حوار مع شاعر (إرتريا يا جارة البحر) التجاني حسين دفع الله السيد
حاوره الأستاذ: جمال همد وسليمان مندر المصدر: عدوليس
كاتب اشهر قصيدة إرترية اعد خطة لنسف السفارة الإثيوبية بالخرطوم ويقول:
لو وجدنا وسيلة تقودنا للاشتراك في حرب التحرير بشكل فعلي لفعلنا.
مدخل: عقد ونيف مر على استقلال البلاد ألقمت أراضيها أجساد الآلاف من الشيب والشباب والنساء والأطفال واستنزفت قدرات لا حدود لها لتصقل شعب فولاذي قوي الشكيمة محب للحياة لكن (فوق الأرض لا تحت الطغاة لتزدهر الحياة وتنمو ويستريح المحارب وليعبر عن امتنانه للأيدي التي امتدت تؤازره في سنين كفاحه وانتظر الجميع ذلك بل وتسامحوا في التجاوزات الأولى للحكومتين المؤقتة والانتقالية لتتضح الصورة كاملة بعد 1995م وليرسم النظام لوحة عبثية لشعب لا يستحق العبث والهوان ويدخل الأصدقاء في دوامة حيرة وقلق أصدقاء إرتريا كثر في كل مكان بكرم لا حدود له في السودان وسوريا والعراق وفلسطين السعودية والخليج، اليمن وأوروبا قلب النظام ظهر المجن و عمل الكثير من اجل التقليل مما قدموا واصطفى أصدقاء جدد وهذه السياسة هي امتداد لما يحاوله الرئيس أسياس وجوقته في الداخل لشطب وكنس تاريخ ثلاثة عقود هذه الحلقات هي ردا على كتابة تاريخ مزيف لبلادنا سوف نوثق لشهادات وإفادات أصدقاء إرتريا في السودان وننتظر أن يساهم معنا آخرون في ذلك.
مقدمة: عشرات القصائد ومئات الساعات من الجهد بذلها الرجل لدعم قضية الشعب الإرتري، تغنى بها (إرتريا يا جارة البحر) عدد كبير من الفنانين والفرق الموسيقية في ثمانينيات وتسعينيات القرن ولا زال بعد لحنها الفنان الرائع إدريس محمد علي. وجمع بقية القصائد في ديوان اختار له (أغنيات الشمس والحرية الخبز) اسماً كرم الشاعر ضمن احتفالات الاتحاد العام للطلاب الإرتريين في السودان بالعيد 42 لانطلاقة الثورة الإرترية. استقبلنا الرجل بمكتبه في المقر الرئيسي لاتحاد المصارف بالخرطوم هاشا باشا ثم حاورناه بدار الاتحاد العام للطلاب الإرتريين بحي السجانة بالخرطوم وكانت هذه الإفادات التي تؤرخ لصداقة شاعر بشعب مناضل فإلى مضابط الحوار...
السيرة الذاتية: التجاني حسين دفع الله السيد، مواليد 1953م، خريج جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد / إدارة الأعمال، عمل صحفي في معظم الصحف السودانية - رئيسا للقسم الاقتصادي بالعديد من الصحف مديراً للنشر بدار البلد للطباعة والنشر 1998 - مدير للنشر بدار الأشقاء للطباعة والنشر 1999م رئيس تحرير مجلة الأفضل للإعلان 2000م رئيس تحرير كتاب السودان السنوي منذ عام 1999 وحتى الآن. رئيس تحرير مجلة أعمال بلا حدود منذ عام 2002 م وحتى الآن. رئيس تحرير مجلة المصارف التي تصدر عن اتحاد المصارف السوداني.
له عدة دواوين شعر مطبوعة وهي:-
· أغنيات الشمس والحرية والخبز - دوبيت (ديوان الشرف والبطولة)
· أقوال متناثرة في حضرة الإمام محمد احمد المهدي - الطريق إلى بغداد له عدة كتب أخرى من ضمنها
· قصة حياة وأجمل أشعار خليل فرح - قصة حياة وأجمل أشعار سيد عبد العزيز
· أجمل عشرين قصيدة للشاعر المتنبي.
