حوار مع الدكتور جلال الدين محمد صالح - سكرتير العلاقات الخارجية للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية

حاوره الإعلامي الأستاذ: عبدالله محمود هيابو - كاتب وصحفي ارتري

حوار مع الدكتور جلال الدين محمد صالح سكرتير العلاقات الخارجية للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية

جـلال الدين محمد صالح 30

استطاعت الحركة الإسلامية تجاوز العوائق بكسبها الجهادي والسياسيالفيدرالية أثارت لغطاً لأنها خرجت عن الأطروحات العمومية والحلول العائمة إفراد الجبرته بمجموعة إثنية منفصلة قرار حكيم.. وهذه مبرراتنا أفورقي يقوم بإرباك المنطقة بمواقفه غير الناضجة.. ولا لإرهاب الدولة.

مدخل: الدكتور جلال الدين محمد صالح إحدى القامات الأكاديمية التي استطاعت المزاوجة بين العمل الأكاديمي والشأن العام، لم ينفصل عن واقعه كغيره من المثقفين الذين آثروا الإنزواء والتفرغ لحياتهم الخاصة بعيداً عن تعاطي الأوضاع السياسية والإجتماعية في بلادهم، وإنما ظل ينافح بالكلمة والقلم عبر كل المنابر من صحف ومجلات عربية مهاجرة ومواقع إلكترونية، كانت لنا معه هذه السياحة السياسية والفكرية أثناء زيارته للسودان مشاركاً في الإجتماع التأسيسي للنحالف الديمقراطي، حاولنا محاصرته بالأسئلة لكنه استطاع الإفلات ببراعة.. فإلى مضابط الحوار.

السيرة الذاتية:

• ولد في كرن عام 1956م درس حتى الفصل الرابع الإبتدائي بالمدرسة الحكومية، ثم أكمل المرحلة الإبتدائية بمعهد دار السلام لأصحاب اليمين بكرن.

في عام 1974م قبل بالمرحلة الإعدادية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، واصل رحلته التعليمية في هذه الجامعة إلى درجة التخصص حيث نال الدكتوراه في عام 1994م تخصص فرق، وكانت اطروحته في (المهدي المنتظر عند الشيعة الإثني عشرية) أجيزت بمرتبة الشرف الثانية مع التوصية بالطبع.

كان أحد نشطاء الحركة الطلابية في المدينة المنورة وعمل ضمن الإتحاد الإسلامي لطلبة إرتريا، وكان أحد كتاب مجلته الغرباء (الغرباء).

ويقول الدكتور جلال الدين محمد صالح: عندما تأسست حركة الجهاد الإسلامي الإرتري حُلّ الإتحاد الإسلامي لطلبة إرتريا، وكنت أعارض حله، لأنه كان لي بعض التحفظات على قيام الحركة ومع ذلك تم اختياري غيابياً في مؤتمر الحركة التأسيسي عضواً بمجلس الشورى، ولكن نتيجة لما حدث من انقسام في عام 1993م سحبت عضويتي وقررت العمل في المجال الثقافي.

ويواصل د. جلال قوله (بعد حصولي على درجة الدكتوراه وجدت عملاً في المملكة المتحدة (بريطانيا) فدخلتها متعاقداً مع المنتدى الإسلامي لأكون مسؤولاً عن النشاط الثقافي في المنتدى. ثم تعاقدت مع كلية لندن المفتوحة للدراسات الإسلامية مسؤولاً عن الإشراف في القسم العربي، أعمل الآن عميداً لكلية لندن المفتوحة للدراسات الإسلامية.

أساهم في المواقع الإرترية كتابة، وأشغل سكرتارية العلاقات الخارجية في الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية. من أبرز كتبه (الحركة الإسلامية الإرترية والعمل السياسي).

بصفتكم أحد الذين أسهموا في مسيرة الحركة الطلابية الإسلامية في الثمانينيات، نرجو منكم إلقاء الضوء على تلك التجربة؟

الحركة الطلابية الإسلامية الإرترية تمركزت ونمت بشكل قوي وفعال في السودان والمملكة العربية السعودية حيث الجامعات الإسلامية والعمل الدعوي المؤسس على منهجية فكرية ناضجة ومستقيمة، تأخذ الإسلام برؤية شاملة وواعية لمختلف أمراض المجتمع، وعلله الدينية، مع شيئ من التباين في الإجتهادات، لاسيما فيما يتعلق بنقطة البداية، وكيفية مغالبة الهجمة الجاهلية بكل شعبها وتعقيداتها.

