ارتريا الايام الصعبة
بقلم الأستاذ: عبدالفتاح محمد احمد دراسي - كاتب وباحث في التاريخ
يصف المؤرخون الايطالييون الحقبة الممتد من 1941 الي 51 في ارتريا بالايام الصعبة،
اذ اشتد الصراع بين المستعمرين الاوائل والجدد، حول من يدير البلاد بعد سقوط الفاشية. عملت ايطاليا بمختلف الطرق من اجل حماية مصالحها في ارتريا، بينما كانت المخابرات الاثيوبية تجمع وتنظم العصابات وتغتال كل من يقف امام مشروعها الاستعماري.
اما الانجليز فلم يكن لهم موقف محدد وقد لاحظ ذلك كبيري لاول مرة عندما وقف امام الجنرال كينيدي كوك مطالبا اياه بالالتزام حيال الوعود التي اطلقها الانجليز لسكان اسمرا ابان الحرب العالمية الثانية.
بدات اثيوبيا بمهاجمة وقتل الايطاليين وتدمير محاصيلهم الزراعية وحتي مصادرة المزارع في عيلابرعد وفلفل سلمونا ودقمحري ..الخ احتج الايطاليين الذين لم يكفو عن التصرف كاسياد حقيقيون للارض وفي الاخر فرو ولم يتبقي منهم الا عشرون الف.
اما الارترييون المثقفون من المسلمين و المسيحيين كانو يقاتلون لوحدهم ضد المؤامرات التي كانت تحيكها اجهزة المخابرات ضد وحدة واستقلال ارتريا.
في مساء الخامس والعشرين 1947 من ابريل، استيقظ سكان ارتريا علي حادث مروع راح ضحيته صاحب مزرعة ايطالي جوزيبي كتاني في ماي قورا.
بعدها ظهرت علي المسرح عصابة دموية مارست الإرهاب ضد السكان وهي ما ستعرف لاحقا بعصابة موسازقي واسسها الاخوين برهي و ولديقابريل ابناء موسازقي في البداية كانو مجرد لصوص، ولكنهم سرعان ما تحولو الي ابطال في الحماسين ومن ثم في باقي المرتفعات والتجراي.
تواصلت الأعمال العدائية ضد المواطنين، بل وصل بهم الامر ان قامت الشفتا باستهداف منزل ممثل الحكومة البريطانية بقنابل يدوية.
بدات الامور تأخذ طابع الحرب السياسية في ارتريا منذ عام 1948 حينما اسست مجموعة الاندنت جناحها العسكري، بغرض تصفية المجموعات المناهضة لمشروع الوحدة مع اثيوبيا، وقد تشكلت هذه المجموعات من عناصر مسيحية من سكان الهضبة.
والمؤاكد ان الحزب الشيوعي الايطالي ايضا متورط في هذه الأعمال إذا قام بعضهم بدعم هذه المجموعات وتوجيهها لاستهداف الشخصيات السياسية.
وقد كانت مجموعة الشيوعيين الايطاليين تقدر بحوالي 200 فرد وكان يديرها يهودي اسراىيلي اسمه لويس يعمل تحت غطاء محامي وتاجر في اسمرا ومعه شخص، ايطالي اسمه غاريبالدي ارادو التاثير علي الانتخابات في ايطاليا.
المعروف ان الشيوعيين الايطاليين حاربو مع اثيوبيا ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه المرة كان مشروعهم افشال مساعي الحكومة الايطالية التي تسعي للمطالبة بضم مستعمراتها السابقة تحت ادارتها وذلك لهدفين.
الاول يتمثل في اسقاط الحكومة في روما التي كانت تراهن علي الفوز في الانتخابات الرئاسية مستخدمة ورقة ارتريا.
اما الهدف الثاني كان للمطالبة بضم إرتريا الي اثيوبيا وذلك من اجل طرد الفاشييون الايطاليين من ارتريا.
تاريخيا معروف ان الحزب الشيوعي الايطالي خالف دائما روسيا فيما يتعلق بقضية ارتريا وذلك بانحيازهم لاثيوبيا في البداية وبعد الثورة الي الثورة الارترية وهوا ما يناقض موقف الاتحاد السوفيتي الذي انحاز لمطالب ايطاليا في البداية وفي ايام الثورة الي اثيوبيا.
بدات ايطاليا حملة اعلامية وكانت الصحف الايطالية تنقل اخبار الحوادث في شوارع اسمرا، وبذلك كانت تشكل ضغط علي الادارة الإنجليزية التي فشلت بالقيام بدورها في حماية المواطنين في إرتريا.في روما في أغسطس و سبتمبر 1948.
بدات الصحف تنشرا المقالات المؤيدة لمطالب الحكومة هناك، وقد كانت في الغالب تتحدث عن موسكو وتمجد مواقفها المؤيدة لايطالية.