روائع من حقيبة الفن. الأستاذ / التجاني - نبدأ بالحوار مباشرة متى بدأت علاقتكم بقضية الشعب الإرتري ؟
في البداية لي الشرف العظيم أن التقي بإخوة من إرتريا الشقيقة للحديث عن القضية الإرترية وحقيقة بدأت علاقتي بالقضية الإرترية في نهاية الستينيات وفي حينها كنا طلبة في المرحلة الثانوية وكانت أعمارنا لا تتعدى الرابعة عشر أو الخامسة عشر وكنا نسمع عن نضال الشعب الإرتري ونضال الشعب الفلسطيني وكان لنا تعطفا كبيرا مع القضية الإرترية وكنت حينها أتعلم كتابة الشعر وأنا في تلك المرحلة المبكرة وكان من الطبيعي أن يكون موضوع الشعر أكثر القضايا تأثيرا على النفس وهي قضيتي إرتريا وفلسطين وفي الحقيقة الحرية واحدة لا تتجزأ وتوجد علاقة قوية بين شعبينا السوداني والإرتري وتربطنا علاقة الثقافة الواحدة وعلاقة الدين والمصير المشترك وعلاقة إننا جيران أضف إلى ذلك أن هنالك قبائل مشتركة بين إرتريا والسودان والمعروف أن الحدود بين الدول وضعها الاستعمار لأسباب سياسية وهي لا تعبر حقيقة عن وضع الشعوب وعلى هذا الأساس كان من الطبيعي أن نعتبر القضية الإرترية قضيتنا ونتعاطف معها.
هل اخذ تعاطفكم كطلاب في المرحلة الثانوية أو في الجامعة شكلا منظما مثلا اقمتم جمعيات أو منتديات الخ وما هي أوجه النشاط الفعلي غير كتابة الشعر وهل تذكر أسماء رافقتكم خلال تلك الفترة ؟
عندما انتقلنا من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية وبالتحديد في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد كان من الطبيعي ان يتحول تعاطفنا مع القضية الإرترية إلى أشكال محددة من العمل من اجل دعم القضية وعلى هذا الأساس أقمنا جمعية أنصار الثورة الإرترية في السبعينيات كنا من خلال هذه الجمعية نجري الاتصالات بمكاتب التنظيمات والمنظمات الإرترية الموجودة في الخرطوم وكنا نأخذ منها البوسترات وكثير من الأدبيات و الأشياء التي تشرح القضية الإرترية. وكان الهدف الأساسي من تكوين جمعية أنصار الثورة الإرترية هو جلب الدعم والمساندة للقضية الإرترية وكان تأسيسها في السبعينيات بجامعة الخرطوم واذكر من الإخوة الذين ساهموا بفعالية في تأسيسها:-
سيد احمد عباس كلية الاقتصاد محمد الحسن الطاهر كلية الآداب محجوب محمد محجوب كلية الاقتصاد مضوي إبراهيم كلية الهندسة احمد عبد الوهاب كلية الاقتصاد وكان هنالك العديد من الطلبة والطالبات شاركوا في هذه الجمعية قد لا أتمكن من ذكر كلهم جميعا في الوقت الحالي.
خلال حديثكم ذكرتم أن جمعية أنصار الثورة الإرترية أقامت العديد من المناشط والتي من ضمنها المعارض نرجو إلقاء الضوء عليها ؟
حقيقة ان جمعية أنصار الثورة الإرترية كانت جمعية رسمية مسجلة باتحاد طلاب جامعة الخرطوم وكانت لها جمعية عمومية تنعقد ولها عضوية ولجنة تنفيذية وكنت أنا احد أعضائها وكان لها أي الجمعية برنامج متكامل يتم وضعه لتنفيذه خلال العام وكان البرنامج يأخذ أشكال عديدة وكما أسلفنا أن أهداف الجمعية تمثلت في جلب الدعم والمساندة للثورة الإرترية وكان هذا الدعم يأخذ أشكال مختلفة من خلال الصحف الحائطية في الجامعة وكانت وسيلتنا الأساسية هي إقامة المعارض المتخصصة لدعم القضية وكانت المعارض تحوي الأشياء التي تعكس الثقافة الإرترية وتشرح قضيتها مثل الكتب والملصقات والشعارات على القماش والورق.
