حاوره الأستاذ: جمال همد المصدر: عدوليس

الجهاز الصحي للجبهة كان مؤسسة متكاملة وقام على أكتاف رجال يستحقون أن نخلد ذكراهم.

الجهاز الصحي للجبهة تجربة تستحق اكثر من التوثيق لم تكن جبهة التحرير الإرترية ثورة مقاتلة فحسب، وإن كانت البندقية أبرز أدواتها، فقد إهتمت الثورة بكافة إحتياجات الإنسان الإرتري، من تعليم وصحة وثقافة وفلكلور، ولما كان الجانب العسكري موثق بحكم الصدي والتاثير الذي كان يحدثه، فإن جوانب مشرقة أخرى من جوانب هذه الثورة تحتاج الى توثيق، ومنها العمل في المجال الصحي حيث أسست جبهةالتحرير الإرترية جهازاً صحياً ضخماً، وأولته أهتماماً كبيراً تمثل في الكادر الذي تم تفريغه للعمل به، والرعاية المباشرة التي كان يجدها من مختلف مستويات الجبهة القيادية.

في هذه المساحة نحاول أن نوثق للعمل الصحي في الثورة الإرترية بكافة فصائلها وتنظيماتها، وكان لنا هذا اللقاء التويثقي مع المناضل (ود سيدنا) وهو من الذين قام هذا الجهاز على أكتافهم، ومن خلال سرده اتضح لنا حجم هذا العمل الذي يعتبر تجربة ثرة يمكن أن يستفاد منها في المستقبل، كما تعكس في ذات الوقت شمولية التفكير التي كانت تتعامل بها القيادة مع إحتياجات شعبنا، وفي ذات الوقت نود أن نلفت نظر القراء أن يمدونا بأي معلومات في هذا الإطار أو عن العمل الصحي داخل قوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، فذلك تاريخنا ونحن أحق به.

في البدء أتقدم إليكم بالشكر والتقدير ومن خلالكم لأسرة المركز وكل القائمين عليه لإتاحتكم هذه الفرصة لكي نسلط الضوء على جانب من نضالات إخوانكم في المجالات الصحية والخدمة خلال مسيرة الثورة والكفاح الثوري الوطني المسلح في سبيل حرية إرتريا متمنيا لكم النجاح والتقدم والسدود والتوفيق فيما يخدم شعبنا الإرتري وقضاياه العادلة ويسلط الأضواء على جوانب من تاريخه النضالي المجيد.

* في البداية اسمح لي أن أعرفك والقراء بنفسي أنا محمد عبد الله ود سيدنا من مواليد مدينة اغردات 1947م وترعرت في مدينة على قدر وفيها بدأت الدراسة الأولية واستكملت الدراسة حتى الصف الثاني المتوسط في مدينة تسني 1963م.

* التحقت بعضوية جبهة التحرير الإرترية في نوفمبر 1964م بمدينة على قدر وتدرجت في النسق الجماهيري من عضو حتى رئيس تشكيلة مكونة 25 عضوا وكنت اساعد والدي في مجال الزراعة ثم التحقت بالعمل في الاتصالات التلفونية وكنت عضوا فاعلا في الجبهة وأربط الاتصال غير موقع عملي تسني المواقع.

* والتحقت بالميدان مع ثلة من رفاقي للانضمام للمقاتلين في ساحة الوغى في اكتوبر 1967م في المنطقة الاولى والتحقت بالسرية الرابعة التي كان يقودها المناضل الكبير محمد على إدريس ابورجيله وبعد إنهاء التدريب العسكري كلفت بمهمة أمين مالي للفصيلة الثانية بالسرية الرابعة.

حدثنا عن بدايات تأسيس جهاز الخدمات الصحية ؟

• تأسس جهاز الخدمات الصحية مع بداية انطلاقة الكفاح المسلح في سبتمبر عام 1961م وكانت الأدوية تجمع في مدينة كسلا ثم ترسل للميدان عن طريق الأخ عبد الله محمد عامر في منطقة القدين وكان أول من بدا بها العلاج داخل الميدان الأخ المناضل محمد على ود شيخ وكان يعالج المرضى ويسعف الجرحى وكانت الأدوية عبارة عن بنسلين - كلوركين - قاطع نزيف - ضماضات - سلفات - أسبرين - مطهرات جروح - ومضادات حيوية للإسهال والالتهابات.