وهناك مصادر عديدة تتحدث عن لقائاة عديدة بين الروس والايطاليين، بخصوص ارتريا وباقي المستعمرات.
لجاء الايطالييون الي القنوات الدبلوماسية للمطالبة بلعب دور حيوي في ادارة مستعمراتها السابقة، وذلك بعد الإنغلاق التام الذي أظهره الفريق الأنجلو أمريكي ضد تطلعاتها.
قررت روسيا مكافاة ايطاليا علي ابتعادها عن الحلف الأمريكي.
اذ قام وزير الخارجية الروسي انذاك بمقاطعة اعمال المؤتمر الذي عقد في باريس، وكان من اجل التفاكر حول كيفية ادارة المستعمرات الايطالية السابقة في افريقيا وطالب الوزير بضرورة اشراك إيطاليا في ادارة مستعمراتها، وهوا ما دفع في النهاية المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، لنقل الملف الي الامم المتحدة.
في ابريل 1948 عشية الانتخابات الرىاسية الايطالية، لأسباب انتخابية واضحة، قامت الحومة الايطالية بمبادرة وهي فكرة تفويض ايطاليا لإدارة إرتريا والصومال وليبيا لفترة مؤقتة علي ان تقوم هي بدفع النفقات والتكاليف لهذه المدة.
وقامت مظاهرات عديدة مؤيدة للاقتراح في مستعمراتها السابقة من قبل ايطاليين وبعض المنتفعين من مواطني المستعمرات او ممن لم يتقبلو فكرة الانضمام الي اثيوبيا.
ساءة الاوضاع الامنية في ارتريا بعد نقل ملف ارتريا الي لجنة الامم المتحدة في نهاية العام.
في منتصف ابريل 1949 وبعد مقتل كبيري بايام تحت ضغط كبير وخوفا من استهداف مواطنيها، حاولت ايطاليا لعب دور بين الاحزاب الارترية وذلك بخلق تحالف بين الاحزاب الارترية، وذلك بعد ان اتضج لهم ان بريطانيا وامريكا قررتا الاخذ بمقترح اثيوبيا.
بدا الايطالييون بدعم الاحزاب التي كانت تطالب بالاستقلال الكامل، وقد قامو حتي بتمويل صحيفة الرابطة.
في الجانب السياسي بعد وصول اللجنة تمت انشقاقات عديدة في صفوف الاحزاب للمطالبة بحق تقرير المصير، وقد يكون في ذلك دور للمخابرات الغربية
وقد انقسم الحزب الليبرالي التقدمي وخرج من رحمه الحزب الليبرالي مع اثيوبيا.
انشقت مجموعة من حزب ارتريا المستقلة الوحدة مع اثيوبيا من حزب ارتريا المستقلة.
لم يسلم من هذه الانشقاقات حتي حزب الرابطة الاسلامية الذي انشق عنه حزب الرابطة الاسلامية المنخفضات، في هذه الظروف وفي محاولة منها لفرض الأمن شددت السلطان الإنجليزية من الاجرائات الامنية وفرضت حالة طؤاري، منعت حتي الالعاب النارية في الأحياء الاوروبية.
واصدرت الحكومة قرارا بمكافحة العصابات وكل من يتعاون معهم.
من أجل ذلك جلبت قوات سودانية الي العاصمة اسمرا وعددها خمسمئة فرد للحفاظ علي الأمن في العاصمة، لم تمر ايام ودخلت القوات السودانية في معركة ضد المسيحيين بعد مقتل احد افرادها، وقتلت منهم 40 فردا.
بعدها انتقلت العصابات الي اكلي قوزاي وفي العاصمة وفي كرن والقاش وبركة.
سرعان ما انتشر امر الشفتا وانضم الكثير من المسيحيين الي العصابات التي وصلت الي قناعة بأن اثيوبيا خلف هذه الأعمال وان لا أحد يستطيع معاقبتهم، وقد راو المحاكمة الهزلية للمتهمين باغتيال كبيري وهم رئيس حزب الاندنت قارزا قريسيلاسي ونائبه، بينما فر المنفذون للجريمة الي اثيوبيا وقد تم استيعابهم في الجيش الاثيوبي كمكافاة لهم.
تفول احد التقارير البريطانية وهي تتحدث عن من هم خلف هذه المجموعات.
The central budget office was located in Axum and was administered by Nubreid Gebre - Meskel Teebyo, then head of the Coptic Church in that region.
The military aspect of shifta operations was directed by Col. Issays Gebre - Selassie, then District Governor of Adowa.
The day - to - day contact between the Axum and Adowa officers and the shifta in Eritrea was under the direction of a common criminal and a BMA prison escape, Mesfin Teebyo.