حوار مع رئيس التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر في معرض الخرطوم الدولي
حاوره الإعلامي الأستاذ: جمال همد - صحفي وناشط إرتري معارض المصدر: عدوليس
• لسنا إنفصاليين بل نحن وطنيين إرتريين،
• نتفق مع جبهة الإنقاذ الوطني في كل شئ الا الإندماج،
• حق الإنفصال نعني به وضع الضمان منعاً للهيمنة،
يكتسب هذا الحوار أهمية كبرى لكونه ولأول مرة يتعرف فيه الإرتريون على الأهداف المعلنة للتنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر، كما يضع فيه السيد إبراهيم هارون (33) عاماً حداً لكل التكهنات التي راجت حول هذا التنظيم. كان الرجل واضحاً وصريحاً معنا حتى حول الأوضاع الداخلية للتنظيم.
ابراهيم هارون من مواليد (طيعو) درس الإقتصاد في جامعة أديس ابابا ولم يكمل دراسته التي قطعها للتفرغ للعمل العام، إنضم التنظيم الى التحالف الوطني الإرتري عام 2002م في الإجتماع الخامس للتحالف، وإندمج في علاقات ثنائية وثلاثية ورباعية مع كل تنظيمات المعارضة مؤكداً أنه تنظيم يؤمن بوحدة التراب الإرتري بصرف النظر عن مشروع حق تقرير المصير الذي يرفعه وهو الأمر المثير للجدل في الأوساط الإرترية.
لماذا إخترتم أن تقاوموا كعفر وتأسسوا تنظيم ذو طابع قومي، مع أن العفر كانوا دائماً ضمن التنظيمات الوطنية التي ناضلت من أجل الإستقلال، وتناضل الآن من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية والإستقرار، مع العلم أن فترة الكفاح المسلح أظهرت قيادات عفرية بارزة ؟
الشعب العفري في إرتريا قدم الكثير من التضحيات من أجل إستقلال إرتريا، ولكن بعد التحرير والإستقلال الذي ناضل من اجله كل الشعب الإرتري من أجل الإستقرار والعدالة والديمقراطية والمساواة ذهبت آماله أدراج الرياح ومن ضمن ذلك قومية العفر، وقد تعرضنا لاضطهاد كبير وتمييز واضح، وأصبح إقليم دنكاليا يحكم بواسطة من لايعرفون عادات العفر وثقافتهم وتراثهم، كذلك لم تقدم الحكومة أى خدمات تذكر فلا وجود للمدارس المتوسطة والثانوية بالإقليم، ولا توجد خدمات صحية، لذلك لجأنا الى المقاومة والكفاح المسلح لكى نحقق طموحات شعبنا ومواطنينا وهو حق مكفول لكل القوميات الإرترية ونحن نقرّ بذلك الحق للجميع، ونضالنا موجه ضد الهيمنة القومية، هيمنة قومية واحدة على بقية القوميات وفرض ثقافتها ولغتها، وكذلك تبنينا إطروحة (حق تقرير المصير لكل القوميات بما في ذلك حق الإنفصال) وعندما نقول حق تقرير المصير نعني بذلك ضمن الوطن الإرتري الموحد، وعندما نقول حتى الإنفصال فنعني بذلك وضع ضمانة لهذا الحق حتى لايتجنى علينا أحد أو يهضم حقوقنا.
حدثنا عن خلفيات المقاومة في إقليم دنكاليا.. البعد الجغرافي وغيره يحجب الكثير من المعلومات، مع أننا نعرف أن هنالك مقاومة لم تنقطع ؟
المشاكل مع الجبهة الشعبية لم تبدأ بعد الإستقلال بل كانت قبل ذلك، فقد حدثت تجاوزات كبيرة تسئ لشعبنا، وقد تصدى شعبنا لتلك التجاوزات والإستفزازات، ونحن عندما قاومنا الشعبية لم نقاوم نضالها بل قاومنا نهجها وممارساتها وسياساتها الموجه ضد شعبنا، وواجهنا تعسفها وإضطهادها القومي والتمييز العنصري الذي مارسته، كما أنها أى الشعبية لم تتبع نهج ديمقراطي وحتى الان تسير في ذات النهج بذات العقلية. وكما قاومنا الشعبية قبل الإستقلال قاومناها ولم نزل حتى الآن، وقد شارك شعبنا في الإستفتاء الذي جرى تحت إدارة الشعبية متجاوزين كل ممارساتها وذلك لنقول نعم للإستقلال، نحن نرفض الهيمنة ونرى أن الإستعمار الإثيوبي كان يعني الهيمنة والآن نرى نفس الهيمنة من أبناء جلدتنا، والآن الشعب العفري يلتف حول التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر سعياً وراء الخلاص.