• وقد حاولت دفعه من الممرضين الالتحاق بالقائد الشهيد عواتي ورفاقه من الرعيل إلا إنها ورغم إنها جابت الميدان لمدة شهر كامل إلا إنها لم تستطع لقاءه فعادت أدراجها وعملوا في مجال التمريض في كسلا وهم إبراهيم ليمان ومحمود طاهر سالم وحامد يوسف وكان قبلهم في العيادة الأخ محمد آدم قصير وقد انضم إليهم الأخ هاشم جعفر ووالده جعفر آغا وعبد الله آدم وعلى هندي أما في داخل إرتريا فكان قادة الفروع والتشكيلات الجماهيرية يرسلون الأدوية والملابس وغيرها وكانت مدينة اغردات مركزاً أساسيا للدعم الطبي وكانت تمر عبر المناضل الشهيد صالح محمد سعيد عدوي كما كان للأخ الممرض عثمان عبد الله شريف والذي كان يعمل في مستشفى اغردات دوراً كبيراً في علاج الجرحى وكان يخرج لعلاج الجرحى في قرى قريبة من مدينة اغردات وقد عالج الشهيد محمد موسى فكاك والمناضل محمد نقوس كما كانت هناك مقار سرية داخل مدينة اغردات يشرف عليها المناضل الشهيد ابوبكر عثمان على شيخ والشهيد حسين عمر.

من هو أول شهيد للجهاز الصحي ؟

وكان أول شهيد يسبب المرض عبد الله حسب الله دارس والذي استشهد تحت وطأة المرض في منطقة هقر ضواحي بارنتو 1962م.

حدثنا عن الدورات الصحية الأولى والذين شاركوا فيها واين عقدت ؟

* في عام 1963م تم الشروع في تنفيذ دورات للتمريض وكانت تتم في مقار سرية بمدينة اروما السودانية وكان الأستاذ والمشرف الأخ إبراهيم ليمان الذي كان يعمل مساعداً طبيا في مستشفى أروما.

* ثم دورة خارجية إلى سوريا وكان فيها الأخ الشهيد عبد القادر رمضان والشهيد حسين دافر والشهيد عبد الله يوسف ثم تلتها دورة عام 66 وأخرى إلى سوريا أيضا وكان فيها المناضلين حفيظ سعد الدين واسناي إدريس ومحمد صالح عوض هباش وجابر سب وصالح إبراهيم وآخرين.

* وفي أكتوبر 1969م أرسلت دورة للعراق وكان العدد 25 مناضل ومناضلة وكان فيها بجانب التعليم الطبي التدريب العسكري الكامل واذكر من بين أعضاء تلك الدورة محمد عبد الله ود سيدنا ومحمد آدم قصير وصالح قلبوب وعمر حيلا وحامد أمحراي وآخرون وقد اختص الزملاء في شتى المجالات كمساعدين طبيين ومنها المعمل والصيدلة والأشعة والجراحة.

عيادة كسلا بداية النشأة والدور ؟

تأسست عيادة كسلا بشكل رسمي عام 1965م وكان يشرف عليها المناضل عبده عثمان عضوالقيادة الثورية لجبهة التحرير الإرترية وكان فيها عدداً من المناضلين العاملين في مجال التمريض ومنهم محمد آدم قصير / عبده يسن / محمد على آدم / عمر آدم / يسن هاكين. وكان يشرف على الناحية الغذائية الشهيد حسين سمر العول وزوجته الشهيدة سعدية محمد وانضم الأخوان عبد الرحيم يوسف ويوسف إدريس نور وعبد الله محمد سعيد والأخ ابذا محاري والأخت سعديه تسفو وإبراهيم عقوم وإبراهيم محمد نور وآخرين كثير.

جهاز الخدمات الصحية كيف تطور وماهي مسيرته ؟

مر جهاز الخدمات الصحية بعدة مراحل المرحلة الأولى كانت الانطلاقة وكانت عبارة عن ممرض واحد لكل وحده وكانت المرحلة الثانية مشرف على العمل الصحي لكل منطقة وأمناء صحين على مستوى الفصائل والسرايا ثم تطور إلى جهاز صحي يشرف عليه رئيس رئيس مباشرة تحت إدارته العيادات والوحدات الصحية في كل المستويات والأقسام كان أول رئيس لجهاز الخدمات الصحية المناضل الشهيد عبد القادر رمضان وكانت إدارة الجهاز مشكلة من الأخوان حسنيت وكان رئيسا للإدارة والأخ الشهيد حسن باشميل والأخ إدريس عمر ومحمد عبد الله ود سيدنا وحفيظ سعد الدين وعبد الله شريف قسم البيطرة وبعد المؤتمر الوطني تولى الإدارة الأخ يوسف برهانو كرئيس للجهاز الصحي وفي عهده انقسم الجهاز إلى مدني وعسكري ليؤدي كل واجبه في مجال محدد وبإدارة خاصة وتبع جهاز الخدمات الصحية المدنية مكتب الشئون الاجتماعية والذي رفد بألوف المناضلين والمناضلات العاملين فضلا عن القابلات ومرشدي التوعية الصحية. في الحلقة القادمة:

* العيادات في الميدان

* أنواع الأمراض التي كانت سائدة في الستينيات والسبعينيات.

* مستشفى هواشيت المركزي

• السابق
• التالي