وفي عام 1974م عندما قدمت إلى المدينة المنورة وجدت الحركة الطلابية الإرترية تعمل في إطار الجمعية الخيرية الإرترية، وفق لائحة تحظر على الجمعية الإنخراط في العمل السياسي، لكن بعد عامين من وصولي وتصاعد وتيرة الأحداث السياسية في إرتريا، وتوافد مزيد من الطلاب غيرت تلك اللائحة، وتحررت من قيود حظ العمل السياسي ومنهجية الإنعزال عن قضايا المجتمع، وبهذا حدث حراك ملحوظ وملموس في الأوساط الطلابية المدينية إلى أن تكونت جمعية (النهضة).

ولكن صاحبت الحركة الطلابية بشكل عام علل التدين القاصر وعصبيات إنتماء المذهبيات الفكرية وإن كان ذلك لم يقعدها تماماً عن أداء رسالتها، فعلى كواهلها وسواعدها قامت الحركة الإسلامية الإرترية الحديثة بكل ما فيها من مآخذ، ومازال روادها الأوائل يتصدرون مسيرة الحركة الإسلامية ويسهمون في تطويرها وتوجيهها.

كنتم أحد قيادات العمل الإسلامي الموحد في إرتريا (حركة الجهاد الإسلامي الإرتري)، نرجو أن تحدثنا عن تلك المرحلة؟

ولدت حركة الجهاد الإسلامي وأنا يومئذ طالب، وبالرغم من أنها جاءت في وقت كان يستوجب ظهور كيان سياسي يقاوم ويتصدى لتجاوزات الجبهة الشعبية، واعتداءاتها السافرة على المعتقدات والأعراض إضافة إلى مواجهة المستعمر الإثيوبي أبديت تحفظاتي وتخوفاتي لأسباب عديدة منها إحساسي بأنها رد فعل استفزازي، وليست فعل إرادي جاء نتيجة تزاوج وتلاقح فكري، وحوار توحيدي هادئ وراسخ ينطلق من رؤية استراتيجية واضحة المعالم، ولكن مع ذلك مضيت في ما مضى فيه الإسلاميون، وأخذت أراقب الوضع من الداخل، وأطرح ما بدا لي أنه عقلاني من الأطروحات السياسية والفكرية منها اعتبار الجهاد حالة طارئة على الإسلاميين الإرتريين والسلم هو الأصل بينهم وبين سواهم، وإنه متى تحررت إرتريا، واستتب الأمن والإستقرار السياسي تحولت الحركة إلى قوة سياسية تساهم في بناء المجتمع وأذكر أني كتبت مقالاً في مجلة النفير باسم بلال محمد تحت عنواني (مستقبل حركة الجهاد الإسلامي بعد استقلال إرتريا) أبنت فيه هذه الرؤية، وأثار ردود فعل متباينة، راضية وأخرى ناقمة، ثم لما وقعت الواقعة وانشقت الحركة كنت واحداً في لجنة الإصلاح التي سعت للتوفيق ورأب الصدع، غير أخفقت، بعد ذلك أخذت أسأل حتى متى ستحمل الحركة الإسلامية السلاح فكنت أسمع الرد حتى إقامة الدولة الإسلامية، وكنت ما زلت أرى في مثل هذا التوجه عد النضج السياسي وعجزاً عن فقه الدين وترتيب أولويات التمكين الإسلامي، والحمد لله تجاوزت الحركة الإسلامية هذا الفقه القاصر، وتغلبت على العجز بكسبها الجهادي والسياسي فآثرت مجتمع الشريعة أولاً على دولة الشريعة، لهذه الأسباب الفكرية التي ذكرت طرفاً منها قررت أن أقول قناعتي وأنا خارج السرب الجهادي، وأخذت أكتب كتابي الذي صدر باسم (الحركة الإسلامية الإرترية والعمل السياسي) وفيه طرحت الحل الفيدرالي حلاً لمشكلة السلطة في المجتمع الإرتري وظللت أتحاور عبر المحاضرات الفكرية والسياسية مع مختلف التوجهات الإرترية من خلال الندوات التي ظلت تقام في بعض العواصم الأوروبية وبالذات استوكهولم. وهكذا تعرفت على زملاء تلاقت أفكارنا في حل إشكالية السلطة الأمر الذي أدى إلى نشوء الحركة الفيدرالية.