هل كان هنالك أي رابط أيدلوجي - فكري - عقائدي - سياسي محدد يربط بينكم كجمعية أم الهدف من كان فقط لمنا صرة الشعب الإرتري ؟
والله حقيقة لم هنالك أي رابط من تلك الروابط التي ذكرتها لكن الايمان بقضايا الشعوب ودعمها والتعاطف كان يتطلب نمطا معينا من التفكير الذي يؤمن الحرية ونحن كان لنا نظرة خاصة للقضية الإرترية والقضية الفلسطينية وكنا نرى نحن كشعب في السودان (عندنا واجب تجاه إخوتنا في إرتريا وفلسطين) ومن واجبنا أن نقدم كل الدعم والمساندة الممكنة لهاتين القضيتين بصورة خاصة وعلى هذا الأساس كان اتجاهنا نحن في تكوين جمعية أنصار الثورة الإرترية وكانت مختلف المنظمات الموجودة في جامعة الخرطوم تتسابق لتسجيل عضويتها في الجمعية وكانت لها قوائم ترشحها في سبيل الوصول للجنة التنفيذية ولكن الشعور العام لكل الناس بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية ورغم المنافسة التي كانت في الانتخابات بهدف الوصول للجنة التنفيذية إلا أنهم جميعا كانوا يؤيدون بشكل قوي القضية الإرترية.
الأستاذ/ التجاني كما ذكرتم أن علاقتكم بالثورة الإرترية بدأت منذ الستينيات وإسهاماتكم في الجانب الثقافي اتضحت جليا من خلال الشعر والقصائد وفي مقدمتها جارة البحر التي رددها الإرتريون وتغنوا بها وما زالوا وأيضا اتضح الجانب الثقافي من خلال المعارض التي أقامتها الجمعية فهل كان للجمعية أي أدوار أخرى أو مواقف عملية تبنتها أو تبنيتموه انتم بشخصكم ؟
في عام 1975م بالتحديد اذكر هذا العام كان عاما غير عادي من حيث انه كان عام انتصارات الشعوب على مستوى العالم فكان استقلال كل من كمبوديا وفيتنام في هذا العام واذكر أن قتالا ضاريا من اجل الاستقلال كان يجري في الساحة الإرترية وكنا متحمسين للمشاركة مع الشعب الإرتري في حربه من اجل نيل الاستقلال بأي وسيلة من الوسائل ولو وجدنا وسيلة فعلا تقودنا فعلا للاشتراك في الحرب بشكل فعلي إلى جانب الشعب الإرتري من اجل أن ينال استقلاله كنا فعلنا وفي الجمعية راودتنا أفكار للعمل بأي شكل من الأشكال لدعم القضية الإرترية ويكون هذا الشكل مدويا وكان من الأشياء التي فكرنا فيها أنا ومعي اثنين من الزملاء الذين ذكرتهم سابقا القيام بتفجير السفارة الإثيوبية بالخرطوم كتعبير عن دعمنا لنضال الشعب الإرتري هذه الفكرة رغم محاولتنا طرحها إلا أنها وجدت معارضة من الإخوة الأكبر منا سنا في جمعية أنصار الثورة الإرترية وكان رأيهم الابتعاد عن مثل هذه الأشكال ونكتفي بالدعم السياسي والثقافي وجذب وجلب الدعم بكل الوسائل الممكنة بالنسبة للثورة وبالتالي صرفنا النظر عن هذه الفكرة وواصلنا واستمرينا في أشكال الدعم الأخرى.
