب، وقد قرأنا فيه الكثير من القصص وكذلك الشعر للكاتب/ مصطفى محمود، كانت تتميز بمستوى رفيع فكرا واسلوبا، أذكر على سبيل الاختصار (مدينة لا تفقد الأمل، حكاية البنت والأدمع والطريق، الوهراني يشاكس الحياد، الى بنيتي والوطن، المؤذن وشماس الكنيسة، رسالة الى السيد الرئيس...)، ها هو اليوم يخرج الينا كعادته بمولودٍ جديد.. عملاق اسمه "حكايات كولونيالي".
أنا لم أقرأ الكتاب للأسف الشديد، لكنني قرأتً ما كتب الأستاذ/ حامد ضرار، الروائي والناقد الأدبي الذي ضل طريقه الى السياسية كما يقال، وقرأت أيضا ما كتب الأستاذ/ فتحي عثمان، ومن خلال قراءتي لهذا ولذاك أقول: اني أشم رائحة روزينا في رواية "حكايات كولونيالي" التي لم أقرأها.. بعد.