ما هي الأسباب التي دفعتكم لتأسيس الحركة الفيدرالية؟

انت تعلم أن حب البقاء غريزة جبل عليها الإنسان والأرض مصدر بقاء الإنسان، ومن ثم نرى أنها أحد أهم عوامل التدافع الإنساني عبر التاريخ تارة بالأصالة، وتارة بالتبعية، بمعنى أن الإنسان يقصدها لذاتها أو لأهداف أخرى أسمى منها وأجل، ولكن نماء هذه الأهداف السامية أياً كانت وازدهارها مربوط بالأرض ومهما كانت التوجهات الفكرية للأطراف المتدافعة في المجتمع الإرتري فإن تدافعها يدور حول الإستئثار (بالأرض) وكنوزها أو حمايتها، لأن هذا يتطلب حيازة السلطة نرى الجميع يجعل من السلطة مقصده الأساسي والأول ولو أدى ذلك إلى الاقتتال وإراقة الدماء، والحل الفيدرالي هو أرقى حل أنتجه العقل البشري في إدارة شأن السلطة والثورة، يحول دون حدوث تدافع حاد ودموي حول الأرض بهذه الفلسفة تأسست الحركة الفيدرالية حتى لا يكون فساد واقتتال في الأرض مصدر بقاء الإنسان الإرتري.

أثارت فكرة الفيدرالية لغطاً كثيفاً في الشارع الإرتري، ما أسباب ذلك في رأيكم؟

الفيدرالية أثارت لغطاً كثيراً في المجتمع الإرتري لأنها خرجت عن الأطروحات العمومية والحلول العائمة، ولامست لب المشكلة كما هي من غير تدليس ولاتلبيس منطلقة في كل ذلك من تحليل تركيبة الكيان الإرتري الموروث أصلاً عن المستعمر الإيطالي والمصنوع من قبله.

تفسر الحركة الفيدرالية الصراع في إرتريا على أنه صراع حول السلطة والثروة ألا يتعارض ذلك مع خلفيتكم الإسلامية التي تفسر الصراع باعتباره عقدي وحضاري؟

تفسير الحركة الإسلامية للصراع باعتباره صراعاً حضارياً، والحركة الفيدرالية بأنه صراع حول السلطة والثروة لا تعارض بينهما ولاتضارب لأن الحضارات كما يقول مالك بن نبي أنها تفاعل بين الإنسان والتربة فالإنسان لكي ينتج حضارة لا بد أن يتفاعل مع التربة يعني الأرض، والتفاعل مع الأرض هو مصدر صراع الحضارات، لأن كل حضارة بما تحمل من قيم ومفاهيم حياتية لا بد لها من سلطة وثروة، ولهذا لا أدري بين التفسيرين تناقض وتضارب فكل منها يستلزم الآخر.

يرى البعض أن طرحكم في الحركة الفيدرالية كان ينبغي أن يتشكل في مركز بحث (مركز أبحاث الفيدرالية مثلاً) لأنه الفيدرالية في رأيهم تحتاج إلى دراسات إجتماعية وسياسية متعمقة أكثر منها إلى قوالب سياسية تكتظ بها الساحة؟

طرح الحل الفيدرالي من خلال مركز أبحاث رؤية مقدرة ومعتبرة، ولكن في نظرنا يمكن الجمع بين كيان سياسي يحمل رؤية سياسية، وينشط ضمن فعاليات الحراك السياسي وبين مركز أبحاث يمد هذا الكيان بدراسات مجودة تخدم أهدافه السياسية، وتشد من أزره، وتعينه على اتخاذ القرار المناسب في الوقت والمكان المناسبين، والحركة الفيدرالية تعطي العمل البحثي قدراً كبيراً من الأهمية في تحديد خياراتها، وتدرك جيداً أن العمل البحثي هو عمدة الحل الفيدرالي، لذا نحرص كل الحرص على الإنطلاق منه في ممارسة وأداء دورها السياسي الأمر الذي يعني إمكانية الجمع بين هذا وذاك.

