اطماع القوى الدولية في ارتريا ونضال شعبه للحرية ودمقراطية

بقلم الأستاذ: أحمد السيد عثمان - كاتب وبـاحث ارترى

من اهم عوامل النهضة والرقي هو ان يدرك اي شعب في العالم اهمية موقع بلده الاسترتيجي بين الامم،

هذا الادراك يعطيه حافز للانطلاق للبناء وتحقيق الانجزات الكبيرة.

وفي هذا الصياغ اوضح للقارئ الكريم الاطماع الاستعمارية لارتريا ومدى ادراك الشعب اهمية هذا الموقع الهام حتى يدافع عنها بالروح والدم والفكر وان لا يتركها لقمة سائغة لغيره، الذين يحملون افكار وتوجهات لا تخدم الشعب ولا توحد مكوناته العرقية، وبتالي يسهل التحكم عليه وتوجيهه حيث ما يشاء
في مستهل القرن السادس عشر 1520/4/10م نزلة قوات برتغالية الى الساحل الارتري وقاومها الامير البلوي، مقاومة شرسة في مصوع حيث ضرب الموطنين حصارا حول القوى البرتغالية ومنعو امدادها بالماء ولكن لعدم تكافؤ القوة العسكرية تمكن البرتغاليين احتلال مصوع وتوابعها، وفي عام 1857م استولى الاتراك على مصوع، وعقب استلائهم تم تعيين الامير البلوي نائبا للحكم التركي ومنحو صلاحية التصرف في الشؤون الداخلية وتنضيم امور العشائر في المناطق المجاورة والاشراف على جباية الجمارك لانهم ادركو ان من يخدم المنطقة هم من أبنائها.

بعد ان تم الصيطرة على حوض البحر الاحمر من قبل العثمانيين، اصبحت السفن الاجنبية تنسق مع العاصمة التركية "الباب العالي" في اسطنبول للحصول على تصريح دخول المواني الهامة المطلة في البحر الاحمر، ويعني هذا في المفهوم الغربي وحلفائه العالمية استفراد الحكومة التركية على ضفتي البحر الاحمر وسيطرة على مقدراتها وتهديدا مباشرا لمصالحم وتقييد حركتهم التجارية والعسكرية في البحر الاحمر.

وعليه فقد بدأ الصراع المرير بين الحكومة التركية والغرب وبدأ التآمر الدولي على الخلافة العثمانية لإسقاطها والتخلص منها ومن سيطرتها على البحر الأحمر. وبعد أن تمكنت القوة الغربية وحلفائها من إسقاط دولة الخلافة العثمانية بذلك أصبح البحر الأحمر تحت سيطرتهم أمنا لهم ولأساطيلهم وتجارتهم.

وفي هذا السياق وعقب الإندلاع والثورة الإرتيرية المباركة في عام 1961م نجد التآمر الدولي لخنق النضال الأرتيري وإجهاضه والحيلولة دون بلوغ الشعب الأرتيري مطامحه المشروعة في الحرية والإستقلال لأن هذه الثورة أطلقها ثلة من الأحرار من المسلمين المظلومين من قبل الطاغية هيل سلاسلي بعد أن ضمها قصرا إلى مملكته ويعني أن إسقلال إريتريا بزعامة هذه الثلة من الأحرار المسلمين هو إكمال الحلقة العربية في حوض البحر الأحمر وهذا أمر جلل لا يقبله الغرب وحلفائه على الإطلاق إلا في حالة وجود من ينفذ مخططاتهم في فك الحلقة بحيث لايكون البحر الأحمر بحيرة خالصة عربية.

هذا الصراع يستمر طويلا وعلى القوة الوطنية الحرة يجب أن تدرك هذه المؤامرات وتناضل من شأن إعادة الأمور إلى مسارها الحقيقي بعد أن فشلت الجبة الشعبية في تحقيق طموحات الشعب الإريتري في الحرية والديموقراطية والعدالة كما أنه أخفق في إنشاء نظام برلماني وتكوين مجتمع مدني لتحقيق حقوق الإنسان وحرية الرأي والرأي الآخر.

بل عمل النظام على تكريس سيادة الإبعاد والإقصاء وتهميش أهل المصلحة في مناطقهم من المشاركة الفعالة؟

وفرض نظم علمانية في نهج حياتهم ودراستهم وتفعيل النظرية الأحادية في الحكم وللسيطرة على بقية القوميات المختلفة.

وهكذا بعد أن بينا للقارئ كيف أن الشعب الارتيري قد وصل إلى درجة الإحباط في الداخل والخارج من جراء إنحراف من مبادئ الجبهة الحقيقية وبناء دولة العدل والقانون ومقابل هذه الإخفاقات المفصلية في حق الشعب الإرتيري فإنه لايخفي على أحد أن النظام قد أنجز بعض من المشاريع الملموسة في إعادة تأهيل البنية التحتية وفي المجال الصحي والتعليمي والنقل والزراعة والصناعة وهذا لايرقى إلى الحياة الدمقراطية والعدالة الاجتماعية الذي ناضل من أجلها الشعب وأهملها النظام.

عسى بعد صبره الطويل على القمع والتسلط يجعل الله له فرجا مخرجا بزعامة أبنائه المخلصين ويظهر الله الحق على أيديهم ويجعل الأمة على كلمة سواء تحت رايتهم وترجع اريتيريا حرة أبيه ترفرف عليها راية العدالة والمحبة والسلام بين طوائفهما وتشرف على محياها الإبتسامة وعلى شعبها المسرة.

وكما أن شعبها المضياف والمحبوب بين الشعوب أرجو أن تكون أرتيريا المستقبل دوله تحمل غصن الزيتون وحمامة السلام بين الأمم ونحن اليوم نشاهد السلام الخارجي قبل السلام الداخلي نتمنا ان يكون الفراج والانفتاح في الداخل مثل ماعومل في اثيوبية ماعمل من سلام داخلي والمصالحة مع شعبة
ومن خلال مقالي هذا اناشد كافة رجالات الفكر والمثقفين والشباب والمسلمين في الداخل والخارج ان نطرح نقاط فوق الحروف والابتعاد عن الجدل العقيم
والعمل على الاتفاق على كلمة سواء حتى لا يتيح الفرصة للاخرين لبصط توجيهاتهم ونفوذهم على الامة.

وان تعوا الاهداف الحقيقية لهذا النضام وتوجهاته الاقصائية والدفاع عن حقوقكم والحصول عليها كاملة وبذل قصار جهودكم في زرع الثقة ومبدا قبول الطائفتين المسلمين والمسيحين كل منهما الاخر بكل محبة واخلاص حيث ان التعايش السلمي بينهما هو مفتاح النجاح وتحقيق ما نصبو اليه ولا داعي للانقسمات والشتات وان الابتعاد والنفور والاقصاء من بعضهم البعض هو عين الفشل وضياع الوطن امامكم مسئوليات جسام ورواسب الماضي البغيض الذي اوجده الاحتلال الاثيوبي وزبنيته من نشر الكراهية وعدم الاعتراف بالاخر فجاء دوركم الان لانقاذ الوطن.

من هذه التوجهات الخبيثة ودفع عجلة الوحدة الوطنية الى الامام اخذين بثوابت هذا الشعب وثنائيته الوطنية بعين الاعتبار وتقوية اواصر المحبة والاحترام بين الطائفتين والعض عليها بالنواجز حتى نصل الى الوحدة الوطنية الحقيقية والوفاق التام وجعل ارتريا ارض التعيش السلمي قولا وفعلا ومثالا يحتذى به بين الدول المجاورة.

راجين من الله التوفيق والسداد،،،

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click