المناضلة اداليت نور بنت عونا والعمل الثوري للثائر لوالديها

ترجمة الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  كتاب: قدلي دقي انستيو ገድሊ ደቀንስትዬ نضال المرأة الارترية

نجت المناضلة "اداليت نور" بأعجوبة من مذبحة "عونا" التي ارتكبها الجيش الاثيوبي عام 1970

اداليت نور

ولكنها فقدت امها وابوها في تلك المذبحة البشعة.

حادثت اغتيال والديها على يد العدو الغاشم قد منح اداليت دافعا قويا للعمل على محاربة العدو وتخليص شعبها من الاستعمار.

في الحقيقة في تلك اللحظة، كان خيار الاول لأداليت انها تحمل السلاح للثائر لوالديها وقريتها.. ولكن تم اقناعها بأن العمل من الداخل ليس اقل اهمية من حمل السلاح بل كلاهما مكملان لبعضهما البعض.. بل العمل من الداخل هي الوسيلة الاكثر فاعالية في زعزعة وجود العدو من الداخل.

وهكذا انخرطت اداليت الى الخلايا السرية التي كانت تعمل داخل مدينة كرن... وذلك رغم المخاطر المحدقة بمثل هذه الانشطة خاصة وانها تعمل بين كفي كماشة العدو بل وفي عقر داره.

وقد امتد ذلك العمل الوطني ليشمل ايضا زوج اداليت.. وهكذا اخذت المقاومة بالنسبة لاداليت بعدا عائليا.

ومن مهام اداليت ورفاقها كان نقل معلومات دقيقة خاصة بالعدو الى الثورة... وايضا نقل المؤن والادوية الى الميدان.

ومن اجل ضمان وسرية العمل الثوري، تم تشييد مخباء سري تحت الارض في داخل منزل اداليت، لتخزين ممتلكات الثورة.

ومن ضمن الفتيات اللواتي كن يعملن مع اداليت في داخل مدينة كرن نذكر الشهيدة لتنكئيل، والشهيدة القانيش، والشهيدة هيوت، والشهيدة محرت، وجميعهن اشتشهدن اثناء القيام بعمليات بطولية، فمنهن من استشهدت بالاعدام ومنهن من استشهدت اثناء التعذيب في السجن اما "هيوت" فقد استشهدت بعد ان انفجرت عليها قنبلة وهي في طريقها الى تنفيذ العملية.

ففي احد الايام وكرد فعل للعمليات الفدائية التي كان يتعرض لها، قرر الجيش الاثيوبي، اغلاق جميع المنافذ من والى مدينة كرن، بأستثناء ثلاث نقاط،
وهم:-

(بلوكو اغوردات) الطريق المؤدي الى اغوردات،

وطريق اسمرا،
وطريق دعاري المؤدي الى الساحل.

كانت اداليت وزوجها وناشط آخر يدعى تكروراي مكلفين بنقل معلومات دقيقة حول تحركات العدو، وممتلكات سرية تابعة للثورة، وبعض الادوية والمؤن..
على ظهر حمار... ولكن المدينة كانت محاطة بجيش العدو... وعليه كان لابد من تدبير خطة.

وبعد مشاورات طويلة وتقييم عميق للواقع، اتفق الثلاثة على ان تكون نقطة الخروج عبر طريق الساحل (دعاري).

والخطة كانت كالتالي... تقوم اداليت بشرب كمية كبيرة من الماء.. وعندما يصلون الى نقطة التفتيش ويقتربون من جنود النقطة، تقوم اداليت بإدخال صباعها الى عمق فمها لتجبر نفسها على الاستفراغ امام الجنود الاثيوبيون... في تلك اللحظة تظاهر زوجها والناشط على انهم قلقين على حال اداليت وقاما يسندانها، احدهمت امسك بها من ذراعها الايمن والآخر من ذراعها الايسر... الجندي الاثيوبي اشمئز من مظهر اداليت... فصرخ في وجههم مطالبا اياهم بالابتعاد عن وجهه... قالئلا "ابتعدو عنا بقذارتكم".

وهكذا تمكنت اداليت ورفاقها من الإفلات من تفتيش العدو.. وهم يحملون ممتلكات الثورة.

القصة لم تنتهي هناك.. وبعد ان قطعو مسافة وجدو انفسهم وجه لوجه مع طابور من الجيش الاثيوبي كان عائدا من الساحل... في هذه اللحظة لم تعطي اداليت الجيش الاثيوبي الفرصة للسؤال والتفتيش بل بادرتهم اداليت بإخراج علبة السيجارة من الكيس وقدمتها لهم كهدية... وبينما كان افراد الجيش منهمكين بتقاسم السجائر... اداليت ورفاقها واصلو طريقهم بإتجاه تواجد الثوار.

التحية للمناضلة الارترية

منقول من كتاب "نضال المرأة الارترية"

تنويه: هذه ليست ترجمة حرفية للقصة.

Top
X

Right Click

No Right Click