يعاب على الحركة عدم وجود قيادة متفرغة لإدارة عملها السياسي والتنظيمي.. ما رأيكم؟

مهم جداً أن تكون لكل عمل سياسي قيادة متفرغة، ولكن للضرورة أحكام، والحركة الفيدرالية تتجدد بين الحين والآخر في كل شعبها التنظيمية ولترتقي من شكل إلى آخر ضمن ثوابتها السياسية، وحسب ما تفرضه الظروف تتطور في أدائها القيادي من الأداء الجزئي إلى الأداء الكلي حسب مقتضيات لأحوال، ونعتقد أن أداءها القيادي في هذه المرحلة يتناسب مع تطورها التنظيمي.

خرجتم من مؤتمركم الثاني الذي انعقد أواخر العام الماضي بقرارات منها إعتماد الجبرته كمجموعة إثنية مستقلة.. ما دافع ذلك القرار خاصة إذا علمنا أن تقسيم القوميات في إرتريا مبني على اللغة؟

لا توجد قوميات في المجتمع الإرتري بمعناها الحقيقي ولكن توجد مجموعات لغوية وعرقية وعشائرية، والحديث عن حقوق هذه المجموعات ليس عيباً في ذاته، وإنما العيب والخطر هو هضم هذه الحقوق، وإثارة الفتن بين هذه المجموعات لأسباب سياسية رخيصة واستغلالية، والجبهة الشعبية إنما قسمت المجتمع الإرتري إلى قوميات لفرض شيفونية تجرنياوية كما هو الحاصل حالياً، والجبرته مجموعة لغوية ذات ثقافة إسلامية لا تحمل مشاعر الإنتماء إلى مجموعة التجرنية المسيحية وإن كانت تتحدث اللغة التجرنياوية وذلك لاعتبارات ثقافية وتاريخية، ولا تحس بأنها جزء من مجموعة التجرنية المسيحية، لأن الإنتماء القومي لا تحدده اللغة فحسب، وإنما مجموعة عوامل من أهمها العقيدة الدينية، والخلفية التاريخية، ومن هذا كله تتشكل المشاعر والأحاسيس، ويتحدد انتماء الإنسان الثقافي والفكري، إذا ما نظرنا إلى الحالة الجبرتية نجدها تجرنية من حيث اللغة، وليست كذلك من حيث الثقافة ومشاعر الإنتماء، إنها حالة تحس بتميزها، وتشعر بالقلق وعدم الإطمئنان بحذفها أو إلحاقها بكيان لا ترى أنها جزء منه، ولا يمثل توجهها الحضاري والثقافي مهما كانت اللغة مشتركة ونعتقد أن هذا حق من حقوقها ويجب أن يحترم ويقدر ويناصر، من هنا خرجت الحركة الفيدرالية بالقرار الذي أشرت إليه في شأن الجبرته ونعتبره قراراً حكيماً وعادلاً يتناسب والغاية التي تسعى إليها الحركة الفيدرالية وهي العدالة الشاملة لجميع أفراد الوطن ومجموعاته اللغوية والعرقية.

تخلت الحركة في مؤتمرها المذكور عن تقسيم برحتو الفيدرالي.. ما هي الأسباب؟

ما يهم الحركة الفيدرالية هو المبدأ وليس التفاصيل، وتقسيم برحتو تبنته الحركة اجتهاداً، وتخلت عنه اجتهاداً من بعد أن رأت ذلك من شأن المجتمع الإرتري، ومع ذلك ترى إمكانية إتخاذه منطلقاً للنقاش.

ما تقويمكم لإجتماعات المعارضة الإرترية التي انعقدت بالخرطوم وانبثق عنها التحالف الديمقراطي الإرتري (تحدي)؟

لقد استطاعت فصائل المعارضة الإرترية أن تلتقي وتتجاوز نقاط خلافها، وتحدد مواطن لقائها، وتتحاور بوضوح وصراحة في سبيل الخروج برؤية مشتركة تجعل منه قوة مؤثرة وفاعلة في قلب الموازين السياسية لصالح السلام والإستقرار في المنطقة بشكل عام، وفي الوطن بشكل خاص ونجحت في الخروج بمظلة سياسية جامعة تحت اسم التحالف الديمقراطي الإرتري (تحدي) اختصاراً، ويعد هذا نجاحاً يستحق التقدير والدعم، ولكن الأهم من ذلك العمل الجاد والقوي الذي ينقلنا جميعاً من إطار التنظير إلى إطار التطبيق، إنطلاقاً من ميثاق التحالف واحتراماً لبنوده، وتجسيداً لها في ميدان العمل.