مع أن بعض الإجابات السابقة أشارت الى الأهداف التي تريدون تحقيقها الا أننا نريد ان نسمع الأهداف والوسائل التي يتبعها تنظيمكم ؟
نحن في التنظيم الديمقراطي نسعى لأن يكون هنالك ضمان لعدم تكرار تجربة الهيمنة التي نعاني منها الآن.. نحن لسنا إنفصاليين نحن وطنين ناضلنا من أجل إرتريا الواحدة الموحدة مع كافة قوميات وقطاعات الشعب الإرتري، والآن نحن نناضل مع بقية الفصائل الإرترية من أجل التعددية السياسية والديمقراطية في إرتريا، نحن نريد أن نضمن حق قوميتنا في الحياة وفي حكم إقليمها وأن لايهيمن علينا أحد، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نتبع وسيلة الكفاح المسلح لأن الجبهة الشعبية لاتؤمن الا بالقوة كما نتبع الوسائل السياسية والجماهيرية.
أنتم تتحالفون الآن مع عدد من التنظيمات والفصائل التي لايؤمن بعضها بحق تقرير المصير للقوميات هذا داخل التحالف القديم وكذلك الجديد، كما انكم وقعتم إعلان كاسل مع أربعة تنظيمات لا يقر بعضها بحق تقرير المصير فعلى ماذا تتم تحالفاتكم هذه ؟
نحن عندما دخلنا التحالف الوطني الإرتري قبل عامين ثبتنا رؤيتنا حول حق تقرير المصير للقوميات في الميثاق، وذلك لكل القوميات ثم تحالفنا مع التنظيمات الأربعة في جبهة الأنقاذ الوطني وقد إتفقنا مع التنظيمات الأربعة على النقاط الخمسة التالية:-
1. حق تقرير المصير لكل القوميات،
2. كل قومية ان تحكم نفسها،
3. أن تمثل هذه القوميات في الدولة المركزية،
4. كل اقليم له الحق في التصرف بنصف ثروته وتحويل النصف الآخر الى المركز،
5. اللغتان العربية والتغرنية هما اللغتان الرسميتان في البلاد مع حق القوميات في تطوير لغاتها والمحافظة على عاداتها وتنمية تراثها.
لكل ذك جاء إتفاقنا مع مجموعة كاسل في جبهة الإنقاذ الوطني، ولكن مالم نتفق معهم عليه هو الإندماج.
يقال أنك تعاني من مشاكل داخلية في تنظيمك ويدللون على ذلك بالمحاولة التي حدثت قبل فترة واستهدفت حياتك، كما أن التنظيم لم يعقد مؤتمره حتى الان ؟
في عملية النضال دائماً المشاكل موجودة، ومنها أن العدو يعمل دائماً في سبيل هزيمتنا وذلك باللجوء الى عمليات الإغتيال وقد تعرض الكثير من زملائي لذلك، وليس شخصي فقط، داخلياً التنظيم متماسك وقوي كما أن جماهير العفر في الداخل والخارج يلتفون حولنا، أما بالنسبة للمؤتمر فقد تأخر بعض الشئ وسوف يعقد قريباً إن شاء الله، وأعود فاقول أننا نؤلم النظام بالعمليات العسكرية التي نقوم بها لذلك يلجأون إلا عمليات الإغتيالات ولهم خبرة في ذلك.
حدثونا علاقاتكم الخارجية ؟
نملك علاقات جيدة بكل من السودان واليمن وإثيوبيا، النظام وعملائه يثيرون الغبار الكثيف حول طبيعة علاقاتنا بإثيوبيا ويصفونها بأنها علاقة تبعية، وبأننا عملاء للوياني، وأننا إنفصاليين... الخ من هذه الترهات.
أحب أن أوكد أننا مواطنين إرتريين قبل كل شئ وعلاقتنا مع الفصائل الإرترية تؤكد ذلك، وكما اسلفت فإننا نؤمن بوحدة إرتريا أرضاً شعباً ولكننا نناضل من أجل تثبيت حقوقنا المشروعة من اجل حكم إقليمنا ورفضنا لكل هيمنة قومية كانت اوعرقية.