خلال هذه الفترة الطويلة مع الشعب الإرتري وقضيته هل ارتبطتم بشكل شخصي بتنظيم محدد أم كان هذا الدعم لكل الفصائل الإرترية وهل تربطكم علاقات مثلا ببعض القادة الإرترية ؟
والله كنت أتمنى لو التقيت بالقادة الإرتريين لكن للأسف لم تتاح لي الفرصة بأن ألتقي بشكل عميق مع القيادات الإرترية لكن هنالك المنظمات الإرترية و جبهة التحرير الإرترية وبعد حدوث الانقسامات في صفوف الثورة الإرترية وكثير من القيادات الوسيطة التقيتها وكنت حينها اعمل صحفيا أيام الفترة الحزبية حيث كانت في اتصالات وكانت تأتينا رسائل من قبل مختلف الفصائل.الإرترية وكانوا يتفاكرون معنا حول وسيلة دعم الثورة الإرترية وكنا في تلك الفترة حقيقة نناقش معهم ونطرح عليهم فكرة الوحدة بين الفصائل ونقول لهم أن الوحدة من نتائجها سواء أن كان في الساحة الإرترية أو في أو السودانية أو الساحة العربية والدولية جذب المزيد من الدعم والتأييد الشعبي للفصائل التي تتوحد فيما بينها، وتنعزل الفصائل التي ترفض ذلك لان الفصائل التي تتوحد فيما بينها منضوية تحت راية واحدة تمثل تيارات أوسع من الشعب الإرتري بالنسبة للفصائل الرافضة للوحدة مع بقية الفصائل وهكذا يكون الوحدويون قد كسبوا وهذه كانت وجهة نظرنا. أما بالنسبة للساحة السودانية والعربية كنا نقول لهم عندما تتوحد الفصائل ستجذب الدعم والمساندة الأكبر من الدول العربية لان الدول العربية كانت تحتار وسط انقسامات وتشرزم الفصائل والتنظيمات الإرترية في إلى من تقدم دعمها وان علية الوحدة تسهل عليها التركيز بالدعم على الفصيل الذي يضم عددا من الفصائل الموحدة. وكنا فعلا غير راضين عن تلك الانقسامات التي حدثت داخل الثورة الإرترية على الصعيد السياسي والصراعات التي دارت بين التنظيمات الإرترية وللأسف إنها وصلت فترة من الفترات إلى مرحلة غير مطلوبة وهي الحرب الأهلية.
لكننا دائما نتمنى للشعب الإرتري الوحدة لان الوحدة هي وحدها تجعلك راضيا عن تلك التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الإرتري هل اطلعتم على ما كتب أو نشر من الأدب الإرتري باللغة العربية ؟
للأسف لم يكن ما اطلعت عليه من الأدب الإرتري كبيرا... جامعة الخرطوم أو الحركة الطلابية السودانية عموما سيرت العديد من المظاهرات العارمة المساندة لنضال الشعب الإرتري هل كان لجمعية أنصار الثورة الإرترية دورا مميز ا في تسيير تلك المظاهرات أم أنها اكتفت بجلب الدعم والتأييد للقضية الإرترية من خلال المعارض والتعريف بالثورة الإرترية عبر البرامج الثقافية داخل الجامعة ؟
في الحقيقة ما كان هنالك من عملا سياسيا يتمثل في مظاهرات أو أي شكل من الأشكال إلا وكان لجمعية أنصار الثورة الإرترية دورا ميزا وكانت إسهامات الجمعية واضحة وفعالة في كل ما قام به اتحاد الطلبة في الجامعة أو تسهم فيه أي منظمة أخرى أو أشخاص ويخص القضية الإرترية. ديوان (أغنيات الشمس والحرية والخبز) أفردت فيه قصائد خاصة لإرتريا من بينها إلى جارة البحر وتغنينا بها نحن كإرتريين إرتريا يا جارة البحر هذه الأغنية تغنى بها الفنان الإرتري الكبير إدريس محمد علي ومن ثم الفرق الصغيرة وفي بعض الفروع تغنى بها الطلاب وكانت واحدة من الأدوات الفاعلة للتعبئة والحشد في إرتريا وأخيرا تم تكريمكم من الاتحاد العام للطلاب الإرتريين في السودان متمثلا في رابطة الطلاب الإرتريين بجامعة أفريقيا العالمية والقيت هذه القصيدة من قبلكم وعزفت ورددت من قبل الحضور والطلاب والسؤال هنا ربما يكون تقليديا ما هو إحساسكم وانتم تشاهدون إسهاماتكم قد دخلت في صلب النضال الإرتري منذ الثمانينيات ؟
حقيقة أنا أقول دائما عن الشعر انه المجال الوحيد الذي يمنح الحرية ولا يوجد مكان ولا أحس إنني حر حرية كاملة كما أحسها في الشعر لذلك عندما امسك بالقلم أريد أن شعرا اشعر إنني اعبر عن نفسي تعبيرا كاملا وان أكثر الأشياء في النفس هي التي تظهر القضية الإرترية في القلب ولذلك كان من الطبيعي وفعلا تمكنت من كتابة العشرات من القصائد عن القضية الفلسطينية و الإرترية منذ وقت مبكر وكان عمرنا حينذاك يتراوح ما بين (15- 20) أي فترة العشرينيات من العمر أي فترة الثانوية والجامعة وكانت فترة كتابة خصبة وفترة كتابة مستمرة عن القضية الإرترية وكان هذا الشعر ينشر بجامعة الخرطوم وتمكنت في فترة السبعينيات من جمع القصائد التي كتبها في كراسة لا أريد أن اسميها ديوان شعر سميتها (سلمى العربية تولد في إرتريا) وكانت هذه الكراسة تحمل عددا من القصائد التي كتبتها عن إرتريا، في 1978 م قمت بتجميع مختلف الأشعار التي كتبتها عن القضيتين الفلسطينية والإرترية في ديوان شعر باسم (أغنيات الشمس والحرية والخبز) ضمن هذا الديوان في كراسة مفردة لإرتريا تحمل الاسم السالف الذكر (سلمى العربية تولد في إرتريا) تحتوي على جملة من القصائد التي كتبت عن إرتريا ضمنها قصيدة جارة البحر والتي كتبتها عن القضية الإرترية في السبعينيات لأنها كانت قضية مؤثر ة في النفس بشكل كبير.