ما تقييمكم لخطة السلام الإثيوبية في نوفمبر التي قبلت مبدئياً بقرار المحكمة الدولية لترسيم الحدود مع إرتريا؟

السلام مطلب كل الشعوب، والحرب مأساة الإنسانية والمبادرة الإثيوبية في تحقيق السلام بين إثيوبيا وإرتري خطوة إيجابية ما دامت تنطلق من قرار التحكيم الدولي الصادر عن محكمة لاهاي بعد اتفاقية الجزائر.

ماذا عن مستقبل المعارضة الإرترية بعد توقيع اتفاقية السلام في السودان؟

اولاً باسم الحركة الفيدرالية أهنئ الشعب السوداني بهذا الإنجاز، وأهنئ حكومة الإنقاذ على ما حققته من خطوات إيجابية في تحقيق سلام شامل في السودان ونأمل أن يكون لهذا الإنجاز أثر إيجابي في المجتمع الإرتري، واعتقد أن تحقيق السلام في إرتريا عامل مهم من عوامل تثبيت السلام في السودان، وأحسب أن السودانيين حكومة وشعباً ومعارضة مدركون لهذه الحقيقة، وسيعملون على تحقيقها بالشكل الذي يجعل من إرتريا بلداً آمناً مطمئناً، وتعيش فيه كل المجموعات الثفافية والعرقية بعدالة شاملة، توزع فيها السلطة دون ظلم أو عدوان، وإلا فإن المنطقة ستبقى غير مستقرة، وهذا سيفقد السلام طعمه وحلاوته، وهو ما لا يرضاه السودانيون ويعملون على تجنبه.

يقوم أفورقي في الآونة الأخيرة بمحاولات لإختراق محور صنعاء.. هل يمكن أن ينجح في ذلك في رأيكم؟

ابدى أفورقي انزعاجه من حلف صنعاء من أول يوم ظهر فيه هذا الحلف وأدلى بتصريحات معادية ضده متهماً إياه باستهداف نظامه، ومقللاً في الوقت ذاته من تأثيره السياسي والإقتصادي على نظامه، غير أن العزلة الإقليمية، وتدهور الأوضاع الإقتصادية مثلت أبرز مظاهر تأثير حلف صنعاء على نظام أفورقي مما اضطره إلى هذه المحاولة، إلا أنها في نظري تأتي في الوقت الضائع، وما أظنها تعطي أفورقي أكثر مما ينبغي أن يدفع ثمناً لتجاوزاته، واعتداءاته على دول الجوار، وربك المنطقة كلها بقرارات ومواقف غير ناضجة.

دأبت المنظومة الغربية على ربطً الإسلام بالإرهاب.. ما رأيكم؟

سلفاً لا بد من التأكيد بأن ليس الإرهاب حتى الآن تعريف مجمع عليه وأياً كان التباين في تعريف الإرهاب فإن الإسلام يدين إزهاق وقتل أرواح الأبرياء والعزل من الشعوب أطفالاً ونساءاً وشيوخاً ورجال دين مسالمين ورجال أعمال متاجرين لا علاقة لهم بالحروب ونزاعاتها، والإرهاب بهذا المفهوم لا يخص ديناً بعينه ولاجنساً بعينه، ولا قوما ًمعينين، فليس هنالك إرهاب إسلامي، ولا إرهاب نصراني، ولا إرهاب يهودي، ولكن قد يكون من بين المسلمين إرهابيون، كما يمكن أن يكون من النصارى واليهود، ومن الظلم أن تنعت أمة بكاملها بالإرهاب وهي ضحية الإرهاب، وكما يمكن أن يكون الإرهاب من الأفراد والمنظمات يكون أيضاً من الدولة، فهنالك إذن إرهاب الدولة وهو أشد أنواع الإرهاب يمارس باسم الحفاظ على الأمن، ويحمي ذاته من الإدانة الدولية بعلاقات دبلوماسية تصبغ عليه الشرعية مادام ملتزماً بحماية المصالح الأجنبية مهما كان ضرر المواطنين بالغاً.

Top
X

Right Click

No Right Click