ألقيتم في برنامج احتفالات سبتمبر الذي أقامته رابطة الطلاب الإرتريين جامعة أفريقيا العالمية قصيدة بعنوان (إرتريا المحررة) هل ضم الديوان هذه القصيدة وبعد أن تحققت الأمنية الأولى وهي استقلال إرتريا في مايو 1991م هل تمكنتم من زيارة إرتريا ؟
زيارة إرتريا كانت أمنية بالنسبة لي قبل أن تنال إرتريا استقلالها وكنا في أي وقت نتحين الفرصة لو اتيحت لنا زيارة إرتريا وحتى وهي واقعة نير الاستعمار وكنا على استعداد للذهاب للميدان للوقوف مع إخواننا المقاتلين وان نقدم كل ما يطلب منا من القضية الإرترية ولكن للأسف الشديد لم نتمكن من زيارة إرتريا إبان الكفاح المسلح ولم تتاح لنا الزيارة حتى بعد الاستقلال وكان من واجبنا أن نزور إرتريا وفرحتنا بالاستقلال كانت كبيرة ولا توصف وكنا نتمنى أن تتاح لنا الفرصة لزيارة إرتريا وقصيدة (إرتريا المحررة) جاءت كتعبير على انه لم تتاح لنا الفرصة لزيارة إرتريا وآخر القصيدة أي في المقطع الأخير منها ورد:-
برغم ما كتبته في هواك وما سكبت من مدامعي... نزفته دما في رباك وما يغور في الفؤاد من محبة فداك... أظل خلف هذه الحدود.. لا أراك.. أقفز في الهواء خلف ظلمة الجدار كي أراك.. لا أراك فارتمي على الرمال عاشقا متيما يموت من محبة فداك.. ولا يراك ولا زلت أتوق ليوم أرى فيه اسمرا وكرن ومصوع و أغردات ومندفرا و صنعفي وكل المدن التي وردت في الديوان.
في ختام هذا اللقاء وربما سؤالا تقليديا آخر... وبعد هذا المشوار الطويل من الإبداع الذي رافق مسيرة النضال الإرتري وفي هذا الوقت من تاريخ الشعب الإرتري ما ذا تريد أن تقول لهذا الشعب الذي صادقته لسنوات طويلة ؟
أريد أن أقول شيئين هامين احدهما شخصي والآخر عام:-
الأمنية الأولى: أتمنى للشعب الإرتري الوحدة الشاملة والديموقراطية أن يعود كله إلى وطنه إرتريا وينعم بالسلام والحرية والتعايش السلمي بين كل القوميات الأديان وان يجد الفرصة كل الأبناء وان يساهموا في البناء في ظل الحرية بفعالية.
والأمنية الثانية: وهي أمنية شخصية وهي أن أجد الفرصة في أن اقضي بقية عمري مقسوما بين السودان وإرتريا وأتمنى أن اقضي شهورا من السنة في إرتريا وشهورا في السودان وان أساهم في المرحلة القادمة وأقدم لإرتريا بنفس القدر الذي أقدمه للسودان وذلك لان حبي لإرتريا لم يكن اقل من حبي للسودان واستعدادي للنضال والتضحية من اجل إرتريا لم يكن اقل من نضالي من اجل السودان هذا ما أتمناه والسلام عليكم وشكرا.